الاثنين، 6 مايو 2013

الهويه القاتله


لو يعلم  من يدفع بمجتمعاتنا الى  هاوية  الرؤيه الضيقه والبؤره المحرقيه التى  تقضى على غيرها ثم تتآكل هى ذاتها من الداخل  لأدرك بأن الجهل   عامل أساسى وهام لتعايش المجتمعات, لو أدرك خطيب المسجد  وهو يلقى خطبته  أن خطاب اللاأدرى  وإنما أعتقد هو الخطاب الانسانى  لأنفض الجمع  دونما توترات أو شحن  , كم خرجت مساجدنا قنابل متفجره وألغام قابله للإنفجار. الدفع بالهويه الدينيه كمحدد وحيد  قتل مؤجل, الدفع بالمصطلح  الهوياتى الدينى  مقدما على أوجه الهويه الاخرى إنتحار منتظر.. فى زمن"الفتن" وهومصطلح دينى ينتج مفاهيم دينيه  والحقيقه أن هذا الزمن ليس زمن فتنه وإنما زمن  "مصالح سياسيه وإقتصاديه"  تعيش على إستهلاك مخزون الدول والحضارات الآخرى من بنى  دينيه وإجتماعيه متخلفه. ولى هنا بعض الملاحظات.
أولا: الدين ليس هدفا فى حد ذاته وإنما هو وسيله لإرشاد الناس وإسعادهم فى هذه الحياه فالهدف إذا هو الانسان.
ثانيا:"وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون" عبادة الله  لايمكن تحديدها بطريق واحده وبمنهج واحد وإلا تنكرنا لميزة الاختلاف التى  خص الله بها البشريه  نتيجه  أمانة "العقل" التى  فضل بها الله بنى  آدم على غيرهم من المخلوقات"ولايزالون مختلفين". فالمسلم يأخذ من عقيدته مايميزها عن غيرها بينما المسيحى أو اليهودى أو غيرهما  له مايستند اليه  وهكذا  هذه هى ديناميات التعايش.

ثالثا:التطرف الدينى فى المجتمعات الصناعيه  ناتج عن غربة الانسان وتهميشه أمام الآله ورأس المال فاليوتوبيا  هناك يوتوبيا عدميه  بينما  اليوتوبيا عندنا كمسلمين أو متدينين يوتوبيا "قياميه"  لذلك هى عندنا جماعيه واشد تجذرا وهذه مشكله لايمكن مواجهتها الا  بتغير جذرى فى فكر المجتمعات  ومنعطفات تاريخيه كالذى شهدتها المسيحيه مثلا"خاصة فيما يتعلق بالفهم المتشدد منه /كاشيعيه المتزمته أوالاصوليه السنيه المتشدده" , يزيد ويطور هذه الحاله سلبيا مستوى التخلف الذى تعايشه مجتمعاتنا وسوء ادراكها  لمفهوم الثروه كعامل اساسى للاستقرار  بدلا من كونه عامل او محدد للسيطره  فتتخلق  نفسيه  تنتظر المستقبل للإنتقام وليس للبناء  وليس أدل على ذلك من مشاكل دول الربيع العربى  التى تعانى منها اليوم ,سقط المستبد ولكن  تجلت نفسية التشفى   والانتقام .

رابعا:تدوير التاريخ وليس تجاوزه عندما اقتنع المأمون بفكر المعتزله حمل القوم على ذلك , اليوم هناك من يريد الاخوان وفكرهم  وهناك من يريد غيرهم وهناك من يحبذ الاصوليين  وسلطتهم. لم تستطع أمتنا حتى اليوم من تطوير فكر حياتى تنموى  لأنها جعلت من الدين هدفا اساسيا , بمعنى نريده لأنه متدينا وليس لأنه كفوا للمهمه  بعيدا عن عقيدته أو دينه طالما أنه كفو وملتزم بالقانون. ويسقط الكفوء فى الانتخابات لأنه لم يعرف عنه أنه يصلى مثلا.
خامسا: السلطه فى عالمنا العربى تحتاج الى الدين  إن لم يكن أصلا فرداء "وجلابيه" والدفع الذى نراه اليوم  بالهويه الدينيه الى الأمام  لن يحمى السلطه بقدر ماقد ينقلب عليها لاحقا  والشواهد كثيره قديما وحديثا لأن الفهم الدينى انشطارى ومتحرك وله ألوان قوس قزح.

سادسا: المفروض التخفيف من وهج يوتوبيا العصر الأول  وقدسية اصحابه وتدريس التاريخ للاجيال بشكل أقل  قدسيه ونقاء  تدريسه واقعا بشريا  وتخليصه من "المدهش" بقدر الإمكان إن كان هناك ثمة أمل برجى لجيل جديد  ينتظم قدما ولاينكص  على عقبيه  خوفا من المجتمع المصاب بتاريخه كمرض او متلازمه أمراض وقواه الضاغطه.