السبت، 7 أبريل 2012

الطبقه البرجوازيه فى قطر



إفتقد المجتمع القطرى تاريخيا إلى تعرجات  ومسالك  تكون الطبقات الاجتماعيه , فالتاريخ القطرى  ليس  تاريخ مراحل بل هو تاريخ  القفزه أو الطفره, لذلك فالطبقه فى قطر ليست تكون تاريخى وإنما  صناعة  الدوله. الطبقه الوحيده فى قطر هى الدوله التى تفرز طبقاتها. قفز الاقتصاد القطرى من الرعى والغوص إلى النفط. وإستعاض لسد هذه الثغره الانتاجيه  بالعماله الاجنبيه الاسيويه بالذات بكثافه كبيره  وبإقتصاد التوكيلات التجاريه التى أصبح ملاكها فيما بعد يمثلون طبقه برجوازيه  حملت فى ثناياها بوادر  وامآل  طبقه وسطى هشه.  لم يمر الوعى الشعبى كذلك  بمرحله تصورات  لما قبل الدوله , الوعى السياسى الوحيد للمجتمع  هو وعى  الدوله نزولا إلى المجتمع. مجتمعات الخليج معظمها متشابهه فى هذا المجال إلا أن بعضها كالكويت مثلا كان للتجار دور كبير بل واصبحوا طبقه  وشاركوا فى بناء الدوله  مع الشيوخ . وأنفردوا بالتجاره مقابل الحكم للشيوخ  حتى عهد عبدالله السالم "عبداللطيف الدعيج. جريدة القبس الكويتيه"   . قطر لم تكن مركزا تجاريا فى أى نوع من أنواع الاقتصاد التقليدى كانت ممرا  للسفن  وتعانى من ندرة فى السكان وأهلها أهل  غوص وصيد وهذه المهن  لاتساعد على إقامة  طبقة التوفير والاستهلاك الذاتيه التى تكون بالتالى الاستقلاليه الفكريه والماديه. هناك بعض العوائل القطريه التجاريه إلا أنها محدوده وأرتبطت بتجارتها مع الدوله لضعف المجتمع وضعف موارده الماديه  وصعوبة استمرار تجارتها دونما إحتواء ومشاركه من الدوله. هناك اساسا تجار ولكن ليست هناك تجاره من دون الدوله وبموافقتها.هذا  الشكل السياسى لأولويه الدوله على المجتمع  أعطى الدوله فى قطر ميزه قد تفسر  ريادتها اليوم  وسرعة تحركها فى المحافل الدوليه والاقليميه. أن تقوم الدوله بتشكيل المجتمع وتنظيمه و التحكم فى طبقاته  ليس نمطا شائعا فى علم الاجتماع السياسى الذى  يشير إلا أن الدوله أساسا تمظهرا لإرادة المجتمع  وشكلا من أشكال وعيه السياسى. تحول إجتماع القطريين إلى مجتمع بإرادة الدوله  فضرورة إقامة الدوله فى حينه لم يكن لينتظر  الامور لتصبح  فى سياق قيام الدوله التاريخى من تحت إلى أعلى  . إدماج المجتمع فى الدوله  بحيث تصبح دولة المجتمع وحصر جوانب التسرب فى العلاقه بين الطرفين وزيادة المشاركه وإرساء القانون  كمرتكز للدوله وللمواطن باستقلاليه,  كفيل مع الوقت لاصلاح الخلل  وقيام كل من المجتمع والدوله بدوريهما الفاعلين  

الثلاثاء، 3 أبريل 2012

سكين المجتمع وزواج الضحيه من المغتصب

 




خبر إنتحار الشابه المغربيه التى ألزمتها أسرتها بالزواج من مغتصبها, يمثل أزمة ثقافه كامله وليست مأساه فرديه لشخص أو لعائله واحده, كما تعود المجتمع العربى أن يقرأها يوميا فى الصحف  ولاتستدر منه سوى شفقه أو لحظه  عطف لأسره مصابه .  سلوك الاسره يأتى فى سياق المجتمع الذى يتعامل مع المرأه كجسد  وليس كنفس وإلا كيف  يتم زواجها  ممن تسبب فى أذاها النفسى. فصل المجتمع العربى جسد المرأه عن نفسيتها بينما أبقى للرجل الحالتين واحده  حينما يحق لمغتصب  , تغلب  جسده فى لحظه إغتصابه  على عقله  ونفسية الانسان فيه , أن يكافأ بزواجه ممن اشتهاها جسده وطمعت فيها غريزته. فى حين تُجبر المرأه على  الزواج ممن آذى نفسيتها  بل وحطم شعورها وكرامتها   وانسانيتها  درءا  وسترا لإنكشاف الجسد . المرأه ايها الساده ليست جسد  وليست إناء هش ليكسر بهذه السهوله , مفهوم الشرف  أرفع من أن ينتهكه مجرم  لتفقده ضحيه بهذه السهوله , الجريمه يجب أن لاتعالج بخطأ يجعل منها  قاعده. لماذا  لايعاقب المجتمع المجرم  ويحفظ للمرأه المغتصبه شرفها الاجتماعى رغم إغتصابها  غدرا وعنوه أليست هى نفس انسانيه . هل العذريه هى الشرف فقط  بئس التعريف. هناك من ينتهك شرف الأمه وشرف المجتمع   بالاستيلاء على مقدراته , وخيراته ومستقبله. كيف يمكن إقناع شابه اغتصبها  مجرم بالزواج منه" ألم نستمع لقوله تعالى" وجعلنا بينكم مودة ورحمه" من أين تأتى الموده والرحمه فى هذه الحاله. ثمة تناقض واضح وسافر  فى التفريق النفسى بين الرجل  والمرأه  وهما مخلوقان من نفس واحده"يرأف المجتمع بنفسية الرجل  ويضع له البدائل المتاحه  من تعدد اشكال الزواج بعضها لايتفق لا مع الشرع ولا مع العادات والتقاليد  فى حين  يمارس على المرأه وضع" اللابديل"  إلآ بإرضاء المجتمع وتقاليده على حساب نفسيتها أو النبذ  أو خيار الانتحار الذى  اتخذته الفتاه المغربيه احتجاجا على عدم الاعتراف بها كنفس بشريه ومعاملتها كسلعه جسديه يكافأ بها مجرم احترمه المجتمع لأ ن ثقافته لم تدخل الطور الانسانى بعد. لاأزال أعتقد أن وضع المرأه فى عالمنا العربى  وفى ثقافتنا لم يتطور بعد  إلى دورها الحقيقى كأم وزوجه  وأبنه  وقوه عامله  لاغنى لأى مجتمع عنها, لاتزال المرأه يُنظر إليها كجسد  وليس كنفس , قضيه العذريه  قضيه حسيه جسديه  بينما الشرف مفهوم معنوى كبير  واشكاله كثيره  لأنه مفهوم عام  وفضيله اجتماعيه تبنى بها الاوطان إختزاله إلى جزئيه صغيره  فى قضيه إجرام وإكراه نكبه لمجتمعنا العربى ولثقافتنا الاسلاميه السمحه  ولثوراة شعوبنا الراهنه وغدرا وعدم وفاء كذلك لكل الدماء التى سالت فيها. ماذا سيقول من أجبر الشابه المغربيه أمينه" على الزواج من مغتصبها عنوه لله عز وجل  هل هى فعلا إنتحرت أم قتلت ؟وما القتل سوى فصل النفس عن الجسد.توأمه وروحه النابضه فى الحياه.   رحمها الله   لقد فضلت أن ترحل بكرامتها المغدوره من أن تنضوى تحت لواء ثقافة مبتوره تطلب من الضحيه  ان تبتسم   للجلاد حتى وهو ينحرها بسكينه لا عفوا إنها سكين المجتمع.

الأحد، 1 أبريل 2012

اليقظه ليست بالضروره "نهضه"








النهضه اساسا مفهوم غربى قام على ركائز ثلاث  اولها:تغير فى البنيه الاجتماعيه وظهور للطبقه الوسطى وثانيها :  اصلاح دينى  ميز ماللملك وما لله . وثالثهما:  تطور مادى فى البناء والتشكيل والرسم وظهور للمدن.. هذه الترويكا الثلاثيه احدثت نوعا من النهضه فى الغرب . تغير فى البنيه  وتغير فى التفكير .تبعه تغير فى الانماط السلوكيه. نلاحظ هنا ان مفهوم النهضه لاعلاقة له بالماض. النهضه  بمعناها  نهوض عن الماضى  وليست تجليا له او لاعادته.  بمعنى أن مفهوم النهضه ليست له جذور تاريخيه عربيه.النهضه اساسا مفهوم يرتبط باللحظه اذ هو ليس مفهوما يحيل اى الماضى بأى شكل من الاشكال, ثمة مفاهيم أخرى تحمل  إعادة الماضى  على انه نهضه بينما هو فى الحقيقه إحياء  للماضى ,  ولكن المفهوم الحقيقى والواضح  لاعلاقة له بالماضى بل إنه قطع مع الماضى بكل اشكاله.  يظهر من  تعاملنا كمجتمعات مع ما احدثته الثورات العربيه من تغير  وازاله لرؤوس الاستبداد  والطغيان أن الذهنيه العربيه لاتزال عاجزه عن ادراك  مفهوم النهضه  الحقيقى كفعل مستقبلى  لايأخذ من الماضى إلا ذكراه وتجربته  ولكن لايستورده  ولا يستورد شخصياته  او يحاول استنساخها, لذلك كان تعاملنا  أو تعامل اصحاب اليقظه بالماضى وبرامجهم تعامل شمولى مع الاحداث واستبدال  نموذج ساقط بنموذج جاهز  ومكتمل  ولم يعيروا  التغيرات  التى جرت على مفهوم السلطه ذاته وعلى كثير من المفاهيم السياسيه الاخرى أى اهتمام فالسلطه لم تعد الملك او الرئيس فقط ليكفى ازالته لتستوى الامور  والحزب لم يعد الحزب  ذلك الحزب  ذو العقيده السياسيه الجامده والمجتمع لم يعد مجتمع الاعلام الرسمى كذلك.كل هذه الأمور تغيرت  وأصبحت السلطه مجزأه ومقسمه داخل  آليات المجتمع  جميعها , والاحزاب لم تعد تحمل ايديولوجيا فقط وانما مصالح  والمجتمعات لم تعد موجهه  وانما تقود التوجيه . كل هذه الأمور لايمكن التعامل معها بمفهوم اليقظه" على أنه"نهضه" ولكى تتحول اليقظه الى نهضه لابد هنا من القطع مع الماض  كروشته وعلاج لمشاكل اليوم, الاسم التاريخى للحزب ليس مشكله  المهم أنه  يعيش الحاضر ويتبنى الياته وفكر  تقدمى للنهوض   إذا لم تتحول اليقظه الى نهضه فإنها قد ترتد الى ذاتها وتصبح عقيدة صلبه   كايديولوجيات العنصريه والعرقيه  وغيرهما بينما الاديان اساسا لم تكن عقائد صلبه  ولكن فهم البعض لها حولها الى ذلك. اليقظه اساسا وعى بماض تام  يتحول الى نهضه  عندما يكون نسقا مفتوحا للتأويل  وليس دليلا نصيا أو زيا   يعاد لبسه أو تخيله. لذلك مفهوم النهضه ليس مكتملا أو لايكتمل  أنه حاله من الصيروره  والنسق المفتوح ,تعامل مكونات المجتمع العربى واحزابه التقليديه  مع احداث ما بعد ثورات  لم يكن كذلك سوى جزئيه فى تونس  أما فى مصر  وليبيا فإن احزاب اليقظه  قد تعيق بل تستولى على النهضه  المرتقبه  لعدم ادراكها  للتغيرات التى حدثت فى العالم حول مفهوم السلطه والحكم . النهضه هو ما أحدثه الشباب من ثورات وتغيرات واسقاط  للنظم الديكتاتوريه  ولكن احزاب اليقظه  هو من استلم الزمام ليوقف عملية تشكل النهضه العربيه القادمه   , عندما تحدث فو كوياما عن نهاية التاريخ بسيادة النموذج اللبيرالى الديمقراطى  كان يعنى انفتاحه على العصر وعلى التغير  بمعنى انه فى عمليه تغير وصيروره تاريخيه دائمه  وهنا تكمن قوته وسيادته , بينما مشاريع احزاب اليقظه العربيه الايدلوجيه والدينيه  ترفض التحول  الى ذلك  وان اصبح بعضها مرنا بعض الشى لتقبل مكونات المجتمع  ودياناته  الا أن ثمة انشقاقات هنا وهناك داخل هذه الاحزاب  لاتساعد على الاطمئنان وعدم التراجع  لصعوبة التعامل مع الفكر  مالم تُحيد الافكار ضمن إطار الدوله المدنيه .على كل حال ,أود الاشارة مرة أخرى أن الاسلام ليس عقيدة صلبه  لأنه رساله عالميه للانسانيه جمعاء , ولكن فهمه سياسيا بمنظور  السلطه وسعيا لها  قد يجعله يحتمل التفريط للوصول الى السلطه ومن ثم الافراط بعد توصله واستيلائه عليها. التجربه العمليه لفصائل الاسلام "السياسى" تنبىء بذلك فى اكثر من مكان فى عالمنا العربى والاسلام. أود الاشارة اخيرا أن بداية النهضه  كصيروره قد تمت  من خلال الثورات العربيه   ولكن لكى تكتمل لابد من استمرارها كتجديد  لمفهوم السلطه الحديث  الذى يقتسم المجتمع بالعرض والطول  وليس كجوهر فردانى  يسهل حيازته والانفراد به  كما هو حاصل اليوم فى عالمنا العربى المأزوم. النهضه ليس لها برامج مسبقه, هى فعل حالى  فى اغلبه مفاجىء . يضع الامه على  مستوى الفعل والانطلاق و ما يقوم به ويقدمه الكثير من الاخوه الاجلاء من برامج  ودروس هو على مستوى الصحوه او اليقظه  وهى صحوه او يقظه بشىء سبق واستقر فى الذهن ولكى يتحول الى نهضه  ينبغى ابطال مفعوله الزمنى  المادى لكى يتحول الى ذكرى  وليس الى ذاكره متقده ومتمركزه حوله دونما انفكاك.