الأربعاء، 1 يناير 2025
إشكالية التخلص من الطاغية
الاثنين، 30 ديسمبر 2024
" المُتهكم ".... والعام الجديد
عام جديد أطل علينا , لا نعلم ماذا يخبئه لنا , الإنسان كائن ميتافيزيقي , يريد دائماً أن يعرف إلى أين هو سائر ؟ يحمل الماضي على كتفيه ويرحل بكل افراحه واتراحه , الظروف تتغير باستمرار, السياقات تتغير بإستمرار , تنحصر مساحة الثابت في بقعة صغيرة داخل نفسه عله ينجو بها من رياح التغير والنسبية في كل شىءء حتى في الحقائق التي نشأ وتربى عليها,, مالأسباب التي جعلت من الإنسان العربي اليوم " متهكماً " يشك في كل شيء, حوله يعيش بيئة" حرباوية" " الحرباء" الكائن الذي يتغير مع تغير بيئته التي يعيش فيها, , التقدم العلمي والتقني اصبح جارفاً بشكل لم يعهده الانسان في إي عصر سابق, كل شيء عرضه للتغيير , ليس هناك حقيقة أزلية ثابته سوى الحقيقة الايمانية وهي حقيقة غيبية,حتى اللغة التي يتحدث بها اصبحت مجالاً للشك والريبة بإعتبارها لاتعكس الواقع الذي يعيشه الانسان , ينبش المتهكم في الماضي ليجد أن معتقداته ليست سوى نتاج ظرف تاريخي وثقافي وليس شيئاً أبدياً,, الجغرافيا تتغير تحت قدميه, التاريخ ينزوي في ركن من أركان بيته, قالوا له استعد أنها سنة" الكورونا" فصدق ذلك وأكل الطُعم , بعد ذلك قالوا له أنه عصر " الدرون" حيث لاملجأ منها إلا إليها, تدخل عليك وانت في غرفة نومك لتقبض روحك, هذا العام الذي أطل بالامس يقولون أنه عام " الكائنات الفضائية" حيث رصدت اعينهم الالكترونية كائنات تجوب مجال كرتنا الارضية وهي ليست منها , وهناك شكوك حول حوادث الطيران التي احتشدت في فترة قصيرة مع نهاية هذا العام كما حذر أحد الخبراء انها تهدف لبث مزيد من الخوف لدى الناس الأمر الذي يذكرنا بكورونا وسياسات الحجر والمنع الرهيبة والبشعة إنسانيا ,كذباً واختلاقاً ,لم يعد الانسان قادراً على البحث عن حقيقة ابدية في العلم , العلم يكذب نفسه بنفسه , سيسقط العلماء وسيبقى المتصوفون دينياً الذين يؤمنون بالحقيقة الالهية في داخلهم , ذُكر عن " ديوجين" أشهر المتهكمين في التاريخ أنه كان يعيش في صندوق كبير كان يستخدم لجمع الزبالة جعل منه سكناً له , وحين سمع عن ذلك الاسكندر الاكبر الذي زامن عصره تاريخياً قال خذوني اليه, فلما وصل عنده قال له : اطلب ماذا تريد حتى تخرج من صندوقك هذا ظناً منه أنه أُجبر على العيش فيه. قال ديوجين: أطلب ياسيدي أن تتحرك قليلاً من مكانك لكيلا تحجب ضوء الشمس عني. إنسان اليوم سيصل الى هذة الدرجة حين تسيطر التكنولوجيا على كل مناح الحياة ليصبح الانسان يبحث عن ذاته ولايجدها ويبحث عن ضوء الشمس والهواء النقي فلا يتيسر له,أصبح إنسان اليوم ساخراً من كل شىء أضاع ذاتيته وكينونته مهما بلغ من البذخ المادي التي لايغني عن الروح شيئا .
حينما تلهو الحياة وتسخر الأيام يضيع من لايأوي إلى ركن شديد يعصمه من متاهة "التهكم"
كل عام والجميع بخير
المتهكم:ironist or cynic