الجمعة، 26 يونيو 2015

أجوبه على اسئله صحفيه


السؤال الاول: ليس هناك مايسمى بالاصلاح الاجتماعي هكذا , هناك تغيرات يمر بها المجتمع تدعوا الى قيام جماعة او مجموعه راشده من ابنائه باقناع السلطه بصورة ما بضروره المشاركه الفعليه في اصلاح وضع المجتمع من جميع النواحي , وقد تأخذ قضية الاقناع هذا مسلكان , أما الاقتناع المباشر نتيجة لوجود استعداد طبيعي لدى السلطه أو عن طريق الطلب الفعال الذي يمتلكه المجتمع بحيث يصبح الأمر إقتناع لاتجد عنه السلطه بديلا.
السؤال الثاني: قضية التركيبه الديمغرافيه التي تتشكل اليوم في المجتمع التي تميل الى التنوع بعد التجانس الذي كان قائما , قضيه يجب الانتباه لها , لأنها في الاغلب لن تفرض التعايش المطلوب والمحتمل لأنها قضية استيراديه أكثر منها قضيه وجوديه , تبدو مؤقته في ذهنية القادم نظرا لأن مركز الجذب فيها بالنسبة إليه هو الريع في حين تبدو قضيه وجوديه وبقاء بالنسبة للمواطن. مالم يكون هناك لاصق إجتماعي دستوري مؤسسي يحمي وينظم العلاقة بين الطرفين , تبدو القضيه قضيه قابله لإحتمالات سلبيه في المستقبل .
السؤال الثالث:السلوكيات الاجتماعيه السيئه قضيه يجب النظر اليها من الباب الانساني , وليس من باب الهويه توجد في جميع المجتمعات , دور القانون هو ضبط هذه السلوكيات , الآن الفرصه لظهور مثل هذه السلوكيات بشكل واسع اكثر مما كان عليه في السابق فيعود الى أن الدوله تدخل طور التنميه بشكل غير مسبوق وتمر بعملية نمو هي الاسرع في العالم. قطر اليوم يوجد فيها مئات الجنسيات من مختلف دول العالم , مما يعني أننا أمام وضع مستجد قد يتقزز منه المواطن اجتماعيا ودينيا وثقافيا في حين يعتبره القادم من ثقافة اخرى أمر طبيعي بل حق من حقوقه, هنا تبدو عملية الوقت هامه فهل القضية قضية عماله مؤقته أم قضية توطين دائمه وبناء على ذلك على الدوله أن تضع خططها لمواجهة مثل هذا الشأن الاجتماعي
السؤال الرابع: كان لخطيب المسجد دورا كبيرا ولايزال إلا أنه في السابق كان اكثر ايجابيه منه اليوم , نظرا لتجانس المجتمع في حينه وعدم ايديولوجية الخطيب ذاته , اليوم الأمر إختلف فالمجتمع لم يعد كان سابقا من ناحية التجانس والخطباء ينتشرون في المساجد بأيديولوجياتهم المختلفه, لذلك لن يستقيم الأمر هكذا مالم ينتزع المجتمع المدني حق المبادره من أيدي خطباء المساجد , ليحولهم من مصدر التأثير الى جزئيه يستغلها المجتمع لإقامة مشروعه الوطني , غياب المجتمع المدني هو الاشكاليه في علاقتنا بمنبر الخطابه والخطباء , لذلك أعتقد اليوم أن مهنة الخطابه وكثرة استيراد الخطباء على حساب التخصصات العلميه والفلسفيه أدى الى تشوه واضح في خطط التنميه لأنهم خارج اطار المجتمع المدني فهم يتكلمون بمنطق الارشاد من منطلق الوصايه عليه, فالبداية يجب أن تكون أولا في بناء هذا المجتمع أو السماح لبذوره أن تنمو وتكبر على الأقل.
السؤال الخامس:قضية التعليم قضية مصيريه لأي مجتمع وقد مرت بمراحل تخبط كثيره , فهناك جيل ضاع نتيجة لذلك , البدايه تكون من طبيعة المجتمع وليس من استيراد المنهج ,, استيراد المنهج فرض علينا اللغة الانجليزيه وأهمل اللغه العربيه التي هي هوية المجتمع وغير ذلك من التخبط بين منهج وآخر كما تم الاستغناء عن جميع الكوادر القطريه المؤهله في هذا المجال , هل تصدق أن وزارة التربيه والتعليم أقدم الوزارات في قطر بل هي أول وزارة أقيمت في قطر , لم تتم فيها عملية تراكم للخبرات , بحيث نجد اليوم خبرات تربويه قطريه متواجده وتستشار, أخذنا قضية التعليم كموضه أكثر منها قضية مصيريه . اليوم هناك عوده على مايبدو ولكن لايمكن التعويض بالشكل المطلوب , كانوا يبحثون عن النخبويه في التعليم في حين كان التعليم في السابق وطنيا وليس نخبويا , لذلك أنشأنا شخصية وطنيه متزنه بين اسلامها وقوميتها ووطنيتها , اليوم نشهد تجزئة خطيره بين مخرجات المدارس الدينيه والاجنبيه , افرازات هذه المدارس قد تتصارع في المجتمع مستقبلا , لأن المجتمع لم يستوعب التعدديه الثقافيه بعد , نظرا لايزال يعيش على تجانسه السابق ويشعر بأن التعدديه فرضت عليه ولم تكن حاجة استشعرها بذاته.
السؤال السادس: ما يحتاجه وطننا العربي الكبير هو الخطاب الوطني وليس الخطاب الديني , مانحتاجه هو الدوله الوطنيه وليس الدوله الدينيه , ابتلت كثير من المجتمعات بالحروب الدينيه كما حصل في اوروباء ولم تخرج من ذلك الا بقيام دولة المواطنه , اليوم نحن نمر بمرحلة الحرب الدينيه في بعض اجزاء وطننا الكبير وليس هناك مخرج الا بالدوله الوطنيه , هل تصدق ان العرب لم يستطيعوا منذ فترة الرسول الكريم إقامة دوله وطنيه , هدف اسرائيل في جر المنطقه الى حرب دينيه يبدو انه يتحقق وبلا وعي منا , انها فعلا كارثه ان يُقسم الاسلام بهذا الشكل المسىء له كدين رحمه للانسانية جمعاء.
السؤال السابع: ذكرت لك أننا بحاجة الى تعليم وطني , التعليم الديني يجب أن ينضوي ضمن المنهج الوطني , انا لست مع المدارس الدينيه , لأنها تدرس الأحاديه في الفكر وفي الاعتقاد, هناك مدارس دينيه في الغرب لكن تلك المجتمعات تقوم على ثقافة التعدديه فلا خوف , لكن مجتمعاتنا لاتزال لم تصل الى مرحلة قبول التعدديه في الفكر فيأتي المنهج الديني ليؤصل عدم القبول هذا عقيديا فيمتنع قبول الاخر فضلا عن تكفيره فيما بعد.
السؤال الثامن: فكرة عودة الخلافه الاسلاميه فكرة نوستالجيه" فيها الكثير من الحنين الى الماضي أكثر مما فيها من الواقعيه , المشروع ليس مشروع عودة فالتاريخ لا يمشى الى الخلف , المشروع مشروع مستقبل , المسلمون لايحكمون العالم اليوم هم يعيشون على هامش الحضارة الغربيه , تستخدم الدوله "الاسلاميه" داعش اليوم الاسلحه الغربيه والشرقيه ووسائل الاتصال الغربيه وتصور قتلها لضحاياها بأحدث التقنيات الغربيه وتستخدم نويتر ووسائل الاتصال الحديث , ثم تقوم بالرجم وقطع الايدي والسبي وتطبيق حد الرده في مناطق لايسكنها اصلا مسلمون ,هذا التناقض يعرض لمشكلة كبيره ويسىء الى الدين , الدوله الاسلاميه في اعتقادي اليوم هي الدوله الوطنيه التي تكفل حق العباده والاعتقاد والتشريع لأفرادها وتسمح للمكونات الانسانيه فيها بالعبير عن ذاتها ولاأخشى على الاسلام من ذلك فمجتمعاتنا متدينه بالطبه ومسلمة بالفطره.
السؤال التاسع: انا أكتب من منطلق المصلحه العامه وحرصي على المجتمع وحبي لقيادته , لاأجد مايشير الى أن كتاباتي كانت سببا في احداث تغيير بقدر ما أشعر أنها تحدث وعيا على المدى الطويل.
السؤال العاشر: العالم العربي اليوم يعيش حالة فوضى عارمه في جميع المجالات , نظرا لعدم قيام الدولة الوطنيه , كل ما شهدناه من دول هو نموذج شمولي إقصائي قائم بالعنوة والقوه ولولاها لسقط و لاأعتقد ان الربيع العربي فشل بقدر أنه يفتقد المرحله الاولى الاجتيازيه التي تعبر به الى بر الامان , ستسغرق هذه المرحله فترة طويله لصعوبة وطول مرحلة الاستبداد التي عانى منها عالمنا العربي , فلايوجد مجال مدني عام في هذه الدول سوى في تونس التي تبدو احسن حالا من غيرها , الدول الاخرى المجال العام فيها محتل اصلا بما يشبه دوغمائية الدوله التي اسقطها الربيع العربي., قضية الدوله والدين لاتزال ملتبسه في اذهان الكثيرين فالكثير يعتقد أن الدين هو الدوله أو القبيله هي الدوله أو الطائفه , لذلك لم تكن دولنا قبل الربيع العربي سوى غطاء او رداء لشموليات متمركزه في ثقافتنا.
السؤال الحادي عشر: التشدد يأتي من القراءه المتشدده للنص , فالانسان كائن ديني بمعنى انه يشعر بقصوره وضعفه إزاء الكون , ولكن عليه أن يدرك كذلك بأنه ليس الكائن الوحيد هذا على مستوى الموجودات , فبالتالى عليه أن يدرك أكثر بأنه ليس الكائن الوحيد على مستوى النوع والثقافه, القراءه المتشدده تضع المسلم هو الكائن الوحيد في الكون وغيره من البشر خارج هذا النطاق , والاكثر إيلاما أن يتجزأ الأمر نتيجة لهذه القراءه ليصبح الكائن الديني الوحيد ليس هو المسلم بل هو الجزء الذي يفهمه هذا المسلم دون غيره من المسلمين للإسلام.هذه كارثه.
السؤال الثاني عشر: الاسلام كان عاملا مؤثرا وكبيرا في مجابهة الاستعمار والكفاح ضده والحركات الاسلاميه كان لهادور بارز في ذلك , لكنني اعتقد ان سبب التشدد الرئيس هو فشل التنميه وعدم قيام تنميه حقيقيه بعد اخراج الاستعمار الأمر الذي ادى الى القول بأن عالمنا العربي يحتاج الى استقلال ثان ليس من الاستعمار هذه المره ولكن النخب التي سيطرت عليه من ابنائه واستأثرت بخيراته دون عامة الشعوب , فالاستعمار خرج لكن ثقافته لاتزال متأصله في ذهنية ابناء تلك الشعوب التي ذاقت مرارة الاستعمار , الاشكاليه كما اراها في هشاشة وجود الدوله التي قامت بعد الاستعمار , فهي لم تمر بتعرجات حقيقيه ساعدت على صناعتها ومنعتها , فهي قامت على اسلوب القفزه للحكم سواء من العسكر او من القبيله او الطائفه , فدولنا دول القفزه التي تستمر حتى تسقط فتتكرر القفزات وهكذا.
السؤال الثالث عشر: فكرة التعايش افضل من فكرة التقارب او الحوار المستخدمه حاليا , لايمكن ان يتم التعايش بين الاديان طالما الشخص لايعترف بوجود مساحة بين ما يعتقده دينيا وبين وجوده كإنسان , المساحه الانسانيه بين جميع البشر هي العامل الاساسي في التعايش وليس تقارب العقائد او تحاورها كما يكرر دائما.
السؤال الرابع عشر:"داعش" في اعتقادي هي انتاج مختبري لادخال المنطقه الى تاريخ جديد بعد ان عجزت هي نفسها عن دخول هذا التاريخ وبعد ظهور نتائج الربيع العربي التي اثبتت للغرب بأن المشكله ليست في الجانب السياسي والاقتصادي الظاهر بل في قاع المجتمع الاجتماعي والديني , الفوضى التي تحدثها داعش يؤمل الغرب من خلالها تجاوز هذا القاع بإظهار أقصى درجات بشاعته ودمويته ولا انسانيته.
السؤال الخامس عشر: ذكرت لك أن هدف اسرائيل لإطالة وجودها وقيامها كدوله هو ادخال المنطقه في الحرب الدينيه وداعش احدى هذه الادوات وغيرها من المليشيات سواء حزب الله الذي يسكن اطراها او حماس التي تسكن في حضنها, إطالة هذه المرحله مشروع اسرائيلي غربي بإمتياز نجحوا في جر الأمة اليه , المشروع القومي العربي على عثراته كان يهدد الوجود الاسرائيلي , والمشروع الاسلاموي التفتيتي القائم حاليا يمدها بأوكسجين الحياه.
السؤال السادس عشر:الاستراتيجيه الانسب لدول الخليج العربيه اليوم تقوم على دعامتين الأولى دعامة الاتحاد الكونفدرالي وبناء الذات والاعتماد على الذات وامتلاك اسلحة الردع, الدعامة الثانيه : هي الانفتاح على الداخل واستيعاب جميع مكونات المجتمع وعدم اقصاء وتخوين المطالبين بالاصلاح وتجاوز مرحلة سجون الرأي للمنادين بالاصلاح وحفظ حقوق المواطن والبدء في ارساء مشروع حقيقي للمواطنه , فمنطقتنا قابله للاستنزاف بشكل اكثر من غيرها , لأنها تقوم في اهميتها وبقاءها على مواد خام قابله للنضوب والانتهاء فيجب النظر اليها كمشروع وجود للاجيال وليس مشروع سرقه وترحال.
السؤال السابع عشر: الاسلام والعلوم الاسلاميه محببه اصلا للنشء ولا تحتاج لمن يحببها فيها , بل تحتاج للابتعاد عن تسيسها في اذهانهم, ينشأ الطفل في مجتمعاتنا الخليجيه بين المسجد والمجلس او الديوانيه وكلاهما مدرسة تعتمد خلق ومعاملة وعبادات الاسلام , دخول القنوات الفضائيه المسيسه دينيا وبعض المواقع الالكترونيه كذلك هو من يفسد هذه البيئه اكثر من اصلاحها , لذلك على الدوله ان تنتبه وعلى الاباء والابناء مسؤوليه كبيره تجاه دينهم , حيال ذلك , عشنا اسلاما متسامحا عبر العقود الماضيه لايعرف التكفير ولا الاقصاء حتى تلوثت اسماعنا بأوجع الشتم والسباب بإسم الاسلام لجماعة من المسلمين هنا وهناك , علينا مسؤوليه كبيره جدا تجاه النشء سنسأل عنها وعن التفريط فيها.

المشايخ بين التغريد والتفريط

<
عندما كنا صغارا كنا نخاف ونرتعد من شيخ الدين اذا تكلم , لأنه لايتكلم سدى و,بل لايتكلم كثيرا ولانجده الا حين نذهب اليه ونترصد للقائه في المساجد , كان المجال أكثر إتساعا للعامه وأكثر صفاء لأحاديثهم وحكاياتهم وإذا اشكل عليهم شيئا ما في الدين ذهبوا اليه ليستشيروه , فكينونته كشيخ دين أو إمام مسجد أو مفتي ليست منغمسه بشكل تعمل على تديين انشطة المجتمع التي لاتحتاج أصلا لأن تُدين أو تصطبغ بصبغة الدين لأنها من المباح المعلوم, لم نكن نرى شيخ دين يفتتح صالة اجتماعيه أو قاعة دينيه أو يرعى نشاطا اجتماعيا ايا كان نوعه , أو يخرج في التلفاز مفسرا للاحلام أو محللا ومعالجا للشئون الاسريه والزوجيه , كانت المجتمعات أقرب الى التخصص , وكان اشد انواع التخصص سطوعا هو دور رجل الدين أو شيوخ الدين عموما.
بعد ظهور القنوات الفضائيه العامة منها والدينيه خصوصا , اصبح شيخ الدين أكثر اقترابا من المجتمع ومع مرور الوقت وتعدد الشيوخ والدعاه أصبح هناك منافسة واضحه بين بعضهم البعض وبين قنواتهم والقائمين والممولين لها من جهة اخرى ومع بروز الطائفيه المخيف أصبح هناك نجوم لكل طرف , أصبح افراد المجتمع ينظرون الى الشيخ من جهات اخرى غير تلك التي عهدوها من قبل , اصبحوا ينظرون الى هيئته وشكله واسلوبه وتعبيراته وحضوره كذلك , فأصبحت العلاقه أقرب بعلاقة النجم التلفزيوني بمعجبيه , فأنصب الاهتمام ليس على طبيعة الفتوى أو الجوهر و المنطق في عرضها بعيدا عن تأثيرات الصوره وتكرار الظهور الذي يقرب أو يؤثر على طبيعة الحكم على الاشياء, فإزدادت تبعا لذلك, مساحتهم داخل المجال العام على حساب مساحة المجتمع المتدين بطبعه واصبح جزء كبير من تفاعله يمر من خلالهم وعبرهم لتأثير الاعلام,وقدرته على تكوين صنع الصوره النمطيه ,لكن قيمة شيخ الدين لم تكن كما كانت في السابق بالطبع حيث اصبح كأي شخصية عامه في المجتمع لكثرة كلامه وظهوره في التلفاز وتنوعت صوره واشكاله فأصبح عرضة للتسليع والانتقاء من بين آخرين. ومع تويتر والفيس بوك دخلنا مرحلة اخطر كثيرا وتحتاج الى قدرة أعظم واختزال محكم لما سمىء بالتغريده تشبها بتغريده الطائره التي يطلقها دفعة واحده بعفوية لاترجع بعدها حتى لو رجعت كحالها الأول , التغريده في الهواء جميله لكنها تحمل بصمات صاحبها وما يمثله منها تأتي خصوصيه شيخ الدين في التغريد كثير من الشباب المغرر به استند الى تغريده صدرت من شيخ دين يجله ويحترمه فالتغريده الدينيه من شيخ الدين قد تعمل على شق المجتمع طوليا تشق , فالتغريده الطائفيه مثلا من الجانبين أو أكثر تعمل على شق المجتمع طوليا الى حيث مرجعياته الاولى الدفاعيه , وهي أخطر كثيرا من اللقاءات التلفزيونيه التي يشتعل فيها الحوار حتى يمتص الجهد منهم كل قوه ونشاط. في لقاء عبدالله المديفر بالأمس مع الشيخ عوض القرني ذكر له احدى تغريداته التي قد تسىء للعلاقه بين السعوديه والامارات في الوقت الذي يموت جند من دول الخليج بما فيهم شباب من الامارات دفاعا عن التراب السعودي, فلم يستطع ان يجاوب وكل ماقاله ان ضاحي خلفان كان يفعل اكثر من ذلك. ولاحظت كغيري تغريدات من بعض المشايخ فيها كثير من الدعاء على الغير من الطوائف الاخرى في الوطن الواحد, بل أنني لاحظت تراشقا بين المشايخ بعضهم البعض, مشايخ الدين لهم خصوصيه ليسوا كباقي الناس في مجتمعات متدينه وتعطي للدين ومشايخه كل اهتمام واعتبار بصفتهم العلماء الذين يخشون الله , لسمعت أحدهم او الذي يعتبر نفسه أحدهم يفتخر بأن عدد متابعيه قد تخطى المليون متابع يقولها وكأنه نجم سينمائي " لدي مليون متابع , بعد أن اعترضت على جواب طرحه. أعتقد أن تويتر ومثله جاء من مجتمعات قائمه على التعدديه فزادها اتصالا ووصلا وتشابكا , وعندما وصل الى مجتمعاتنا الآحاديه القائمه على المطلقات والفكر الأحادي زادها تفرقا وتشعبا , ويمكن ملاحظة ذلك مؤخرا خلال الازمات السياسيه التي مرت بها منطقتنا , ومطاردة المغردين وسجنهم , تويتر يصلح للمجتمع السياسي , لاللمجتمع الديني المسيس , يستخدمه الاجتماعي والسياسي ليحدث في اقصى مايمكن أن يحدثه من ضرر هو شق المجتمع ثقافيا وهي حالة ليست بالخطيره بل ربما تكون عامل من عوامل تطوره , أما اقصى ضرر يحدثه رجل الدين فهو شق المجتمع عموديا بحيث يصبح التقابل بديلا عن التعاون , هنا نقطة هامة جدا أود لو أذكرها وهي هل شيخ الدين إطفائي حريق , أم مُشعل حرائق؟أنا اعتقد أن في تويتر كثير ممن يطفي ويساعد على أطفاء الحرائق إلا أن تغريده واحده من شيخ دين ممكن ان تورط المجتمع في حريق ليس مع الغير بل مع مكوناته وجزئياته

الأربعاء، 24 يونيو 2015

إستقبال أحمد منصور كيف قرأه قطاع كبير من القطريين؟


لاحظت وانا أتابع استقبال أحمد منصور الذي دعت إليه الجزيره وقامت بتغطيته على أوسع نطاق , أن قطاعا كبيرا من المجتمع القطري ليس مقتنعا بذلك , ويعتقد أن ذلك تضخيما غير مبررا لمذيع عادي جرى توقيفه بناء على طلب من الانتربول في إحدى المطارات بناء على مذكرة صدرت في حقه من وطنه , وأنه جرى الافراج عنه في خلال يومين, فلم كل هذا الضجيج الذي حوله الى بطل وبدا وهو يخاطب الاعلام كأنه يذكرنا بأمجادنا السابقه "لقد نزعت الخوف من قلبي منذ أن التحقت بهذه المهنه" ونرجوا من المانيا أن لاتنجر الى الديكتاتوريه " قمت بتغطية جميع الحروب في افغانستان والبوسنه وغيرها " وهي عباره ممكن أن تحل محل عبارة"قمت بخوض جميع الحروب دفاعا عن الاوطان وعن مكتسباتها" التي كانت سائدة في عصر سابق , " أنا الصحفي الوحيد ربما في التاريخ أو في تاريخ المانيا أو كما قال الذي يتعرض لما تعرضت له" وهي عباره ايضا تقابل , أنا الزعيم الأوحد " التي كانت سائدة كذلك .خطاب كبير وعظيم كعظمة قادتنا الذين رحلوا.
الآن للجزيره الحق كاحد العاملين فيها أن تحتفل به بدعوى أنه إنتصار للصحافه ولحرية الكلمه فيها كقناه رائده. ولكن ما سبب حنق هذا القطاع من قطر على ذلك التصرف , الذي ظهر بعضه على شكل تغريدات والكثير منه كان يتداول في المجالس وخلال الاحاديث وقد استمعت الى فيض منه , حتى انني لم أسمع ما يناقضه من أحد من القطريين . ولي هنا بعض الملاحظات :
أولا:أوجدت الجزيره منذ إنشائها شرخا كبيرا بين "من قطر" "وفي قطر" فحددت "من" لأهل قطر و"في" لها ولموظفيها والعاملين فيها. فهي من قطر ماليا وفي قطر إعلاميا .
ثانيا" طبعا هناك مبررات كثيره استمعنا اليها عبر اكثر من عقد منذ انشاء القناه , ان قطر دوله صغيره ومشاكلها على قدها والجزيره جاءت لأهداف أوسع وأشمل وما إلا ذلك, هذا الوضع أفرز ميكانيزم دفاعي لدى الجمهور القطري وحساسيه لكل ما تأتي به الجزيره وحتى من يعمل فيها .
ثالثا: هذا الوضع أفرز شعورا لدى المجتمع القطري أن كل ماتفرزه الجزيره موجه للخارج ولايعكس مافي الداخل , فلم إذن يبتهج الداخل القطري ؟ ويصفق لبطولاتها منذ سامي الحاج حتى أحمد منصور.
رابعا: الشخصيه القطريه شخصية بسيطه وليست مركبه وتتعامل مباشره وبعفويه , هذا التركيب الذي أحدثته الجزيره منذ إنشاءها , جعلها تلتبس بمفهوم الوطن , فهي بسياجها وطن داخل الوطن والتبست استقبالاتها بإستقبالات الوطن. هذا الضمور من جهة وهذا التضخيم من جهة أخرى , اثر سلبا على المواطن وايجابا لدى الطرف الآخر.
خامسا: هناك عامل آخر شخصي التمسته من ردود الفعل لدى القطريين على استقبال أحمد منصور وهي أنه لايتمتع بشعبية لديهم , نظرا لأسلوبه وطريقة إدارته للحوار وقيل وكتب في ذلك الكثير , ربما كان هذا ايضا عاملا في عدم الاقتناع بكل هذا الاستقبال والاحتفال حتى ولو أتخذ كمجامله.
سادسا: أحمد منصور نفسه تكلم عن نفسه كبطل والعبارات السابقه التي ذكرتها في المقدمه , مع أنه لم يعاني بعد من الاعتقال سوى التوقيف لساعات , فذكر عدد الكتب التي ألفها بالاضافة الى ذلك ونسي أنه استخدم نفس منطق الديكتاتور وهو يهاجم الديكتاتوريه " كثرة" الأنا التي استخدمها للتدليل على بطولاته تبرز حقيقة أن الديكتاتوريه المزمنه تنتج معارضه على شاكلتها , وهذا هو داء الأمة القاتل, وربما نسى أن حالة الحنق على النظام المصري القائم هي السبب الأصلي في إظهاره بهذه الصوره البطوليه, التي أشعرته بالذات المتضخمه.
سابعا: هناك شعور عام لدى القطريين بأن الجزيره مرت بفترتين , الفترة الأولى منذ انشاءها حتى احداث الربيع العربي , والفترة الثانيه منذ أحداث الربيع العربي حتى اليوم , في الفترة الأولى كانت أقرب الى نبض المواطن العربي لأنها كانت تُعلى أو تحاول أن تُعلى من واقعه البائس , بينما في الفترة الثانيه , إنغمست في هذا الواقع البائس وبدلا من إعلائه أخذت تديره.
ثامنا: الحريه التي تمارسها الجزيره بإتجاه العالم , تبدو شمولية تمارس على الداخل وهذا واضح , وتناقض كبير فكلمة "في قطر" كما يبدو تعني التضمين عند من وضعها أو عدم الاهتمام وكلاهما نظرة شموليه و"ستريوتايب" نمطي يدل على الحكم المسبق.
تاسعا: لانستطيع ان نفصل رأي هذا القطاع الكبير من القطريين حول إستقبال أحمد منصور عن رأيه عن الجزيره ككل , مع بعض النظرة الشخصيه للرجل كما ذكرت , لاتستطيع أن تعطي هذا القطاع اجابة شافية مثلا عن دعوته للمشاركه في برنامج " تراحيب" ليتحدث عن هوايته , ولا تدعوه للمشاركه في برنامج "الاتجاه المعاكس" مثلا لعرض قضيته . التعويض حالة نفسيه مؤقته لايمكن أن تكون حالة مستمره .
عاشرا: أنا اعتقد أن علينا أن نتعايش مع فكرة الوطن بشكل أكثر ثقة في ابنائه ومثقفيه ودعاته وأئمته , نستطيع أن نكسب الثناء اللفظي , نستطيع أن نكسب التعبير الخطابي , نستطيع أن نحصل على التبجيل المدفوع الأجل , لكن العقل الباطن يحكي قصة أخرى , وما الابتزاز الذي نعايشه حول أحقيتنا في استضافة مونديال 2022 الا دليلا بسيطا على الاختلاف بين ما يقوله اللسان وما يخفيه العقل الباطن

الاثنين، 22 يونيو 2015

تغييب"الله" وتبضيع" القرآن"

هل تعاملنا مع الخالق عز وجل ومع كتابه الكريم تعاملا صحيحا ولائقا بخالق الوجود وكلمته التامه له؟ عندما يتكلم أحدهم بإسم الله عز وجل أليس هذا تغييبا لله سبحانه؟ عندما يهدي أحدهم للآخر مصحفا مذهبا أليس مايفعله من قبيل " التبضيع" أي تحويل القرآن الكريم إلى بضاعة أليس إضفاء الذهب عليه هو مايجعله مختلف في نظر المُهدي والمُهدى إليه عن غيره من المصاحف الموجوده في المساجد؟, صور تغييب الله و"تشيي القران" جعله شيئا وجدت على مر التاريخ الاسلامي , لكنها اليوم تصبح أكثر ظهورا الى درجة الانفصام بسبب الاستخدامات الظهوريه للقرآن وقيام التدين مكان الدين نافيا إياه من المجال العام. عندما إدعى فرعون الأولوهيه , نفي أو غيب وجود الله, وعندما رفعت المصاحف على أسنة الرماح تم تبضيع القرآنز فدخل الله عز وجل والقرآن عالم الانسان وأنغمسوا فيه الى درجة أنهم أصبحا من أدواته المتداوله لتحقيق مآربه., ذكر الله العظيم عظمة النص القرآني بقوله "لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله" ويحدثنا التاريخ عن رجال صعقوا لما استمعوا الى آياته ولم تتحمله اجسامهم الضعيفه , والجبل لم يتحمل تجلى الله عز وجل له فأنهار ليخر موسى صعقا., يصل بنا الحال اليوم أن نتعامل مع الله عز وجل كبدائل عنه , نغيبه لنحل مكانه, وأن نحول القرآن الكريم الى بضاعة , وقرأت مره ان مفتي المملكه العربيه السعوديه الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ تصدى لظاهرة بدأت تنتشر وتروج لها بعض المدارس الدينية وحفظة القرآن وهي ظاهرة صنع المصحف الشريف على شكل حلوى ثم تناولها تدليلا على حبه والتمكن منه واستيعابه وهذه إن صحت قمة "التبضيع للقران أو صنع حلوى المصاحف المنتشره في تركيا كما حدثني البعض و هذه نوع من الوثنية الجديده تماما كالذي أضحكت عمر بن الخطاب وأبكته عندما كان يصنع صنمه ويأكله عندما يجوع. الافراط في التدين حتى التمثل يخرج الانسان من دور المتلقى الى دور المتجسد ويخرج القرآن من دور الهادي والمنهج الى دور الغرض , الا تلاحظ كيف تنتشر آياته على السيارات وعلى الحيطان وفوق الجدران في كل مكان بعيدا عن الاعتبار أو التمثل الحقيقي لماتعنيه وماترمي اليه., , إشكالية بعض الاتجاهات الغربيه الحديثه في أنها عملت على تغييب الله وذهبت تبحث بديلا عنه , تماما كما نفعله نحن بلا وعي ولا إدراك عندما نضع تديننا الفئوي والطائفي والفرقي مكان الدين , أو نعلق القران ونبحث في صوره كبضاعة نتهاداها. نحن نعيش تطرفا مركبا , بين تبجيل المقدس الى درجة تصنيمه "كحديث الفرقة الناجيه", وبين الاندماج فيه الى درجة الحلول محله وتغييبه كظاهرة صنع المصحف على شكل قوالب حلوى نتناولها أو نتهاداها. والأمران لايستقيمان لذي علم أو بصيره.

"غزه" القطريه الإسم والمغزى

إرتباط قطر حكومة وشعبا بالقضية الفلسطينيه إرتباطا تاريخيا بعيدا فقد إحتضنت قيادات وشخصيات فلسطينيه كان لها الأثر فيما بعد في رسم أبعاد القضيه الفلسطينيه على الساحة الدوليه, وساعدت الكفاح الفلسطيني منذ بدايته عربيا ودوليا و حتى أصبحت قضية فلسطين تعيش داخل الذات القطريه. أذكر أنني أول مرة سمعت بإسم غزه عندما كنت في المرحلة الابتدائيه, حين أشار بعض الرفقاء للإستعداد لخوض مباراة لكرة القدم مع فريق "غزه"
لم يعد هناك مايسمى بغزه في قطر , رغم أنها موجوده حتى الآن إلا انه أصبح يطلق عليها مسمى مدينة خليفه الغربيه على ماأظن , عندما كنا طلابا في مدرسة الريان القديم الابتدائيه , فوجئنا بإخوته كرام يلتحقون بمدرستنا قادمين من غزه, وهي تجمع سكاني لاتوجد به مدرسة في حينه, يقع شرق الريان القديم والغرافه وتفصله ارض قاحله الا من بعض الاشجار والاعشاب القليله التي تسمى اليوم بمنطقة "اللقطه" أذكر أننا على الدراجات لكي نصل الى غزه علينا أن نمر أولا الى الغرافه ومن محطة البترول القديمه التي كانت قائمة هناك نسلك طريقا صغيرا وخطيرا من الاسفلت قادما من الشمال حتى نصل الى غزه , حيث كانت كرة القدم ديدن شباب تلك الايام ومباريات الفرجان شبه إسبوعيه, سمعت أن أول من أطلق عليها هذا الاسم هو أوائل من سكنها من قبائل وعوائل أهل قطر الكريمه , حيث كانت سكنا لعدد من قبائل البورميح والكعبان والنعيم وغيرهم . ماأود أن أشير اليه أن الوعي العربي القومي في تلك المرحله كان له إنعكاسات مباشره في حياة الشعب القطري , ولاأدري إن كان إسم غزه مستوى من إسم غزة فلسطين وربما أنه كذلك لسيطرة القضيه الفلسطينيه على ذهن وتفكير المواطن العربي عموما والقطري خصوصا في تلك المرحله , إلا أنني على يقين أن أسماء كالعروبه والوحده والتحرير والاحرار التي كانت مسميات لأندية قطريه لكرة القدم , هي من نتاج الفكر القومي الذي كان سائدا في الذهنيه العربيه عموما آنذاك. الذي أعرفه أنه لما تسكن جالية ما , منطقة معينه , قد تسمى المنطقه بإسمها , كمنطقة الحضارمه مثلا, حتى في الدول المتقدمه هناك أحياء بأسماء الاقليات التي تسكنها كالحي الصيني أو الياباني أو الهندي أو الكوري , لكن القضيه العربيه الاولى فلسطين في فترة ما كانت قضية الأمه العربيه حتى النخاع وليس مجرد إصدار البيانات , المشكله أن أن التفسيم لم يقف عند تأخر قضية فلسطين داخل الوعي العربي , بل وصل حتى داخل المجتمع العربي الواحد , لنجد مسميات كفريج آل فلان , أسماء الفرجان السابقه كانت أسماء تاريخيه قديمه لأول من سكنها , لكن الفرجان الحديثه ينبغى أن تعطي مدلولات وجوديه أكبر لشكل وثقافة الوطن على الأقل إن لم تكن أسما يحمل تطلعات الأمة وطموجاتها