السبت، 18 ديسمبر 2010

المرض "بالوطن"



هل يمكن ان يصاب احد بداء " الوطن"؟ هل يمكن ان يكون الوطن داءا يصيب ابناءه. بادى ذى بدء اود ان احيى جهود الدوله والقائمين على تنظيم هذا العام لاحتفالات الدوله باليوم الوطنى. لقد كانت احتفالات هذا الهام اكثر صحيه  ونقاء  من الاحتفالات فى الاعوام السابقه, وكأن الدوله قد علمت  وادركت اسباب واعراض   ما يصيب المجتمع من داء سببه الوطن تظهر اعراضه جليه بالذات فى هذه الايام , ايام الاحتفال باليوم الوطنى. عندما يتبلور الوطن فى ذهن الفرد على انه شيئا يمكن امتلاكه  يتحول الى مرض يصيب ذلك الفرد, عندما يصبح الوطن حاضرا فقط يصبح داءا قاتلا, عندما  يعتقد الفرد او الجماعه ايا كان شكلها انها بحجم الوطن كله  يصبح الداءُ متمكنا,  عندما  يصبح الوطن مناسبه  فقط يصبح الوطن مرضا موسميا كأنفلونزا الشتاء, عندما يصبح الوطن  مسرحا  لاظهار ما يتنافى  ومفهومه لابد من  علاج الاسباب اولا قبل الاعراض الظاهره, عندما لايكون الوطن مصدرا للامان والاطمئنان وبديلا عن غيره من الولاءات يبقى مرضا  مزمنا  لان الشفاء بالانتقال اليه  يبدو عسيرا. الانتقال الى الوطن  علاج  والذوبان فيه شفاء , والاصابة بداءه  تعنى مرحله  ما قبل الانتقال اليه  وان كان العيش فيه, عندما يكون الحبل السرى موصولا بغيره يصبح الجنين فى احشائه  حيا ولكنه مريض  بداءه أى "الوطن" كالمرض البيئى ذاته  لايشفى صاحبه الا بالخوج عن البيئه ذاتها او بالتصالح معها والتأقلم بشروطها, العيش فى الوطن يتطلب  علاجا  وتطعيمات  مانعه . كل الحروب الاهليه الطاحنه سببها  الاصابه بداء الوطن , انظروا حولكم تجدون الادلة واضحه على ذلك, كل الانقلابات  والثورات سببها المرض بداء الوطن. لماذا انتهت هذه وتلك فى العالم المتحضر لانهم انتقلوا من مرحلة الاصابه بداء الوطن الى العيش فى الوطن, المرض بالوطن ليس هو العيش فيه  او من اجله لا, انه العيش لامتلاكه  كما يمتلك الطفل  لعبته  لايريد  عنها تنازلا مهما كانت المبررات  عقلانيه كأن تكون مسمومه مثلا  او حارقه. شكرا لاجهزة الدوله التى احدثت قليلا من التطور فى اتجاه العيش فى الوطن هذا العام وخففت نوعا من  شده اعراضه كالتى   عايشناها  سابقا . عيشوا فى الوطن ومن اجله ايها الساده  واعلموا ان اشد االداء  هو ذلك الذى يكون الوطن سببه لأن علاجه الوحيد  هو الرغبه والاراده الواعيه للافراد ذاتهم  اصحاب الشأن ,  ان الانتقال الى الوطن ليس هو التواجد  جسدا فيه فقط   وانما معايشته وعيا وادراكا , انه قضية ايمانيه ايها الاخوه , امنوا بالوطن  سيكفيكم عما سواه  ,على الدوله كذلك ان تؤمن بالوطن  لا بداءه او مرضه , عليها ان تكون الطبيب المداوى لاسبابه وليس للتخفيف من اعراضه فقط, عليها ان   تكون بحجم الوطن  لا بحجم داءه او امراضه .الوطن العربى عموما يعيش مرض أوداء الوطن , اول دلائل الشفاء منه يتمثل فى سهوله الانتقال  السياسى عبر الاجيال  " وهى مرحلة الانتقال من الكهوف  والخنادق الصغرى الى رحابة فضاء الوطن الفسيح"بشكل لايؤثر على امن الوطن ولا على ثروته ولا على مجاله الحيوى وفى مقدمته المواطن نفسه . القضيه ليس سهله ان تعيش فى وطنك دون ان تصاب بدائه  وسط كل هذا التاريخ المثخن  الذى لم يعرف الوطن الا مرضا يفتك به ابنائه  وأى مفارقة اكبر من ذلك  ان يفتك المريض بمرضه لكنه لايستطيع مع ذلك ان يعيش بدونه.

الخميس، 16 ديسمبر 2010

حمد وعبد الناصر والحيلوله دون ال" BIG MESS"


" BIG MESSحمد وعبدالناصر والحيلوله دون  ال"

 استرعتنى جمله قالها  صاحب السمو المفدى  لملك ماليزيا الواثق بالله ميزان زين العابدين, لدى افتتاح سموه للمتحف العربى للفن الحديث فى الدوحه منذ ايام خلت لدى استعراضهما للوحات الفنيه فيه وامام لوحه للزعيم الخالد جمال عبد الناصر قال سمو الامير    لملك ماليزيا لو ان هذا الزعيم لايزال موجودا  لما شهدنا ال "
 BIG  MESS
 التى تشهدها المنطقه حاليا وهذه الكلمه تعنى بالعربى الفوضى العارمه     وقد استخدمها الامريكان لاحقا تحت مصطلح الفوضى الخلاقه, استرعتنى هذه العباره لانها  ادق اختصار لوصف  احدى مميزات شخصية الزعيم الراحل , بمعنى شخصيه مانعه لحدوث التصدع والفوضى الكبيره , كلنا يذكر مواقفه العظيمه  دون تشتت كلمة العرب  كلنا يذكر دوره  عندما كانت النيه لتصفيه  الحركه الفلسطينيه , كلنا يذكر دوره فى مناصره الشعوب العربيه  للتحرر من الاستعمار, الشعب الجزائرى  لاينسى ذلك وكذلك  الشعب اليمنى  واللبنانيون انفسهم  يدركون دوره الكبير  للحفاظ على عروبتهم  اثناء ازمة 1958  لقد كان ابلغ وصف من سمو الامير  وهو يقف امام لوحة للزعيم الخالد فى تلك الامسيه والملاحظ يجد ثمة  تشابها جليا لاتخطئه العين  بين سموه وشخصية القائد الخالد فى هذا البعد بالذات,  دور قطر الحالى فى لمٌ شمل الامه  اكبر من ان ينكر , دور سموه فى  اتفاق الاطراف فى لبنان  فى احرج المراحل ولقد شهدت اثاره شخصيا ومن افواه الكثير  والعديد من الشخصيات اللبنانيه على مستوياتها, دور قطر فى  الخلاف اليمنى- الحوثى , دور قطر  فى مشكلة دارفور  وسعيها الدائب لاحلال السلام بين جميع الاطراف . قدرة القائد الحقيقه تتمثل  فى منع  الفوضى العارمه  لانها عند حدوثها  تخرج جميع المتغيرات والتحكم فيها من ايدى ابناءها   وهنا نهايه دور القياده الوطنيه  .اعتقد ان الشخصيه القياديه المانعه للفوضى العارمه لها  ميزات واضحه اهمها الاتى
اولا : انها شخصيه بحجم الامه  بمعنى انها اكبر  من الوطن كأقليم  تحكمه وبالفعل كان عبد الناصر اكبر من مصر والشيخ حمد اكبر من قطر
ثانيا: لديها نوع من الكاريزما  وتستطيع  لَم شمل الاضداد والتعايش  معها, بمعنى انها شخصيه  تتطلع الى العناوين الكبيره  كأهداف الامه والمصير المشترك  اكثر من التركيز على  الاهداف والتكتيكات المرحليه  الصغرى
ثالثا: انها تمتلك ولاء  الداخل اولا بما تتمتع به من كاريزما  ومحبه لها فى قلوب  مواطنيها ومجتمعها.
لقد راودتنى هذه  المشاعر والاحاسيس  بالذات وانا استمع  لتعبير سمو الامير لملك ماليزيا  فقد لخص الازمه   وتصوراته حولها بهذه العباره وهو يقف امام صوره الزعيم الخالد   وشعبه   وامته يدركون تمام الادراك ان وجود سموه  حفظه الله يمنع ال      
BIG MESS 

من الحدوث او يقلل من اثارها ما أمكن  

الاثنين، 13 ديسمبر 2010

هل الديمقراطيه الكويتيه ضحية مجالها الحيوى؟






اعتقد ان المجال  الحيوى للتجربه الديمقراطيه الكويتيه  هو احد منغصاتها بل سبب رئيسى فى جمودها وعدم تطورها واقصد بالمجال الحيوى  محيطها الخليجى وبنيته الاجتماعيه. والظاهر ان اسبقية التجربه الكويتيه وريادتها كانت لسببين اولهما  يتمثل فى الاراده السياسيه   بايجاد دستور ديمقراطى  ينظم العلاقه بين  السلطه والشعب  والسبب الثانى كان يتمثل فى  وجود طبقه برجوازيه  مستقله "تجار " لايمكن اغفالها  او قضم حقوقها وهى طبقه ذاتيه المنشأ. استمرت هذه التجربه فى حالة مد وجزر ضمن مجالها الحيوى والتأثيرات الاقليميه من حولها, مع اقتناع محيطها العربى  كله بأنها رائده وتصنيف برلمانها بأنه الاكثر فاعليه بين جميع البرلمانات العربيه قاطبة واختيار  احدهم لرئاسة البرلمان العربى , الا ان هناك حقيقه  لايمكن تجاهلها البته, وهى  الاثار العكسيه السلبيه  لمجالها الحيوى على بقائها واستمرارها فى حين كان المؤمل ان تؤثر انعكاساتها الايجابيه على مجالها الحيوى بصوره تجعل منه يتحرك بأتجاه مماثلتها بشكل او بأخر وهو ماكان مشهودا قبل فتره حينما طالبت المعارضه البحرينيه ببرلمان مشابه لمجلس الامه الكويتى. الان يمكن ملاحظة التالى  فى التجربه الكويته من خلال الابعاد التاليه
   البعد الداخلى
اولا: يلاحظ وبوضوح ان مطالبة المعارضه الكويتيه تتمثل تحديدا فى ازاحة رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر بن محمد وهو امر ليس بيدها   لان تعيين  رئيسا لمجلس الوزراء بيد الامير وهو من يختاره وهو نشوز عن النظام البرلمانى العريق حيث رئيس الحكومه من الحزب المنتصرفى الانتخابات المكلف وصاحب الاغلبيه. قد تبدو الحاجه هنا الى الاحزاب ضروريه   لاكتمال دائرة الديمقراطيه
ثانيا: العائله الحاكمه فى الكويت  تشعر كما   سمعنا وقرأنا  من الاعلام الكويتى نفسه من المساس بهيبتها من قبل  اطراف البرلمان الامر الذى يجعل من استعاده الهيبه الديدن والشغل الشاغل لها وبأى وسيله سواء مباشره كاستعمال القوه او غير مباشره كاستخدام المال السياسى واختراق صفوف المجلس
ثالثا: قوة المجلس الكويتى فى وجود دستور  متوافق عليه  وهو الحكم بين السلطه والشعب  ولو سألت اى كويتى لقال لك رأسمالنا هو الدستور لقد تشربه المجتمع حتى الثماله وبعد الغزو اصبح اكثر قوه
رابعا : المجتمع الكويتى امتداد لمجتمعات الخليج حيث القبيله والطائفه  ولكنه يتميز عنها بحراكه  وبثقافته الدستوريه  فينضح بالتالى بالبدوى الدستورى  والطائفى الدستورى وكان المؤمل  فى المواطن الدستورى  الا انه بالنسبه لمجاله الحيوى يبدو متقدما ومن هنا الحرص على بقاء التجربه
البعد الاقليمى
اولا: الشعوب تتأمل من التجربه الكويتيه خيرا  خاصة وان الوضع متماثل وتشعر فى الوقت نفسه بالحاجه الى دستور مشابه للدستور الكويتى
ثانيا:  المجال الحيوى الثقافى العام يدفع بأتجاه القبليه والطائفيه متأثرا بالاحداث  وهو ما يحدث تاثيرا سلبيا على  التجربه الكويتيه خاصة مع توقف دورة التنميه  بمعنى اخر ان  الولاءات الاولى  كانت موجوده ولكن الوضع يدفع بها اليوم اكثر من ذى قبل مع تراجع التيارات القوميه والليبراليه  الامر الذى يشدد من  فاعليه البعد الجوارى للمجال الحيوى للتجربه الكويتيه عليها حيث لاوجود لتيارات فكريه فاعله  فى محيطها بدلا من ان تؤثر هى فيه بتياراتها   الفكريه التى كانت منتعشه فى السابق.
ثالثا: لاتزال الديمقراطيه كفكره غير متفق عليها فى الوسط الخليجى  وبين اوساطه الاجتماعيه  لاسباب عديده لامجال للخوض فيها هنا الامر الذى يجعل من التجربه الكويتيه  فى موضع رفض وازدراء من الكثيرين  بمعنى اخر عدم اعتبارها بعدا انسانيا  والنظر لها احيانا

كترف او  اجراءات معطله للتنميه خاصه وان مجالها الحيوى المصاحب تكتنفه المشاريع التنمويه بشكل محموم لسرعة اتخاذ القرار وارتكازه على الفرديه وبمعنى اخر لايزال المجال الحيوى لها يعتقد بدولة الفرد  بينما هى تكافح من اجل دوله  المجموع .
البعد الدولى
البعد الدولى يرى المنطقه بمنظار المصلحه وبأهمية الثراء فى ارضها  ودوره فى بقاء مصالحه وامتيازاته قبل اهمية  الانسان فيها  فلذلك هو متغير يمكن التحكم فيه من  خلال اصرار البعد الداخلى على وجوده وبحقه فى ثرواته وتطوير انسانه بمعنى لايمكن الاعتقاد بديمقراطيه قادمه مهداه الينا ولو  اجتمعت معاهد الارض كلها لاقامتها  فى المنطقه  فالتجربه الكويتيه هى المثال القائم الوحيد من  تراب وطين هذه المنطقه  فمهما كان  انزياحها فهى على الاقل بتتكلم خليجى وبتمتطى الجمل وتلبس العقال والشماغ الخليجى.