السبت، 20 فبراير 2021

المجتمع ومنظومته القانونية

 اعتبار الذات ينتج من وعي الناس بمنظومتهم القانونية اي من وعي الناس بالقوانين التي تحكمهم اذا ما اختل هذا الوعي او غيب اختل التوازن في المجتمع ولم يعد للافراد وجود حقيقي بل ان وجودهم في حد ذاته يصبح وجوداً غير ذي معنى أو تأثير, وعي الناس بوضعهم الاجتماعي بتفرعاته هو ما يحقق وجودهم , عندما يتحول الفرد الى مجرد ضرس في آلة ضخمة يفقد مع ذلك وجوده ووعيه الحقيقي بوضعه في المجتمع , العلاقة بين الذات والموضوع وهنا بالاحرى بين الفرد وقوانين المجتمع التي يعيش فيه علاقة تفاعليه , يبدأ اغتراب الفرد عندما تختل هذة العلاقة التفاعلية التبادلية فيصبح غريباً عن مجموعة القوانين التي تحكم المجتمع , بدلاً من أن يكون احد مصادرها كوعي , من اولويات وجود الذات وعيها ومشاركتها في صياغة المنظومة القانونية لبيئتها ومجتمعها و المشاكل التي تعترض مجتمعاتنا الناشئة اليوم في غربتها عن مجموعة القوانين التي تحكمها, العلاقة بين الفرد والموضوع اي بين المواطن والدولة هنا ضرورية في التأكيد على اهمية عدم غربة المواطن عن القوانين السارية في مجتمعه , بل واعداده اعداداً ضرورياً للوعي بها وعدم الاكتفاء فقط بكلاشية " القانون لايحمي المغفلين او ماشابه ذلك ,للتطبيق الاعمى لقوانين في تضاد وحركة المجتمع وسرعة هذه الحركة او بطئها , معظم افراد مجتمعنا لاتعي وعياً حقيقياً بمعظم القوانين التي تحكم حياتنا الاجتماعية بجميع تفرعاتها , والقوانين تصدر في غربة تامه عن وعي المجتمع والمجتمع ليس لديه احساس الا بقدر ما يتحقق له في الحاضر من مكاسب وفي غفلة شبه تامه عن المستقبل وما قد تمثله هذة القوانين من تاثير , وعند تطبيقها ترتفع الاحتجاجات والصيحات مع ان هذة القوانين مر عليها زمن ليس بالقصير منذ اعتمادها , لكن الافتقار الى الوعي القانوني وتشيؤ المجتمع وتذرر افراده جعل التفكير محصوراً في "الآن" وليس "غداً" وبالتالي يصبح المستقبل مشياً وسط  حقل من الألغام زرعت  في سبات اليوم وملذات الريع .

الاثنين، 15 فبراير 2021

الحرية والهوية تأسيس أم تمكين؟ قضية "الاهدل" انموذجاً

أثارت دعوة معهد الاسرة للمدعوة ندى الأهدل لتتحدث عن تجربتها وهي التي زوجت وهي قاصر,وجاءت الاعتراضات في معظمها من جانب تغريدات لها عن بعض ايات القران فيما يتعلق بقوامة الرجل على المرأة وقولها اعتراضاً بأن الله أكثر عدلاً مما جاء فيها,المهم عندي هو ردة فعل المجتمع وخطورة مايتبع من سياسات في هذا المجال التي تعزز من الشعور بالمظلومية والعزلة مما يحاك وبالتالي يصبح التوجس والارتياب سلوكاً عاماً للمجتمع مايجب التنبه اليه في رسم السياسات في اعتقادي ليس هواسلوب التأسيس كما رأيناه في مؤسسة قطر التعليمية , ونراه كذلك في كتارا وفي بعض نشاطات وزارة الثقافة وحتى في معهد الدوحةوغير ذلك مالم تُجسر الهوة بينها وبين المجتمع ليحل التمكين مكان التأسيس لليس للمبنى ولكن للوعي , كل تأسيس هوية وفي اتجاه مضاد في وعي هوية سابقة موجودة في المجتمع مهما كانت المبررات صحيحة ويتطلبها العصر, السياسة المطلوبة في اعتقادي هي سياسة التمكين وردم الهوة بين الهوية الموجودة وما يبنى ويؤسس له من اضافات فاذا كنت تريد التأسيس لمزيد من الحريةفذلك من خلال التمكين للموجود وبما يحمله من أحكام مسبقه وليس في عزلة وانشاء مساحة من الحرية المطلوبة خارجه ,لايمكن تصور وجود هوية قطرية تراثيه تنادي بها البرامج بشكل يومي وفي نفس الوقت تؤسس لهوية جديدة تقوم او تستند على الحرية, الحرية في ذاتها ليست هوية الا انها تسبق الهوية لكي تجعل من الهوية خياراً لاوراثةً, ردة العنف لما وراء السور حيث الهوية التقليدية المكرسة من قبل اجهزة الدولة على الحرية الممارسة داخل السور كتأسيس وليس كتمكين وذلك لانقطاع السرد بين المجتمعين واستعجال الحرية لتكون هوية دون مرور بواقع يتطلبها ويفرزها مع خطواته باتجاة العصر كانت عنيفة وقيامية, الرهان على الوقت فيما يتعلق بالتمسك بنفس السياسة سياسة التأسيس وليس التمكين ليس رهاناً جيداً للمجتمع وسيكلفه الكثير مما قد يفقدة هويته وحريته , الحل في اعتقادي في اعادة اسلوب السرد وهدم الاسوار والعودة الى ثقافة الفرجان من حيث اشتراك اهل الفريج جميعاً في صياغة خياراتهم وليس في سن قوانين تسعى الدولة من خلالها القفز على التاريخ واختزال الزمن خاصة في غياب مشاركة شعبية حقيقية , ليس هناك حرية داخل اسوار الا في نظام الابارتايد وليس هناك هوية متكدسة الا في مجتمعات المرجعيات الاولية, ارجو ان ننتبه الى مايصلح لمجتمعنا فيما يتعلق بالوعي هو التمكين او البداية من الوسط مما هو ممكن ومتاح ومتوفر , لدينا هوية وسطية لماذا لانطورها تطويراً حقيقياً من خلال اتاحة مزيد من الحرية لها بدلاً من الدعوة المستمرة للحفاظ عليها , تطويرها يعني ان تكون مرجعية  متحركة يبنى عليها بشكل تصاعدي لاأن ندعوا الجيل الجديد لتقمصها , في تغريدتي حول موضوع الاهدل التي اثارت ضجة وسخطاً لدى البعض أشرت الى نقطة اردت الجميع ان يفهمها وهي أن الإشكالية في التأسيس وليس  في مجرد دعوة, لكن الردود جاءت عنيفة في معظمها لانها صدرت من هوية تشعر بالتهديد الا انها لاتدرك مكامن مصدره بالتحديد.