الجمعة، 26 يونيو 2015

أجوبه على اسئله صحفيه


السؤال الاول: ليس هناك مايسمى بالاصلاح الاجتماعي هكذا , هناك تغيرات يمر بها المجتمع تدعوا الى قيام جماعة او مجموعه راشده من ابنائه باقناع السلطه بصورة ما بضروره المشاركه الفعليه في اصلاح وضع المجتمع من جميع النواحي , وقد تأخذ قضية الاقناع هذا مسلكان , أما الاقتناع المباشر نتيجة لوجود استعداد طبيعي لدى السلطه أو عن طريق الطلب الفعال الذي يمتلكه المجتمع بحيث يصبح الأمر إقتناع لاتجد عنه السلطه بديلا.
السؤال الثاني: قضية التركيبه الديمغرافيه التي تتشكل اليوم في المجتمع التي تميل الى التنوع بعد التجانس الذي كان قائما , قضيه يجب الانتباه لها , لأنها في الاغلب لن تفرض التعايش المطلوب والمحتمل لأنها قضية استيراديه أكثر منها قضيه وجوديه , تبدو مؤقته في ذهنية القادم نظرا لأن مركز الجذب فيها بالنسبة إليه هو الريع في حين تبدو قضيه وجوديه وبقاء بالنسبة للمواطن. مالم يكون هناك لاصق إجتماعي دستوري مؤسسي يحمي وينظم العلاقة بين الطرفين , تبدو القضيه قضيه قابله لإحتمالات سلبيه في المستقبل .
السؤال الثالث:السلوكيات الاجتماعيه السيئه قضيه يجب النظر اليها من الباب الانساني , وليس من باب الهويه توجد في جميع المجتمعات , دور القانون هو ضبط هذه السلوكيات , الآن الفرصه لظهور مثل هذه السلوكيات بشكل واسع اكثر مما كان عليه في السابق فيعود الى أن الدوله تدخل طور التنميه بشكل غير مسبوق وتمر بعملية نمو هي الاسرع في العالم. قطر اليوم يوجد فيها مئات الجنسيات من مختلف دول العالم , مما يعني أننا أمام وضع مستجد قد يتقزز منه المواطن اجتماعيا ودينيا وثقافيا في حين يعتبره القادم من ثقافة اخرى أمر طبيعي بل حق من حقوقه, هنا تبدو عملية الوقت هامه فهل القضية قضية عماله مؤقته أم قضية توطين دائمه وبناء على ذلك على الدوله أن تضع خططها لمواجهة مثل هذا الشأن الاجتماعي
السؤال الرابع: كان لخطيب المسجد دورا كبيرا ولايزال إلا أنه في السابق كان اكثر ايجابيه منه اليوم , نظرا لتجانس المجتمع في حينه وعدم ايديولوجية الخطيب ذاته , اليوم الأمر إختلف فالمجتمع لم يعد كان سابقا من ناحية التجانس والخطباء ينتشرون في المساجد بأيديولوجياتهم المختلفه, لذلك لن يستقيم الأمر هكذا مالم ينتزع المجتمع المدني حق المبادره من أيدي خطباء المساجد , ليحولهم من مصدر التأثير الى جزئيه يستغلها المجتمع لإقامة مشروعه الوطني , غياب المجتمع المدني هو الاشكاليه في علاقتنا بمنبر الخطابه والخطباء , لذلك أعتقد اليوم أن مهنة الخطابه وكثرة استيراد الخطباء على حساب التخصصات العلميه والفلسفيه أدى الى تشوه واضح في خطط التنميه لأنهم خارج اطار المجتمع المدني فهم يتكلمون بمنطق الارشاد من منطلق الوصايه عليه, فالبداية يجب أن تكون أولا في بناء هذا المجتمع أو السماح لبذوره أن تنمو وتكبر على الأقل.
السؤال الخامس:قضية التعليم قضية مصيريه لأي مجتمع وقد مرت بمراحل تخبط كثيره , فهناك جيل ضاع نتيجة لذلك , البدايه تكون من طبيعة المجتمع وليس من استيراد المنهج ,, استيراد المنهج فرض علينا اللغة الانجليزيه وأهمل اللغه العربيه التي هي هوية المجتمع وغير ذلك من التخبط بين منهج وآخر كما تم الاستغناء عن جميع الكوادر القطريه المؤهله في هذا المجال , هل تصدق أن وزارة التربيه والتعليم أقدم الوزارات في قطر بل هي أول وزارة أقيمت في قطر , لم تتم فيها عملية تراكم للخبرات , بحيث نجد اليوم خبرات تربويه قطريه متواجده وتستشار, أخذنا قضية التعليم كموضه أكثر منها قضية مصيريه . اليوم هناك عوده على مايبدو ولكن لايمكن التعويض بالشكل المطلوب , كانوا يبحثون عن النخبويه في التعليم في حين كان التعليم في السابق وطنيا وليس نخبويا , لذلك أنشأنا شخصية وطنيه متزنه بين اسلامها وقوميتها ووطنيتها , اليوم نشهد تجزئة خطيره بين مخرجات المدارس الدينيه والاجنبيه , افرازات هذه المدارس قد تتصارع في المجتمع مستقبلا , لأن المجتمع لم يستوعب التعدديه الثقافيه بعد , نظرا لايزال يعيش على تجانسه السابق ويشعر بأن التعدديه فرضت عليه ولم تكن حاجة استشعرها بذاته.
السؤال السادس: ما يحتاجه وطننا العربي الكبير هو الخطاب الوطني وليس الخطاب الديني , مانحتاجه هو الدوله الوطنيه وليس الدوله الدينيه , ابتلت كثير من المجتمعات بالحروب الدينيه كما حصل في اوروباء ولم تخرج من ذلك الا بقيام دولة المواطنه , اليوم نحن نمر بمرحلة الحرب الدينيه في بعض اجزاء وطننا الكبير وليس هناك مخرج الا بالدوله الوطنيه , هل تصدق ان العرب لم يستطيعوا منذ فترة الرسول الكريم إقامة دوله وطنيه , هدف اسرائيل في جر المنطقه الى حرب دينيه يبدو انه يتحقق وبلا وعي منا , انها فعلا كارثه ان يُقسم الاسلام بهذا الشكل المسىء له كدين رحمه للانسانية جمعاء.
السؤال السابع: ذكرت لك أننا بحاجة الى تعليم وطني , التعليم الديني يجب أن ينضوي ضمن المنهج الوطني , انا لست مع المدارس الدينيه , لأنها تدرس الأحاديه في الفكر وفي الاعتقاد, هناك مدارس دينيه في الغرب لكن تلك المجتمعات تقوم على ثقافة التعدديه فلا خوف , لكن مجتمعاتنا لاتزال لم تصل الى مرحلة قبول التعدديه في الفكر فيأتي المنهج الديني ليؤصل عدم القبول هذا عقيديا فيمتنع قبول الاخر فضلا عن تكفيره فيما بعد.
السؤال الثامن: فكرة عودة الخلافه الاسلاميه فكرة نوستالجيه" فيها الكثير من الحنين الى الماضي أكثر مما فيها من الواقعيه , المشروع ليس مشروع عودة فالتاريخ لا يمشى الى الخلف , المشروع مشروع مستقبل , المسلمون لايحكمون العالم اليوم هم يعيشون على هامش الحضارة الغربيه , تستخدم الدوله "الاسلاميه" داعش اليوم الاسلحه الغربيه والشرقيه ووسائل الاتصال الغربيه وتصور قتلها لضحاياها بأحدث التقنيات الغربيه وتستخدم نويتر ووسائل الاتصال الحديث , ثم تقوم بالرجم وقطع الايدي والسبي وتطبيق حد الرده في مناطق لايسكنها اصلا مسلمون ,هذا التناقض يعرض لمشكلة كبيره ويسىء الى الدين , الدوله الاسلاميه في اعتقادي اليوم هي الدوله الوطنيه التي تكفل حق العباده والاعتقاد والتشريع لأفرادها وتسمح للمكونات الانسانيه فيها بالعبير عن ذاتها ولاأخشى على الاسلام من ذلك فمجتمعاتنا متدينه بالطبه ومسلمة بالفطره.
السؤال التاسع: انا أكتب من منطلق المصلحه العامه وحرصي على المجتمع وحبي لقيادته , لاأجد مايشير الى أن كتاباتي كانت سببا في احداث تغيير بقدر ما أشعر أنها تحدث وعيا على المدى الطويل.
السؤال العاشر: العالم العربي اليوم يعيش حالة فوضى عارمه في جميع المجالات , نظرا لعدم قيام الدولة الوطنيه , كل ما شهدناه من دول هو نموذج شمولي إقصائي قائم بالعنوة والقوه ولولاها لسقط و لاأعتقد ان الربيع العربي فشل بقدر أنه يفتقد المرحله الاولى الاجتيازيه التي تعبر به الى بر الامان , ستسغرق هذه المرحله فترة طويله لصعوبة وطول مرحلة الاستبداد التي عانى منها عالمنا العربي , فلايوجد مجال مدني عام في هذه الدول سوى في تونس التي تبدو احسن حالا من غيرها , الدول الاخرى المجال العام فيها محتل اصلا بما يشبه دوغمائية الدوله التي اسقطها الربيع العربي., قضية الدوله والدين لاتزال ملتبسه في اذهان الكثيرين فالكثير يعتقد أن الدين هو الدوله أو القبيله هي الدوله أو الطائفه , لذلك لم تكن دولنا قبل الربيع العربي سوى غطاء او رداء لشموليات متمركزه في ثقافتنا.
السؤال الحادي عشر: التشدد يأتي من القراءه المتشدده للنص , فالانسان كائن ديني بمعنى انه يشعر بقصوره وضعفه إزاء الكون , ولكن عليه أن يدرك كذلك بأنه ليس الكائن الوحيد هذا على مستوى الموجودات , فبالتالى عليه أن يدرك أكثر بأنه ليس الكائن الوحيد على مستوى النوع والثقافه, القراءه المتشدده تضع المسلم هو الكائن الوحيد في الكون وغيره من البشر خارج هذا النطاق , والاكثر إيلاما أن يتجزأ الأمر نتيجة لهذه القراءه ليصبح الكائن الديني الوحيد ليس هو المسلم بل هو الجزء الذي يفهمه هذا المسلم دون غيره من المسلمين للإسلام.هذه كارثه.
السؤال الثاني عشر: الاسلام كان عاملا مؤثرا وكبيرا في مجابهة الاستعمار والكفاح ضده والحركات الاسلاميه كان لهادور بارز في ذلك , لكنني اعتقد ان سبب التشدد الرئيس هو فشل التنميه وعدم قيام تنميه حقيقيه بعد اخراج الاستعمار الأمر الذي ادى الى القول بأن عالمنا العربي يحتاج الى استقلال ثان ليس من الاستعمار هذه المره ولكن النخب التي سيطرت عليه من ابنائه واستأثرت بخيراته دون عامة الشعوب , فالاستعمار خرج لكن ثقافته لاتزال متأصله في ذهنية ابناء تلك الشعوب التي ذاقت مرارة الاستعمار , الاشكاليه كما اراها في هشاشة وجود الدوله التي قامت بعد الاستعمار , فهي لم تمر بتعرجات حقيقيه ساعدت على صناعتها ومنعتها , فهي قامت على اسلوب القفزه للحكم سواء من العسكر او من القبيله او الطائفه , فدولنا دول القفزه التي تستمر حتى تسقط فتتكرر القفزات وهكذا.
السؤال الثالث عشر: فكرة التعايش افضل من فكرة التقارب او الحوار المستخدمه حاليا , لايمكن ان يتم التعايش بين الاديان طالما الشخص لايعترف بوجود مساحة بين ما يعتقده دينيا وبين وجوده كإنسان , المساحه الانسانيه بين جميع البشر هي العامل الاساسي في التعايش وليس تقارب العقائد او تحاورها كما يكرر دائما.
السؤال الرابع عشر:"داعش" في اعتقادي هي انتاج مختبري لادخال المنطقه الى تاريخ جديد بعد ان عجزت هي نفسها عن دخول هذا التاريخ وبعد ظهور نتائج الربيع العربي التي اثبتت للغرب بأن المشكله ليست في الجانب السياسي والاقتصادي الظاهر بل في قاع المجتمع الاجتماعي والديني , الفوضى التي تحدثها داعش يؤمل الغرب من خلالها تجاوز هذا القاع بإظهار أقصى درجات بشاعته ودمويته ولا انسانيته.
السؤال الخامس عشر: ذكرت لك أن هدف اسرائيل لإطالة وجودها وقيامها كدوله هو ادخال المنطقه في الحرب الدينيه وداعش احدى هذه الادوات وغيرها من المليشيات سواء حزب الله الذي يسكن اطراها او حماس التي تسكن في حضنها, إطالة هذه المرحله مشروع اسرائيلي غربي بإمتياز نجحوا في جر الأمة اليه , المشروع القومي العربي على عثراته كان يهدد الوجود الاسرائيلي , والمشروع الاسلاموي التفتيتي القائم حاليا يمدها بأوكسجين الحياه.
السؤال السادس عشر:الاستراتيجيه الانسب لدول الخليج العربيه اليوم تقوم على دعامتين الأولى دعامة الاتحاد الكونفدرالي وبناء الذات والاعتماد على الذات وامتلاك اسلحة الردع, الدعامة الثانيه : هي الانفتاح على الداخل واستيعاب جميع مكونات المجتمع وعدم اقصاء وتخوين المطالبين بالاصلاح وتجاوز مرحلة سجون الرأي للمنادين بالاصلاح وحفظ حقوق المواطن والبدء في ارساء مشروع حقيقي للمواطنه , فمنطقتنا قابله للاستنزاف بشكل اكثر من غيرها , لأنها تقوم في اهميتها وبقاءها على مواد خام قابله للنضوب والانتهاء فيجب النظر اليها كمشروع وجود للاجيال وليس مشروع سرقه وترحال.
السؤال السابع عشر: الاسلام والعلوم الاسلاميه محببه اصلا للنشء ولا تحتاج لمن يحببها فيها , بل تحتاج للابتعاد عن تسيسها في اذهانهم, ينشأ الطفل في مجتمعاتنا الخليجيه بين المسجد والمجلس او الديوانيه وكلاهما مدرسة تعتمد خلق ومعاملة وعبادات الاسلام , دخول القنوات الفضائيه المسيسه دينيا وبعض المواقع الالكترونيه كذلك هو من يفسد هذه البيئه اكثر من اصلاحها , لذلك على الدوله ان تنتبه وعلى الاباء والابناء مسؤوليه كبيره تجاه دينهم , حيال ذلك , عشنا اسلاما متسامحا عبر العقود الماضيه لايعرف التكفير ولا الاقصاء حتى تلوثت اسماعنا بأوجع الشتم والسباب بإسم الاسلام لجماعة من المسلمين هنا وهناك , علينا مسؤوليه كبيره جدا تجاه النشء سنسأل عنها وعن التفريط فيها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق