الأحد، 1 أبريل 2012

اليقظه ليست بالضروره "نهضه"








النهضه اساسا مفهوم غربى قام على ركائز ثلاث  اولها:تغير فى البنيه الاجتماعيه وظهور للطبقه الوسطى وثانيها :  اصلاح دينى  ميز ماللملك وما لله . وثالثهما:  تطور مادى فى البناء والتشكيل والرسم وظهور للمدن.. هذه الترويكا الثلاثيه احدثت نوعا من النهضه فى الغرب . تغير فى البنيه  وتغير فى التفكير .تبعه تغير فى الانماط السلوكيه. نلاحظ هنا ان مفهوم النهضه لاعلاقة له بالماض. النهضه  بمعناها  نهوض عن الماضى  وليست تجليا له او لاعادته.  بمعنى أن مفهوم النهضه ليست له جذور تاريخيه عربيه.النهضه اساسا مفهوم يرتبط باللحظه اذ هو ليس مفهوما يحيل اى الماضى بأى شكل من الاشكال, ثمة مفاهيم أخرى تحمل  إعادة الماضى  على انه نهضه بينما هو فى الحقيقه إحياء  للماضى ,  ولكن المفهوم الحقيقى والواضح  لاعلاقة له بالماضى بل إنه قطع مع الماضى بكل اشكاله.  يظهر من  تعاملنا كمجتمعات مع ما احدثته الثورات العربيه من تغير  وازاله لرؤوس الاستبداد  والطغيان أن الذهنيه العربيه لاتزال عاجزه عن ادراك  مفهوم النهضه  الحقيقى كفعل مستقبلى  لايأخذ من الماضى إلا ذكراه وتجربته  ولكن لايستورده  ولا يستورد شخصياته  او يحاول استنساخها, لذلك كان تعاملنا  أو تعامل اصحاب اليقظه بالماضى وبرامجهم تعامل شمولى مع الاحداث واستبدال  نموذج ساقط بنموذج جاهز  ومكتمل  ولم يعيروا  التغيرات  التى جرت على مفهوم السلطه ذاته وعلى كثير من المفاهيم السياسيه الاخرى أى اهتمام فالسلطه لم تعد الملك او الرئيس فقط ليكفى ازالته لتستوى الامور  والحزب لم يعد الحزب  ذلك الحزب  ذو العقيده السياسيه الجامده والمجتمع لم يعد مجتمع الاعلام الرسمى كذلك.كل هذه الأمور تغيرت  وأصبحت السلطه مجزأه ومقسمه داخل  آليات المجتمع  جميعها , والاحزاب لم تعد تحمل ايديولوجيا فقط وانما مصالح  والمجتمعات لم تعد موجهه  وانما تقود التوجيه . كل هذه الأمور لايمكن التعامل معها بمفهوم اليقظه" على أنه"نهضه" ولكى تتحول اليقظه الى نهضه لابد هنا من القطع مع الماض  كروشته وعلاج لمشاكل اليوم, الاسم التاريخى للحزب ليس مشكله  المهم أنه  يعيش الحاضر ويتبنى الياته وفكر  تقدمى للنهوض   إذا لم تتحول اليقظه الى نهضه فإنها قد ترتد الى ذاتها وتصبح عقيدة صلبه   كايديولوجيات العنصريه والعرقيه  وغيرهما بينما الاديان اساسا لم تكن عقائد صلبه  ولكن فهم البعض لها حولها الى ذلك. اليقظه اساسا وعى بماض تام  يتحول الى نهضه  عندما يكون نسقا مفتوحا للتأويل  وليس دليلا نصيا أو زيا   يعاد لبسه أو تخيله. لذلك مفهوم النهضه ليس مكتملا أو لايكتمل  أنه حاله من الصيروره  والنسق المفتوح ,تعامل مكونات المجتمع العربى واحزابه التقليديه  مع احداث ما بعد ثورات  لم يكن كذلك سوى جزئيه فى تونس  أما فى مصر  وليبيا فإن احزاب اليقظه  قد تعيق بل تستولى على النهضه  المرتقبه  لعدم ادراكها  للتغيرات التى حدثت فى العالم حول مفهوم السلطه والحكم . النهضه هو ما أحدثه الشباب من ثورات وتغيرات واسقاط  للنظم الديكتاتوريه  ولكن احزاب اليقظه  هو من استلم الزمام ليوقف عملية تشكل النهضه العربيه القادمه   , عندما تحدث فو كوياما عن نهاية التاريخ بسيادة النموذج اللبيرالى الديمقراطى  كان يعنى انفتاحه على العصر وعلى التغير  بمعنى انه فى عمليه تغير وصيروره تاريخيه دائمه  وهنا تكمن قوته وسيادته , بينما مشاريع احزاب اليقظه العربيه الايدلوجيه والدينيه  ترفض التحول  الى ذلك  وان اصبح بعضها مرنا بعض الشى لتقبل مكونات المجتمع  ودياناته  الا أن ثمة انشقاقات هنا وهناك داخل هذه الاحزاب  لاتساعد على الاطمئنان وعدم التراجع  لصعوبة التعامل مع الفكر  مالم تُحيد الافكار ضمن إطار الدوله المدنيه .على كل حال ,أود الاشارة مرة أخرى أن الاسلام ليس عقيدة صلبه  لأنه رساله عالميه للانسانيه جمعاء , ولكن فهمه سياسيا بمنظور  السلطه وسعيا لها  قد يجعله يحتمل التفريط للوصول الى السلطه ومن ثم الافراط بعد توصله واستيلائه عليها. التجربه العمليه لفصائل الاسلام "السياسى" تنبىء بذلك فى اكثر من مكان فى عالمنا العربى والاسلام. أود الاشارة اخيرا أن بداية النهضه  كصيروره قد تمت  من خلال الثورات العربيه   ولكن لكى تكتمل لابد من استمرارها كتجديد  لمفهوم السلطه الحديث  الذى يقتسم المجتمع بالعرض والطول  وليس كجوهر فردانى  يسهل حيازته والانفراد به  كما هو حاصل اليوم فى عالمنا العربى المأزوم. النهضه ليس لها برامج مسبقه, هى فعل حالى  فى اغلبه مفاجىء . يضع الامه على  مستوى الفعل والانطلاق و ما يقوم به ويقدمه الكثير من الاخوه الاجلاء من برامج  ودروس هو على مستوى الصحوه او اليقظه  وهى صحوه او يقظه بشىء سبق واستقر فى الذهن ولكى يتحول الى نهضه  ينبغى ابطال مفعوله الزمنى  المادى لكى يتحول الى ذكرى  وليس الى ذاكره متقده ومتمركزه حوله دونما انفكاك. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق