الاثنين، 15 نوفمبر 2021

مجلس على صفيح ساخن

منذ ان تم انتخاب مجلس الشورى الاول في تاريخ قطر, حتى بدأ المجتمع يتسءل ما فعلوا؟ وماذا سيفعلون؟ لم يحركوا ساكنا حتى الان؟ ماذا يمكنهم أن يقدموا أكثر ممن سبقهم؟ عليهم ان يقدموا للمجتمع شيئاً يليق بإنتخابه لهم ؟أسئلة كثيرة يتداولها المغردون في وسائل الاتصال الاجتماعي. في اعتقادي ان المجتمع هنا يمارس جلداً للذات حين إعتبر أن مجلس الشورى هو طوق النجاة وليس فقط وسيلة لتفعيل دورومساهمة المواطن في صناعة القرار الذي يمس حياته وبالتالي هو جزء من عدة اجزاء يتكون منها الاداء الحكومي, ثانياً هو يمارس جلداً للذات" المجتمع" حين إعتبر أنه بإمكان الاعضاء الجدد المنتخبين الانتقال من حيز الانفعال الى حيز المبادرة وهو انتقال يحتاج الى وقت وارضية اجتماعية مختلفة لم يختبرها المجتمع بعد, هو يمارس جلداً للذات" المجتمع" حينما زج بالمواضيع الواحد تلو الاخر طالباً المجلس بسرعة تبنيها وسرعة الالتفات اليها لاهميتها ولم يدرك ان المجلس في حد ذاته يحتاج الى فكر جديد في داخله وبين افراده يجعلهم يستشعرون مرجعيتهم الشعبية خاصة المنتخب منهم, حيث التعيين كمرجعية لاتزال الاقوى في ذهنية الكثيرين ان لم أقل الكل , العديد لايزال يشعر بأن المجلس تابعٌ للأمانة العامة فيه وليس العكس وهو شعور نابع من عقلية الوظيفة الحكومية , لذلك سيظل المجلس على صفيح ساخن في نظر المجتمع ومشجب لكثير من التساؤلات, وسيظل المجتمع يمارس جلداً للذات هنا لطول فترة انتظاره لمجلس منتخب , ستختفي عملية التفريغ النفسي رويداً رويدا اذا ادرك الاعضاء حقيقة دورهم كعنصر مبادرة في طرح المواضيع التي تهم المجتمع وليس فقط انتظار مشاريع القوانين التي تقدمها الحكومة, سيختفي ذلك حينما ينتقل الاعضاء من التفكير في اوضاعهم الى التفكير في اوضاع المجتمع, ستنتهي حينما يتحرر الاعضاء من قيد الوظيفة ويتحرر المجتمع من زيف الوجود الذي يعيشه ان المنصب هو الانسان وليس الانسان هو المنصب , سينتهي ذلك حينما يدرك المجتمع أن الاحتفاء يرتبط بالفاعلية والانتاج , فيقيم الولائم بعد وليس قبل , ظاهرة اقامة الولائم لاعضاء المجلس المنتخب سابقة لم تشهدها الدولة في المجالس المعينة السابقة وهي اجدر حيث التعيين وهو تشريف في حين ان الانتخاب تكليف. الأمر الذي يثبت ان المجلس والمجتمع كليهما على صفيح ساخن.