السبت، 14 نوفمبر 2020

"النعرة القبلية" اللي شبكنا يخلصنا

أذكر أنني كتبت مقالاً في منتصف التسعينيات الذاهبة من القرن الماضي بعنوان" من يمتلك التاريخ الدولة أم القبيلة" ونشر في جريدة الوطن حينئذ, استشعاراً مني بأن المجتمع بدأ يتجه اتجاهاً خاطئاً نحو تكريس مرجعية اوليه لافراده على حساب المرجعية الاشمل وهي الدولة.وهو الامر الذي بدأ يتفاقم حتى وصل مع استخدام وسائل الاتصال الاجتماعي المقرؤة والمسموعة والمشاهدة الى ذروته يتساءل العديد عن أن المجتمع خلال عقودة الاولى لم يشهد مثل هذة الظاهرة في الثمانينيات والسبعينيات وما سبقهما من عقود فمالذي استجد حتى تتفاقم هذة الظاهرة وتكبر وتظهر اليوم بشكل فج ؟هنا بعض النقاط اضعها لعلني استطيع ان احدد معالم لتشخيصها ومن ثم علاجها أولا: كان المجتمع اكثر اطمئناناً عنه اليوم نتيجة عاملين اولاً المسافة الواحدة بين السلطة وبينه والعامل الثاني هو الجاه الاجتماعي الذي كانت تتمتع به مكوناته وهو مكتسب رافق المؤسس ونشوء الدولة وهو ليس بالضرورة جاهاً مادياً لكن مكانة اجتماعية تشعر المجتمع بالاطمئنان وهذا عامل مهم لاتتخلص منه الدولة الابايجاد بديل عنه يحفظ للمجتمع توازن فاللوردات في المجتمع الانجليزي مثلاً مكانة إجتماعية تاريخيه رغم وجود المواطنة التامة هذا العامل في اعتقادي اهملناه او ربما الغيناه مما ادى الى القفز عليه بشكل حوًل الاطمئنان الى قلق والثقة الى شك. ثانياً: ريعية الحاضر في مقابل انجاز الماضي, أثر الريع وتوزيعية على نشوء فقاعات جديدة وسريعة النشأة في المجتمع تبحث عن الماضي لجدتها , لذلك تلحظ وبشكل سافر ازدياد مطرد في تأليف كتب التاريخ والاشعار والانساب, بما يحقق الاطمئنان في مجتمع سبقت فيه القبيلة الدولة ثالثاً: من محاسن الحصار أنه وحد المجتمع القطري والغى مظاهر التفرقة السابقة التي كانت تمثل تمظهراً لافتاً للقبيلة على حساب الدولة ولتلك الممارسات الاثر الكبير اليوم في اثارة النعرات القبلية التي نشهدها اليوم رابعاً: حسناً تعمل الدولة في تجريم هذة الظاهرة لكن هذا لايكفي لابد من تمكين المجتمع من الدولة وتمكين الدولة من المجتمع من خلال خطوات دستورية وبنى مؤسسيه واضحة خامساً : بعد الدولة يصبح التاريخ تاريخ الدولة وهو تاريخ حاضر مستمر وليس فقط ماض لذلك يجب ان نكف عن التعامل معه بشكل ناجز وتام , لابد من فتح الماضي أمام الحاضر والمستقبل فمن خاض والده أو جده موقعة قديمة مثلاً ومن حاز إبنه جائزة دوليه أدخلت الدولة مثلاً في موسوعة "جينس "أو أو حصد أحد احفاده جائزة نوبل بأسم الدولة اليوم أو غداً أو من حاز ميدالية ذهبية سجلت بأسم قطر , الجميع هنا يصنع تاريخ فالتاريخ ليس موضوعاً للحيازة هو موضوعاً للتراكم والبناء. سادساً: أهمية التنبه لعملية التوازان بين التنمية والانسان وبين الطمأنينه والقلق من التهميش , بين خوف الاقلية وطمأنينة الدستور والقوانين لاأعتقد أن العنصرية لها مكان في المجتمع القطري هناك معادلة موضوعية لم توضع بشكلها الامثل بين الدولة والقبيلة , بين المواطن والمقيم , بين الماضي والحاضر , كلها معالجاتها كانت ردود أفعال لذلك تنتصر لطرف مؤقتاً على حساب طرف آخر لذلك تعود من جديد وتتكرر لأن علاجها كان موضعياً فقط. أرجو أن يحمل لنا المستقبل وتباشيره وحكمة القيادة حلاً يحفظ لمجتمعنا توازنه ووسطيته. الذي عُرف بها