الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

اليوم الوطنى: نحو ولاء أفضل





تأتى إحتفالات الدوله هذا العام باليوم الوطنى فى ظروف مختلفه كل الاختلاف عن الاعوام السابقه, لم يمر على الامه بأسرها أعواما كالتى نشهدها منذ بداية ما يسمى بالربيع العربى , اضطراب وعدم استقرار فى كل مكان, ولم تشهد الدوله دورا فاعلا كالذى تقوم به اليوم دوليا واقليما بقيادة أميرها الشيخ حمد بن خليفه. كل هذه العوامل لابد وان تنعكس ايجابا مع احتفالات الدوله بعيدالمؤسس الشيخ جاسم طيب الله ثراه. ولى ان ابدى بعض الملاحظات هنا:

أولا: من المفروض وتبعا لما سبق ذكره وتماشيا مع الوضع العربى الراهن واسهامات قطر الكبيره فى صنعه أن تختفى مظاهرالفرديه والفئويه ويكبر بالتالى حجم المشاركات الشعبيه تحت اسم الوطن وهو ماحرص الدور القطرى الفعال على تأكيده دائما وبإستمرار, الدور القطرى ,الذى تمثله القياده كان دائما ولايزال دورا توسطيا يهدف لخير الشعوب واحترام خياراتها.



ثانيا:ابراز الدور المدنى للدوله من خلال زيارة المسؤولين للموجود من مؤسسات وجمعيات المجتمع المدنى وتعزيز دورها وتسهيل وسائل انشاء المزيد منها بشكل حروممارسة الديمقراطيه بشكل أولى من خلال تشكيلها.



ثالثا: فى اعتقادى ومن خلال مشاهده للاحتفالات السابقه , أعتقد انه من الافضل كثيرا, حصر  العرضات" الشعبيه"إحتفالات القبائل" مناطقيا بدلا من كونها قَبَليا ,كما كان فى السابق , المناطق تؤكد الانتماء بصوره حقيقيه , مناطق قطر تقام فيها "عرضات" بأسم أهلها , فيجتمع جميع أبناءها فى تحاب وتراض , فى ولاء رائع  لقد رأينا أحتفالات لقبائل لايتجاوز من حضرها أصابع اليدين, هذا تشتت فى زمن التآلف والاجتماع..

رابعا: تطوير الجهاز الادارى والحكومى يصب تلقائيا فى جاهزية الدوله وقدرتها على تنظيم احتفالات مدنيه او يغلب عليها الطابع المدنى , عملية التنظيم عمليه اداريه , تضع اهداف كبرى وليست ضيقه وتسعى لتحقيقها بالاسلوب الامثل

خامسا :الوضع العام للمنطقه ككل يتطلب رؤيه مختلفه فى طريقة التعبير عن الانتماء والولاء, هو بالضروره مؤسسى شعبى , مساحه أكبر لاظهار الانتماء شعبيا والولاء سلوكيا يتطلب حيادية اجهزة الدوله , لم تعد الدوله اليوم تحتاج الى ولاءات لفظيه وشجاعه فرديه , الدوله اليوم بحاجه الى تأكيد مفاهيم عامه فى ذهن المواطن ولاتخترقها بعد برهه بإيحاءات بأخرى خاصه او ضيقه.



سادسا:الاحتفالات فى ذاتهاتعكس طريقة تفكير الشعوب , يظهر فيها مستوى النظام واخلاقياته ومدى ترابط الشعب ومزاجه ورؤيته للآخر ,ورؤيته لمستقبله وعلماء الانثروبوجيا والاجتماع لهم القدره على التكهن بمصير المجتمع من خلال مشاهده طقوسه المتعدده سواء أفراح أو أتراح, كشفت احداث الاعوام السا بقه فى الاحتفال باليوم الوطنى أن ثمة تسابق محموم نحوابراز الدورلكل فئه واعاد تسجيل للتاريخ غير مبرر مما يعطى الملاحظ ان الدوله لاتزال فى طور التكوين , لابد للسلطات المعنيه من معالجة مثل هذا الامر والانتقال الى مستوى اخر او نمط بديل من الاحتفالات يؤكد على دور قطر الجديد الجامع والواقف مع الشرعيه الشعبيه فى جميع الصراعات القائمه فى محيطنا اليوم.

سابعا: الاعتماد اكبر على الاحتفالات المؤسسيه بعد اقامتها او استكمال ماهو موجود منها بإعطائه حريه اكبر للحركه , الاحتفال المؤسسى يقيم علاقه وسطى وأفقيه فى المجتمع تساعد على بقائه وازدهاره , ربط جميع الاحتفال بشكل رأسى كما كنا نشاهد فى احتفالات القبائل فى المرات السابقه , بحيث ما أن يغادر صاحب السمو الامير أو سمو ولى العهد , حتى تتوقف العرضه أو يقل مرتاديها ويتناثروا , لذلك عملية الجمع المناطقى تبدو بلاشك أجدى
 
ثامنا: بعث روح الاطمئنان فى المجتمع  من خلال ارساء مزيد من  اسس المواطنه  وقوانينها بحيث  تعود الاحتفالات  الى اجوائها الطبيعيه وروحها الاصيله  وتزول عنها بالتالى  روح التسابق  او المباهاه  وكأنها فرصه  قد لا يجود بها الوقت مرة أخرى

الأحد، 2 ديسمبر 2012

المواطن.....مروراً بالوطن



 

 

يحتفل الوطن بعد ايام  بالعيد الوطنى, سينتفض القوم ,إنها مناسبه كبيره  سيعرب الجميع عن ولائه للقياده وحبه للوطن.  هذا حق  وواجب ’ سأمر كمواطن على جميع  مرافق الاحتفالات ,سأشارك مع الجميع , كما كنا نفعل سابقا أيام كان  يوم الاستقلال هو اليوم الوطنى, وقبلها كذلك كان 22 فبراير هو المناسبه  الوطنيه.  قضيت عمرى ومثلى الكثيرون  ماراً بالوطن , ولدت فى البدع  قلب الدوحه وتجمع خلاصة أهلها , هذه المنطقه العريقه التى تغسل رجليها على شواطىء كورنيش الدوحه ,  ذهب البدع  ولم يبق سوى مبنى وزارة الداخليه التى استوطنته لاحقا بإنتظار  مغادرته  كذلك , لم يبق من البدع سوى حديقته , عظمة البدع فى عراقته  ,  سيسمع الجيل الجديد عن  البدع والرميله    الى جانبه  وكذلك منطقة الجسره قلب الدوحه, مأوى  لمئات من البيوت القطريه العريقه   ولكنه لن يجد أثرا  لذلك , كبير قوم قد سكن أو مجلس كان يكرم الضيف ويسد حاجة المحتاج  , وعشت فى الريان  عمرى  قرب قلعة الشيخ عبدالله بن جاسم     مع جمع كبير عوائل وقبائل قطر الاصيله والكريمه,  فأختفى الريان  كقول الشاعر"كأن لم يكن  بين الحجون إلى الصفا انيس , ولم يَسمر بمكة سامرُ" لم يبقى سوى القلعه وبعض بيوت الشيوخ من آلحمد وآل على الكرام الذين نكن لهم كل الوًد والحب ولكن كانت هناك  مجالس وبيوت  لها تاريخ أيضا  لان التاريخ تاريخ الوطن  كما أن الحكم  لآل ثان الكرام, أشعر كثيرا بالغبن عندما أرى  فى دولنا الخليجيه الآخرى مساكن  وبيوت ومجالس  الاعلام من مواطنيها محفوظه أو مذكوره  فى ارشيف الوطن, فى حين أنه بالكاد أن تجدا أحدا  من ذلك  فى ارشيف دولتنا الحبيبه ,  الوكره كذلك اليوم تمر بمرحلة تطوير  يزال معها الكثير من البيوت والمجالس   لرجالها الذين عايشوا تطورها وكابدوا مضنة العيش فيها  ولم يثنهم ذلك عن مجلس مفتوح ولاعن كرًم يبذل لضيف قد نزل فطاب به المقام  ومناطق الشمال والجنوب وغيرهما , إقترن الكرم بإسم قطر وبالقطريين , ولكن هذا الاقتران يحتاج الى شواهد لكى يبقى فى ذاكرة التاريخ  والوطن , إذا أزيلت القرائن إمتنع التصديق  لعدم وجود الشاهد والدليل, لاننا نحب قطر  نرجوا لها الأفضل دائما, لأننا كشعب أوفياء لسمو الامير وسمو ولى العهد  ,نتمنى أن يمتد الوفاء ليشمل  الماض الجميل وأهله الذين رحلوا  ولم يمسسهم طائف من التنكر للوطن ولقيادته الكريمه. ساحتفل باليوم الوطنى , وسأمر على جميع فعاليات الاحتفالات  , واحدة بعد الاخرى , أهلية كانت أم حكوميه  فهو يوم الوفاء للمؤسس الذى أنتمى إليه وطنا  , وانتمى اليه وفاء ,  عشت عمرى كما عاش الكثيرون من ابناء هذا الوطن تحت  شعارمواطنون بالتمرير, المواطن الحق لايمر بالتاريخ , التاريخ هو الذى يمر به  ويُبقى  أثره وإن زال منه الرسم والجسم. التاريخ لايرجع إلى الوراء  وإن كان هناك بقية من إستدراك  لقوم يتذكرون.