الثلاثاء، 2 نوفمبر 2021

نبتدي منين الحكاية؟

الادارة حكاية في تاريخ الوطن, لا أعرف من أين أبدأ لأسردها ؟ وهل هي سرد أم انقطاع؟ هل هي تراكم أم إمتناع؟ لازلت أذكر اولئك الاوائل من الموظفين والمدراء,الذين كانوا النواة الاولى في اجهزة الحكومة حتى قبل إعلان الدولة, لازلت أذكر السبعينيات أول بوادر ظهور اصحاب الياقات البيضاء من ابناء قطر , في البلدية والهندسة والصحة والكهرباء والماء دون ذكر الاسماء, لازلت أذكر تلك السهولة في تمرير المعاملات بلا تعقيد, لازلت أذكر ذلك التفاني في اداء الخدمة , لازلت أذكر تلك الثقةبين الوزراء الاوائل وأوائل المديرين من ابناء قطر, الادارة في قطر قصة أو حكاية لايمكن ان تسردها لانها راوحت بين التقدم والتراجع حتى اصبحت نوعااً من "الشرباكة" لاتراكم منظور ولاتجارب محفوظة, هدر في التجربة حيناًوانقضاض مشهود للانتهازية احياناً,وزارات قديمة و ادارات تاريخية خالية من الكوادر المتخصصة لا أعرف اين ذهبت ولا كيف تسربت , تجارب لم تُكتب وخبرات لم تحكي قصتها للتاريخ المحلي , وزراء خرجوا بصمت ابا الهول وقد قضوا سنوات طويلة ,وتكنوقراط اختفوا عن المشهد بعد قضوا في التعليم اضعاف ماقد قضوا في تحمل المسؤولية , جيل جديد يستلم المسؤولية , يبدأ من جديد, يتعثر , يأتي غيره يبدأ هو الاخر في لبس من خلق جديد, سفراء في زمن البناء وزمن التحولات الهامة التي مر بها الوطن والمنطقة بأسرها لا أعرف اين تلاشوا ,حسناً فعل الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري بتوثيق تجربته في الترشح لمنصب الامين العام لليونسكو, ولكن لا أعلم اذا كان هناك توثيق لتجربته الطويلة كوزير للإعلام وللثقافة وهي الاهم , كنت ولا أزال من الشغوفين بقراءة مذكرات الدبلوماسيين والرؤساء من احمد الشقيري الى محمود رياض الى محمد كامل وزير خارجية السادات المستقيل بعد كامب ديفيد حتى عبدالله بشارة اول امين لمجلس التعاون الخليجي حريص جداً لقراءة مايكتب هؤلاء خبرات , لاأعرف ان كان هناك تراكم فكري داخل وزاراتنا تركه اولئك السابقون ام لا؟ لأنني لم اسمع عن ذلك ولم أقرأ شيئاً منه لذلك أجد من الصعوبة بمكان بالنسبة لي وربما لغيري أن يدرك نبتدي منين الحكاية , حكاية الادارة في قطر