الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

ثقافة " التطبيل"... مجتمع معوق





 اذا تحول المدح أو الذم الى ثقافه وهو في الاساس موقف فانت امام مجتمع معوق لانه حول الموقف المتغير الى ثقافه ثابته ،على كل حال ،فان طيف الحراك المجتمعى فى دول الخليج يتحرك   على خط أُفقى طرفه الأول الإحتجاج بدرجته القصوى المتمثله فى النزول الى الشارع الى طرفه الآخر  الأقصى المتمثل فى المدح الزائد عن  العاده. ولى هنا بعض الملاحظات على فكرة الاحتجاج  وغرض المديح:

أولا: الاحتجاج  صوره من صور  الرد التلقائى على أمر أحدث  ألما  وضررا  لشخص ما أو لمجتمع معين وهو حق  تكفله جميع الدساتير.

ثانيا: المد يح   هو مدح تحول الى" ثقافه"  أو طبقه تسمى "المداحون أو المطبلون"فأصبح مديحا  لايرى سوى الحسن ولو كان  الأمر سوءا وشرا مستطيرا. حتى أن المرء ليُسىء ومع ذلك يمدح على إساءته كما يذكر الشاعر محمود البارودى/ وأعظم شىءُ أن ترى المرء ظلما يُسىء/ ويتلى فى المحافل حمده.

ثالثا: المديح كثقافه هو إحتجاج سالب إنقلب على  صورته الجدليه  المتمثله  من فعل/ إحتجاج/  فعل مركب يحمل  فى أحشائه حلا. إلى فعل/  عدم قدره على الاحتجاج/ مديح.

رابعا: المجتمع الديمقراطى يقوم على الاحتجاج السلمى ويستهجن المديح  لأنه يضع العمل فى إطار المسؤوليه  والمسؤوليه  فى إطار القانون.

 خامسا: الاحتجاج دليل على  حيوية المجتمع  والمديح "الاحتجاج السالب" دليل على  أنه مثير للشفقه.
سادسا: تتأثرجميع أوجه الاحتجاج  عندما يعجز المجتمع  عن بلورته ذاتيا أو نتيجة الخوف وتعرضه للقمع , فيشيع الابتذال فى الثقافه ويتحول النقد البناء  نقدا شخصيا وربما مؤجورا ويصبح الرأى  خادما   للإملاءات  وليس رأيا حرا .

سابعا: إذا شاعت ثقافة المديح "الاحتجاج السالب" أصبح المجتمع مسرحا مهيئا للمؤامره بأشكالها المتعدده  لتعطل الصوره الجدليه  التى تقود الى التغيير  بديناميكيه  وحيويه .

ثامنا: الثبات كثقافه موجوده فى تاريخنا العربى والاسلامى  تستمد قوتها من  فهومات وتفسيرات كثيره منها الدينى ومنها الاجتماعى , فلذلك يبدو الاحتجاج  مقصدا لكثير من  الفتاوى المستهجنة له كخروج عن الطاعه وإجتماعيا كمعصيه  لللثقافه الابويه.

تاسعا:
قيام المجتمعات على مركزية الصوت كما يوصفها "دريدا" يساعد على  تكون" الاحتجاج السالب" الذى ذكرت, مركزية الصوت تتطلب منبرا لايحتله سوى فرد معين  أيا كان شكل هذا المنبر  دينيا أم إجتماعيا,
عاشرا:  يصبح المجتمع  معرض للإنفجار  بصوره أعنف من غيرها  عندما يختفى الاحتجاج الايجابى والصحى ويشيع الاحتجاج السلبى  بصوره ممقوته لأنه سقف مقفل  وكسر لمعادلة التطور وإيقاف لمسيره التاريخ القائم على التغير المستمر.

الاثنين، 24 ديسمبر 2012

الطبقه الوسطى .... مرةٌ أُخرى










للطبقه الوسطى دور أساسى فى بناء الهويه الوطنيه,والهويه الوطنيه هى صمام الأمان للمجتمع وهى الضامن دون سقوطه فى التناحر الأهلى عند أول إختفاء أو زوال للسلطه التى تعمل على تراص تناقضاته وجمع شتاته بالقوه . ننادى بالحفاظ على الطبقه الوسطى وتعزيزها ليس فقط للاسباب التى ذكرت من قبل كونها حاملا ثقافيا وإجتماعيا يمكن الإرتكاز عليه للتحول الديمقراطى وليس لأنها طبقة القيم والوسطيه بين إبتذال العليا وفقر السفلى ولكن لقدرتها على صياغة الهويه الوطنيه وبلورتها ومن ثم ترسيخها, لعلى هنا أذكر بعض النقاط حول أهم صفات الطبقه الوسطى فى منطقتنا الخليجيه وسأركز هنا على تحديد معين من تحديدات هذه الطبقه المتشعبه والذى شاء القدر لهذه المنطقه أن تنتجه نظرا لما حباه الله من ثروه.

أولا: تتكون ممن لايؤهلهم دخلهم وتأثيرهم من الانضمام لذوى النفوذ والقوه فى المجتمع, مثل بعض التجار واصحاب المهن الأخرى كالأطباء والمدرسين والمهنيين.



ثانيا: تصارع الطبقه الوسطى لكى تبقى حياديه ووفيه لمبادئها المنبثقه من دورها ومؤهلاتها فى مجتمعاتنا نظرا لإتساع مساحة المرجعيات الأولى التى يعوق تجسيدها ودعمها إمكانية تبلور الهويه الوطنيه.



ثالثا: إقتصاد الريع يعمل على إزاحة هذه الطبقه عن دورها الطليعى والتنويرى فى المجتمع فتشيع الزبائنيه ويتحول التنويرى الى بوق لمركز قوه أوتأثير.



رابعا:يقتصر دورها على وظيفتها الاساسيه لعدم وجود مجتمع سياسى يساعد على إلتحاقها بتيارات أو أحزاب سياسيه تمهيدا لدور أكبر لها فى صياغة مستقبل البلد والمجتمع.



خامساا: لاتحظى هذه الطبقه فى تقسيمها المطروح هذا بجاه يليق بدورها الحقيقى فى المجتمع لذلك تتسرب أجزاؤها مع الزمن لتندس ضمن آليات    نشاط الريع الأكثر إدرارا للثروه والمال.

سادساا: تتأثر بسرعه هذه الطبقه نظرا لعدم وعى المجتمع بدورها الهام فى تشكيل هويه وطنيه جامعه فتصبح هويات مزدوجه تحمل الشهاده العلميه والولاء الأولى سواء قبلى أو طائفى



سابعاا: دور هذه الطبقه بالذات تنمية الولاء الوطنى وإعلاء شأنه ودوره فى حياة المجتمع لكنها تفتقد مصادر التمويل الحياديه لتحقيق ذلك فيلتبس دورها ويتعطل تأثيرها.



ثامنا : يعوق أداء هذه الطبقه لدورها الحقيقى الالتباس الحاصل فى مجتمعاتنا بين , الدينى والوطنى, والوهم بتعارضهما والتشديد من قبل البعض علي أسبقية الدينى على الوطنى داخل الوطن الواحد.



تاسعا: ليس لها أفق هيمنه منظور نظرا لعدم تطور التشريعات والقوانين فى هذه المنطقه لتكفل نظاما قضائيا محايدا ودساتير وطنيه ديمقراطيه تعمل على تثبيت دورها وتأصيله.



عاشرا: هى خارج التاريخ وكتابته فى هذه المنطقه أو هى تمثل هامشيا لتاريخ القبيله والطائفه الأمر الذى يسرع بأفرادها للإنضواء داخل مرجعياتهم الأولى إتقاءا للإنكشاف
لأن الإنكشاف  والعُرى هنا  غياب ذكر المرجعيه القبليه  كسند تاريخى وجودى
 
أحد عشر: علينا أن  لانعجب ولانتساءل فى حالة غياب  تشكل الهويه الوطنيه  الجامعه  حينما يتحول الجيش الى ميليشيا  أو "شبيحه"  وتتحول السلطه القضائيه الى  كورس  لصوت النظام.