الخميس، 1 مارس 2018

مزارع الريان

البيئة التي نحاول الحفاظ عليها اليوم, ونضع البرامج والتوصيات  من أجل بيئة صحية  لمواطن سليم,كانت أرضيتها وبناءها التحتي متوفراً, لم نعمل على  البناء عليه  بقدر ماعملنا على إهداره وإزالته, يمثل الريان القديم سابقاً  رئة الوطن التي يتنفس  بها , مزارع على مدَ النظر , طيور بأشكالها وبمواسمها المختلفة , مياه تنساب صيفاً وتفيض شتاء عند نزول المطر, كان صيفنا  نقضيه في هذه المزارع وكنا نسميها "زروع" جمع زرع , , خطوتين من كل بيت فإذا أنت في وسط زرع أشبه بحديقة غناء  لاتفصلها سوى  حيطان من طين واحياتاً من إسمنت  رقيق, اليوم وأنا أعود بالذاكرة الى تلك المزارع التي أُزيلت  يعتصرني ألم أخفيه وحسرة  أحاول التغلب عليها ,اليوم بعد أ، أصحبنا  "حبيسي الاسمنت والازفلت فلاخضرة حوالينا ولاماءُ, لاتغني حدائق اليوم عن طبيعة الامس  لانها بيئة طبيعية قريبة من البيوت والفرجان  إنها جغرافيا الانسان البسيط على طبيعته  التلقائية 
كنا محكومين بجغرافية الريان صيفا وشتاء ماعدا الخروج للبر أو للبحر . كان للريان طبيعة خاصه وهي على ما أعتقد التي أعطته هذا المسمى الجميل فهو محاط تقريبا بالمزارع و حتى كنا نستيقظ باكرا على أصوات ماكينات جلب المياه في هذه المزارع وبه العديد من برك السباحه ففي بعض المزارع هناك أكثر بركه ,نقضى أوقاتنا صيفا في السباحة فيها وفي صيد الطيور , وكنا نواجه ممانعه ورفض أحيانا من المشتغلين فيها من أهل عمان أو البلوش ,وكان زرع الشيوخ موكولا به رجل فاضل من أهل الحوطه أسمه "إبن غميان" ومعه على العقيلي رحمه الله وهناك مزارع أخرى كزرع الشيخ جاسم وزرع الشقب وزرع الشيخ على بن عبدالله  , كان الريان أشبه بالرئه التي يتنفس منها المكان  , ويصفو مع الجو والزمان وكان والدي يمتلك مزرعه في غرافة الريان داخل سور المدينه التعليميه الآن بها بركتان للسباحه , في الليل ليس هناك سوى جلعة "قلعة " عبدالله بن جاسم الذي يسكنها حفيده الشيخ جاسم الذي كان يحبه محبة خاصه حتى أنه كان يدعي بأسمه جاسم بن عبدالله وهو جاسم بن على بن عبدالله , لكنها ليس لمن كان في مثل سني حيث انني كنت صغيرا بالنسبة لأولاد الشيخ فأحيانا يسمحون لمن هم في سني بالدخول واحيان لايسمحون   . وكان اشهر الافلام فيلم مغامرات عنتره بن شداد بطولة سراج منير وكوكا و وكان يعرض باستمرار بالاضافه الى فلم آخر فظيع أسمه "لص بغداد" كما كان ملعب الشعله الذي يقع خلف الجلعة مسرحاً لكثير من المباريات بين فرق الفرجان  المختلفه في الريان  وأحيانا مع فرق من الفرجان الأخرى من مناطق أخرى
ياليتنا حفظنا الريان  وإن كنا  أضعنا الانسان.