الثلاثاء، 26 مايو 2020

خليفة بن فهد .... إنسان المعنى الجميل



القسوة ليست في الرحيل  حيث الموت حق وخلق , القسوة  فيما يحمله هذا الرحيل من معنى, اليوم خطف منا الموت معنى  من معاني  ذلك العصر الجميل الذي عشناه والذي ربط بين الاجيال  بثقافة المعنى  والاصالة  والتواد والمشاركة, هذة المعاني التي تكادر تندثر اليوم الا  فيمن ندر  من البقية القليلة الباقية  رحيل الشيخ خليفة بن فهد بن محمد ال ثاني اليوم  رحيل معنى من معاني تلك الثقافة  حمل معه  عبق العلاقة الاخوية بين ابناء المجتمع الواحد قبل أن تهجم الدنيا وتغير الانفس وتستبدل العلاقات وتزور الحقائق   عادت  بي الذاكرة حينما سمعت خبر وفاة الأخ العزيز الشيخ خليفة  الى الشارع  الاسود  الضيق  الذي يربط الريان بالغرافة والمسافة الخالية التي تفصل بين المنطقتين المتجاورتين الى درجة التلاصق حيث كنا نراه في سيارته  "الهولدن" الخضراءأو الصفراء إذا لم تخني الذاكرة  يمر  خطفاً  متجهاً الى الغرافة وكنا نتسائل عن صاحب هذة السيارة حيث كانت وسيلة التنقل للشباب في ذلك الحين الدراجات" السياكل"  وكنا نمارس لعبة كرة القدم على جانبي الطريق  سواء في الريان أو في الغرافة  حيث كنا نقيم مباريات بين  شباب المنطقتين   حتى عرفنا  فيما بعد أنه خليفة بن فهد,  العلاقة بين أهل الريان وأهل الغرافة التي يسكنها أبناء الشيخ محمد بن ثاني بالذات علاقة وطيدة جداً  وتتسم بالتواضع والتحاب والقرب , الشيخ خليفة رحمه الله  بالذات إحتفظ  بطابع هذة العلاقة الخالصة البعيدة جداً  عن ما  أحدثته الدنيا ومرور الايام من تغير مادي  أوجد فروقاً ومساحة انقطاع  كان أول من جاءني مهنئاً  في زواج إبني فيصل  وجلست معه على انفراد وحدثني عن علاقة آباءنا مع بعضهم البعض وكيف أن الزمن تغير حتى أحدث لدى البعض قطيعة بين الاخ وأخيه  وتباعداً بين الاهل  كان يشعر بحرقة أحسستها  من طريقة حديثه , كما جاءني معزياً  يتحامل على مرضه في وفاة إبني محمد رحمه الله  وقد بدأ المرض يأخذ  من اشراقته التي عهدتها الكثير فأكبرت فيه  هذا المعنى  هذا التزمن الانساني  يحول بين الانسان  والوقوع في الطغيان أوالغرور ليس الجميع  على مستوى واحد من الاستطاعة والقدرة على  تمثله داخل أنفسهم وسلوك حياتهم  أن تضع المعنى قبل المبنى  أوأن تضع المبدأ قبل المصلحة أو أن  تعيش الانسان في داخلك أم تعيش المظهر والثوب في خارجك ,خليفة بن فهد إنسان من ذلك العصر الجميل  حَمل بساطة الآباء  وتواضعهم  ونظرتهم الى الدنيا  لذلك رحيله غياب للمعنى  وللروح قبل أن يكون غياب جسد أو مادة, كم تحمل حياتنا من أجسام لكن ماأقل أن  تفيض عن معاني , الدنيا دار إبتلاء وإختبار  لعل الانسان يبحث في  هذة الاختبارات والابتلاءات بعين ثاقبة  تغوص لتدرك  الهدف من ذلك ستجدها تخطف الاخيار  وتنتقي الابراركلما غفل الناس وزادتهم الدنيا طغياناً مادياً يبدوالأمر خطفاً لكنه عند المؤمن إصطفاءً وإختياراً من الله  ,تذكيراً  بالمعنى وبالقيمة  وبالهدف الذي خُلق من أجله الانسان لعل الذكرى تنفع المؤمنين, نعيش في عالم مادي يشقى فيه الانسان مالم يكن ذو نزع إنساني وقلب لينٌ كقلب خليفة بن فهد.
رحم الله الشيخ خليفة بن فهد  وأورثه الفردوس الاعلى يتبؤأ فيه حيث يشاء وعزائي الخالص لعائلته وأنجاله وأشقائه الكرام الشيخ جاسم والشيخ محمد والشيخ ثاني وجميع آل محمد بن ثاني الاعزاء وعموم آل ثاني الكرام

 حكم المنية في البرية جارِ ***** ما هذه الدنيا بدار قرارِ