يفرغ الطاغيه الرؤوس من العقول ويمتهن الاجساد ويعيث فسادا فى الثروات ويملأ الدنيا جورا وظلما, لايسأل عن خاتمته كيف تكون ومتى تحين, ينسى أو يتناسى , يعمل حسابا للبعيد ويأتى أمره من القريب, يكبل الشعب بالحديد, ويتحكم فى خطواتهم وانفاسهم , ينام مطمئنا وهم فى السجون , يستمتع بأنات الثكالى وصياح اليتامى . هو يربى شهوة الانتقام داخل النفوس , هو يريد أن يكون الشعب على شاكلته ونحوه, فلا يظلمه التاريخ . لي هنا بعض الملاحظات حول اشكالية التخلص من الطاغيه:
أولا: الشخصيات الاستبدادية ذات الطغيان فى التاريخ التى وصلت الى خطوط اللارجعه, لايبقى لها سوى طريقة كيف تموت,بالتالى تدفع بإتجاه رمزية الموت دائما , أو الهروب المذل
ثانيا: التخلص منها بعد القبض عليها طبعا يحتمل أمران نظرا لتاريخها الاشكالى , سرعة انجاز ذلك وبغموض احيانا وبدون تفاصيل كثيره لطى الصفحه بأسرع ما يكون, أو تقديمها للمحاكمه إذا كانت قدرة المجتمع وفاعليته واضحه وحوله إتفاق عام.
ثالثاً: فى التخلص من الطاغيه لابد وأن يكون الهدف واضحا للجميع فلا يصبح طريقة التخلص منه مكسبا لجهه على أخرى أو ميزه لطائفه على أخرى , فالتاريخ المعنى لابد وأن يكون التاريخ الكبير تاريخ الوطن لاتاريخ القبيله أو الطائفه أو المنطقه.
رابعاً:طبيعة الشعب الذى يحكمه الطاغيه مهمه جدا فالطاغيه القبلى اشكاليه أكبر من الطاغيه الايديولوجى فسقوط الايديولوجيه سقوط له او العكس ولكن القبيله فى ارضها لاتسقط وقد يعاد ذكره والتذكير به دائما, تماما مثل الطاغيه الدينى الذى له اتباع يحملون فكره من بعده
خامساً: اذا أمكن التخلص من الطاغيه إنسانيا عن طريق المحاكمه, لأن الطغيان ظاهره ضد الانسانيه وليست فقط ضد دين معين او شعب دون آخر فهو الأفضل والاصفى للنفوس, إستعمال الشعب لنفس آلية الطاغيه فى التخلص منه , يعطى مؤشرا بالنهج والاتجاه
سادساً: طريقة التخلص من الطاغيه تكشف عن تحضر المجتمع وبأنه أى الطاغيه لايتعدى كونه إستثناء عن القاعده لايمكن أن يتكرر , وعكس ذلك ينبىء عن ثمة قابليه لدى المجتمع واستعداد مبدئى للطغيان اذا ما سنحت الفرصه أو حان وقتها.
سابعاً: يجب ان نعى ان الطغيان ليس فقط سلطوى , هو كذلك ثقافى ودينى , تفكيك الاستبداد يبدأ قبل وصوله للسلطه وهذه مهمة المنابر والمدارس , فالمستبد ضحيه وجان فى نفس الوقت.أنه صوره للتضارب الثقافى الذى يعيشه المجتمع بين لحظة ولادة الزعيم وبين لحظة تمزيقه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق