السبت، 26 فبراير 2011

الثورات الثلاث, إختلاف فى مستوى وجود الشعب

نعرف كل شىء عن مصر, ونعرف بعض الشىء عن تونس , ولانعرف شيئا عن ليبيا.    عندما يختفى الوطن خلف الفرد  القائد الى درجة طمس معالمه وحدوده , عندما يتلاشى أسمه ولايكاد يظهر الى جانب اسم القائد الفرد الملهم, عندما يختفى تاريخه الا من مايتعلق بأسم البطل وحده, يصبح العالم فى حيره فى التعامل معه حين أزمته.  هذا هو الفرق بين الانظمه الثلاثه فى طبيعة تعامل العالم  معها فى أحداثها  القائمه والمستمره حتى الآن . العالم يعرف مصر ويعرف تاريخها  ويعرف إمكانياتها , فكانت حيلة النظام البائد لمبارك صعبه  بل مستحيله فى تغيير ماعرف لدى العالم والعالم العربى منه بخاصه, فلا مجال ولامناوره يمكن ان تغير او تطمس من ذلك. تونس أيضا يعرفها العالم والعربى كذلك بدرجه أكبر من ليبيا  ولها تحولات عبر تاريخها ومجتمعها المدنى يضع لها فى الوعى العربى والعالمى تصورا يمكن على إثره التعامل معها وتلمس  بعدها الداخلى. بالنسبه لليبيا العالم العربى أولا  خلال عقود القذافى الطويله وهى تاريخ ليبيا بعد "الاستقلال" لايعرف سوى ليبيا  القذافى, لقد صدق القذافى وأعترف بجرمه عندما أعلن أن ليبيا لايعرفها أحد قبله, لأنه هو ليبيا  مسخها فى شخصيته, وقرنها بأسمه وأى جريمه أكبر من ذلك لوكان يعلم لما تباهى بذلك. مايذكره الوعى العربى بالذات عن ليبيا هى مسرحيات القذافى , ونزواته, وجنونه, حتى أصبح مثالا للتندر لدى الإنسان العربى, لم نشعر بمجتمع ليبى, ولا بحراك شعبى  على أى مستوى, كل الأمر, ظهور العقيد , ومؤتمرات العقيد , وعظمة العقيد المتزايده  عام عن آخر فهو اليوم مفخره للعالم كما قال مؤخرا , لذلك مسؤوليه الاخوه الليبين اليوم كبيره وتضحيتهم ستكون كذلك , لأنه الظهور الأول لهم على سطح الوجود, الذى كان يمثله القذافى  بدلا وعنوه وأغتصابا منهم. لذلك إحتار العالم بادى ذى بدء فى التعامل مع الثوره حيث كان يتعامل مع نظام القذافى فى السابق على أساس أنه ليبيا, وبدأ مع بروز المقاومه التنبه إلى أن هناك شعب وهناك رأى آخر , وهناك إراده جمعيه غير إرادة القذافى , فتغير الخطاب شيئا فشيئا بأتجاه الشعب والامه والاراده الجمعيه.   أن يسمح الشعب لمن يمثله أن يغتصب أسمه  وينتحل إرادته  كارثه .   لذلك الحراك يجب أن يستمر بعد هذه الثورات بدرجه أكبر من قبلها  حتى تكتمل الصوره , ولاننسى حين تسلم العسكر بقيادة القذافى الحكم فى ليبيا منذ 42 سنه, دهرأ بكامله  كانوا قد قدموا وعودا بالانتقال للحكم المدنى بأقصر وقت ممكن فإذابه    نصف قرن إلا  قليلا , ما أصدقه و أعبره من إحساس لدى ذلك المواطن العربى  التونسى الشريف وهو يصرخ    "لقد  هَرمنا, لقد هَرمنا من أجل هذه اللحظه التاريخيه" نعم لقد هرمت الشعوب  العربيه إنتظارا لإحساسها  بوجودها, فلن تفرط فى اللحظه وقد سنحت. 

الجمعة، 25 فبراير 2011

إسقاط الطبقه الوسطى بداية النهايه

 نصيحتى  لقادة  دول الخليج العربيه  هى الابقاء على   الطبقه الوسطى بل والعمل على انشاءها وزياده رقعتها ومساحتها كذلك . ذلك هو الحائل الوحيد  الذى يمكن ان يجعلها فى مأمن من التحولات الجذريه التى نشهدها. تآ كل هذه الطبقه بشكل ملموس  لايساعد الشعوب على التكيف مع المتغيرات التى  تعايشها بشكل و  بحس سليم . ما نشهده اليوم هو إنزياح واضح للطبقه  الوسطى, وضمور حقيقى لها كحاميه دون إلتماس الطبقتين المتنافرتين  العليا والدنيا المنهكه. لدى السلطات الخليجيه بما فيها السعوديه  فرصه سانحه لتلافى تداعيات الوضع بالابقاء والعمل على إتساع هذه الطبقه ما أمكن , لو كانت طبقة رجال الاعمال المصريه فعلا طبقه وسطى لما نشأ الاضطراب ولكنها إالتحقت بالطبقه العليا  الحاكمه فأنتفت بالتالى وسطيتها  وشعبيتها. ما نلاحظه اليوم فى مجتمعاتنا إغفالا وربما جهلا لمفهوم "الطبقه  وتاثيراتها". وإعتبار الشعب رهينه  للطبقه حتى إذا تضور جوعا ,  مثل هذه النظره يجب أن تتغير  بل ويجب ايصالها لولى الأمر  فكم من حاكم كان ضحيه مستشاريه وكم من زعيم كان  ضحية لأعوانه وعيونه المريضه وناقليه من من المنتفعين واللصوص. لعل كثير من القائمين عن الأمر لايدركون مفهوم الطبقه وقوتها وبدائلها حين تحس بالإمتهان والإنحطاط".
 لذلك فإن لدى الانظمه العربيه فى  الخليج اليوم فرصه  فهى  لاتزال فى وضع ودرجه اسمى وافضل مما وصل اليه بعض وربما كل الانظمه العربيه الاخرى, فلذلك كان واجب الاستدراك محتما وواجب النصيحه من باب أولى  فريضه و شرعا وتاريخا ووفاء. عليكم با لأبقاء على الطبقة الوسطى وإكرامها  بل وإيجداها من العدم , فهى الواقى وهى الضامن , خاصة ان الاقتصاد الريعى لديه من الوسائل ما يكفل له ذلك  لانه اصلا هو  ومن يمتلكه مؤسس  لطبيعة  مختلفه من النظام الاجتماعى القائم اساسا على الريع  الذى يصنع الطبقه , ومن جذريته واساسه  بل ومن سبيل بقاءه كنظام ريعى إيجاد هذه الطبقه كحامية له من الزوال. فلا تسقطوا وسطيتها   لان اعراف المجتمع الخليجى إجتماعيا. تقوم على الوسطيه والطبقة الوسطى  كمفهوم إقتصادى .فرجاء  و توسلا لا تدوسوا على  عواطف ابنائها , ماتشهدونه فى عالمنا المحتدم اليوم نموذجا  واضحا لاستباحة العواطف والدوس على الحقوق , والاستئثار بالكل على حساب البعض . بل  وثورة الطبقه المسحوقه على براثن المنتهزين من الطبقه العليا المنتهزه, التى حولت القضيه والكفاح من  المطالبه فى الحق من جانب صاحبه  الى كونها هى فقط صاحبة الحق . نصيحتى لحكام الخليج وقادتهم , عضدوا من الطبقه الوسطى  فهى طبقه ليست ذاتيه المنشأ فهى رهين تماما كطبقتكم الحاكمه فكلكم إساسا نتاجا للإقتصاد فلا تستأثروا  بالكل, لأن البعض لن ينسى  كونه  جزءا من هذا الكل  ومن   نفس  طبيعه الانتاج, لذلك, علينا أن نحترم طبيعة الإقتصاد  فلا نجزئه لتستقل طبقه بمكوناتها وشروطها عن الأخرى, فلا وجود أصلا للطبقه الحاكمه الخليجيه إلا بوجود الطبقه الوسطى المسانده من أهل الوطن الأصليين الذين بنوا الوطن وأحسنوا له العطاء. نحن فى منأى من هذا كله إذا أُستدرك الأامر ,  توزيع الريع كفيل فى مجتمع الريع  بصياغة تاريخ الريع بعيدا عن كل  الاهتزازات الايديولوجيه والثقافيه الاخرى, عقليه الريع يمكنها أن تحفظ البلاد والعباد من تناحرات الشعوب وإشكالات الجيوش .نحن نعيش اليوم ضمن منظومة الريع  فى الخليج وإستنتاجاته ونتائجه , فليس هناك خوف طالما هناك من يعىء الأمر ويستدرك الموقف. إن دول الخليج الريعيه  تنتظر منكم عدالة الريع وإقتصاد الريع  محكوما بثقافة الامه .  فلا تتمثلوا الراسماليه ولم توافوا  شروطها بعد  فأنتم راسماليه منقوصه اساسا, ولا بالديمقراطيه ولم تستكينوا لمقوماتها حتى حينه . إنه إقتصاد الريع وشروطه حتى الآن  فانجزوه أولا  ولا تعتبروه منحة لكم دون الغير. حتى  لاتطرح أسئلة أخرى قد تكون إجاباتها بمثل ما نشهده اليوم فى  فى اقطارنا العربيه من  مصر إلى ليبيا.

الخميس، 24 فبراير 2011

عبء الحريه



تعيش الأمه اليوم  توترا كبيرا   فى إعادة فهم وإدراك   كثيرا من المفاهيم  السياسيه والانسانيه إبتداء من الدوله الى الشعب والمواطنه من أجل إنتاج عصر جديد هو عصر الميثاق الاجتماعى. هذه الثورات هى الإرهاصات الاولى لبوادر العقد والميثاق الاجتماعى المنتظر. لقد عاشت هذه الشعوب طويلا على المفهوم وليس على تحققه وملامسته والشعور به,  الأمر الذى جعل من هذه المفاهيم تتضارب بين الوعى والواقع فى ذهنية هذه الشعوب وتختلط , فيصبح مفهوم الشعب هو مفهوم الرعيه, ومفهوم المواطنه هو مفهوم التبعيه, ومفهوم الدوله هو مفهوم الشركه الخاصه   ومفهوم الحريه هو أن تقول ما يريده النظام. وهى حاله أشبه بالعصر الأوروبى قبل الثوره الفرنسيه, حيث من اكبر إنجازاتها هى نحت المفاهيم وتحديدها وصياغة العقد الاجتماعى  من لبناتها. الحاله التى يعايشها شعبنا العربى اليوم هى أشبه بمرحلة الانتقال من الحاله الطبيعيه الى الحاله المدنيه وهذه المرحله ليست تلقائيه وممارستها فعليا قائمه لايمكن الاستعاضه عنها بتجارب الآخرين  لأنها مرحله جذريه وتتطلب  إصلاحات جذريه بالتالى هى أمر لايمكن التفريط به تماما من جانب الوضع القائم , حتى الإصلاحات الدستوريه الكبرى كالتحول الى الملكيه الدستوريه تطلب فعلا جذريا وصداما دمويا بالرغم من وجود البرلمان المنتخب فى إنكلترا فى اواسط القرن السابع عشر. العقد الإجتماعى المنتظر فى تونس ومصر وليبيا قريبا  هو عبء الحريه المدفوع ,  فالميثاق أو العقد الإجتماعى  مرحله متقدمه على الاستقلال الوطنى  كما رأينا فى عالمنا العربى , جاء الاستقلال من الاستعمار ولم يأت العقد الاجتماعى  فترحم البعض على الاستعمار وأيامه , فلقد ذهبت العبوديه ولم تأتى الحريه . كلنا أمل  ورجاء أن تكون هذه الأحداث الكبيره الانتقاليه أساسا  لإرساء مفاهيم جديده تكريسا لعقد إجتماعى داخل  هذه المجتمعات حيث انها وليده شرعيه  ومدفوعة الثمن , ولم تعد مستورده شعارا أو تزييفا لواقع مختلف. فمفهوم الوطن يقترن بمفهوم المواساه لذلك كان حُب الوطن فضيله  لانه يدل ويقترن بالمساواه  والمساواه السياسيه مقدمه للمساواه الاجتماعيه ,   هذه ليست طوبائيه ولكنها برامج  ناجحه فى دول كثيره , فحب الوطن البناء  مثلا لاتبرره فقط ولادتنا عل أرضه أو إكتسابن لجنسيته  بل لأنه يشعرنا بالمساواه بالضروره  هذا هو حب الوطن الحقيقى , عندما إختلت الموازين رأينا ونرى من يحرق وطنه بيده  لأن هذا الحب اساسا لم يقم على المساواه سلبا أو إيجابا, قد يرفض احدهم أن يساوى بالشعب  فيقصف الوطن ومن فيه, وقد يشعر الشعب بعدم المساواه  فيشعلها نارا. على كل حال, إن الحريه  ليست مَلَكه موروثه ,بل علينا أن نوجدها فلذلك هى عبء  يحاول الانسان دائما  أن يتحلل منه ما أمكن ولكن فى لحظه معينه يصبح  واجب الدفع مهم كان الثمن  فالتأخر فى دفعه ممكن ولكن التحلل منه  تماما  مستحيل  وإلا توقف تدافع الناس  وبالتالى جريان الحياه واستمرار الوجود وهذا فى حد ذات خروج عن ناموس الكون. إن الحاله الطبيعيه الأولى التى  تعيشها أوطاننا آيله للرحيل بلا شك , مع بزوع عصر الثورات الشعبيه . نعم تأخر القطار , ولكنه وصل فى النهايه ويَهُم الجميع شعوبا أن يحتلوا مواقعهم فيه واحدا بعد الآخر, الى حيث الحريه وفضاؤها الواسع

الثوره وذهنية القائد العربى



لعل من أهم  إفرازات هذه الثورات العربيه المتلاحقه هى فى كشفها لنمط التفكير لدى القياده العربيه ورؤيتها  للتاريخ وكتابتة .  لو لاحظنا  نمط تفكير الرؤساء الثلاثه  التى عصفت وتعصف بأحدهم  الآن الثوره, لأستنتجنا  ضرورة إعادة كتابة  تاريخنا بشكل آخر تماما يختفى فيه البطل أو الزعيم ويتم التركيز على العوامل الاخرى  ودراستها  لأن بين سطورها تكمن الحقائق فقط , بينما مايصلنا فقط مواقف   فرديه فى لحظات معينه سطرت وكأنها تاريخ , فأختفى بالتالى الظرف  وهو ليس بالضروره مادى بل بلإمكان وكثيرا ما يكون بشرى , شعبا كان أومجموعه. دعونا نستعرض ما يؤكد ذلك من تصرفات الزعماء الثلاثه  المطاح بهم  فى حين توارى زين العابدين بسرعه , أصر مبارك على عدم الرحيل عن مصر , فى حين  أكد القذافى على الموت فى المعركه ,       أصبح الرهان على تاريخ اللحظه الأخيره , إعتبارا على ان العقليه العربيه تمجدها وتنسى ما قبلها , ولعل نهايه صدام  فى وعيهم  بالرغم من أن ظروفه أحسن من ظروفهم , فقد أسقطه الامريكان  على الأقل, وليس أبنا  الوطن.  هذا يكشف نمط تفكير القياده العربيه . ولى هنا بعض الملاحظات
أولا: إن التاريخ فى ذهنية القياده العربيه وأعنى بها الحاليه , رغم إنها إستمرار للسابق مع بعض  الاستثناءات , عباره عن نقطتي  زمن هما , نقطة إستلامها لزمام الأمور ونقطة خروجها بعد ذلك فالانجاز فقط فيهما أما ما بينهما فلا يهم وهو خارج الزمن  لأن التاريخ العربى كتابةً لايرى التفاصيل  فهو معنى بالأشخاص. لذلك  يجرى الحرص  لديهاعلى تحسين لحظة الخروج من التاريخ التى سطرته ولوكان سلبا  بل وكارثيا
ثانيا: ان عقلية القياده العربيه صماء  عمياء وهى تعتقد أنها تسطر تاريخا , فلاتفرق بين عدو خارجى ولا مواطن صاحب حق ,  فمواجهة الاثنين سواء بسواء فالشهادة لديها واحده دفاعا عن وطن أو  تجنيا  وعدوانا.على أبناءه.

ثالثا: اثبتت الاحداث القائمه  أن التاريخ فى ذهنيه القائد أو الرئيس هو تاريخه وإنه هو المجد وهو التاريخ  خاصة فى حالتى مبارك والقذافى بالذات. ولم يتسائل أحدهم كم اهدر من مال للشعب وحقوق للمواطنين  لكى يبنى هذا التاريخ ويستأثر به.

رابعا:  لأن الذاكره التاريخيه العربيه مخرومه فيجرى إستثارتها عاطفيا لتنسب التاريخ للفرد أو لتتسامح مع أخطائه  فهى ذاكره  ترى الفرد والشخص  فوق التاريخ بل وصانع له دوما  حتى اللحظه., على أمل انها تكون فى طريقها  لتصحيح ذلك بعد هذه الثورات التى صنعتها الشعوب ولا تزال بدون قياده فرديه حتى الآن وهذا هو أول الطريق.

خامسا: نمط تفكير الثورات مختلف تماما  وهو يدخل تاريخنا الحديث بهذه الصوره لأول مره, فلذلك يدعو الكثير من مخافة سرقة الثورات لأنها عوده الى نمط تفكير وعقلية القاده والزعامه العربيه القائمه اليوم والتى تتساقط واحدا تلو الآخر.

سادسا: حرص القياده العربيه  المأزومه على أن تكون  ساعتها الاخيره فى إتساق مع القيم العربيه والدينيه , مثل الشجاعه وعدم الهروب والموت فى ساحة المعركه, يخرج هذه القيم من قاموسها الفعلى الذى وضعت من أجله لأنها مرتبطه بظروف تجعلها كذلك ,فإن تغيرت الظروف  والمواقف  لاتبدو أنها تحمل معانيها , فمن يقاتل شعبه , أين هى شجاعته, أو مرؤءته, ومن يسرق وطنه أين هو إخلاصه وإيمانه. وهنا تقف الأمه مع تاريخها فى مواجهه كبيره وتقف بالذات مع التبرير كمفهوم أُستعمل ويستعمل دائما يخلط الدين بالسياسه والسياسة مع الدين. وهو من نوابغ  ما أنتجه العقليه القياديه العربيه  والثقافه العربيه  على العموم عبر التاريخ.
سابعا: ذهنيه القائد العربى لاتميز بين التراجع كفضيله وبين الاصرار الأعمى كرذيله , هنا تبدو عمق التركيبه النفسيه المضلله فى التاريخ العربى التى انتجتها ثقافتنا  التى وظفت التاريخ فقط على احقية القائد إن أحسن أو إن أساء. فهى هنا لم تتأثر بالدين ولا بالموروث النبوى.
على كل حال , إن من استمع للقذافى وهو يدعو الى الزحف والقتال  متشحا بكل قيم الفارس المغوار , يعتقد أن الثورة فى بدايتها لتحرير ليبيا من الاستعمار , إنه فارق زمن لم يدركه هو ولامبارك قبله, الذى كان يعتقد أن حرب أكتوبر  هى المواجهه فى ميدان التحرير. أسقطوا الزمن  فأسقطهم من حساباته  ولا ذوا با للحظات الاخيره  ليسجلوا تاريخا عجزوا  بل تخلوا بل وخانوا  تسطيره  عقودا وسنين طويله.

الثلاثاء، 22 فبراير 2011

الثوره على الذات ومن أجلها





خجل من ذاته فثار عليها, إنها ليست ثوره على الأخر المغاير ,أو على الخارج  المختلف. لقد  انتصر على ذلك سابقا , وأعتقد أنه حقق ذاته , إلا ان التاريخ بعد ذلك حكى قصة أُخرى , لم تكن ذاته تلك التى إختارها بديلا عن الآخر المختلف الخارجى. هذه قصة الشعب العربى الثائر اليوم . ما نشهده اليوم وما نتابعه فى عالمنا العربى  هو ثورة البحث عن الذات , شعوب تبحث عن ذاتها  وهويتها وأحقيتها فى الحياه الكريمه, لاتريد من أحد أن يتدخل , ولاتريد من أحد أن يضحى بدلا عنها , ولاترتعد من المدافع ولاالطائرات وهديرها.  عدم الاحساس بالذات ,أو الاحساس بضياعها , مرحله لاتحتمل التوسط ولا المفاوضات ولا التأجيل.  العالم العربى بين" ذاتين"  ذات متضخمه للنظام  ومن يحكمه ويسيطر عليه  وذات مفقوده تائهه و ضائعه هى الشعب. عندما يصف النظام شعبه بالقطط والجرذان ,أو بالحراميه واللصوص . ماذا أبقى فيه من ذات تحترم لها حقوق وعليها واجبات. لذلك فأن الثوره على الذات ومن أجل الذات  أصعب كثيرامن الثوره  من أجل التحرر من ربقةا لاخر المغاير سواء مستعمرا عسكريا أو إقتصاديا    لأنها المقدمه الضروريه  له.  فمن العجب العجاب أن ينتكس الوضع بعد ذلك ليجد الشعب ذاته  بعد تحريرها من الخارج مغيبه تماما فى حين تتضخم ذوات من أَمرهم وأرتضاهم  حكاما له  لذلك  أرى هنا بعض الملاحظات:
أولا: إن الثوره من أجل الذات تتطلب وجود  ذاتا أصلا تشعر بذلك وهى مرحله تختلف فيها الشعوب وفى تقديرها . عندما لايشعر الشعب أن له ذاتا  بمعنى إراده جمعيه  فإنه فى مرحلة غياب حتى تتكون هذه الذات وتلك الاراده الجمعيه  فنضوج الاراده هو ما يدفع الامور  للثورة من أجل الذات , انضج الشعوب كما رأينا تونس فمصر والان مابينهما فى ليبيا.
ثانيا: تاريخ الذات المتضخمه "النظام" هى جزء من تاريخ الذات الشعبيه و لكنها تضخمت بعد ذلك فلا يجب أن تغفل حقه فى الثأر لذاته  منها لخيانتها  , ففى حين تقول الذات المتضخمه للشعب أين كنتم حينما فعلت كذا وكذا  يجب أن تدرك  أنه لولا قبول الذات الشعبيه لذلك وترحيبها به لما أمكن  تحقيق ذلك والاستمرار فيه بل والتفرد به تماما بعد ذلك.  

ثالثا: إهانة الذات الشعبيه  بإبراز الفروق المعيشيه الهائله  بصوره تؤذيها , دونما مراعاه أو خوف أورادع , وإستعمال الثروه الوطنيه فى إعادة ترتيب المجتمع طبقيا بصوره غافله لتاريخه ومهينه لرموزه , من أبرز عوامل الثوره على الذات من أجل الذات . تعَمد إهانة الشعب فى تاريخه , و{اينا المرتزقه, والبلطجيه  وفى جميع مجتمعاتنا توجد طبقه طفيليه مشابهه لهما وبإسماء مختلفه , إلا انها موجوده وفى إستعداد تام لخدمه النظام أو الذات المتضخمه .

رابعا:   الثوره على الذات تتطلب وجود قدره على إتخاذ الموقف  وتحمل تبعاته ,  وعادة ما يسقط العديد فى هذا الامتحان من رموز المجتمع  وشخصياته فلذلك نجد المجهولين اساسا هم صناع المواقف ومن يحرك الشارع  كما رأينا فى شباب مصر وتونس وليبيا حاليا  وغيرهم من عمال ورجال صناعه وغيرهم. النخب هى أضعف عقد فى الحلقه العربيه مع الأسف
خامسا:  الثوره على الذات هى بدايه الثوره على حلقة الاستبداد لكسرها لأن الإستبداد  ليس فقط من الاخر أو من الغريب . الذات المستبده إنسانيه بطبعها  وفى حاجه دائمه لرقابه وتوجيه  لذلك إدخال  عوامل أُخرى فى  هذا الشأن  لابد منها , وعدم الاكتفاء بالإرث التاريخى  وقائده فى فتره معينه من التاريخ والاعتماد على ذ لك , وهو مالوحت به ذات مبارك المتضخمه وتلوح به ذات القذافى البلغه التضخم وقبلهما بورقيبه  وكثيرون . أنا أعتقد إن الأمر يبدأ" بنحن"  أى الشعب ومع مرور الوقت  تصبح "الأنا" هى البديل لذلك  وهو ما تعمل جميع الثورات على تتجاوزه بل لاتعد ناجحه إذا لم تتجاوزه . بدأنا مع الاستقلال ومع بناء الدول بأشكالها فى عالمنا العربى"بنحن" وأنتهينا كما نرى ب"الأنا" المدمره  وما ثورة الذات التى نعايشها اليوم فى كل بقعه عربيه إنتقالا من ارض إلى أُخرى سوى  إعادة الإعتبار للذات الجمعيه بعد أن  هُمشت وكادت أن تندثر وتزول  لولا رمق أخير من كرامه وبقايا شعور بالمسؤوليه أمام التاريخ وأمام الذات والأجيال القادمه.

فتوى القتل فى الحرب حَل أم أزمه؟




أفتى الشيخ القرضاوى بجواز قتل الرئيس القذافى نظرا لما سببه لشعبه  من مجازر  وسفك للدماء. ودعا الجيش للقيام بذلك    , ولعلها الفتوى الاولى  التى تصدر  من عالم سنى كبير بجواز قتل  رئيس دوله علنا, وحدث سابقا فتوى بقتل الرئيس السادات من عمر عبدالرحمن المسجون الان فى أمريكا إلآ انها لم تكن علنيه  ومباشره وأعتقد أنه نفاهاأو حاول التملص  منها بعد ذلك . على كل حال.هناك بعض الملاحظات أود أن أُبينها
أولا: هل كان الشعب الليبى بحاجه الى مثل هذه الفتوى  وهو من قََبل بالتضحيه ومجابهة النار بصدور وأجسام عاريه؟ هل تحتاج المجابهات المصيريه أو المعارك الى فتاوى  بإباحة القتل , وهل فيها سوى القتل أصلا,أو تصفيه  أحد الطرفين للطرف الاخر؟ إ  
ثانيا:. خطورة الفتوى بإهدار الدم أنها تقوم على أرضيه قابله للتأويل  فقد تنتقل    التصفيه  لتصبح بسبب الفكر لاالفعل ذاته   , كما حدث لفرج فوده .

ثالثا: مجتمع الفتاوى  ليس مجتمع مدنى قانونى,  والمؤ مل اليوم فى بناء مجتمع  مواطنه مدنى  , هذه هى معركة الأمه, وما تضحيات الشعب الليبى اليوم إلا فى هذا الاتجاه والأمل بلاشك.
رابعا: جميع الأنظمه العربيه ستدافع  عن رأس النظام بكل شراسه بلاشك  فرأينا ضحايا فى تونس وفى مصر وفى ليبيا اليوم , ولولا دور الاعلام لاستخدم العديد منهم أساليب أبطش وأوحش فكم فتوى بإهدار الدم نريد إذن. الجيش فى البحرين بطش بطشا بالتجمع  ووصفت بأنها مجزره حقيقيه, فالأمر جدا دقيق  ,إدخال الفتوى الدينيه  فى النزاعات  الدمويه والصراع على السلطه منذ تاريخنا الأول والفتنه الكبرى وما تلاها و وإستمرار الوضع بنفس العقليه لايخدم الامه الا بخطوات الى الوراء كلما خطت خطوه الى الأمام مع الأسف.

خامسا: إذا كانت الفتوى منهجا ناجعا لحل أزماتنا مع الأنظمه الأستبداديه , فنحن بحاجه الى فتاوى على درجات كل حسب درجة إستبداده وطغيانه على شعبه. فالذى يقتل شعبه جوعا وبطاله , وثروات البلد  متكدرسه يراها الاعمى قبل البصير , يحتاج الى فتوى  وإن لم تكن قتلا , فلتكن نفيا ,أو عصيانا مدنيا فهل ننتظر من شيوخنا  حلولا من هذا القبيل طالما أن الفتوى  هى السبيل الوحيد  .
سادسا:  اين موقع الفتوى  من الدستور  إلا إذا كنا نريد مجتمعات لادستوريه كما هى الان فى الأغلب و فإصدار الفتاوى الآن بالذات قد يضيق أُفق التحول المرجو ويعيد الأمر الى سابقه الغير دستورى بل يكرسه.

سابعا: آلية تنفيذ الفتوى , قد تسبب  شقا للمجتمع وتعرض  سلمه الإجتماعى للخطر , لأن الدوله لاتلتزم بالفتوى  ولا تقوم بتنفيذها, ولقد سبق أن أفتى الخمينى بفتوى بقتل سليمان رشدى منذ ربع قرن ولم تنفذ حتى الان , وكذلك هناك فتوى بقتل تسنيمه الكاتبه البنغاليه ولم تنفذ كذلك و بل أصبح الاثنان نجوما رسميين فىمجتمعات ووسائل الاعلام الغربيه المدنيه.

ثامنا: هل يمكن أن نضع  مسافه ونحددها طالما أن الأمر السياسى يحتمل الفتوى بين معادلة" ملك غشوم ولافتنة تدوم" وبين الفتوى بقتله ,  ومتى تصل درجة  غشمه الى  حد إباحة دمه, وهل الغشم أو الظلم درجات  على الشعب أن يتحمله طالما لم يصل إلى درجه تستدعى الافتاء بإباحة وهدر دم مرتكبه, فنحن إذن بحاجه الى درجات متعدده من الفتوى تتسق ودرجة الظلم كما ذكرت. وكم هى كثيرة فتاوى الإبقاء على حاكم بالرغم من ظلمه خوفا من الفتنه أو من خطر أكبر.

على كل حال .أنا اعتقد بأن الأمه تخوض معركتها أمام الظلم والأستبداد , وهى معركه قدر أصحابها  ثمنها واستعدوا له , فلا البيانات ولا الخطابات ولا الكتابات ولا الفتاوى كذلك  لها متسع والمعركه قائمه  فكل ماأتمناه هو التخفيف على هؤلاء الشباب  من الضغوط  فهم كما ذكرت أدرى بأهدافهم وأوعى بسبلها  من جميعا , بل أنهم هم من يمثل الدين الحقيقى الذى يدعو التغيير ويدعو الى الثبات والتضحيه  من أجل الكرامه  فنصرهم واجب بلاشك  ولك علينا  التيقن  من سلامة الهدف   وهو بناء الدوله المدنيه القانونيه الدستوريه هذا هو هدف الأمه  وما تحاول شعوبها تحقيقه بدمائها.

بعد كل هذا , هل سيصبح المستقبل هو السؤال؟



إذا تم إقتلاع الماضى بإقتلاع رموزه واحدهم إثر الآخر ,وإذا سقطت أقوى قلاعه , نظام القذافى 42  سنه فى سدة الحكم. هل سيتجه عالمنا العربى الى المستقبل, هنا تبدو إشكاليه وهى أن الماضى ليس بالضروره ماديا, بل على الاغلب أنه فكرا , فهل سيرحل الفكر الماضوى مع الرحيل  المادى له  المتمثل فى سقوط ألانظمه العربيه الواحد تلو الآخر  والتى تربعت على ثروات الامه عهودا طويلا. اليس الماضى سوى  عهود الديكتاتوريه والاستبداد.؟أليس الماضى سوى سرقة ثروات البلاد  والاستخفاف بمصير العباد؟ اليس الماضى هو الوصايه  وتوريث العباد والبلاد والخيرات؟  هذا  هو الماضى كما يحكى لنا التاريخ وهذه هى صوره. إن الانتقال الى المستقبل فكريا ليس بسهولة الانتقال المادى   فلذلك هو منظومه قيميه بل يمكن إعتباره أسلوب فى التفكير قادر على التحول المستمر والابداع. لو إستعرضنا  البنيه الفكريه الثقافيه العربيه     , سنجد انها تفتقد الى ثلاثة  مرتكزات ثقافيه  تحول بينها وبين النظر للمستقبل كحقيقه  قائمه على التغيير والابدال . اول هذه العوامل  هو عدم إعتبار الابداع قيمه واصطدامه  مع مفهوم البدعه الدينى والفرق كبير بين الاثنين  وغلبة هذا الاخير دائما نظرا لسياجه الدوغمائى وتاريخنا وصف المبدعون بالزندقه والكفر ونالهم القتل والنفى , بمعنى أننا ثقافة لاتحتمل الاخر  المخالف  والابداع أصلا نوع من الاختلاف وإلا لما كان  إبداعا
ثانى هذه المرتكزات عدم القدره على إنتقاد الذات وتوجيه كل النقد  للغير سواء كانت ظروفا او غير ذلك  فلذلك  الفكر الماضوى يُثبت الذات ولايرى أن عليها أن تتغير فيما يريد للغير فقط أن يتغير وأعتقد أن أنظمتنا العربيه جميعا تشترك فى ذلك على الشعب أن يتغير  وعلى النخب أن تتطور بإتجاهها  فى حين يشكل إنتقاد الذات سمه حضاريه غربيه  لايخرج أى مسؤول أو نظام  حتى ينقد تجربته  ويوضح أخطاءها ومثالبها , هذا جزء من التفكير  فى العقليه العربيه . كم مسؤول عربى نقد تجربته,أو كم رئيس اوحاكم عربى نقد  فترة حكمه  وهم أساسا لايتركون المنصب الى الى القبر  عموما . كتابة المذكرات ليست هى نقد الذات المطلوب . والمتبع لبناء المستقبل
ثالث هذه المرتكزات هو عدم الايمان بالمساواه  فعليا ,  " الهيراركيه" المجتمعيه موجوده فى ثقافتنا بشكل واضح. وتمثل المرأه  ضحيه واضحه لهذه البنيه التفاضليه لهذه المجتمعات, ومن المعروف أن ذلك كان يمثل موضع نزاع استمر طويلا فى الغرب حتى أصبحت المساواه اليوم قاعده ثابته. وضع المرأه والمساومة عليه دون إقتناع  ولكن حسب  المصلحه والمقتضيات  ناهيك عن وضع الاقليات  والمهمشين . كل هذه الأمور لاتجعل من المستقبل  واعدا بقدر مايكون إستعاده لحاضر لم يتطور أو ينعتق من ماضيه أصلا.
أنا أعتقد أن الحراك السياسى الدامى الذى تشهده المنطقه تخلصا من الماضى الجاثم على صدرها  لن يحقق  مراميه مالم تدخل البنيه الثقافيه معه مرحلة التغيير بمثل قوته , إذا لم تتمكن الامه اليوم من إبداع ديمقراطيه خاصة بها بعد سقوط هذه الانظمه , إن,استعاده الماضى لسيطرته سواء عن طريق الجيش او عن  إستيلاء النخب التقليديه عليه  بشكل أو بأخر قبلى أو دينى سيجعل من سؤال المستقبل الملح اليوم الذى طرحته إرادة الشباب مصادرا الى أجيال قادمه وقد يتطلب الامر ثوره عقليه لانعلم كيف ستحدث  ربما كما حصل فى تاريخ الغرب  كالاصلاح الدينى  أو ظهور الرأسماليه  تغيرمن جوهر العقليه العربيه بشكل يجعل منها متجه للمستقبل بشكل لاإرادى ولا شعورى  كما نلمس لدى الثقافه الغربيه التى هاجسها هو المستقبل دائما حتى عن طريق التحيه اليوميه البسيطه  اللاشعوريه"مالجديد"   
whats up?
  بمعنى ماذا أبدعت  أو تنوى أن تبدع . إنها بنيه عقليه  يسكنها المستقبل ولا تعرف الماضى الا خلال الاجازات الاسبوعيه حين تزور المتاحف والمعارض التاريخيه.

الاثنين، 21 فبراير 2011

لماذا أخاف على الثورة فى مصر

  


ثلاثه أشياء تجعلنى اخاف على الثورة فى مصر  بالذات وذلك لتوسطها ولقوة انتشارها ولموقع ومكانة مصر فى قلب العالم العربى  حيث كانت دائما ملهمته وقائدته  وقبلته  ولسان حاله . أول هذه الاشياء:  وجود الرئيس السابق فى البلد  ووجود  وزارته التى عينها
ثانيا:  إعتماد خطبة الجمعه  ك ما نفيستو أو بيان للثوره  وخاصة خطبة الشيخ القرضاوى الاخيره

ثالثا: طغيان العاطفه على العقل  مع الوقت .
هذه الاشياء الثلاثه تجعلنى متشائما الى حد بعيد من إختطاف الثوره بقصد أو من دون قصد.  فالرئيس السابق يرتب أوراقه ويعيد   الامور الى جانبه حيث لايزال يحتل موقعا مهما من الارض المصريه وإتصالاته فى تزايد  يوم بعد آخر وعزلته  تتلاشى كل يوم جديد خاصة  مع عدم  تزايد وتيره التغيرات بشكل يجعل منه ما ضيا لايمكن إعادته أو إعادة أوصاله بشكل أو بآخر.خاصة أن الجيش مش "زعلان منه كثير"
 وإعتماد خطبة الجمعه  وهى مناسبه دينيه  إسبوعيه  ليست لها خصوصيه سياسيه معينه وإستجلاب شيخنا  وظهور حرسه الخاص , يعطى الثوره طابعا دينيا وهذا مالا نرجوه رغم ذكاء شيخنا بمخاطبة الاقباط كذلك ولكن المجال والساحه  تؤكد  تمظهر دينى لثوره شبابيه غير دينيه حين قامت وأنجزت بل هى أقرب   لمظاهرات وحركات الشباب الذى عرفها العالم ضد الايديولوجيات بشكل عام .إن ميدان التحرير كان إنصهارا  فليس من الممكن أن يتوج بأى صوره أخرى غير وطنيه بحته  بعيدا عن أى  فئويه أيا كانت ,ولا اعتقد أن الاشاره الى الاقباط سوى كونها إحساسا بهذا الشعور  ومحاوله لتخفيف  عملية الخطف ما أمكن. وإلا بما يفسر سفر الشيخ الكهل ,مع إجلالى  لمكانته لدينا كمسلمون , ولكن هل ينقص مصر  الخطباء او الشيوخ أو الائمه. انا هنا لست ضد  وسطية شيخنا أو منهجه بالعكس ,     ولكن الوقت والزمن سياسى وليس دينى  علينا التيقن من ذلك , وإلا سنتعامل مع الشعب وثورته  فى البحرين أو فى إيران  بمعيار مختلف  وسنعطى البعد الدينى قياسا على الابعاد الاخرى ميزه  فستضطرب الأمور  وسيصبح المعيار الأنسانى لهوا  بين  رغبات. ساعة الزمن لاترجع الى الوراء , ولايجب علينا  التعسف  فى ذلك. فثورة الشباب  حين ندعوا الى عدم سرقتها , علينا أن لا نضع أنفسنا خارج ذلك  الاطار  بل يجب ان ننظر للامور بنظره موضوعيه تجعل من الدين والموقف  والاتجاه على حد سواء أمام مطالبها. ما يخيفنى ثالثا هو طغيان العاطفه على العقل  بحيث يصبح الماضى افضل من الحاضر الذى يستوجب التضحيات, ومع مرور مرحلة اللاحسم يصبح العقل متواريا امام العاطفة وشدتها وعاجليتها. اخشى على مصر بالذات من هذه الامور الثلاث, لان قدرتها على تصدير الافكار أكبر كثيرا من قدرة تونس وليبيا الملتهبه , اخشى عليها  لحساسيتها فى القلوب وتاريخها فى النفوس . إسمحوا لى  بهذا الخوف فى أوج الازمه  فأننى أرى  خيوط لاتزال تعلق بالانجاز   تحاول أن تسترد منه حلاوته وطعمه  فى غفلة من الزمن    وهو لم يستكمل البناء بعد . فحذارى حذارى . إستمرار  الخيط الرفيع بين النظام السابق وحكومته  وحذارى ,حذارى, أن تتحول خطبة الجمعه من موقعها الروتينى الاسبوعى الى منفيستو للثوره الشبابيه  وهى لم تكن أساسا من إنتاجها لحسن الحظ وحذارى , حذارى من العاطفه الغلابه التى تجعل من السابق  خيرا من اللاحق  , وإن جرى البحث عنه وإختباره  فماضينا وتاريخنا هو تاريخ اللحظه الراهنه  والصدر أم القبر, وهو جدير بالاستبدال لقوم يعقلون , فلا يمكن أبدا تبرير الظلم بأنه لابديل   ولا محيص عنه.

الأحد، 20 فبراير 2011

هل كان كارل ماركس عربيا؟



هل كان كارل ماركس  يشخص النظام الرأسمالى  فى كتابه الشهير "رأس المال" أم كان يقرأ النظام العربى القادم  بعد أن يعتمد الرأسماليه أو تعتمده هى كآخر معاقلها الأستبداديه , بعد أن أجبرتها حيوية الشعوب الأخرى الى تبديل  جلدها وإدخال العديد من الابعاد الانسانيه فى توجهاتها لتصبح  ضمن امكانية  التدوال . نعم لقد تغيرت رأسمالية ماركس التى درسها كثيره بفعل حركة الشعوب وحيويتها  كان ذلك قبل قرنين من الزمان, حتى إذا عادت " الرأسماليه" الى طبيعتها السابقه المتوحشه . عاد بالتالى النظام الذى أنشأته  من داخل مكوناتها  فى إعادة توازنها. المشكله لدينا أن الرأسماليه لم تُنشىء نظاما , ولا طبقه برجوازيه , ولا طبقه وسطى .   إنها عاهه او مرض إحتكارى  ناشز عن بعد  عن أصل الداء يعتاش عليه  ويمتص من دمه. هل نحتاج الى قرآة ماركس من جديد. أقروا معى التالى  واحكموا بعد ذلك على جدته أم قدمه بالنسبه لعالمنا العربى وما يعايشه




 
 


 نهب الدوله


في عهد لويس فيليب، لم تحكم البورجوازية الفرنسية بأكملها، بل فئة محددة منها: المصرفيون، ملوك البورصة، ملوك سكك الحديد، أصحاب مناجم الفحم الحجري وأصحاب مناجم الحديد والغابات، والقسم المنضمّ إلى هذه الفئة من أصحاب الملكية العقارية، أي القسم الذي ندعوه بالأرستقراطية المالية. وعندما اعتلت هذه الفئة العرش، أملت القوانين على المجالس ووزعت المراكز العامة، بدءاً من المناصب الوزارية.
(...) وكانت مديونية الدولة تصـبّ، بشــكل مباشر، في خدمة تلك الفئة البورجوازية الحاكمة التي تلعب دوراً تشريعياً عن طريق المجالس. وقد كان عوز الدولة، على وجه الخصوص، هو الموضوع الرئيسي لمضاربتــها والمــصدر الأهم لإثرائها في آن. وعند نهاية كل سنة هناك عجز جديد. وبعد كل اربع ســنوات أو خمس سنوات، هناك قرض جديد. وبهذه الصيــغة، كل قرض يشكل للارستــقراطية المالية فرصة جديدة لنهب الدولة، وهذه الأخيرة المرتكزة بشكل مصطنع على حافة الإفلاس، تجد نفسها ملزمة بأن تأخذ قروضاً من المصرفيين بشروط مجــحفة للغاية، وبهــذه الصــيغة، شكل كل قرض جديــد فرصــة جديدة لنهب الجمهور الذي كان يوظف رساميله لدى الدولة عن طريق عمليات البورصة.
وهكذا، لم تكن الملكية سوى شركة مساهمة، هدفها استثمار الثروة الوطنية الفرنسية، يتقاسم أرباحها وزراء مصرفيون وكان لويس فيليب مديراً لهذه الشركة.
وبما أن الأرستقراطية المالية كانت تسنّ القوانين، وتدير شؤون الدولة وتملك السلطة على مختلف أجهزة الدولة ولأنها كانت تهيمن على الرأي العام من خلال سيطرتها على الصحافة، فهي كانت، بدءاً من البلاط الملكي وصولاً إلى أدنى الدرجات، غارقة في العهر ذاته والوقاحة ذاتها والنهم للإثراء ذاته، لا عن طريق الانتاج إنما عن طريق اختلاس الثروات الموجودة. وفي الأوساط العليا للبورجوازية كانت تظهر مطامع جامحة، فاسدة تصطدم بالقوانين البورجوازية نفسها والتي تُكتسب الثورة فيها، بشكل طبيعي، في لعبة البحث عن المتعة القصوى، حيث تمتزج المتعة بالمال والدم والقذارة في آن.
الأرستقراطية المالية ليست، في أسلوب إثرائها كما في متعها، أكثر من صعود لحثالة البروليتاريا في الأوساط العليا للمجتمع البورجوازي
كارل ماركس

ربح 500%
"إن رأس المال يثير الصخب والخصام, وهو خجول بطبيعته وهذا صحيح. ولكنه ليس الحقيقة كلها(..) إن رأس المال , لايطيق إنعدام الربح الهزيل, مثله مثل الطبيعه التى كان يقال سابقا, أنها لاتطيق الفراغ(...)إن رأس المال ليصير شجاعا جدا بربح ملائم, فربح 10% يؤمن استخدامه فى أى مكان, وربح 20% يبعث الحمى فيه, وربح50% يحقنه بجرأه مجنونه, وربح 100% يجعله على إستعداد ليدوس بالاقدام القوانين البشريه, وربح 500% يجعله لايتردد فى إرتكاب أى جرم كان, وفى خوض غمار أى خطر, يعرض صاحبه للاعدام شنقا
وإذا كان الصخب والخصام يأتيان بربح, فلسوف يشجع كلاهما علنا  

1860 " كتاب الاتحادات العماليه والاضرابات" فلسفتها واهدافها

لم نقرأ التاريخ  ولم نقرأ منطق التحولات الكبرى فيه ولم نقرأ  رجالاته ومفكريه  تحت حجج كثيره منها أنهم ملحدون وكفره وغير مسلمون واكتفينا بتريد المنقول  من الأمس  وبالحفظ والترديد دون وعى  فكان مستقبلنا   هو ماض تلك الشعوب يظهر  لها كأحد أفلامها القديمه   الذى يذكرها بأن التاريخ صناعه , فى أحسن صوره , وأن الانسان إراده فى  معركة التغيير وما عدا ذلك فإن الزمن سيان أمسه  وغده