الأربعاء، 1 يناير 2025

إشكالية التخلص من الطاغية

 



يفرغ الطاغيه الرؤوس من العقول ويمتهن الاجساد  ويعيث  فسادا فى الثروات ويملأ الدنيا جورا وظلما, لايسأل عن خاتمته  كيف تكون ومتى تحين, ينسى أو يتناسى , يعمل حسابا للبعيد ويأتى أمره من القريب, يكبل الشعب  بالحديد, ويتحكم فى خطواتهم  وانفاسهم , ينام مطمئنا وهم فى السجون , يستمتع بأنات الثكالى وصياح اليتامى . هو يربى شهوة الانتقام  داخل النفوس , هو يريد أن يكون الشعب على شاكلته ونحوه, فلا يظلمه التاريخ  . لي هنا بعض الملاحظات حول اشكالية التخلص من الطاغيه:
 أولا:  الشخصيات الاستبدادية  ذات الطغيان فى التاريخ التى وصلت الى خطوط اللارجعه, لايبقى لها سوى طريقة كيف تموت,بالتالى تدفع بإتجاه  رمزية الموت دائما  , أو الهروب المذل
ثانيا: التخلص منها بعد القبض عليها طبعا  يحتمل أمران  نظرا لتاريخها الاشكالى  , سرعة  انجاز ذلك وبغموض احيانا  وبدون تفاصيل كثيره لطى الصفحه بأسرع ما يكون, أو تقديمها للمحاكمه   إذا كانت قدرة المجتمع وفاعليته واضحه وحوله إتفاق عام.

ثالثاً: فى التخلص من الطاغيه  لابد وأن يكون الهدف واضحا للجميع فلا يصبح  طريقة التخلص منه  مكسبا لجهه على أخرى  أو ميزه لطائفه على أخرى , فالتاريخ المعنى لابد وأن يكون التاريخ الكبير تاريخ الوطن  لاتاريخ القبيله أو الطائفه أو المنطقه.

رابعاً:طبيعة الشعب الذى يحكمه  الطاغيه مهمه جدا  فالطاغيه القبلى  اشكاليه أكبر من الطاغيه الايديولوجى فسقوط الايديولوجيه سقوط له او العكس ولكن القبيله فى ارضها لاتسقط وقد يعاد  ذكره والتذكير به دائما, تماما  مثل الطاغيه الدينى الذى له اتباع يحملون فكره من بعده

خامساً: اذا أمكن التخلص من الطاغيه  إنسانيا عن طريق المحاكمه, لأن الطغيان ظاهره ضد الانسانيه  وليست فقط ضد دين معين او شعب دون آخر فهو الأفضل  والاصفى للنفوس, إستعمال الشعب  لنفس آلية الطاغيه  فى التخلص منه , يعطى مؤشرا  بالنهج  والاتجاه   
سادساً: طريقة التخلص من الطاغيه  تكشف عن تحضر المجتمع وبأنه أى الطاغيه  لايتعدى كونه إستثناء عن القاعده  لايمكن أن يتكرر , وعكس ذلك ينبىء عن  ثمة قابليه لدى المجتمع واستعداد مبدئى  للطغيان اذا ما سنحت الفرصه أو حان وقتها.
سابعاً:    يجب ان نعى ان الطغيان ليس فقط  سلطوى , هو كذلك ثقافى ودينى  , تفكيك الاستبداد يبدأ قبل وصوله للسلطه  وهذه مهمة المنابر والمدارس , فالمستبد ضحيه  وجان فى نفس الوقت.أنه صوره للتضارب الثقافى الذى يعيشه المجتمع  بين لحظة ولادة الزعيم  وبين لحظة تمزيقه

الاثنين، 30 ديسمبر 2024

" المُتهكم ".... والعام الجديد

 عام جديد أطل علينا , لا نعلم ماذا يخبئه لنا , الإنسان كائن ميتافيزيقي , يريد دائماً أن يعرف  إلى أين هو سائر ؟ يحمل الماضي  على كتفيه ويرحل بكل افراحه واتراحه , الظروف تتغير باستمرار, السياقات تتغير بإستمرار , تنحصر مساحة الثابت في  بقعة صغيرة داخل نفسه عله ينجو بها من رياح التغير والنسبية في كل شىءء حتى في الحقائق التي نشأ  وتربى عليها,, مالأسباب التي جعلت من الإنسان  العربي اليوم " متهكماً " يشك في كل شيء, حوله  يعيش بيئة" حرباوية"   " الحرباء" الكائن الذي يتغير مع تغير بيئته التي يعيش فيها, , التقدم العلمي والتقني  اصبح جارفاً بشكل لم يعهده الانسان في إي عصر سابق, كل شيء عرضه للتغيير , ليس هناك حقيقة أزلية ثابته سوى الحقيقة الايمانية وهي حقيقة غيبية,حتى اللغة التي يتحدث بها  اصبحت مجالاً للشك والريبة بإعتبارها لاتعكس الواقع الذي يعيشه الانسان , ينبش المتهكم في الماضي ليجد  أن معتقداته  ليست سوى نتاج  ظرف تاريخي  وثقافي  وليس شيئاً أبدياً,, الجغرافيا تتغير تحت قدميه, التاريخ ينزوي في ركن من أركان بيته,  قالوا له  استعد أنها  سنة"  الكورونا"  فصدق ذلك وأكل الطُعم , بعد ذلك قالوا له أنه عصر " الدرون"  حيث لاملجأ منها إلا إليها, تدخل عليك وانت في غرفة نومك لتقبض روحك, هذا العام الذي أطل بالامس  يقولون أنه عام " الكائنات الفضائية" حيث رصدت  اعينهم الالكترونية كائنات تجوب مجال كرتنا الارضية وهي ليست منها , وهناك شكوك حول حوادث الطيران التي احتشدت  في فترة قصيرة مع نهاية هذا العام كما حذر أحد الخبراء انها تهدف لبث مزيد من الخوف لدى الناس الأمر الذي يذكرنا بكورونا وسياسات الحجر  والمنع  الرهيبة والبشعة  إنسانيا ,كذباً واختلاقاً ,لم يعد الانسان قادراً على البحث عن حقيقة ابدية  في العلم , العلم يكذب نفسه بنفسه ,  سيسقط العلماء وسيبقى المتصوفون دينياً الذين يؤمنون بالحقيقة  الالهية  في داخلهم  , ذُكر عن " ديوجين" أشهر المتهكمين في التاريخ أنه كان يعيش في صندوق  كبير  كان يستخدم لجمع الزبالة  جعل منه سكناً له , وحين سمع عن ذلك  الاسكندر الاكبر الذي زامن عصره تاريخياً قال خذوني اليه, فلما وصل عنده قال له : اطلب ماذا تريد  حتى تخرج من صندوقك هذا  ظناً منه أنه أُجبر على العيش فيه. قال ديوجين: أطلب ياسيدي  أن تتحرك قليلاً من مكانك لكيلا تحجب ضوء الشمس عني. إنسان اليوم سيصل الى هذة الدرجة  حين تسيطر التكنولوجيا على كل مناح  الحياة ليصبح الانسان يبحث عن ذاته ولايجدها  ويبحث عن ضوء الشمس  والهواء النقي فلا يتيسر له,أصبح إنسان اليوم ساخراً من كل شىء  أضاع ذاتيته وكينونته  مهما بلغ من البذخ المادي التي لايغني  عن الروح شيئا .

حينما تلهو الحياة وتسخر الأيام  يضيع من لايأوي إلى  ركن شديد يعصمه من متاهة "التهكم"

كل عام والجميع بخير

المتهكم:ironist or  cynic