الجمعة، 2 مايو 2014

خالد بن عبد الله العطيه





بين بيته السابق في الريان القديم والمسجد الكبير الذي شهد الصلاة على جثمانه الطاهر اليوم بضع أمتار لاغير, هذه المسافه الماديه القصيره جدا بين الحياه وبين الموت ,أستطاع الراحل الكريم أن يجعل منها بستانا إنسانيا يفوح عطره على اهل الريان وأهل قطر كلها لقد كان أول مجلس يقابلك في السابق عند دخولك الريان القديم الذي كانت تفصله مسافة خالية غير مأهوله عن الدوحه بعد مرورك في الوادي بين الزروع كان مجلس الراحل الكريم خالد بن عبد الله العطيه على اليمين قبل أن تصل "جلعة" الشيخ عبدالله بن جاسم رحمه الله , وعلى يسارك قصر الشيخ خالد بن حمد ال ثاني أطال الله في عمره الموجود حاليا. كانت امام مجلس الراحل "دجة" ذلك المجلس يعرفه أهل الريان جميعا لبساطة صاحبه وكرمه وانشراحه لضيفه واستماعه لما يقول , أذكر ونحن كنا طلابا ندرس في مدرسة الريا ن القديم الابتدائيه رؤية الراحل الكريم خالد بن عبدالله صباحا وهويمشى بين بيته والمدرسه ببنيته القويه الرياضيه ويمسك في يده عصا. روحه العاليه وشفافيته الانسانيه جعلته يتصيد الفرص لإسعاد الغير والاحتفاء بهم ومشاركتهم, أذكر مرة ونحن للتو وصلنا من العمره بالسيارةوبجانبي والدي رحمة الله , وما أن توقفنا أمام المنزل إلا بالراحل الكبير يتوقف معنا , فقد لاحظنا وأصر أن يكون أول من يسلم على والدي بعد أدائه لفريضة العمرة , . لقد كان شخصية جامعه رحمة الله , يرى في الدنيا فرصة إجتماع لا فرصة إقتناء فقط , تجد عنده الصغير قبل الكبير, وعندما أصبح وزيرا للاشغال ومن اقوال من عاصره العمل , أنه كان بسيطا ومكتبه مفتوحا للجميع , لقدكان وجيله من أولئك المسؤولين مثالا" للإداره بالعلاقات الانسانيه" . لك ان تتصور اليوم صعوبة لقاء المسؤول وتهربه من المسؤوليه, وإحتفاءه بالمظهر اكثر من المخبر وحرصة على منفعته الشخصيه قبل المنفعه العامه. خالد بن عبدالله العطيه لم تكن الوزاره لتضيف له شيئا بقدر ما اضاف لها . تصغر الوظيفه أمام الانسان الكبير, وتعظم أمام الصغير , عندما تلقاه يُذكرك رحمه الله باحسن ما تحب , شفافية عاليه في التعامل وفي الاخلاق , ويتذكر الراحلين بما يميزهم ويحبب السامع فيهم , لذلك كان مجلسه سابقا ولاحقا في قصره الحالى مزارا لأهل قطر كلها شرقها وغربها و شمالها وجنوبها,و حيث الأنس والبساطه والسيرة العطره ,اليوم ومع رحيل الوالد خالد بن عبدالله العطيه , ترحل "قيمه ", تمثل جيلا يوشك على الانقراض, ما أحوجنا اليوم لقيم ذلك الجيل , ما أحوجنا اليوم لإخلاصه وتفانيه. العزاء كل العزاء لأهله الكرام ولأولاده الاعزاء عبدالله وعبدالعزيز وأبناؤهما , وآل العطيه الكرام ,واهل قطر جميعا, االرحيل سنة الحياه ولكن القيًم والمعان تبقى نبراسا للقادم من أجيال , رحم الله خالد بن عبدالله العطيه "الإنسان القيمه" وأسكنه الفردوس يتبوأ فيه حيث يشاء.