الثلاثاء، 17 أبريل 2012

جزار أوسلو: الخوف من إنتاجه محليا



أكد "بيرفيك" جزار أوسلو الذى قتل 77 شخصا فى  العام المنصرم فى جريمة هزت المجتمع النرويجى والاوروبى كله ولم تشهد لها النرويج مثيلا عبر تاريخها. أكد بأنه يمكن أن يكرر فعلته وإنه غير نادم على ذلك. وبرر ذلك  بأن "النرويجين اصبحوا قله فى وطنهم وبأن سياسة تحويل مجتمعهم الى مجتمع متعدد الاعراق تطبق دون استشارتهم" النرويج من دول اسكندنافيه الاعلى دخلا  فى العالم ونظامها الاجتماعى متطور وبلد مؤسسات وحياه ديمقراطيه من الطراز الأول ومع ذلك  لايزال هاجس تحول المواطنين الى أقليه يسيطر على المجتمع. بل وأضاف بيرينغ بيرفيك"  أنه لو مات فهو شهيد فداء دفاعا عن شعبه.  فوبيا "الاغراب" ترعب أوروبا كلها. رغم أنظمتها وقوانينها وقضاءها المستقل. كيف يمكن تصور هذا الوضع فى دول  لاتقوم على مؤسسات ولايستشار الشعب فى أى من الأمور التى تمس حياة , وتكدس يوميا بوافدين من ثقافات  مختلفه حتى أن أعدادهم أصبحت أضعاف أعداد المواطنين وتحولوا بالتالى إلى أكثريه  والمواطنون إلى أقليه ضيئله لاتأثير لها. هل نتوقع ظهور جزار خليجى فى أحدى دول الخليج  يفتك  بعشوائيه ويدعى دفاعه بعد ذلك عن مجتمع وشعبه واهله. عندما تصبح ثقافة الشعب مهمشه  وتبرز ثقافات وافده على  مستوى المجتمع فأن الأمر خطير  لأن تواجد الثقافه أشد خطوره من تواجد الجسد ذاته. ربما الوازع الدينى  لهذه المجتمعات لايزال يمثل سدا أمام الاجتراء على القتل والتنكيل ولكن قد يحتاج المجتمع الى صدمه لكى يفيق أصحاب القرار كما فعل هذا النرويجى الذى يعيش فى سقف العالم وفى أكثر الدول تطورا ,حاضنه جائزه نوبل للسلام.  السؤال هو لو تكرر هذا المشهد خليجيا أفتراضا , هل سيعامل ويُدرس  ثقافيا قبل أن  يعامل كجريمه  كما يبدو من المحاكمه "إصراره على إمكانية إعادتها دليل  على البعد الثقافى المتجذر  فى المجتمع لم يدافع عن نفسه كمجرم رغم أنها جريمه بكل المقاييس ولايمكن تبريرها بأى حال من الأحوال, سمحت   الثقافه الاسكندنافيه  له بالدفاع والتبرير عن فعلته  بمنتهى عدم المساس بكرامة مرتكبها وبحقه التام عن التعبير  عما دفعه لذلك. جنائيا هو مجرم ولكن استوعبته الثقافه  وربما  بل بدون شك لدى أن هناك تغيرا كبيرا سيطرأ على سياسة النرويج فيما يتعلق بالهجره وتحويل المجتمع الى مجتمع متعدد الاعراق دون تلمس حس المجتمع ذاته  بل وحس الطبقات القوميه الاصيله المتخوفه  من الهجره والمهاجرين.  محاكمته كانت محاضره  ثقافيه بين قضاه  ومتهم   فى مجتمع مفتوح  و على الهواء مباشره والمتهم فى أزهى لباسه وتمكنه  وتمسكه برأيه . إشارته هنا عن عدم استشارة الشعب فى مثل هذه القضايا لاتعنى عدم وجود ديمقراطيه فى النرويج وانما تعنى أنها أختطفت برأيه من جانب أحزاب وقوى اشتراكيه وشيوعيه لها السيطره فىرسم القرار البرلمانى. حتى لايفرح أحد ويقول أننا فى تشابه مع النرويج على الأقل  فى عدم أخذ رأى الشعب أو إستشارته.