الخميس، 14 يوليو 2016

سقوط رمزية وزارة الصحة



تتاكد رمزية وزارة الصحه في ذهنية المواطن وقتا بعد آخر, اكثر من اية وزارة اخرى , ويعتبر قياس رضا المواطن عنها مقياسا شمولا  عن أداء الحكومة أكثر من اية وزارة أخرى, نظرا لطبيعتها حيث تتعامل مع الإنسان بكونه وجودا اصيلا بعيدا عن جميع أشكاله الوجودية الأخرى سواء الثقافية أو الاجتماعية أو الاقتصاديه. وللامانة التاريخيه فإن الدولة لاتألوا جهدا في تطوير خدماتها الصحيه , وتعد من اكثر دول العالم إنفاقا على قطاع الصحة, هذة حقيقة لايمكن التنكر لها مطلقا, ولايوجد دولة  تمتلك رضا  مواطنيها  المطلق عن ماتقدمة من خدمات صحية , حيث الإنسان كائن يبحث دائما  عن التخلص من مصيرة المحقق. سقوط رمزية وزارة الصحة من ذهنية المواطن كقرين ملازم لشعوره بالمواطنه , لايعوضه اي تقدم في اي مجال آخر, ليس هذا قصرا على دولتنا وإنما في العالم أجمع و سمعنا مؤخرا  عن تخصيص مستشفى خاص في الكويت للمواطنين , وقبل ذلك تضاعفت شعبية الرئيس الامريكي أوباما بعد مشروعه للضمان الصحي , اليوم تصدم رمزية وزارة الصحة في أذهاننا  وينعكس ذلك سلبا على شعورنا بالمواطنة  من عدة محاور

الأول:عدم الثبات الإداري  فهي كانت وزارة ثم اصبحت هيئة ثم مجلس أعلى ثم عادة وزارة  ولاتزال تعاني من تشعبات لايمكن وضعها تحت أي مسمى

ثانيا:ضمور منصب الوزير فيها عما كان في السابق وغياب منصب الوكيل , كل  ذلك يؤثر أو يعطي مؤشرا لتراجع أهمية المواطن حيث أن دور الوزير السياسي ودور الوكيل الاداري هما  الوسيط  بين الجهاز الحكومي والمواطن.

ثالثا: إحساس المواطن أن حرص الحكومة على وضع العمال الصحي اكثر من حرصها على صحته كمواطن ويمكن لمس ذلك بوضوح من خلال  وسائل التواصل الاجتماعي, مع إقتراب موعد المونديال وشدة تركيز الصحافة الغربيه والاعلام الغربي الجائر على إتهام قط المستمر بالتقصير في مجال حقوق العمال, لذلك يشعر المواطن بأنه يدفع ثمن هذة الحملة من صحته  ومن حقه في الرعاية الصحيه.

رابعا: فشل  نظام التأمين الصحي  ومحدودية قدرة الوزارة وكفاءتها في إدارة مثل هذا العمل الذي يحتاج الى شركات متخصصه, الأمر الذي ادى الى سرقات ورشوات ومراكز صحية رثه تقام من اجل الكسب السريع.

خامسا:لااستطيع ان اتكلم من مستوى تاهيل الكوادر الطبية  وكفاءتها ,  وآلية لجان التوظيف .

سادسا: عدم الثقة التي يزرعها المسؤولين وكبار الشخصيات لدى المواطن عن وزارة الصحة ومستشفياتها, وهذه إشكالية قديمة , حيث يفضلون العلاج في الخارج حتى عن بعض الامراض التي لاشفاء منها  وعلاجها في العالم كله "ستاندرد"كالسكري مثلا.

سابعا:الكثافة السكانية المتزايدة  تعني مباشرة زيادة مرضية على الجهاز الصحي   وهو خط اخير , مما يشعر المواطن بأنه في حالة دفاع مستميت عن آخر مكتسباته و لذلك كلما كان هناك علاجا لهذه الكثافة السريعة الخطى, كلما كان بإمكان الوزارة استعادة رمزيتها.

ثامنا: لايمنع من القول أن مستشفى كمستشفى القلب  مثلا اصبح إسما كبيرا  في المنطقة كمستشفى متخصص في أمراض القلب.

تاسعا: صعوبة تحديد المسئول الذي يمكن أن يرجع له المواطن في حالة الخطأ أو  ضياع الحق أو تجاوزه, حيث في السابق أيام كانت الوزارة أكثر رأسية في تنظيمها   , كان المواطن يذهب مباشرة للوزير ليسمع منه وبالتالي  يعمل على حل مشكلتة مباشرة بالتوجيه والأمر .يبدو لي منذ عدة سنوات  لم يعد منصب الوزير واضحا كمرجع بالنسبة للمواطن.

عاشرا:سطوة الإدارة الوسطى  وبروزها على حساب غياب  مركزية دور منصب الوزير والوكيل كما كان في السابق وهذا خلل كبير , يجب علاحة بسرعة ,  نظرا لأن القطاع الصحي أكثر القطاعات تأثرا بمثل هذا التخبط


العمل على إعادة رمزية وزارة الصحة في ذهنية المواطن  سينعكس إيجابا على شعورة بالمواطنة على الأقل في جانبها الوجودي حتى يكتمل ذلك بجانبها القاتوني مستقبلا.