السبت، 8 يوليو 2017

"روبسبير" يعتلي المنبر في السعودية






يأتي الأمر الصادر من السلطات السعودية والإماراتية لخطباء المساجد بالدعاء على قطر كحلقة أخيرة  لمدى ما اصاب الجسد العربي والاسلامي  من قطع طولي في  بنيانه  يستحيل معه أن يعود كما كان في السابق إلا  في حالة تجاوز جديدة  تعيشها الدولة العربية بكل مكوناتها ولي هنا بعض  الملاحظات :

أولا:إستخدمت الدول المحاصرة الثلاث جميع الوسائل السياسية والاقتصادية ضد دولة قطر الى درجة أصبح الحصار معه حربا  بكل المقاييس سوى استخدام الذخيرة الحية.

ثانيا:استخدام السعودية لورقة الدين  في خلافها السياسي مع قطر يؤثر سلبا في مرجعيتها كبلد يحتضن الحرمين الشريفين ومكة والمدينة, ويظهر بجلاء ضعف الدولة كأداة سياسية  في التعامل مع قضايا الاقليم , خاصة انه إقليم أسلامي  ينطلق من نفس  المعتقد والدين بل أن قطر أكثر البلدان في العالم قربا من نمط التدين السعودي .

ثالثا: كان استخدام الدين  والمنبر  بوجه خاص في السياسية السعودية في السابق يضع الاسلام والكفر معيارا , نقاطع من منطلق أننا مسلمون وهم كفار , ندعوا عليهم لأننا مسلمون وهم ملحدون وكفرة وشيوعيون ...الخ. 

رابعا:إستخدام المنبر  في المسجد اليوم للدعاء على قطر في السعودية بالذات يكشف للعالم بلا مواربة  بداية إنحسار كبير للهيبة الدينية للمملكة  في ضمائر المسلمين  قبل غيرهم,   بعد الانحسار السياسي  لها و المشهود نتيجة حصارها  الآثم لدولة قطر الذي أدانته جميع الدول والمنظمات الدولية.

خامسا:أخشى ان ياتي يوم ان يدعوا المنبر  في المنطقة الوسطى على المنطقة الشرقية وأهلها  او غيرها من المناطق  في حالة حصول خلاف اومطالبات سياسيه أو إجتماعيه معيشيه, لاسمح الله طالما أن المنبر وهيئة كبار العلماء مرتبطة مباشرة بأوامر الديوان الملكي وغرف السياسة الصغيرة.

سادسا:هذه الظاهرة خطيرة وسبق ان كتبت عنها كثيرا  وهي إيذان  بتدنيس الدين في  مستنقع السياسة واهدافها  الدنيوية,وانتقدت  القرضاوي  هما في قطر قبل أي بلد آخر,وهو يستخدم منبر مسجد عمر بن الخطاب  في دفع الثورة المصرية او الليبية وحسنا فعلت الدولة  بالتدخل ووقف هذا التصرف اللامسوؤل..

سابعا:إستخدم العدوان الثلاثي جميع تابوهات الثقافة  العربية من سياسة ودين وجنس ,في حربهم ضد قطر فلم يستبقوا حرمة لشىء كذب سياسي وتغول اجتماعي واستخدام سياسي مغرض للدين وإتيان على الاعراض  ورمىىٌ للمحصنات.لم يتورعوا عن شىء , فهم حالة انكشاف تام وواضح أمام العالم

ثامنا: تساوى مشايخ السعودية الذين يدعون  من على المنابر على قطر  مع المدعو وسيم يوسف خطيب مسجد اللشيخ زايد رحمة الله وأمثاله  من علي جمعة وسواه  الذي لايتطلب الامر كثير من الانسان ليكتشف أنهم مخابراتيه  وهوامش على الدين والتاريخ ,أكثر منهم  رجال دين أو خطباء مساجد, ليته لم يلتصق بأسم مسجد الشيخ الجليل العروبي زايد رحمة الله.

تاسعا: مثل هذا التصرف الارعن  ليس فقط استهانة  بشعوب هذه الدول فقط وانما كذلك بعقيدة هذة الشعوب الدينية  , فكما شرعت هذة الدول  بعدوانها  السافر على   قطر الجارة دونما الرجوع اليها , اليوم تستخدم العقيدة الدبنية لهذة الشعوب كأداة  لتحقيق أهداف فئوية لها بعيدا عن الصالح العام لهذة الشعوب.

عاشرا: إذا كان الدين ينادي بإطاعة " ولي الأمر" فهل يصبح الدين بعد ذلك صيدا سهلا لأهداف وأغراض ولي الأمر السياسية والشخصية, الظاهر لنا مما يحدث أن ولي الأمر هو يصوغ الدين  ويعطي البيعة وينزع البيعة  وما على الدين إلا أن "يبصم"  فإختزال الدين في ولي الأمر  وما يراه  يجعلنا الى الشرك أقرب  وإلى الخروج من العصر أسرع.

أحد عشر:  أنا أعتقد أن السعودية بممارستها هذا السلوك  وبدعوتها الى الدعاء من على المنبر الاسلامي على قطر مارست إرهابا  كبيرا ,على دولة قطر أن تتقدم بشكوى عاجلة الى منظمة العالم  الاسلامي  على علمنا أنها ليست سوى مجرد  ديكور  في مكتب المفتي  في المملكة والى الامم المتحدة والمنظمات الدينية في العالم  التي ترى فى الاديان وسيلة تقارب وتحاب بين الشعوب  وليست اداة سياسية قذرة.  هذا أرهاب  خطير يذكرنا بإرهاب "روبسبير" إبان الثورة الفرنسيه حينما رأى أن الحل الوحيد  للحفاظ على مكتسبات الثورة هو الشروع في الارهاب بجميع اشكاله, تماما كما يحصل اليوم بيننا وبين أشقائنا  في المملكة والامارات, حين ما وجدوا أن الحل الوحيد المتبقى للحفاظ عل مكاسب حصارهم الآثم  والذي فضحة العالم  سوى الشروع في الارهاب بجميع اشكالة إبتداء من تكميم الافواه ,  ومنع التعاطف الى استخدان المنبر الديني  وإغتيال الدين
أي طريق بعد ذلك تسلكون؟

الأحد، 2 يوليو 2017

قطروالربيع الخليجي




إذا كان الربيع العربي  قد سجل بقاء المملكات والمشيخات  الأميرية العربية والخليجية  بمنأى  عن تأثيراته السلبية وكنماذج أكثر قدرة على التصدي والصمود في وجه رياحة العاتية  وتم إرجاع ذلك الى أسباب عدة منها طبيعة العلاقات التاريخية   المتأصله بين النظام والشعب  وبأن هذة الانظمة خرجت  من العمق الداخلي لهذة المجتمعات, وبتوافق تاريخي بين مكونات هذة الشعوب والمجتمعات . إلا ان الأزمة الخليجة التي نعيشها اليوم متمثلة في الحصار المفروض على قطر من قبل هذة دول شقيقة أعضاء معها في مجلس التعاون الخليجي تمثل بإمتياز بداية "الربيع" الخليجي ولى هنا بعض التفصيل:

أولا: إذا كان الربيع العربي لحظة تاريخية جعلت من المواجهة بين ثنائية العسكر والشعوب أمرا محتما لابديل عنه, فإن الربيع الخليجي الذي نحن بصدده  لحظة تاريخية تتفجر معلنة أن ساعة المواجهة بين ثنائية  القبيلة  والدولة " كنظام حكم  ميتافيزيقي قد أزفت.

ثانيا: إذا كان الربيع العربي  يحكي قصة إستنفاذ حكم العسكر لشروط بقاءة الحضارية, فإن الربيع الخليجي , يحكي قصةإنتهاء صلاحيةحكم القبيلة أو العائلة   وإستمراره بالشكل السابق.

ثالثا:يبدو واضحا من قرار الحصار الثلاثي  على قطر أن نظام الحكم العائلي في هذه الدول الثلاث قد وصل الى مراحل متقدمة من الاستنفاذ, أمام إستحقاق الدولة الذي يبدو أنهم ليسوا على إستعداد لتقديمه في هذه المرحلة ,لذلك كان من الضروري  تصدير مشاكلة الداخلية الى الخارج بأسرع مايمكن  حتى لايحدث الانفجار  في الداخل.

رابعا: لايغيب عن نظر  المراقب ذلك منذ عدة سنوات من تفجر الربيع العربي  وسجون الدول المحاصرة  تزداد يوميا بأعداد من سجناء الرأي  والمعارضين السياسيين وتكميم الافواه وخنق الاصوات الوطنية.

خامسا:أرادوا إسكات الجزيرة مثلا ففجروا جُزرا شعبية داخل مجتمعاتهم وشعوبهم تتضامن مع الجزيرة ومع قطر وتتصل بأرقام خارجية معلنة مساندتها لقطر خوفا من نظام الملاحقة  والتجريم الذي تم فرضه على كل صاحب رأي حر في الدول الشقيقة الثلاث .

سادسا:نظام الحكم في هذة الدول أقرب وأسرع الى النفاد من النظام في قطر الذي  يبدو أكثر  قربا الى منطق التحول منه الى منطق البتر, قطر هنا أقرب الى النموذج التونسي في الربيع العربي منها الى النموذج المصري أو الليبي الذي هما أقرب الى الدول الثلاث.

سابعا: قطر تمتلك الجزيرة التي أصبحت أهم قناة في العالم اليوم  والعالم يسعى جميعا للدفاع عنها  وهي تمثل الى حد ما إتحاد الشغل في تونس ودوره  في المجال العام, والتوازن في إدارة ماتعرضت الية تونس بعد سقوط حكم بن علي, قطر تمتلك مجتمعا متجانسا الى حد كبير,  قطر تمتلك طبقة وسطى  عريضة نسبيا الى ماتمتلكة مجتمعات الدول الشقيقة الثلاث.هذا كله يجعلها أقرب الى منطق التحول شيئا فشيئا مع بوادر الربيع الخليجي الذي نشهده.

ثامنا:في اللحظة التاريخية التي نعيشها في خليجنا اليوم يبدو مازق الشعب واضحا حيث يريد الخلاص من أرث الماضي السياسي ويخاف من بطش المستقبل الآتي حيث لادستور يحمية  ولامشاركة شعبية تجعله يتحمل قرار مصيره,ويبدو ذلك أيضا اكثر وضوحا في الدول الثلاث عنه في قطر , مشهد تجاذب الحكم في السعوديه يبدو واضحا, والامارات يبدو المجلس الرئاسي والرئيس ونائبة غير قادرين على التأثير أمام رغبات  ولي عهد إمارة أبوظبي حتى الآن والبحرين  لايستطيع الحكم فيها الاأن يكون مطيعا لقوات درع الجزيرة.

تاسعا:الربيع الخليجي يدل دلالة واضحة على أهمية الاسراع في  التحول نحو   الدولة الدستورية أو الممالك الدستورية , فحكم العائلة  وملكيتها للدولة قد آل الى النفاد بلاشك ولم يعد يتحمله العصر  ولا المحيط الاقليمي ,يجب الوعي بذلك قبل فوات الاوان.

عاشرا:تبدو دولة الكويت واحتفاظها بحياة برلمانية طويلة تبدو اليوم الاكثر تكيفا  سواء مع الربيع العربي أو الربيع الخليجي  وساطتها للنزاع شهادة لها على ان نظام الحكم فيه الاكثر قدرة من غيره من انظمة الدول الخليجية الاخرى على التكيف  والمشاركة في ادارة الحكم مع الشعب  وأن التبرير الذي استحكم في عقول البعض رفضا للانتخابات البرلمانية واستشهادا بفشل التجربة"الكويتية ليس في محله أبدا.

أحد عشر: القطري الجديد القادم هو المواطن الخليجي  القادم , مواطن مابعد الحصار, المكتسبات التي سيحققها المواطن القطري بعد الحصار هي مكتسبات لكل مواطني الخليج الاحرار, لذلك على دولة قطر  دورا هاما بعد الأزمة أن تفي بإلتزاماتها نحوه , إذا كانت الظروف السابقة  قد إستدعت تأجيل تفعيل الدستور وتأجيل الوعد بإنتخابات لمجلس الشورى , فإن ظروف الحصار  وهمة الشعب وولاءه وحبه لقيادته الذي كان واضحا  حتى لمن لايبصر, القطري الجديد , قطري مابعد الحصار هو الرهان  لأبناء قطر ولأبناء دول المجلس  خاصة أولئك الذين هم خلف القضبان من اصحاب الرأي والمشورة حبا في أوطانهم ولاء لدينهم ومجتمعاتهم.

إثناعشر:أنا على يقين أن هذه الأزمة ستخلق "طلبا فعالا" لدى  مجتمعات الدول المنخرطة فيها بحيث يصبح وضع الشعوب بعدها غيره قبلها