الخميس، 25 ديسمبر 2014

"مجتمع على صفيح ساخن"تشظي الهويه وتماسك الريع وضبابية التعليم


حتى وقت قريب كانت الهويه القطريه تحدد بمعيار : قبيلي , وغير قبيلي.
• * اليوم هناك إرهصات الى إحتمال إدخال البعد الطائفي مستقبلا إنعكاسا لمؤثرات خارجيه وملامح داخليه ,فهناك دور عباده غير المساجد , ومركزا للاديان
• *حتى البعد القبيلي المحدد الرئيس للهويه القطريه اليوم يتعرض لضغوط كبيره خاصة عند الحديث , عن دور المؤسس في بناء الدوله ,مع عدم التأكيد على ملحمة التاسيس ودور المشاركين فيها, الأمر الذي احدث ثقبا تاريخيا وفجوة في البناء الدرامي للدوله.وأفسح المجال واسعا للاستقطاب

• *عمليات التجنيس أدخلت إطارا جديدا للهويه القطريه , سواء من الاسيويين أو من الاخوان العرب الى جانب المعيار السابق . فهناك مجنسين من الطرفين , تدفع الى الحاجه لتشريعات تنظم هذا الجانب

• *كل معيار من هذه المعايير المحدده للهويه القطريه , يتحرك ضمن التحديات التي تواجهه , فالقبيلي , نوستالجي يدافع عن وضعه السابق , بينما غيره , يواجه تحديات وجوديه , لذلك هو يتطلع للمستقبل وإن كان يعاني من نظرة المجتمع واتهاماته من حين لآخر.

• *الماده أفرزت هويه مضاده للتاريخ ومتماسكه أمامه , لذلك لاحظنا كسرا واضحا للتابو الاجتماعي الذي كا ن سائدا قبل عقود والذي كان يفصل تماما بين القبيلي وغيره من حيث المصاهره والتزواج.

• *كما أعادت الماده تحديد المكانه الاجتماعيه , فلم يعد الجاه والاصل محددان كافيان , وبدت الثروه الماليه تكسب كثيرا من الأرض الاجتماعيه وتحيلها مرتعا لها ولنشاطها.

• * بروز ازدواجيه بين المحافظه على الهويه والبروز بالمظهر الغربي , فتم التضحيه في أمثلة عديده بالكفاءه المحليه من اجل المظهر الغربي واستقطاب الاسماء الغربيه .

• *يقارن القطري بين وضعه ووضع اخوانه في دول الخليج الاخرى, قد يرى نفسه متفوقا على البعض من ناحيه الرفاه النوعي , في حين يرى نفسه متاخرا عن البعض فيما يتعلق بمسألة بناء المجتمع المدني وملتقيات الثقافه

• *التجارب التعليميه التي تنقل خلالها المجتمع خلال العقدين الماضيين , أثرت سلبا على الهويه القطريه , وعدم تحديد حد ادنى من المنهج المشترك لجميع المدارس , أوجد تقابلات دينيه وايديولوجيه متضاده تعيش داخله, في حين خسرت اللغه العربيه مجتمعا عربيا قحا ,أجياله الحاليه تعاني من العاميه والانكليزيه المكسره , ولغات اسيويه تحيط به من كل جانب وهو في وضع ضعيف , مقارنة بالاجيال السابقه.

• * أوجد التعليم ماضيا مبسترا خاليا من العيوب , مقدسا في معظمه لايستمع الى الراي الاخر ولايستدعي عقله ولا يبدع كل ما عليه استحضار ما قاله السلف ,دون نقاش ,محتفظا دائما ببطاقة الاتهام دائما في جيبه.

• *أوجد التعليم ماضي طوبائي تسعى الأمه لاستعاده دائما بل ان هدف النشء العمل على ذلك, فأوجد نرجسية قاتله لايمكن الفكاك منها او التخلص منها.

• *بالرغم اشراك المرأه والدفع بها قدما , لايزال قطاع كبير من المجتمع ومن وسط الشباب ينظر الى ذلك بعدم الارتياح وهذا يدل على أن نظام التعليم متذبذب وغير مؤثر ويحتاج الى مراجعه , نتيجة ل مناهج التعليم المتضاربه , حيث مناهج ترى فيها عوره "تدرس" اليوم ومناهج تدفع بها الى المقدمه والمشاركه قفزا .

• * أوجد ذلك صراعا بين القيم في المجتمع , فالمواطن يرى نفسه سيدا مره وخادما مرة أخرى , يرى فى الآخر أخا مره ويرى فيه تحديا جاء على حساب رزقه تارة أخرى , يرى في الثروة نقمة ونعمه , ويرى في الماضي ملاذا من حاضر يتلاشى فيه.

• *جعل هذا الوضع القطري في حالة الدفاع دائما , فهو يدافع عن وطنه ممن جاء بارادة حكومته ليعمل فإذا به يستوطن ويستقر ,ويدافع عن دينه وسماحته ممن جاء يعلمه الدين فأصبح عبئا ثقيلا عليه وعلى الدين, ,لسنا مجتمع ضرائبي , ليدفع مقابل اقامته وسكناه, لسنا مجتمع دستوري لنشعر بالامان تجاهه.

• *دور الاعلام كان ولايزال سطحيا, يعزز من القيم وازدواجيتها , يريدك حرا ضمن نسق حرية المجتمع المفروضه, يعكس قيم الثقافه الاستهلاكيه من مولات وفنادق ومطاعم , في نفس الوقت يعزز قيم البداوه والعصبيه القبليه من خلال برامج التراث التي تعطى النشء انطباعا غير صحيحا عن موروثاته التي كانت في معظمها نشاطات اقتصاديه بحكم وضع المجتمع انذاك , فالقنص كان نشاطا اقتصاديا, والخوي كانت مهنه , والفداوي كذلك مهنه , اختفى ذلك النمط الاقتصادي , القائم على محورية الشيخ فيه , بعد ظهور الحكومه , ولكن يبدو أن هناك انزياحا نحوه بالرغم من توجه الدوله كما تعلن نحو المؤسسات وبناءها.

• * ليس للاعلام رسالة واضحه , يمكن قياس تقدمه من عدمه على مؤشراتها ,كم عدد البرامج الحواريه في الاعلام , ماذا تقدم ؟ مالقضايا واولوياتها في المجتمع ؟ في حين أن في قطر أكبر قناه حواريه في العالم العربي, وهنا دليل على الازدواجيه بين الشىء ونقيضه تبدو واضحه.

• * أرجو ان لايغفل المسؤولين عن الجانب الاجتماعي وهم في حمى الدفع اقتصاديا لتحقيق التزامات الدوله نحو الخارج , فكثيرا ماكان الجانب الاجتماعي المهمل , هو كعب أخيل للحكومات والانظمه , كل ما يتطلبه الوضع هو التنظيم ومواجهة المشاكل ودراستها وعدم جعلها تتراكم , فالهويه الوطنيه تبنى تدريجيا من خلال القوانين والنظم ونظم التعليم المحكمه ووسائل الاعلام الواعيه, ولاتترك للمشافهه وقصائد الشعر.

• اللهم علمنا ماينفعنا و انفعنا بما علمتنا وزدنا علما

الأربعاء، 24 ديسمبر 2014

اليقظه ليست بالضروره نهضه





النهضة أساسا مفهوم غربي قام على ركائز ثلاث أولها: تغير في البنية الاجتماعية وظهور للطبقة الوسطى وثانيها: إصلاح ديني ميز ما للملك وما لله. وثالثهما: تطور مادي في البناء والتشكيل والرسم وظهور للمدن.. هذه الترويكا الثلاثية احدثت نوعا من النهضة في الغرب. تغير في البنية وتغير في التفكير.

تبعه تغير في الانماط السلوكية. نلاحظ هنا ان مفهوم النهضة لا علاقة له بالماضي. النهضة بمعناها نهوض عن الماضي وليست تجليا له او لاعادته. بمعنى أن مفهوم النهضة ليست له جذور تاريخية عربية. النهضة اساسا مفهوم يرتبط باللحظة اذ هو ليس مفهوما يحيل أي الماضي بأي شكل من الاشكال، ثمة مفاهيم أخرى تحمل إعادة الماضي على انه نهضة بينما هو في الحقيقة إحياء للماضي، ولكن المفهوم الحقيقي والواضح لاعلاقة له بالماضي بل إنه قطع مع الماضي بكل اشكاله. يظهر من تعاملنا كمجتمعات مع ما احدثته الثورات العربية من تغير وازاله لرؤوس الاستبداد والطغيان أن الذهنية العربية لاتزال عاجزة عن ادراك مفهوم النهضة الحقيقي كفعل مستقبلي لا يأخذ من الماضي إلا ذكراه وتجربته ولكن لا يستورده ولا يستورد شخصياته او يحاول استنساخها، لذلك كان تعاملنا أو تعامل اصحاب اليقظة بالماضي وبرامجهم تعامل شمولي مع الاحداث واستبدال نموذج ساقط بنموذج جاهز ومكتمل ولم يعيروا التغيرات التي جرت على مفهوم السلطة ذاته وعلى كثير من المفاهيم السياسية الاخرى أى اهتمام فالسلطة لم تعد الملك او الرئيس فقط ليكفي ازالته لتستوي الامور والحزب لم يعد الحزب ذلك الحزب ذو العقيدة السياسية الجامدة والمجتمع لم يعد مجتمع الإعلام الرسمي كذلك. كل هذه الأمور تغيرت وأصبحت السلطة مجزأة ومقسمة داخل آليات المجتمع جميعها، والأحزاب لم تعد تحمل ايديولوجيا فقط وانما مصالح والمجتمعات لم تعد موجهة وانما تقود التوجيه. كل هذه الأمور لا يمكن التعامل معها بمفهوم "اليقظة" على أنه "نهضة" ولكي تتحول اليقظة الى نهضة لابد هنا من القطع مع الماضي كروشتة وعلاج لمشاكل اليوم، الاسم التاريخي للحزب ليس مشكلة المهم أنه يعيش الحاضر ويتبنى آلياته وفكر تقدمي للنهوض إذا لم تتحول اليقظة الى نهضة فإنها قد ترتد الى ذاتها وتصبح عقيدة صلبة كايديولوجيات العنصرية والعرقية وغيرهما بينما الأديان أساسا لم تكن عقائد صلبة ولكن فهم البعض لها حولها الى ذلك. اليقظة اساسا وعي بماض تام يتحول الى نهضة عندما يكون نسقا مفتوحا للتأويل وليس دليلا نصيا أو زيا يعاد لبسه أو تخيله. لذلك مفهوم النهضة ليس مكتملا أو لا يكتمل أنه حالة من الصيرورة والنسق المفتوح، تعامل مكونات المجتمع العربي وأحزابه التقليدية مع احداث ما بعد ثورات لم يكن كذلك سوى جزئية في تونس أما في مصر وليبيا فإن أحزاب اليقظة قد تعيق بل تستولي على النهضة المرتقبة لعدم ادراكها للتغيرات التي حدثت في العالم حول مفهوم السلطة والحكم. النهضة هو ما أحدثه الشباب من ثورات وتغيرات واسقاط للنظم الديكتاتورية ولكن أحزاب اليقظة هو من استلم الزمام ليوقف عملية تشكل النهضة العربية القادمة، عندما تحدث فو كوياما عن نهاية التاريخ بسيادة النموذج اللبيرالي الديمقراطي كان يعني انفتاحه على العصر وعلى التغير بمعنى انه في عملية تغير وصيرورة تاريخية دائمة وهنا تكمن قوته وسيادته، بينما مشاريع أحزاب اليقظة العربية الايدلوجية والدينية ترفض التحول الى ذلك وان اصبح بعضها مرنا بعض الشيء لتقبل مكونات المجتمع ودياناته الا أن ثمة انشقاقات هنا وهناك داخل هذه الأحزاب لا تساعد على الاطمئنان وعدم التراجع لصعوبة التعامل مع الفكر مالم تُحيد الافكار ضمن إطار الدولة المدنية. على كل حال، أود الاشارة مرة أخرى أن الإسلام ليس عقيدة صلبة لأنه رسالة عالمية للإنسانية جمعاء، ولكن فهمه سياسيا بمنظور السلطة وسعيا لها قد يجعله يحتمل التفريط للوصول الى السلطة ومن ثم الافراط بعد توصله واستيلائه عليها. التجربة العملية لفصائل الإسلام "السياسي" تنبئ بذلك في اكثر من مكان في عالمنا العربي والإسلام. أود الاشارة اخيرا أن بداية النهضة كصيرورة قد تمت من خلال الثورات العربية ولكن لكي تكتمل لابد من استمرارها كتجديد لمفهوم السلطة الحديث الذي يقتسم المجتمع بالعرض والطول وليس كجوهر فرداني يسهل حيازته والانفراد به كما هو حاصل اليوم في عالمنا العربي المأزوم.

الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014

الزعيم العربي بعد السلطه ....مفقود .....مفقود .....مفقود







أشفق كثيراً على زعماؤنا وقادتنا لسبب بسيط وهو عدم وجود حياة حقيقية لهم بعد غياب السلطة عنهم وحتى وإن وجدت فهي حياة أقرب الى الجمود منها الى الحياة فالإفراز التاريخي لأمتنا في هذا الخصوص لا يخرج عن موت القائد أو الزعيم أو إبعاده قسراً وغيابه في المنفى وفي بعض الحالات التخلص منه ومن مرحلته بأي طريقة كانت إذا ما استثناء الحالة اللبنانية فهذه المخرجات هي ما استوطنت عليه أمتنا ولو استعرضنا الوطن العربي من الخليج الى المحيط نجد أن هذه هي شروط انتقال السلطة وأن تلاشت بعضها مثل الاغتيالات وبقى المراهنة على الموت لتداول السلطة وأن كانت وراثية لسوء الحظ . ما يدعوني الى التذكير بهذه النقطة النماذج الغربية للحياة بعد السلطة فالرئيس الامريكى السابق كلينتون مثلا اصبح محاضرا فى العديد من الجامعات وتعاقده مع جامعة أكسفورد للتدريس فيها بعد خروجه من السلطة في البيت الأبيض بوقت قصير وقبله انتقل بوش الأب الى إدارة أعماله في تكساس بعد سنوات حامية في البيت الأبيض وغيرهم كثيرون في أوروبا ممن يمارسون حياتهم باستمتاع كبير بعد سنوات السلطة والزعامة . فالسلطة هناك فترة مرحلية تتبعها فترات من النضج والتأمل ولكنها عندنا نهاية المطاف وغاية المنى وغالباً ما يخيب الظن في النهاية فإذا بها كارثية . مثل هذه الحالة النكوصية التي يعاني منها وطننا العربي الكبير ولا تشاركه فيها سوى دول أفريقيا المتخلفة وبعض من دول آسيا المأزومة ، هذه الحالة التي يندفع فيها الشعب والجيش في أغلب الأحيان ليمارس صلاحياته تحت مسمى استشراء الفساد دونما خطة أو برنامج لا تمثل حلاً ناجعاً للأشكال حيث لا آلية واضحة لممارسة العمل السياسي فإذا بالفساد يعود من جديد وبثوب آخر . ولو استعرضنا وطننا الكبير بلداً بلداً وتساءلنا عن السلف فهو بلا شك يقع بين تلك الإفرازات التي أشرت إليها سابقاً " فيما عدا لبنان "فك الله كربته; ولو تساءلنا أكثر عن المستقبل أي ما بعد الزعيم أو القائد الحالي فليس هناك جواباً وأنما الأمر متروك للقدر فهو بالتالي لا يخرج عن تلك الإفرازات أيضاً الموت أو الإبعاد أو الاغتيال . أن مأساة الأمة ومكمن أمراضها يتمثل في الاستبداد فلا مخرج لها من دون التعامل مع هذا الداء حيث لا إصلاح للتربية ولا إصلاح للثقافة ولا وجود حقيقي للتنمية دونما البدء بمعالجة الاستبداد الذي يجعل من السلطة نهاية المطاف وليست مرحلة يبني عليها وترتكز عليها خطوات أخرى لقد هُزمت الأمة من جراء هذا الاستبداد ونزفت أموالها الى العدو واقتصاداته الموالية بسببه ولسبب حب السلطة أو جعلها نهاية المطاف ، فلا يحتمل عربي أن ينزل من السلطة ليعامل بعد ذلك كإنسان أو مواطن عادي وهذه في حد ذاتها إشكالية ثقافية عانينا منها منذ القِدم فالعربي في السلطة أما ضعيف فيؤكل أما قوي فيستبد ويبطش ولا يوجد خط وسط ولا توجد آلية تقلل من جميع خيوط السلطة في يد الفرد ولا توجد آلية كذلك تجعل من اتخاذ القرار السياسي المصيري والذى يتعلق بمصير الأمة أكثر تعقيداً. والآن ألا توافقون معي على أن الزعامة العربية والقيادة العربية تدعوا الى الشفقة والعطف فهي في أحسن أحوالها يلحقها النقد واللاذع بعد مماتها وفي أسوأ أحوالها تسحل في الشوارع العامة كما جرى في انقلابات الستينيات من القرن الماضي في حين أن الحياة تبدأ بعد الخروج منها لدى قوم آخرون وتبدأ مرحلة من التأمل والنقد الذاتي والمشاركة في الحياة العامة هذه المفارقة هي ما تجعل أولئك يتقدمون رغم ظلمهم السياسي في بعض الأحيان وهي ما تجعل منا في الحضيض رغم صدق مطالبنا التاريخية ولكننا نفشل دائماً في إعطاء النموذج والبراهين الدالة على هذا الصدق وتلك الحقيقة .وبما ان لكل قاعدة استثناء وعلى امل ان يكون هذا الاستثناء هو القاعده فيما يتعلق بهذا الخصوص بالذات فان سوار الذهب وولد فال دخلا التاريخ من اوسع ابوابه وكانت السلطه بالنسبة لهماوسيله لحياة افضل( ويكفيهم احترام المواطن العربى لهم طواعية دونماخوف اوزجر )

العلاقات القطريه –المصريه , تشابه لا تباين


هناك اوجه تشابه واضحه في دور كل من مصر وقطر خلال العقود السابقه حتى اليوم , ولعل هذا التشابه هو ماسبب الكثير من سوء التفاهم والخلاف التي نسعى جميعا لتجاوزه اليوم , ولي هنا بعض الملاحظات:
أولا: ادخل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الأمة العربيه بعد ثورة يوليو52 تاريخا حداثيا جديدا , جعل من الصراع مع اسرائيل وتحرير فلسطين الهدف الاساسي للأمة ولشعوبها , بعد التخلص من الاستعمار.
ثانيا: ادخل سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفه الأمة العربيه عصرا حداثيا جديدا بعد تسلمه للحكم في منتصف التسعينيات,للخروج بها من النسق والنظام الأبوي الذي كان سائدا , ولعل مطرقة قطر الاعلاميه التي استحدثها سموه, تشبه الى حد كبير مطرقة"نيتشه" التي كسر بها الاوثان والاصنام التي تقف أمام الانسان وإرادته
ثالثا:كان صوت العرب هادرا و تستيقظ على ندائه جماهير الأمة العربيه كل صباح, كذلك كانت الجزيره في قطر تنشد مع جماهير الربيع العربي "دعاء الشرق" ودقت ساعة العمل " ونشيد الله أكبر
رابعا:ساند ت مصر الشعوب العربيه على التحرر من الاستعمار في الجزائر واليمن وليبيا في الخمسينيات والستينيات, كذلك كان دور قطر بارزا لايضاهى في مساعدة شعوب الربيع العربي على التحرر من الاستبداد والظلم.
خامسا: قطر كانت ناصريه , وثورة 25 يناير 2011 كانت قطرية الصوت والصوره عبر الجزيره.
سادسا: مصر كانت تتوسط لحل النزاعات العربيه منذ ايلول الاسود وقبلها الوضع اللبناني المتفجر في الخمسينيات ودعت كثيرا لمؤتمرات قمه للمصالحه, كذلك قطر اليوم تجدها تقوم بدور مماثل في التوسط في لبنان وفي السودان وفي كل مكان يتاح لها ولامكانياتها بالتوسط للمَ الشمل العربي.
سابعا:أتهمت مصر مرارا في السابق بالتدخل في شئون الدول الاخرى , كما أتهمت قطر بذلك تماما.
ثامنا: أوجه التشابه بين قطر ومصر تاريخيا كثيره, لذلك هم اقرب الى التوافق منه الى الخلاف, الاجنده الكبرى لمصر ولقطر ليس عليها خلاف , دور مصر , مكانتها , قوتها, المصير المشترك , قضية فلسطين.
تاسعا: ماأوجد الخلافات العربيه عموما , هو سقوط الاجنده القوميه دون وجود أجنده وطنيه , لدوله وطنيه و لذلك برزت الاجنده الدينيه وهي قابله للتشظي بسرعة نظرا لطبيعتها القائمه على الفهم والتأويل, لذلك يبدو العوده الى المربع القومي يخدم بقاء الدوله وهو ماتنبهت له قطر وكذلك مصر.
عاشرا: البدايه من الوسط وليس من الجذر أو الاصول , هي البدايه لبناء الدوله , دولنا قائمه على الاصول سواء القبيله او العسكر او الدين لذلك هي مهدده من الداخل بشكل تنازع الاصول والمرجعيات أو من الخارج لاختلافه عن الاصل والجذر والمرجعيه.
أحد عشر:انا اعتقد ان الخلاف القطري –المصري يجب أن يقُرأ قراءه صحيحه , لان يشكل بدايه حقيقيه للخروج من النظام الابوي الذي يحمل في معاييره اسانيد لم يعد يقبلها العصر, وهو ماقامت بفضحه قطر الصغيره من خلال أداتها الاعلاميه الجباره , حتى مع عدم توفر المؤسسات السياسيه الديمقراطيه.
إثنا عشر: ومع ذلك لابد أن نذكر للنظام الابوي محاسنه رغم تآكله زمنيا , فالنظام السعودي اليوم هو النظام العربي الأبوي المتبقى , وهو من قام بالوساطه لحل الخلاف –الخليجي-الخليجي, والقطري –المصري, ومع ذلك فحسابات الزمن لاتعرف العاطفه وليس لها قلب يخشع أو عين تدمع, ولايشفع معها ماضيك الجميل

الاثنين، 22 ديسمبر 2014

إنقراض"المثقف" وبروز الفقاعة



إذا أردنا البداية في التخلص من الفكر الشمولي وعشوائية الاحكام والخلط بين الادوار الاجتماعية وتحديد تأثيراتها خارج نطاقها الايديولوجي الحقيقي. علينا التمييز بين ثلاثة أنماط من الادوار الاجتماعية الموجودة في المجتمع والتي يجري الخلط بينها ويطغى أحدها على الأخير بشكل يصبغ المجتمع بصبغته على حساب الادوار الاخرى وهذه الادوار او الانماط او الشخصيات هي:







أولا: رجل الدين رغم عدم وجود هذا المسمى بوضوح في ديننا الإسلامي إلا أن دوره واضح ومؤثر لارتباطه الوثيق بالدور السياسي في مجتمعاتنا العربية وتساندهما مع بعض في ادارة الدولة العربية بشكل أو بآخر أو مرجعيات أخرى له القيامة على كل أمور الدولة.



ثانيا: الايديولوجي: وهو من يؤمن بأيديولوجيه معينه يعتقد خلاص الأمة في تبنيها، وهو وجود هش في مجتمعاتنا العربية وتأتى إمداداته غالبا من الخارج، مع أهمية هذا الدور في إنشاء وإقامة الاحزاب ركيزة الديمقراطية إلا أن تأثيرات البنية العربية الدينية القبلية جعلت من وجوده غير ذي تأثير واضح.



ثالثا: المثقف وهو بالضرورة حر ينتمي الى فضاء الحرية لا يحده سقف ولا ينفعل تحت أي سقف معين. وهؤلاء قليلون ومحاربون ومبعدون ومتهمون، لا تكتمل الثقافة الا بالحرية، المثقف لابد له من النظر في فضاء غير محكوم بأسبقيات، فتتوالى بالتالي الافكار وتتجدد العقليات ويتجه المجتمع نحو الحراك الثقافي الحقيقي وهو ما نشهده وشهدته أوروبا وأمريكا على الدوام لذا هم دائما جهة ارسال فيما نحن دائما جهة استقبال بسبب عدم ادراكنا لمفهوم المثقف ماذا انتج ايديولوجينا سوى الترديد للنظريات الغربية وماذا انتج علماء الدين لدينا سوى اعادة التاريخ وشخوصه كل هذا يتم تحت مسمى المثقف الشيخ والثقافة الدينية والايديولوجية.



رجل الدين ليس مثقف  بالمعنى الذي ذهبت إليه,ربما هو مطلع أو يعلم في نطاقه لكنه لا يمكنه التفكير خارج ذلك النطاق،." الايديولوجي أقل ارتباطا منه ولكن يخرج من أيديولوجيه ليدخل في أخرى فهم داخل نطاقات فكر محكومه ومقفله، من هنا ندرك ازمة مجتمعاتنا كونها مجتمعات تتحرك داخل نطاقات معينه وليست تتحرك في فضاء الحرية الكامل. وتلتبس بالتالي الادوار ويسند الامر الى غير أهله، وتعود البنية السابقة للتعليم الى الواجهة تحت مسمى الثقافة التقليدية ويسيطر رجل الدين كونه مثقف العصر والزمان والدنيا والاخره على أطياف المجتمع الاخرى، ويختفي الايديولوجي الوطني ويتلاشى المثقف وينتشر المسطح المسقوف وتضيق دائرة الفكر الحر أو حرية التفكير وتزيد بالتالي شهية الاستهلاك وتتضخم معها فكرة امتلاك الحقيقة، بمعنى أننا نعيش للآخرة وهؤلاء يعيشون للدنيا فلا مانع من الابتضاع منهم الا أنهم الأخسرون أعمالا.