السبت، 18 يونيو 2016

هل ندخل مرحلة الوطن "البديل"؟




 ألاحظ منذ فتره شعورا يتعاظم يوما بعد آخر ينحو بإتجاه العزله  في مجتمعنا القطري ,  أسبابه عديده , منها الشعور بضغط الكثافه السكانية المتعاظمه من الوافدين والعمال وغيرهم ,  بالإضافة الى تخطيط التنميه المتسارعه التي أتت على الشوارع بل على المناطق  إما بالاقتطاع الجزئي أو بالازاله الكامله,  ناهيك عن خطط الدوله الاسكانيه السابقه التي  وضعت  على أساس قبلي , وليس على أساس وطني,أخشى إذا تكرست العزله بهذا الشكل بالنسبة لأهل قطر  أن ينتج عنها   شعور  بالطهر  والنقاء الاجتماعي والتاريخي  وأفرازاته النفسيه والاجتماعيه السيئه ,والجدير بالذكر أن بعض سياسات الدوله   والصحافه ومؤسسات المجتمع الأخرى  تساعد على ذلك ربما  دون إدراك ,منا بذلك  من خلال إقامة مهرجانت ومسابقات أهل قطر برا وبحرا , وبمجرد إضافة  صفة أهل قطر  للنشاط أو للثقافه أو للمسابقه فأنت تضفي  شعورا بالتمايز والنقاء , والعزله,"مسقبلا"في حين أن سياسة الدوله  السكانيه تحكي قصة أخرى  وستظهر لاحقا مشاكل إندماج  بلا شك.  لذلك  قد نلحظ إصرارا واضحا لدى قطاع كبير  من المجنسيين  على  التذكير دائما بأنه قطري .

العزله الشعوريه تخلق وطنا داخل الوطن  خاصة في ظل غياب طبقه وسطى  او تلاشيها  عما كان في السابق وكذلك في سرعة ايقاع  تطور التقنيه  الذي يقابله بطء واضح  في تطور القيم الاجتماعيه المعنويه , لذلك ماأراه  وأعتقده حلا لخروج المجتمع القطري  من حالة العزله الشعوريه القادمه له نتيجه شعوره  بإحساس الأقليه هو  في تحويله الى طبقه وسطى  من خلال سياسه  حكوميه إجتماعيه مدروسه حتى يحافظ على قيمه  وثقافته ويجتاز مرحلة الخوف المسيطر عليه ,لأنه في عداد الطبقه الآن حجما وعددا, فالطبقة الوسطى  حامل  قوي لكل مجتمع , يمكن بالتالي تحديد معايير هذه الطبقه  وشكلها  وحدودها العليا والسفلي بشكل لايجعل منها في مهب الريح وهي ترى  التزايد السكاني يصلها حتى أبواب المنازل  وفي الطرقات. فكرة الوطن البديل  اعتنقتها جماعات  داخل كثير من الاوطان لأسباب إما سياسيه أودينيه أوطائفيه  ولكن لم أعرف   مجتمعا قامت فيه لاسباب تنمويه الاإذاكانت هذه التنميه متطرفه أو غير متوازنه أو ليست بعيدة النظر بحيث تجعل من المستقبل يبدوجحيما ,في حين أن في نيتها أن تحيله نعيما مقيم. هاجس الوطن البديل هو أن إنزياح وعدم شعور بالدفء وأنت في حضن الوطن , ولابالأمان وأنت  بين جنباته.

الجمعة، 17 يونيو 2016

قراءه في قرار التمديد




أصدر سمو الشيخ تميم أمير البلاد المفدى قرار بالتمديد لمجلس الشورى الحالي لثلاث سنوات قادمه , إعتبارا من يوليو الحالي 2016 تنتهي في الثلاثين من حزيران لعام 2019, يمكن قراءة إستمرار التمديد لأعوام متتاليه  من جانبين

الجانب الأول: أن مجلس الشورى أصبح عبئا على الدوله

الجانب الثاني : أنه يفتقد الى الطلب  المجتمعي فهو بالتالي عبئا حتى على المجتمع.

لم يستطع المجلس خلال طيلة أعوامه السابقه أن يبلور حتى رأيا شخصيا بعيدا    عن الوظيفه البرلمانيه  لأفراده  فإلتبس الأمر بين الرأي الشخصي  للعضو ودوره في المجلس كعضو من ضمن أعضاء آخرين , فأصبح الانتساب الى المجلس وكأنه يقابل التخلي عن مجرد إبداءالرأي  , أو   الالتباس بين الدور والوظيفه , حتى أصبح وكأنه حاجزا صلدا أمام تبلور رأي عام  حيث يُحسب أعضاء المجلس على أنهم ممثلي  لفئات المجتمع المختلفه ,فإشكالية الالتباس بين  الوظيفة والدور في إعتقادي  مصدر المشكله الاداريه   التي نعاني منها , لذلك إفتقد المجتمع للحلقة الوسطى بينه وبين الحكومه  مما كان له أثرا سلبيا على أداء الرأي العام   كذلك,   فكانت تساؤلات  المجتمع دائما تتجه اليه  وإلى دوره وأهمية ذلك على الرغم من معرفة المجتمع بحدود صلاحيته وإمكانيته. حدود الصلاحية لايمنع  من بروز الشخصيه  وأداءها لدورها  بشكل يجعل من الصلاحية إمكانيه مفتوحه  وقابلة للإنفتاح ,حيث شهدنا في المجالس السابقه الاولى  حراكا ونشاطا ورأيا شخصيا   يفوق كثيرا ما هو قائم الآن  , أنا لست ضد التجديد القانوني للمجلس ولكنني مع التجديد في فكر المجلس , أنا مع  تحويله الى صيغه استشاريه طالما  لم تطرح فكرة الانتخاب بعد وليس   مجرد شورى , لأن الشورى يمكن أخذها من أي كان , لكن الاستشاره تتحصل من ذوى الاختصاص , سواء فنيين أو مهنيين أو كما يسمون تكنوقراط. يحتاج المجتمع أن يعيد نظرته الى مجلس الشورى كدور ,  الرتابه مفسدة لأي عملية تنمويه ,  حسب الدراسات التربويه فإن الانسان يكون قادرا على العطاء في سنواته الاولى الاربع بعد ذلك يفقد القدره على العطاء شيئا فشيئا حتى يصبح فاقدا    لهذه القدرة بالتدريج, في إحدى الانتخابات البريطانية السابقه  سئل أحد  مؤيدي حزب المحافظين عن دوره في انتخابات تلك السنه قال إنه سيصوت للعمال هذا العام , عندما سئل عن مغزى ذلك أجاب ,   حتى  لايتعود العمال المعارضه الدائمه وينسوا  إدارة الحكم , وحتى لايتعلم المحافظون إدارةالحكم المستمر وينسوا المعارضه, التجديد في المضمون مهم حتى يعي  الشعب  ذاته ودوره, الأمرالذي يجعل من الرأي قوة لجميع الاطراف , كما أن وعي الشخص بدوره وبواجبه , يجعل من المنصب   متسعا من القدره على الحراك,  مهما كانت قيوده القانونيه.

الأربعاء، 15 يونيو 2016

رمضان زمن "سارة بنت محمد"



لاتكاد عينك تُخفي سيارة من سيارات العطاء والخير, خارجة من بيت من بيوت الريان , حتى تلمحها عند البيت الآخر ,تفرغ بعضا من حمولتها من جميع أصناف المعيشة  لذوي الحاجة والاقارب والجيران , حركة دائبة ومستمرة طيلة العام   وبالأخص في شهر رمضان الفضيل ,  يدُ ممدوة بكل خير ومحبة للجميع , إنها يد الشيخة  ساره بنت محمد بن جاسم آل ثاني , والدة الشيخ خالد بن حمد  حفظه الله,وأخت رجل الخير والبركه الشيخ جاسم بن محمد رحمه الله, لاأذكر تكاتفا ومحبة  كالذي كان  شائعا أيام الشيخة ساره بنت محمد, لااذكر صدقا وإخلاصا  في الوصل والتودد كالذي كان في أيام رمضان في زمن الشيخه ساره بنت محمد,لاأذكر رمضانا كان بمثل هذا القرب من إكتمال الانسانية فيه كرمضانات زمن الشيخه ساره بنت محمد,أمرأة يسكنها الإيمان والمحبة والعطاء, رمضان بالنسبة إليها  فرصة لاتعوض , تدرك حجم الإيمان وتعرف حجم الدنيا, تدرك قيمة الدين , وتعرف جيدا طبيعة الأيام وتداولها

 لايكاد يخلو بيت من بيوت الريان  أو الدوحة من علاقة وصل معها بشكل من الاشكال و يزورها الجميع النساء والرجال , حيث تسمع" الحفوه" وهي السؤال عن الحال وعن الصغير والكبير, وتجد الكرامه , و العود الطيب"الدخون" ,نجد عندها جميع الطبقات في المجتمع ومن كل المناطق حتى أصبح الداخل للسلام عليها يسلم على الخارج , كنا نحرص  دائما على زيارتها والسلام عليها مع الوالد رحمة الله ,   لقد كانت تسأل عن الضعيف قبل القوي وعن المريض قبل الصحيح وعن المحتاج قبل المكتفي  , من عاش رمضان في زمن الشيخه ساره , وهو زمن لأهل قطر جميعا في ذلك الوقت , يدرك الفرق الكبير ليس بين رمضان الأمس واليوم  كشهر للصيام والعبادة,  فرمضان واحد في قداسته وفي وجوبه  وتميزه عن الاشهر الآخرى, لكن الاختلاف الكبير في طغيان سهم المادة في رمضان اليوم على سهم الإنسان, في إرتفاع مؤشر الدنيا فيه على مؤشر الدين على الرغم كثرة العبادات , في إكتساء الفطرة  في رمضان اليوم بطبقة  من سلوكيات ليست بمثل بياض سلوكيات  رمضان ساره بنت محمد.رحم الله زمن الشيخة ساره بنت محمد فلقد كان زمنا  للإنسان , ورحمها المولى فقد كانت نموذجا  للإنسان  الموقن تماما بأن الاخرة خير له من الأولى.

الاثنين، 13 يونيو 2016

وزراء في العمل الخيري



 كان التساؤل دائما , ماذا سيفعل الوزير بعد تركه الوزارة, أين سيذهب ؟ كيف سيقضي وقته؟خاصة في العقود الاخيرة حيث كانت حركة التغيير الوزاري في قطر سريعة مقاربة بالعقد الأول للوزارة الأولى , وكان معدل سن الوزراء صغيرا نسبيا , بحيث أن الكثير منهم  قد ترك الوزارة وهو في قمة قدرته على العطاء.الخيرية في المجتمع القطري   أكثر الأمور ثباتا ,وأعتقد أن قطر  مشروع خيري قبل أي شىء آخر, الجميل أن يسعى الانسان  حتى بعد المنصب مهما كان رفيعا أن يكون جزءا من المشروع الخيري  أين كان موقعة ؟, ومهما كان مسماه؟  لأن الاساس الانساني يأتي قبل المنصب السياسي أو الاداري أو الحكومي أو مهما كانت تسميته  . سواء كان ذلك سعيا شخصيا من الشخص ذاته أو توجيها  من جهة ما.رأت في الاختيار مغزى وفائدة  الذي اعرفه الآن أن هناك إثنان من الوزراء السابقين يتبؤان منصبين كبيرين في مؤسسات خيريه هدفها الصالح العام , الأول سعادة الشيخ حمد بن ناصر بن جاسم وزير الدولة للشئون الداخلية سابقا ووزير الدولة الحالي ,رئيس مجلس إدارة قطر الخيريه والثاني سعادة الاخ حسن بن عبدالله الغانم وزير العدل السابق ونائب رئيس جمعية"وياك" للصحة النفسيه. بعدما خرجا من المنصب االسياسي الرسمي, أصبحا أكثر بريقا من ذي قبل,عُرف عن الشيخ حمد بن ناصر طيبته وفزعته وحبه للخير , فحرىُ بقطر الخيرية في عهده أن تزدهر وتنمو وتتوسع  وأن تشمل الداخل  كما تسعى في الخارج , والاخ حسن الغانم عرفته سليم الصدر , مترفع عن سفائف الآمور وذلك مايتطلبه برنامج الصحة النفسية في كل مكان وزمان. ما يهمني هنا أن  يعطي المجتمع شأنا أكبر للعمل الخيري وأن توظف قدراته البشرية لذلك , نرى حتى رؤشاء العالم بعد انتهاء  مددهم الرئاسيه يهرولون هرولة للعمل الخيري , نريد مزيدا من التركيز على فكرة عمل الخير بدلا  من التوقع في المنصب مخافة أن ينسانا المجتمع بعد تركه, المجتمع ينسى الوزير , وينسى المسؤول , لكن من يعمل الخير أو من يساعد بإسمه أو بماله أو بجاهه في إتيان ذلك, يبقى  في قلب المجتمع  لاينساه ابدا , بينما المنصب يدفن اشخاصا ويحىَ آخريين إلى أجل معلوم,في حين يبقى صدى من يعمل الخير في سمع المجتمع  وذاكرة الأيام.