الثلاثاء، 3 أبريل 2012

سكين المجتمع وزواج الضحيه من المغتصب

 




خبر إنتحار الشابه المغربيه التى ألزمتها أسرتها بالزواج من مغتصبها, يمثل أزمة ثقافه كامله وليست مأساه فرديه لشخص أو لعائله واحده, كما تعود المجتمع العربى أن يقرأها يوميا فى الصحف  ولاتستدر منه سوى شفقه أو لحظه  عطف لأسره مصابه .  سلوك الاسره يأتى فى سياق المجتمع الذى يتعامل مع المرأه كجسد  وليس كنفس وإلا كيف  يتم زواجها  ممن تسبب فى أذاها النفسى. فصل المجتمع العربى جسد المرأه عن نفسيتها بينما أبقى للرجل الحالتين واحده  حينما يحق لمغتصب  , تغلب  جسده فى لحظه إغتصابه  على عقله  ونفسية الانسان فيه , أن يكافأ بزواجه ممن اشتهاها جسده وطمعت فيها غريزته. فى حين تُجبر المرأه على  الزواج ممن آذى نفسيتها  بل وحطم شعورها وكرامتها   وانسانيتها  درءا  وسترا لإنكشاف الجسد . المرأه ايها الساده ليست جسد  وليست إناء هش ليكسر بهذه السهوله , مفهوم الشرف  أرفع من أن ينتهكه مجرم  لتفقده ضحيه بهذه السهوله , الجريمه يجب أن لاتعالج بخطأ يجعل منها  قاعده. لماذا  لايعاقب المجتمع المجرم  ويحفظ للمرأه المغتصبه شرفها الاجتماعى رغم إغتصابها  غدرا وعنوه أليست هى نفس انسانيه . هل العذريه هى الشرف فقط  بئس التعريف. هناك من ينتهك شرف الأمه وشرف المجتمع   بالاستيلاء على مقدراته , وخيراته ومستقبله. كيف يمكن إقناع شابه اغتصبها  مجرم بالزواج منه" ألم نستمع لقوله تعالى" وجعلنا بينكم مودة ورحمه" من أين تأتى الموده والرحمه فى هذه الحاله. ثمة تناقض واضح وسافر  فى التفريق النفسى بين الرجل  والمرأه  وهما مخلوقان من نفس واحده"يرأف المجتمع بنفسية الرجل  ويضع له البدائل المتاحه  من تعدد اشكال الزواج بعضها لايتفق لا مع الشرع ولا مع العادات والتقاليد  فى حين  يمارس على المرأه وضع" اللابديل"  إلآ بإرضاء المجتمع وتقاليده على حساب نفسيتها أو النبذ  أو خيار الانتحار الذى  اتخذته الفتاه المغربيه احتجاجا على عدم الاعتراف بها كنفس بشريه ومعاملتها كسلعه جسديه يكافأ بها مجرم احترمه المجتمع لأ ن ثقافته لم تدخل الطور الانسانى بعد. لاأزال أعتقد أن وضع المرأه فى عالمنا العربى  وفى ثقافتنا لم يتطور بعد  إلى دورها الحقيقى كأم وزوجه  وأبنه  وقوه عامله  لاغنى لأى مجتمع عنها, لاتزال المرأه يُنظر إليها كجسد  وليس كنفس , قضيه العذريه  قضيه حسيه جسديه  بينما الشرف مفهوم معنوى كبير  واشكاله كثيره  لأنه مفهوم عام  وفضيله اجتماعيه تبنى بها الاوطان إختزاله إلى جزئيه صغيره  فى قضيه إجرام وإكراه نكبه لمجتمعنا العربى ولثقافتنا الاسلاميه السمحه  ولثوراة شعوبنا الراهنه وغدرا وعدم وفاء كذلك لكل الدماء التى سالت فيها. ماذا سيقول من أجبر الشابه المغربيه أمينه" على الزواج من مغتصبها عنوه لله عز وجل  هل هى فعلا إنتحرت أم قتلت ؟وما القتل سوى فصل النفس عن الجسد.توأمه وروحه النابضه فى الحياه.   رحمها الله   لقد فضلت أن ترحل بكرامتها المغدوره من أن تنضوى تحت لواء ثقافة مبتوره تطلب من الضحيه  ان تبتسم   للجلاد حتى وهو ينحرها بسكينه لا عفوا إنها سكين المجتمع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق