الجمعة، 24 يونيو 2011

الوعى بالحريه ليس بالضروره هو الحريه ذاتها



وعى  الشعوب العربيه الحالى بحريتها هو إنعكاس لشعورها بحالة العبوديه التى تعايشها  ضمن الشروط التاريخيه الاخرى  التى  تشكل عائقا كبيرا  على إمتداد هذا الوعى  بحيث لايشمل  جميع أبعاد مفهوم الحريه , لكى أوضح هذه النقطه  أشير الى نفس حالة الامه العربيه إبان الاستعمار  فثمة حالة وعى بالحريه كانت سائده  حينئذ للتخلص من عبودية الاستعمار وتم لها ذلك ولكن  دخلت فى نوع آخر من العبوديه للأنظمه العسكريه والنخب  التقليديه. إذن الوعى بالحريه كإنعكاس  لحاله من العبوديه لايكفى للشعور بالحريه إلا مؤقتا. هذا مايمكن تلمسه اليوم فالثورات قامت على وعى جزئى بالحريه لتدخل ربما فى عبوديه من نوع آخر. الحريه الحقيقه تصيغ شروطها التاريخيه ضمن مفهوم الحريه لا العكس  أن يصبح مفهوم الحريه ضمن  الشرط التاريخى السابق وفى داخل قضبانه وسجنه. ما يتم الآن وما يجرى الحديث عنه من محاوله لسرقة الثورات أو محاوله عدم إنتشارها أكثر من قبل الانظمه والنخب دليل  قاطع على أن وعى الأمه بالحريه وعى جزئى ضمن شروط تاريخها الاستبدادى  فهى حريه داخل إطار الاستبداد ذاته. الثورات التاريخيه هى بناء للذات  وليس إنتقالها  من وضع إلى آخر  وهى مكتملة الشروط التاريخيه لأن التاريخ مستمر وشروطه كذلك  وهى معه كذلك تتطور , اليوم فى الغرب هناك ثورات  تتطور معها الذات  فى مجالات كثيره علميه وإنسانيه  وثقافيه  هذا هو الوعى بالحريه . الوعى بالعبوديه هو وعى بغياب الحريه  وليس وعيا بالحريه ذاتها  هو ما تستشعره الشعوب اليوم  ويحاول المتربصون  الوقوف عنده وعدم  إنتقال الأمر  الى الوعى بالحريه التى  تفتح الشرط التاريخى  ولاتقفله طالما أن التاريخ مستمر والشعوب تتجدد. إذن شعوبنا بحاجه إلى  رؤيه فلسفيه تخرجها  من  إستمرار بحثها عن حريه  هى وعى بالعبوديه فى الاساس إلى وعى آخر بمفهوم الحريه ينفى العبوديه وعودتها تحت أى شكل من الاشكال أو الظروف . يؤكد هذا كله النظره الغربيه القائله بأن   الشرقى لايقوى على الفلسفه بل يقف على حافتها لأن كينونته لاتسمح له بذلك .