الاثنين، 25 أغسطس 2014

لا أستطيع أن أتعامل معك , وأنا أراك من الداخل



عندما يقترب المواطن العربي من الزعيم أو الحاكم أو الأمير العربي ,فرحا بلقائه , ممتنا له بهذه الفرصه العظيمه للقائه , لايدرك أن هذا الحاكم أو الزعيم يراه من الداخل , يراه تفاصيله واحشاؤه ونبضات قلبه وتنفس رئتيه حسب تقرير المخابرات والقوى الأمنيه المقدم إليه عنه,وقس على ذلك اليوم كثرة الأمراء والخلفاء والزعماءوالاطباء والمشخصون والقابضون على أقدار الناس ومصائرهم, بتعدد الدول التى تتوالد اليوم من خضم تاريخنا الولود ."هل شققت عن قلبه" جملة عظيمه قالها معلم الانسانيه الرسول الاعظم لرجل إتهم ميتا بالكفر الاسلام ليس جهازا استخباريا , والمسلمون ليسوا جهاز أمن دوله.الإسلام ليس دين حلولي و بمعنى أن روح الله تحل في بدن المسلم كما في الاعتقاد اليهودي كشعب , وفي المسيحيه تتمثل في المسيح , الاسلام علاقه اختياريه بين العبد وربه , وهنا عظمة الاسلام,"إذا رأيتم الرجل يؤم المساجد فإشهدوا له بالصلاة" عظمة الاسلام في ستار الجهل المضروب على النوايا ومافي القلوب لايكشفه الا الله ووضع لذلك موعدا , لذلك عندما وضع "رولز" نظريته الشهيره عن العداله , وضع من أهم مبادئها , إعتراف كل أفراد المجتمع بستار الجهل واهميته في إقامة مجتمع العداله. تقرير المخابرات "الملائكي" الذي تقدمه السلطات للحاكم"الله" تعديا وإساءةَ للدين والدنيا كذلك فليست المخابرات ملائكه بقدر ماهم شياطين , وليس الحاكم إلهه بقدر ماهو بشر خطاء.عندما يتعدى البشر على خرق ستار الجهل , يسقط التعايش , وتقوم الطائفيه , عندما ترى الانسان من الداخل لاتستطيع ان تتعامل معه إلا بقدر ما يكون شبيها لك , ومن هنا تنشأ الطائفيه والفرق الاخرى بأشكالها, الاصرار على رؤية الانسان من الداخل يسقط الاوطان وها نحن نرى أوطاننا تتساقط وتتحول إلى طوائف تنشد المشابهه والمطابقه التامه, لااستطيع أن أتعايش معك وأنا أراك من الداخل , أستطيع فقط أن أصنفك , معي أو ضدي و تستحق الحياه أو تستحق الموت, محاكم التفتيش الاوروبيه تاريخ العار الأوروبي , وداعشيات أوروبا خلال حروبها الدينيه , درس تاريخي , يجب أن نتعلمه , لاأن نسعى الى تكراره , في الغرب اليوم ,الشعب يعرف عن الرئيس أكثر مما يعرفه هو عنه, الرؤيه البشريه تقتضى رؤية الحاكم أو الخليفه من الداخل من قبل الشعب , بينما الرؤيه الإلهيه رؤيه داخليه لايطلع عليها ولايعلمها سواه , نحن وضعنا الأمر بالمقلوب , فلابد من جهل الشعب بخفايا السلطه , بينما لابد من معرفتها هي بنوايا وخفايا النفوس وما تخفي الصدور , وفي هذا النطاق بين النفس وما تخفيه , ودواع الأمن وما يقتضيه ,تقوم وتنشط الدوله الأمنيه والبوليسيه والدينيه.اليوم عالمنا العربي مجتمع عراه , تستطيع أن تلتقط أي فرد تحت تصنيف ديني أو عرقي أو جنسي إلا أن تلتقط مواطن , لأن المواطنه ضد العرًي,التعري الثقافي أخطر على الأمه من التعري الجسدي, كثيرون هم المحرضون على العرَي الثقافي , الذي يُسقط ما في النفوس على الاخرين. الفرز عُري دينيا وثقافيا مالم يكن المجتمع إنتقل من مرحلة الولاءات الأوليه الى مرحلة تداول السياسه كأحزاب وفكر سياسي, السلطه العربيه التى أنتجت هذه الظواهر المخيفه التى نراها اليوم والتى تسىء الى الدين والى الانسانيه جمعاء , ثمرة لتحول الدوله وقادتها الى جهاز x-RAY
كبير, يصطفى من يشاء من عباده ويرسل الاخرين الى جهنم وبئس القرار