الأربعاء، 7 مارس 2012

"لولا بناتكم ماجيناكم"


 
 قضيه الشاب القطرى التى تنظر اليوم فى محاكم الكويت والخلاف  القائم  بين من يرى أنه  برىء, وإنما  زج بأسمه كمرتكب لعملية الدهس التى تعرض لها الشاب الكويتى الآخر وبين من يرى من الكويتيين طبعا أن مرتكب جريمه لابد من معاقبته عليها , كل هذا أمر طبيعى ويحدث وحدث مرارا وتكرارا بين ابناء المنطقه , ولكن الجديد فى الأمر  هو التركيز على إفتعال شعار لا أخلاقى لزيارة الشاب القطرى للكويت, وهو ملصق على سيارته كما يدعى  الاخوان هناك كتب عليه"لولا بناتكم ماجيناكم" وأقول  وأوكد انه مفتعل للاسباب التاليه:

أولا: الشاب القطرى من عائله وقبيله عربيه كبيره لها إمتدادها العريض على جميع أقطار الجزيره العربيه وفى الكويت بالذات لها  حضور وتواجد  داخل نسيج المجتمع الكويتى كما هى فى قطر, فهل يعقل أن يكتب   من يغادر أهلهُ متجها إلى أهله فى مكان آخر مثل هذه العباره المشينه.

ثانيا:  تأجيج مثل هذا الكلام إعلاميا وجعله  سبب القضيه يؤكد الاتهام العرقى والتمييزى الاستشراقى الغربى المتطرف للعرب كونهم  عباد للجنس ويبحثون دائما عنه وأن المرأه فى نظرهم  للمتعه الجنسيه فقط. كما قد يُفهم منه أساءه للكويت وشعبها الكريم بأنها بلد توفر  المتعه لمن  يتوجه اليها.

ثالثا: اخلاقيات المجتمع الخليجى واحده , لايمكن تصور عمل بمثل هذه البشاعه يقوم به عاقل, ناهيك عن كونه قبلى والجميع يعرف تقاليد القبيله واخلاقياتها.

رابعا: الانزلاق نحو الجانب الاخلاقى  فى توجيه الاتهام لاسباب سياسيه وأخرى ليس موفقا هنا لأنه أتى على الجانب الاخلاقى لمجتمع  خليجى عربى متمسك بدينه  وبتراثه وأعنى المجتمعين القطرى والكويتى.

خامسا: هل تستاهل المرأه الخليجيه بشكل عام كل هذا الظلم  , ألا يكفيها ما تعانى منه حتى تكون  رمزا للجنس فقط تشد إليها الرحال وتتخذ شعارا مبتذلا ومسطجا من كل قيمه بعد كل انجازاتها التى حققتها. هل يدرك اخواننا فى الكويت ذلك عندما أصروا على إختلاق شعار لرحله الشاب القطرى المبتَلى

سادسا: اذا اردت أن توأزم أى موضوع أو تُعقد أى قضيه عليك بجرها الى ثلاثية المسكوت عنه فى ثقافتنا, أما التكفير أو الجنس أو سب النظام السياسى . عندها تتعقد الامور ويلقى بالابرياء فى السجون وتُعلق المشانق   ويستعد الراجمون للرجم. ادخال قضية الشاب القطرى ضمن أحد أطراف هذه الثلاثيه, لايخرج عن كونه تعقيد وتنفيس عن  قضيه اخرى   تثار اليوم فى الكويت حول دور قطر فيما يعتمل اليوم داخل مجلس الامه الكويتى.

سابعا: أود أن أشير إلى أن اللجوء لمثل هذا التصعيد الغير مبرر وحتى لو افترضنا جدلا ثمة صحة فيه إلا أنه حاله فرديه, مثل هذا التصرف فيه من الاساءه الى الكويت أكثر وأكبر من الاسباب التى دعت للجوء اليه. إثارة مثل هذا الكلام واللجوء الى استحداثه قد ينم عن قابليه واستعداد أولى لدى المجتمع لاستغلال الاخلاق سياسيا.

"لولا بناتكم ماجيناكم"

الاثنين، 5 مارس 2012

إسلامنا الجميل



فى فرجان"جمع فريج" قطر منذ عدة عقود, كان المسجد يمثل فرحة أهل الفريج وتحابهم, يجتمعون لأداء فروضهم  إمامهم منهم أو من الاخوه أهل فارس أوغيرهم من سكان قطر فى ذلك الحين,المنبر كان للدعوه الى تقوى الله ونشر المحبه والتآلف, لم تكن هناك مايكروفونات تصدع بأصوات أكثرها نشاز, لم يكن هناك زى مميز للإمام أو الخطيب,الإمامه لكبير السن مما عُرف عنه التقوى اذا تأخر الامام الموكول, كانت هناك أحاديث بعد صلاة العصر عادة, جميله فى نبرتها , راقيه فى محتواها,  خاصية التحاب والتآلف  لأبناء الفريج الواحد, كان مصدرها المسجد .على الرغم من هدير السياسه وخطابها المجلجل الذى لايقل عن ما نشهده اليوم ,كانت القوميه كخطاب فى اوجها ,كما كان الخطاب الاسلامى المقابل لها فى قوته  وكان قطبا ذلك كل من النظام المصرى  والنظام السعودى فى حينه. لكن ذلك لم ينعكس على المسجد وعلى خطابه ولا على المسلمون فى قطر خاصه وفى الخليج عامه. قدسية الاسلام كانت أكبر مما هى عليه اليوم, إنه فوق الخلافات وفوق السياسه والمنبر أعلى مكانا من أن يطرح عليه أسم هذاأو ذاك  ممن يمتهنون السياسه  وهى لعبه فى الحاصل تحكمها الظروف والمصالح. ثمة فصل واضح بين الشعور بالعروبه والاخوه الاسلاميه وبين السياسه كموقف, كان اسلامنا الجميل بمكوناته ألامام المحلى وثقافة أهل الفريج القائمه على فطرة التسامح , لاتسمع من يُكفر أحدا, لاتسمع من يشتم مخالفا له , تعلمنا محبة شيوخنا  من أهل الدين وأهل الحكم, كانت ثنائيه المسجد والمجلس فى توافق  لاتضاد, شيوخنا فى المسجد هم شيوخنا فى المجلس, الصبغه اسلاميه واحده ,لانعرف سلفيا من إخوانيا من ليبراليا,قيمة الاسلام أكبر لسماحة المسجد  وهدوءه وخطابه الاجتماعى الذى يعكس طبيعة أهل البلد  أصلا ودوره  فى بناء مجتمع  واثق من دينه لاينفعل ولايتأثر بمجون السياسه وألاعيبها,  حين كانت تنقل الينا خطبة الجمعه للشيخ بن محمود رحمه الله عن طريق اذاعه خاصه ,احدث ذلك  تطورا نوعيا واتيح لأول مره للمرأه القطريه أن تسمع خطبة الجمعه مباشره من المسجد.كان الدين أقوى من السياسه  وكان المجتمع على وعى اكبر مما هو عليه اليوم, اليوم نعانى من التشظى وسيطرة السياسه وتأثيررجل الدين السياسى ونجوميته فى الاعلام,كنا نحب رشدى اباظه وفريد شوقى واحمد رمزى ممثلين السينما المصريه فى أوجها, لادخل لهم فى الدين,نعشق بطولتهم وقوتهم وادوارهم , اليوم  التعلق  بنجوم القنوات الدينيه وفتاويهم., لم تكن هناك شلليه دينيه لهذا الشيخ اوذاك. الشيخ هو الحاكم وهو رجل الدين أو الامام ,لذلك كان اسلامنا جميلا هادئا لاتناقض فيه . كانت"علمانيه "جميله تدخل الدين كجوهر وقيم فى كل نواحى الحياه. كيف يعود اسلامن الجميل؟أو كيف بالاحرى نعود الى اسلامنا الرائع, هل  يمكن لنا ذلك بعد أن أصبح أئمة المساجد نجوما فضائيين؟ هل يمكن لنا ذلك  وقد حجزت المساجد بأسماء سياسيه هذا للاخوان وذاك للسلف وآخر للدوله؟  أصبح المسجد مصدر صراع واثاره للخلاف وتدخلا فى شئون الغير ,غاب أهل الفريج أو إندثروا أو أصبحوا قله  بل غاب الفريج,ابتداع الخطبه السياسه  فى عصر لم يعد فيه الحاكم هو الامام, تحوير لدور المسجد واستغلال للمنبر  خاصة اذا كانت فئويه وموجهه وتتغافل على القريب وتهاجم البعيد. السياسه مسؤولية المجتمع المدنى والمنبر للاسلام المتسامح الذى عهدناه وعايشناه وتربينا فى ربوعه مع مجلس الفريج.يا لهفا أين غاب؟