الأربعاء، 27 أكتوبر 2021

البُعد النفسي للتعاون بين السلطتين

 

 

لاحظت من تصريحات عدد من اعضاء مجلس الشورى وبعض المرشحين كذلك خلال الانتخابات الاخيرة كثيراً من الاشارة الى قضية التعهد بالتعاون مع الحكومة  بلهجة تنطلق من شعور أدنى والعمل "كلحمة واحدة" وهي اشارة وقضية لاعلاقة لها بطبيعة عمل كلتا السلطتين.التعاون بلا شك ضروري ومطلوب وملح, لكن انطلاقاً من وعي كل سلطة على حدة ولاعلاقة للحمة الوطنية في ذلك  لان مثل هذا الوعي هو ما يكرس قوتها  وصلابتها, وليس التماثل الكلي الذي يفقد كلا السلطتين وجودهما وطبيعة عملهما,لم اسمع من اي من الاعضاء  نداءً الى السلطة التنفيذية " الحكومة" بالتعاون مع السلطة التشريعية المنتخبة حديثاً إنطلاقاً من أصالة وجودها الحالي بالمقارنة بوجودها الشكلي في السابق, اكتمل البناء لكن تنقصه الروح روح الشعور بالحياة البرلمانية الحقة, طبعاً الأمر مستجد , والاعضاء الجدد لايزالون ضمن  بهجة الفوز بالكرسي خاصة انهم جاءوا من فضاء عام خال تقريباً, بينما السلط التنفيذية  وجودٌ رسمي  ومتكتل  وله التأثير الكبير  بلاشك في مجتمع استمر بلا حياة برلمانية الا بالأمس, البناء النفسي للعضو المنتخب يختلف عن البناء النفسي للعضو المعين , لذلك هو دائماً يطلب من الحكومة التعاون معه ويبدي استعداده بعد ذلك للتعاون معها , من هنا تأتي قوة الاعضاء في المجلس المنتخب انهم يمثلون كتله او كتل  ويحمل هم الشارع والناس , فيستشعرون ثقل الامانة مما يجعلهم يطلبون دائماً من الحكومة ان تأتي الى ملعبهم , لايقدمو وعوداً هكذا مجانا كما نرى أو يبدون استعداداً مسبقاً لم يُطلب بعد. عضو البرلمان يحتاج الى نفسية البرلمان  وافق حركته ودوره الحقيقي, اذا كنت منتخباً وتتحرك بعقلية المُعين  فلا فائدة منك لا للمجلس ولا للحكومة, صدمة الفوز جعلت الكثيرين مما شاهدتهم حكوميين اكثر من الحكومة, قبل أن نبدأ, اللحمة الوطنية تستدعي  التكامل لا التطابق يا أخوان , والتكامل يستدعي أصالة المجلس التشريعي المنتخب وتعاون الحكومة معه.

الثلاثاء، 26 أكتوبر 2021

خطاب الإجلال السامي

  خطاب سمو الامير بالامس في افتتاح أول مجلس الشورى منتخب في تاريخ البلاد جاء بلسماً لكثير من الندبات التي علق بها جسد الوطن مؤخراً, أقف إجلالاً لقول سموه لقد اصدرت التعليمات للعمل على اعداد التعديلات اللازمة لتعزيز مفهوم المواطنة وقيمها في المجتمع , أقف إجلالاً لاعتزاز سموه "بالقبيلة" ووقوف سموه كذلك في وجه"القبلية والعصبية البغيضة" أقف إجلالاً لسموه لتأكيده على محاربة العصبيات بكل اشكالها, أقف إجلالاً لتأكيد سموه في التأكيد على أهمية وحدتنا الوطنية والضرب بيد من حديد لمن تسول له نفسه باللعب بها,أقف إجلالاً لرؤية سموه في ربط أي رؤية تنموية بالانسان كقيمة وهدف وغاية, أقف إجلالاً لإشارته بأن المواطنة عملية حضارية متكاملة , أقف إجلالاً لتفكيكه لمفهوم العصبية الذي يخفي في داخله عدم الكفاءة ونوايا التحطيم لا البناء والتراكم الايجابي, أقف إجلالاً لدعوة سموه لنا جميعاً كقطريين للإرتفاع بمستوى تماسكنا ووضعه فوق كل إعتبار, كثيرة هي مواقف الاجلال التي تضمنها خطاب سموه التاريخي, الاستفادة من تجارب الماضي , , الخبرات تأتي وتتراكم من خلال المؤسسات فبالتالي الاهتمام بالمؤسسات أولوية,, تنويع الاقتصاد, تماسك سعر صرف الريال القطري رغم التقلبات. خطوات كبيرة نحو تحقيق الأمن الغذائي, الخلاصة أنه خطاب صدق وفخرمن قائد لشعبه ومواطنيه, وتوجيه سام من جانبه لهم بتجنب ما يعيق تماسكهم ووحدتهم في عالم يموج بأشكال التفرقه وعناوينها البراقة, سيدي سمو الأمير ثق أن شعبك يبادلك حباً بحب وينتظر من سموك الكثير ويعدك من جانبه بالكثير كذلك فالمحبة أخذٌ وعطاء , حفظ الله قطر أميراً وشغباً وحكومة من كل شر ومكروه