السبت، 30 أبريل 2011

مفردة "الإصلاح" من الإبتذال الى الفاعليه




تاريخيا لم تستعمل  مفردة "إصلاح" بمثل هذه الكثافه من قبل, ولم يسبق أن تنادت بها الانظمه العربيه باسبقيه  وبحرص كما تتنادى بها اليوم , ومع ذلك لم تكن هذه المفرده خاوية من المعنى فى ذهنية الشعوب كما هى اليوم, ولم تكن  مبتذله  على الأذن العربيه كما تبدو حاليا. وفى هذا الخصوص ثمة ملاحظات أود لو أُبينها :

أولا: زمنيا نحن كأمه نعيش فى القرن الواحد والعشرين ولكن تاريخيا  لانزال فى بداية الانتقال من القرن الثامن عشر الميلادى الى القرن التاسع عشر . الفتره التى تحولت فى بدايتها   الديكتاتوريات  والسلطات الديكتاتوريه التى كانت تحكم بأسم الدين والعائله والطائفه الى أنظمة الحكم الديمقراطى رويدا رويدا.

ثانيا:  الاستبداد الطويل حوًل مفردة الاصلاح فى ذهنية الشعوب الى  مفرده  ملاصقه تماما للإستبداد ولكن بشكل جديد, كثيرا ما أستعملتها الانظمه العربيه على مر العصور  وكثيرا ما أكتشفت الشعوب أنه  مجرد إصلاح الاستبداد فى ذاته ولذاته ليس إلا.

ثالثا: عندما تنادى السلطه العربيه بالاصلاح  تنأى بذاتها عنه, أى أن الاصلاح يقع على المقابل وليس عليها وفيها, فتلقى بحزم  رعويه  للمجتمع  ليتقاتل عليها  ولكن يبقى  حبل التحكم  والزياده والنقصان  فى يدها.

رابعا:  الحزم الاصلاحيه التى تلجأ لها الانظمه العربيه أيام الازمات وترصد من خلالها المليارات , يستحيل أن يستفاد منها  فعليا, طالما أنها تحتاج الى برنامج وأجهزه شفافه  وقنوات رقابيه شعبيه , فهى قنابل دعائيه من الدرجه الاولى.

خامسا:ثمة تعارض  فى اللغه  وفى الزمان بين مناداة الشعب بالاصلاح وعرض الانظمه بالاصلاح. مناداة الشعب بالاصلاح مطلب شمولى يحتمل أول ما يحتمل إصلاح السلطه ذاتها من خلال  تغيير  بنيتها بما يتفق  وعملية الاصلاح الدائم, بينما  عرض الانظمه لبرنامج الاصلاح محاوله لانقاذ  ذاتها  والابقاء على مميزاتها  والتنازل فقط عن جزء من حق الشعب الذى صادرته.

سادسا: اليوم  لم تعد الشعوب تنظر الى الاصلاح كما كانت تنظر اليه من قبل, الاصلاح فى نظر الشعوب اليوم هو"التغيير" والدليل العروض الاصلاحيه الخياليه الغير متوقعه قبل الان التى قدمتها الانظمه الساقطه فى مصر وتونس  واليوم فى اليمن وليبيا وسوريا. لم تعد تلقى الشعوب لها بالا لأن مفهوم الاصلاح فى ذهنيتها تغير واًصبح يعنى التغيير" لاغير
سابعا: مكابرة الانظمه العربيه على حق الشعوب لن يثنيها عن مطالبتها بالتغيير, فالسلطه العربيه ليست فقط خارجه عن الزمن  المعاش, بل حتى  عن الثقافه المعاشه التى تربط بين المسمى ودلالته التاريخيه  فى زمنه المحدد, عندما إستعمل رواد النهضه الاوائل كلمة إصلاح رفضتها السلطه العربيه  كونها إعتداء على التاريخ والثقافه والدين وجيشت ضدها الابواق , ومارست الاضطهاد مع دعاتها. واليوم تتمنى لو تعود منهجا يرضى به الشعب والنخب  ولم تدرك أن المفردة ذاتها تغيرت  لأن معناها  أو أثرها المتوقع لم  يستجب له فى  وقته, فبقيت المفرده  ولكن أثرها  اليوم حديد. فلا عزاء اليوم لمن كان يظن ويعتقد أنه الوقت وأنه ثقافته يستعمل مفرداته  كما يريد ووقت ما يريد, أوبأنه يستطيع أن يوقف النهر عن الجريان متى ىشاء أو أراد.

الجمعة، 29 أبريل 2011

الخوف على "نسبية" الثورات من "المطلق " الدينى



عندما أكتب منتقدا وملاحظا لبعض الممارسات"الدينيه" لايعنى بأننى أنتقد الدين ذاته,لأن الدين كامل ولايمثله أحد  يعانى من النقص كالبشر. اليوم بالذات علينا أن نكون أشد حذرا مما قبل  لأننا أمام انظار العالم نصنع تغييرا مشهودا يرقبه العالم بأجمعه ولايمكن لهذا التغير أو التطور أن يعيد عقارب الساعه الى الوراء ولى هنا إبداء بعض الملاحظات لتوضيح  بعض الأمور الهامه  التى أرجو أن يستوعبها القارىء  بتمييز وبتفهم  لابحكم مسبق  أو برأى مبستر:
أولا: الثورات التى قامت ولاتزال تقوم اليوم فى عالمنا العربى هى تمرد على واقع بشرى مطلق يمثله النظام وشخوصه , حيث أدت سنين التسلط والاستبداد الطويله الى أدخال الانسان الى دائرة المطلق ليحكم وكأنه إلها منشود ورب معبود.

ثانيا: إذن هى حركه طبيعه تعيد للإنسان "نسبيته " وتفتح أمامه الفرصه  لممارستها  وتقيم بالتالى شروط هذه النسبيه من,إبدال وإستبدال وتغيير فى النظم والشخوص  وتنشىء, بالتالى ثقافة المجتمع النسبى القابل للتطور مع العصر وهذا هو أول الطريق  الموصل للحكم الديمقراطى وأشكاله المختلفه, بمعنى القضاء على المطلق"البشرى"
  ثالثا:    إدخال  المطلق الدينى فى هذا التحرك البشرى المدنى , يفككه ويعطله ويقسمه ويذهب  بريحه الى مصلحة المطلق البشرى من حيث لايدرى البعض,  بمعنى من يحرم ويجرم ويهدر الدم بأسم الدين فى هذا الوقت بالذات لايخدم الدين ولا يخدم التحرك السياسى القائم ولا إرادة الشعوب , لانها منقسمه دينيا كطبيعه بشريه ولكنها ملتحمه سياسيا ومدنيا كمطالب مشروعه لها كشعوب , فصرف نظرها وتحريك  البعد الطائفى الكامن فيها  هو ما يبحث عنه "المطلق البشرى اليوم ,الانظمه والحكام لإعاده تقسيمها وتصارعها  وبذلك يقدم من يستخدم المطلق الدينى خدمة جليله جدا ومصيريه للأنظمه البائده وهو لايشعر.
رابعا: تعم الفوضى بعد كل ثوره هذا أمر طبيعى وقد تستمر وتكلف كثيرا , ولكن مع الوقت تتشكل الأحزاب  والكتل السياسيه, وهى عمليه نسبيه ضروريه للتقدم سياسيا, ولاتحتمل لا المطلق "البشرى" ولا المطلق "الدينى" كذلك. هنا يجب التعامل مع الاحزاب كفكر إنسانى بشرى , لايحكم بأسم الدينى ولابأس من أن تكون مرجعيته دينيه.  
خامسا: إعادة تشكيل "الكل" الوطنى بعيدا عن الهويات الجزئيه  فمطلق" المواطنه" هو المطلق الوحيد المقبول والذى يمكن له أن يدفع الى التقدم ,أن تقول أنا "مواطن" فهذا مطلق يقابله مطلق آخر بالنسبة لكل أفراد المجتمع, وهو مطلق متساو, ولايثير  النفس لأنه مطلق"  قانونى"وليس دينى أو طائفى أو جهوى. كلى خوفى من تحول هذا الحراك وهذه الثورات  الى حرب دينيه  فى المنطقه إذا أستمر إستخدام المطلق الدينى بكثره وأصبح الاقتتال  حوله بعيدا عن حياة التعايش النسبيه التى قامت أساسا من أجلها الثورات.


هذا ما أردت أن أشير اليه  ,بناء على قناعات أن كل منا يخطىء ويصيب , ويوخذ من كلامه ويرد.

الخميس، 28 أبريل 2011

الخطاب الرسمى الاسلامى"ماقبل" و"مابعد"



تابعت ندوة "مستقبل الأمه الإسلاميه فى ظل التطورات الراهنه" التى عقدها الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين فى الدوحه, والكلمات التى قيلت فيه من مجموعه من العلماء الافاضل على رأسهم الشيخ القرضاوى والشيخ الغنوشى رئيس  حركة النهضه  الاسلاميه  فى تونس  , ولدى بعض الملاحظات أود لو ألخصها فى التالى:
أولا: لايزال الخطاب الدينى الرسمى  خطابا "مابعديا" أى بعد إنقضاء الحدث, وقوته تستمد من كونه كذلك وتفاصيله الكثيره  ووضوحه تأتى فى مرحلة مابعد الحدث أو سقوط الديكتاتور.

ثانيا: فى مرحلة"الماقبل" هو وسطى إلى درجة يمكن معها وبسهوله تجييره لصالح السلطه, فنسمع عن نصائح عامه وإرشادات  غير محدده فى هذه المرحله , وهى مرحله تختلف عن مرحلة المابعد التى تعتمد التخصيص بالاسم  والتحديد بالوصف.

ثالثا:وصفه بالعموميه فى مرحلة الماقبل" ليست دعوه لإنتهاج التطرف  ولكن الدعوه إلى إتخاذ مواقف واضحه ومسافه واحده من الجميع.
رابعا: وضع الخطاب الاسلامى بهذه الصوره وإختلاف منطوقه فى مرحلتى "الماقبل" والمابعد" يرسل بإيحاءات أن عالمنا العربي  يعيش منقسما بين جزء ديكتاتورى وآخر ديمقراطى , وهذا غير صحيح البته وبحسب تصنيف الاجهزه العالميه نحن جميعا نعيش وسط حزام ديكتاتورى واحد متماثل  الى حد كبير.
  خامسا: التركيز على نقد توريث الجمهوريات بشده"القرضاوى"  , والتبرير الى حد ما لمجتمعات القبيله فى ذلك, تركيز موجه وهو" مابعدى" بإمتياز  لأن الساقطون الأوائل هم رؤساء جمهوريات , وهى بالتالى تهمه عرضيه , بينما الجوهر واحد, حيث لايبرر الدين  ولاالحياه الدستوريه المعاصره التوريث بأى شكل وتحت أى مسمى كان.

سادسا:الحديث عن صحوه إسلاميه"الغنوشى" الآن غير دقيق وهو مالم تثبته الثورات القائمه حاليا وكان الاجدر به الحديث عن صحوه "وطنيه" ويدخل هذا فى خانة الصراع على مكتسبات الثورات التى جرى الحديث عنها مطولا.
سابعا: هناك نقد لإطلاق الفتاوى فى هذه المرحله قال به شيخ فاضل سودانى , نوافقه تماما عليه.
 سابعا: لايزال الخطاب الرسمى الاسلامى لايستطيع  أن يتحول الى خطاب مدنى  بشكل أكبر كونه لايزال على مسافه قريبه من السلطه  وخاصة فيما يتعلق برموزه الكبيره ذات التأثير فهى تعيش حاله من الاستقطاب فبالتالى هى ترى الأمور وتحكم عليها لاحقا  وتنتظر تَحَرُك الاوضاع  لتحددها     وتقصفها  لاحقا,أما فى وقتها الراهن فتكتفى بالاشارات والنصائح والوصايا الاسلاميه العامه والشموليه , التى  تتفق  تماما مع المثل الخليجى  حيث تتم اللقاءات وتتهيأ الاجواء والقائل بأن"حًشر  مع الناس عيد"

الأربعاء، 27 أبريل 2011

المجتمع الموسمى هل هو مجتمع صاحب قضيه؟



أشكر الاخ الاستاذ عبدالله العذبه رئيس قسم المحليات والتحقيقات فى جريدة العرب ذو القلم الناشط والمتطور والذى يملأ المكان حيث تواجدت وسائل الاعلام والاتصال, أشكره أولا على رده الراقى والمهذب, وأشكره ثانيه على  تسليطه الضوء على نقطه هامه, ربما تساعدنا على فهم نمطية حركة المجتمع القطرى ذاته والتى تثير من الاسئله الكثير بين مبرر ولائم.أود فقط لو أُوضح فقط بعض الملاحظات فى هذا الخصوص
أولا: يتحرك المجتمع القطرى صحفيا فى فتره محدده هى فترة الدوام المدرسى السنوى والوظيفى فى الدوله, أى بعد العوده من الاجازات الصيفيه ويتوقف بالتالى عند بدايتها والامر كذلك بالنسبه للعطله الاسبوعيه كما تفضل الاخ العذبه فى رده.
ثانيا: مثل هذا الامر يثبت عدم وجود رأى عام مستقل عن الحكومه وكل الامر ردود أفعال لدوام رسمى حكومى, فبالتالى الرأى هنا هوعملية رد على إستفزاز لاأكثر.
ثالثا: هل يرحل المجتمع فى العطله أيا كانت وهل تختفى قضاياه لتعود بعد الإجازات, هل يعيش المجتمع بذهنيه مختلفه كذهنية الطالب التى تمسح لتخط من جديد كل موسم دراسى جديد.
رابعا: الرأى الموسمى  المرتبط بالنظام الرسمى هو رأى حكومى أساسا وإن بدا مغاير أو مشاكس , ولاتحتمل الدوله أو الحكومه سوى الانتظار حتى العطله ليذهب أدراج الرياح مع الاجازه.فهو أشبه بلعبه حكوميه أو معارضه مفتعله.
خامسا: مجتمع يقرأ ويكتب أيام الدوام الرسمى فقط مجتمع لايعمل. لو تصحفنا صحف الغير لوجدنا أسمنها رأيا وفكرا وثقافة هى صحف الاجازه الاسبوعيه لأنها وقت القرآءه والتفكير, كان تشرشل أثناء الحرب على بلاده يستمتع بإجازته الاسبوعيه فى التفكير لمواجهة ما يستجد فى الاسبوع القادم وقرأءة التقارير ,من ثم يعرض بالقرارات على حكومته أيام إسبوع العمل .
سادسا: الصحافه أصلا  تعبير عن رأى عام بشتى أطيافه, فهى نتيجه وليست سبب, الوضع لدينا مختلف, توجد الصحيفه  قبل تبلور الرأى العام أو السماح له بالتبلور, فيصبح رأيا ضعيفا هشا تابعا لكى يستمر.
سابعا: الشأن الخليجى جميل أن يعرض  فى صحافتنا ولكن  أن لايصبح عنوانا لها, وعمود الرأى فى الصفحه الاخيره فى جميع الصحف عمود أساسى وهام ,فبالتالى توطينه من الأولويات.
يبقى أن أُشير أن الرأى العام هو رأى الاوساط الاجتماعيه, ونحن نأمل أن تتحول صحافتنا الى صحافة رأى وليس فقط الاعمده فيها, بودى لو أجد لكل صحيفة نكهه تختلف بها عن الاخرى, على كل حال أشكر الاخ عبدالله على رده وإثارته لهذه النقطه الهامه, الذى تؤكد أننا مجتمع صاحب قضيه, ولكنها موسميه مع الأسف فلذلك هى مستعصيه على الإمساك ناهيك عن الحل,  كما يستعصى الطقس على محاولة تغييره أو إستبداله.  

الثلاثاء، 26 أبريل 2011

إعادة صياغة الذهنيه العربيه مدنيا

صياغه مدنيه للذهنيه العربيه العسكريه

فى المجتمع الديمقراطى لايحتاج الشعب الى قائد, المجتمع الديمقراطى المدنى بالضروره لديه برنامج  ورئيس يعمل على تنفيذه. عسكرة العقليه العربيه جعلت من القائد ضروره حتميه  لحياه مدنيه لايجيد فنونها فيعمل بالتالى على عسكرتها بشكل أوبآخر لتناسبه, فيبدأ حلما لينتهى كابوسا . قبل أقل من عقدين من الزمان كان القاده العسكر يحكمون أمريكا الجنوبيه والان يحكم أكبر دولتين فيها نساء. هما زعيمتا حزبين مدنيين. فى الارجنتين والبرازيل. حتى القاده العسكريين فى أكبر جيوش العالم اليوم اصبحوا ضمن برنامج معين ومحدد ويحالون الى التقاعد الواحد تلو الاخر سنويا رغم خبراتهم  وقدراتهم. الدوله المدنيه حَدت  وحصرت من تأثير الكاريزما  وقيدت من  إطارها وزمنها,كنيدى وكلنتون مثاليين لهذه الكاريزما  المدنيه. مجتمع اليوم هو مجتمع التوافقات القائمه على البرامج السياسيه وإمكانية تعديلها بأستمرار.. فلسنا بحاجه الى قاده بالمعنى السائد فى الذهنيه العربيه حتى اليوم.إذا إستطاعت التحولات التى أحدثتها الثورات العربيه حتى اليوم  فى تحويل مفهوم القائد  من مكانه فى هذه الذهنيه الى  مفهوم رئيس برنامج عمل ينفذ سياسه "كما فى النظام البرلمانى" أو    ملك "دستورى يملك ولايحكم  لإصبح المستقبل مختلف ومشرق  لاشك. هذا هو التحول الثقافى المرجو الذى أشرت اليه فى مقال سابق. التحول الذهنى  ضرورى أولا لأنه سيدفع فى إتجاه الممارسه والفعل. لاتزال العقليه العربيه غير قادره على إدراك ذلك ولايزال القائد كصوره تمثل الخلاص. قائمه فى الذهنيه العربيه , الترشيحات المسبقه  لصور ذهنيه لشخصيات  سياسيه  مثال واضح على ذلك . الحياه الحزبيه تنتج قاده ولكن على مستوى مختلف , فهم قاده طالما هم قادرون على تنفيذ برنامج الحزب  وتحسين أدائه وجاذبيته لدى المنتخبين,  هم إذن إنتاج لعقليه مدنيه ترى  فى القائد شخصيه تكنوقراطيه  لاأكثر, بالطبع لايستوى ذلك حتى فى أحزابنا العربيه لإختلاف الذهنيه كما أشرت فقائد الحزب أو رئيسه , صوره مصغره عن قائد البلد وشعبه , يبدأ ديكتاتورا وينتهى بتوريث رئاسته لابنه أو لأحد من أقاربه حتى عُرفت أحزاب بأسماء عائلاتها ومتنفذيها. إذا كنا سنبحث من اليوم لقاده لمابعد الثورات  القائمه وسنلجأ للذهنيه الدينيه التى ترى الخلاص متمثلا فى قائد ترسله السماء. وليس علينا فقط سوى تعقبه وإكتشافه ,فثوراتنا لن تتعدى كونها من سنن الابدال الالهيه , وستفتقد بالضروره الاراده الانسانيه  الحقيقيه والمستمره والواعيه. لانُريد قادهَ  اليوم , نحتاج الى توافق إجتماعى, لانتطلع الى زعيم , بل نرنوا الى برنامج يضع الصالح العام للمجتمع فى مقدمة أولوياته , ولاتخافوا ولاتحزنوا  بعد ذلك سيصبح الجميع قاده  والكل زعماء ,  لأن الطريق واضح ومحدد ومتجدد بأستمرار  وقابل للإصلاح والتغيير , نريد قائد  بمواصفات البرنامج , لاقائدا يضع البرنامج , نريده منفذا لإراده جمعيه , لامتحكما فيها. العاده أن الثورات تصنع المفاهيم فأى مفهوم جديد للحكم ستضعه ثوراتنا هذا هو السؤال؟