الثلاثاء، 31 مارس 2020

الطبقة الوسطى في مواجهة كورونا


أظهر وباء كورونا   أهمية الطبقة الوسطى في المجتمع الذي دعوت منذ سنين على المحافظة عليها وعلى توسيعها ما أمكن حتى تحفظ التوازن العملي والأخلاقي في مثل هذه الظروف

اليوم الطبقة الدنيا تحتاج الحماية والطبقة العليا في عزلة ولم يتبقى سوى الطبقة الوسطى من أطباء وخبراء واخصائي مختبرات ,تتحمل كل ضغط المجتمع .تظهر كورونا بشكل لم يسبق له مثيل أهمية هذه الطبقة وضرورة الانفاق عليها بسخاء وتوسيعها ما أمكن.

ادى عدم الاهتمام بالطبقة الوسطى وزيادة الإنفاق على طبقة هلامية مصطنعة من نشاطات ترفيهية واستهلاكية الى عزوف الشباب عن الالتحاق بالمهن الإنتاجية التي يمثلها وجود طبقة وسطى عريضة الامر الذي قد يعرض المجتمع كما نرى الى انكشاف كبيرفي عدد المهنيين والاطباء والفنيين في مثل هذه الظروف الحرجة

  اليوم القطاع الطبي  يقود  معركة لحماية المجتمع كله من هذا الفايروس القاتل والجامح والغير معروف , أفراد القطاع الطبي بجميع مستوياتهم هم  ممثلي الطبقة الوسطى في أي مجتمع  , اليوم يحتاج المجتمع الى هذة الطبقة بجميع مستوياتها الطبية والاجتماعية والثقافية  لحفظ توازن المجتمع النفسي  والبدني , حدثت طفرة سابقة  لدخول مجالات الطب والتمريض والمختبر لكن طغيان المشاريع الريعية الترفهية  أدى إلى غياب  مركزية هذه التخصصات في المجتمع إذا لم يؤدي الى تسربها الى قطاعات ريعية  جرياً وراء المادة . إن ضرورة اعادة  تمركز الصرف  والامتيازات لاصحابها سيحفظ توازن المجتمع وسيعيد لمثل هذة المهن الانسانية الشريفة بريقها كنت أعتقد أن أزمة الحصار  ستعيد الى الطبقة الوسطى مكانتها  الحقيقية إلا أن ظني خاب  حينما إستولت لغة الخطاب والشعرعلى المجال العام بشكل طغى على ماتحقق فعلياً  

أرجو من الله أن يحفظ قطر وسائر البلاد والعالم أجمع من هذة الجائحة الضارة على أن نتعلم منها درساً هاماً  وهو أن نعمل على توسيع هذة الطبقة ما أمكن  لأننا سنحتاجها في كل أزمة مهما كان نوعها  أو شكلها حيث أنها طبقة حقيقية  تمتلك وجودها وأدوات إنتاجها وأن لانجعلها في حيرة حينما تجد من أنشطة الريع  ما يحقق أضعاف ماتحققه  وهو لايضيف الى المجتمع شيئاَ يُذكر