الجمعة، 2 ديسمبر 2016

زيارة الملك سلمان وجدلية الأنا والآخر


  تأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الى أخية سمو الأمير المفدى الشيخ تميم بن حمد ضمن جولة لجلالته في دول الخليج العربية وحضور القمة الخليجية المرتقبه  يوم الثلاثاء القادم في البحرين الشقيقة, ولي هنا بعض الملاحظات أود لو أذكرها

أولا: أعتقد أن هناك نية حقيقية لبناء ذات خليجية جديدة , بعد أن اصبح هامش المناورة لكل دولة على حدة ضيق جدا  ويحتمل كثير من المخاطر والمآزق

ثانيا:المؤشرات الاصلاحية  المستمره في دول الخليج العربيه خاصة في المملكة العربية السعودية  وليس آخرها ما تم بالأمس   من إعادة لتشكيل مجلس العلماء ومجلس الشورى  وكثير من الوزارات دل على حراك  تبادر بة السلطة  بإتجاة بناء وحدة  وطنية تحتمل الاخطار القادمة.

ثالثا:التنبة بأن الدولة لم تعد الفاعل الوحيد  , بل ان هناك قوى ما تحت الدولة  لها فاعلية تتزايد يوما بعد آخر مالم  تنتبة هذه الدول  الى ترتيب أوضاعها بشكل  يجعلها محصنة  من  ظهور هذة القوى واختراقها لبناء الدولة مستغلة  اطياف الظلم  والقهر الاجتماعي والديني.

رابعا: العالم تغير بشكل  كبير لم يعد معيار المصلحة وحدة المتحكم في العلاقات , بل حلت الايديولوجيا اليمينية المتطرفه معيارا جديدا يرى فى الاخر تخلفا  ومشروعا للطرد والاحتقار  وعودة الى مركزية الرجل الأبيض أو ثنائية السيد والعبد أو أن التاريخ يبدأ من الشرق لينتهي بالغرب في أوج حضوره وصورته المثلى.

خامسا:  المنطقة مقبلة على وضع جديد  وخطير إقتصاديا  حيث بدأ الاقتصاد الانتاجي يفقد دوره أمام الاقتصاد المالي وحركة رؤوس الاموال , وخطورة ذلك  ان تتحول  هذه الدول الى شركات  أكثر منها دول  ومصانع لتشغيل العماله  وتسكين المهجرين.

سادسا: فئة الشباب تمثل النسبة العظمى من سكان هذه الدول ولاتزال  في معظمها تعاني من التهميش , وعدم المشاركة الفعلية  الا في إطار النشاطات الريعية والرياضية المحدودة

سابعا: غياب الحامل الاجتماعي في جميع دول الخليج ماعدا دولة الكويت وأقصد به "الدستور" الناظم لحركة المجتمع ,العقد بين الحاكم والمحكومين الذي بناء علية تتم عملية تقنين العلاقة  واعطاء القانون الفرصة  لممارسة فاعلة وعادله

ثامنا: ليس هناك خلاف أيا كان شكله  على انظمة الحكم في هذه الدول , لكن المطلوب هو أن تتطور بإتجاه المواطن  والمشاركه  وليس أدل من حب هذه الشعوب  لأنظمتها من محنة احتلال الكويت  وعودة شرعيتها بمطالبة شعبية  كاملة  لم يشذ عنها  فرد واحد من ابناء الشعب الكويتي.

تاسعا: العلاقة الايرانية –الخليجية , أعتقد أن هناك قطع طولي  تاريخي عميق في جدار هذه العلاقة , يصل عمقا حتى حدود المقدس والمدنس ,ولاأعرف كيف يمكن مقاربته , هل يمكن ذلك من قبيل دراسة تاريخ "الذهنيات" أم من قبل دراسة منظومة"العرفان" الذي تتميز بها العقلية الفارسية أمام ذهنية"البيان" التي تسيطر على العقلية العربية. حيث يبدو هناك فشلا كبيرا في مجرد مقاربتها سياسيا كل هذه العقود الماضية, الذي أود أن اشير إليه هو , أن  النية الصادقه في بناء دولة"وطنية" في بلداننا  سيخفف كثير من آثار هذا القطع الطولي العميق  وسيجعل من مرجعية الدولة الوطنية الحاضنة لجميع مواطنيها  أساسا  فارقا عن جميع المرجعيات الاولى  المسيطره الآن والتي تلعب بورقتها إيران أيما لعب.

عاشرا:  قضية التعليم يجب أن تكون ضمن كل اجندات القمم الخليجية لأهميتها , التضارب في مناهج التعليم من رسمي  وخاص وديني  في مجتمعات  أحادية لاتزال , يجعل من هذا التعدد  مثلبة وليس  ميزة ,ثقافة قبول التعدديه شرط أساسي لتعدد مناهج التعليم وليس العكس.
أحد عشر:مرحبا بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في وطنه قطر  وفي ضيافة سمو الأمير المفدى الشيخ تميم الذي يستشرف المستقبل دائما بروح الايمان والثقة, قطر كلها  تقول لك ياخادم الحرمين , أنت في القلب منذ أن جعلت من الحزم  سلاحا   أمام كل تردد أو تراجع.




الأحد، 27 نوفمبر 2016

المطر والوطنية والطائفية


 

هناك امثلة تدل على أن المجتمع  يفتقدالى حامل إجتماعي  يمثل او يعبر عن إرادتة, أو وسيط من خلالة يجد سبل للتعامل مع مشكلاتة  أو مايستجد من أمور لنضرب أمثلة على ذلك , في كل عام ومع موسم نزول الامطار يجد المجتمع نفسة  بين الشكر  والشكوى  للشكر لله على هذا الخير العميم والشكوى من"أشغال " لعدم استعدادها الاستعداد الكافي لتلافي  مشكلات تراكم المياة وانسداد الطرق  وإعاقة السير والمرور, كيفية الشكوى رجما  وشتما من وسائل الاتصال الجماهيرى  لهذه الادارة, هذا العام اارتفع منسوب الشكوى الى مستوى التشكيك في وطنية من  يضع صورا عن ماتسبب من أضرار لما لذلك من تشوية لصورة البلد المقبل على حدث عالمي كبير أو ربما ايضا  نقصا في الدين الذي يحث على عدم نشر"الفضائح" المجتمع هنا يتعامل  مباشرة مع الحدث  بشكل مباشر  فج دون وجود اليات يمكن من خلالها التعامل معه بشكل سياسي طبيعي  , تستغل بعض  وسائل الاعلام الخليجيه وبعض المغرضين ذلك  ويشيروا قائلين انظروا ماذا فعل المطر في دولة قطر الفتية الجديدة التي تنفق المليارات على بنيتها التحتية,من المال العام؟ لو أن هناك حاملا إجتماعيا  مدنيا لة قوة الرقابة الشعبية لأختلف الأمر وقالوا أنظر كيف يُحاسب  المفرط  أو المتساهل  أو السارق  في دولة قطر ؟   تماما كما يحدث في إمارة دبي , الناس لاتنظر الى الخلل ولكن تنظر الى العقوبة التي  تطبق علية بإيجابية ,  قضية أخرى هامة  وهي قضية "الاختلاق" نختلق ان هناك حوارا للأديان في قطر , نختلق أن هناك نفسا طائفيا  في قطر  من مجرد صورة  أو تصريح , مع أن تاريخ قطر  لم يعرف  ذلك اطلاقا  ويستثير ذلك ميكانزمات اولية في المجتمع العاجز عن التعبير عن ارادته أو إيصال صوته , فتكون الردود كما ذكرت فجة  وسلبية, يجب التنبة الى حقيقة واضحة أن المجتمع يتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي من منطلق الولاءات الأولية  وليس من منطلق المجتمع المدني الذي لم يوجد بعد , فهو في معظمة "ردة" وليس تطور, أنا أعتقد إذا كنا مخلصين فعلا في تطوير المجتمع  فلابد من إيجاد حامل إجتماعي  يترجم من خلالة المجتمع ارادتة  ولو تدريجيا , بدلا من العلاج بالصدمة والاسقاط بالبراشوت  ثم استخدام  طائرات "الدرون"  الاعلامية  والصحفية للدفاع والنفاق   , قطر تستحق الأفضل من أبنائها ليس تملقا ونفاقا , ولكن رأيا  ونصيحة صادقة  تستشرف المستقبل  وترى النذر والاخطار المحدقة به