الخميس، 5 مايو 2011

الرمز "العقائدى" فى التخلص من بن لادن



الأخبار المتواتره عن مقتل  بن لادن تشير إلى أنها عملية إعدام  تحمل كثيرا من "الرمز" الدال على وجود بُعد عقائدى  إنتقامى  وليس فقط  عملية التخلص من عدو أضر بمصالح  وبالشعب الأمريكى.  الإشاره الى أنه غير مسلح ساعة  قتله  , وأنه قتل  بعد إعتقاله كما أشارت إبنته, ثم طريقة نقله ودفنه فى البحر بهذه السرعه , فى مخالفه واضحه  لحرمة الميت  خاصة فى الإسلام. كل هذه الإشارات تدل على أن الإداره الأمريكيه لاتختلف كثيرا  عن النظام العراقى  العقائدى الذى أعدم صدام حسين فى عيد المسلمين الأكبر.  رمزيه إعدام صدام تشبه الى حد كبير رمزيه إعدام بن لادن وإلقاء جثته فى البحر .فإذا كان صدام مسلم سنى  بعثى الإتجاه , مصرا على" سنية" العراق كنظام, فأن بن لادن كذلك  مسلم سنى  متطرف  فى رؤيته الواحديه للإسلام , مصر على أنها هى الحق لاغيرها. كلاهما حارب  مجتمعه  أو جزء منه , كلاهما له معارضوه فى الداخل والخارج.  فإذا كان صدام يعيش فى مستنقع   تاريخى يضطرب بالعقائد على أشكالها ولاتزال تحركه شهوة الإنتقام الدينى ولايزال البعض يعتبر الإنتقام والتمثيل بالجثث من كمال  العقيده والإيمان بها , فأن الولايات المتحده الأامريكيه تعتبر ذاتها ,أمة التقدم والحريه الأولى فى العالم  و إن نظامها النظام الأول عالميا فى ما يتعلق بالبعد عن الهوس العقائدى وإنتحاراته الشنيعه  بل هى صوره متقدمه لأوربا السابقه, , فكيف يمكن تبرير الطريقه التى قتل بها ودفن بها بن لادن..  ناهيك عن  إعتدائها على حرمة بلد مستقل  بل وعلى النظام الدولى العالمى كما  يشير المستشار الالمانى السابق هلموت كول. بماذا تختلف الإداره الأمريكيه إذن عن نظام المالكى الشيعى فى العراق. لوان الإداره الحاكمه اليوم هى الإداره الجمهوريه لبوش لهان الأمر  لأنها كانت أصلا عقائديه النظره  نظرا  لإعتمادها وتبنيها  لفكر المحافظون الجدد , ولكن الإداره اليوم  إداره ديمقراطيه , تختلف كثيرا ولا تتفق طريقة قتل بن لادن  أو إعدامه بالاحرى  وفكر الديمقراطيين أساسا  ولا بإرثهم التاريخى .  فالطريقة إذن حَركتها العقيده بلاشك  وليست عقيده دينيه كما كانت وعملية التخلص من صدام فى عيد المسلمين الأكبر عيد الأضحى و الذى يحتفل به الأخوه الشيعه يوما  متأخرا عن توقيت المسلمون السنه,بل  هى عقيده سياسيه  حزبيه تعتمد فى تركزها على الصدمه السريعه و تهدف الى إعادة تشكيل الرأى العام الداخلى  الى جانبها  وإستغلال حنق وغضب الشعب الأمريكى على  بن لادن , فليس هناك  أوسع من البحر  ولا أعمق  مكانا لإختفاء الاسرار  وتصور اللامعقول  فبذلك يجرى إمتصاص  كل سلبيات تلك المرحله وذكرياتها من نفس الشعب الأمريكى  لتختفى تماما, إنها تصوربشاعة الغموض  حول المصير للآخر المخالف وهى محدد عقائدى  بالدرجه الأولى , فى حين أن النظام الديمقراطى  قائم أساسا لتبديد الغموض وكشف الحقائق. قد تتكشف التفاصيل لاحقا  ولكن الإداره الأمريكيه اليوم تحتاج الى  آليات العقيده لتثبيت الفكره لدى الشعب الأمريكى , أربعون دقيقه , بلا خسائر من جانبهم, قتل أشد أعداء أمريكا ثم نقله وإلقاءه فى البحر  وإنتهاء الكابوس والاحتفال بذلك فى أقل من إثنان وسبعون ساعه من تحقيق الإنجاز , تقوم العقيده  فى تثبيتها على الإسطوره , كما رأينا  فى الإنتقام من صدام حسين  ثبت الجانب الشيعى إسطورته التاريخيه  فى معاداة للسنه ,  وإعتمدت إدارة اوباما نفس الإسلوب فى تخلصها من بن لادن من خلال  صنع الإسطوره وتحطيمها بقوة الأمريكى  المحرر  رأينا ذلك حتى مع صدام كذلك  بداية من التهويل الى الإجتياح   وإسقاط التماثيل ,  نحن لم نكن يوما مؤمنين بفكر بن لادن والدول العربيه أكثر الدول تضررا من فكره وتبعات هذا الفكر ,فإذا كان أوباما قد صرح بعد التخلص من  بن لادن بأن امريكا ليس فى حرب مع الإسلام , ولكن  بشاعةإخراج عملية القتل والدفن  لاتساعد بتاتا  على التخلص من فكر  بن لادن ذاته إذا لم تعمل عكسيا على تركيزه وإتساع مساحته. لأنها أساسا  عقائديه المحتوى  وتحمل فى طياتها  فكرة الخلاص الأبدى  الذى يمثله قاع البحر و وهى فكره دينيه  بإمتياز.

الأربعاء، 4 مايو 2011

الدوله والبنيه الإجتماعيه : المثلث المقلوب



إذا كانت البنى الإجتماعيه فى المجتمع أعجز فى التعبير عن ذاتها أمام الدوله, فاننا أمام تحولات  لايمكن التنبؤ بمسارها وشكلها, ناهيك عن أنه إساسا ومن المفروض أن تكون الدوله تمظهرا توافقيا لطبيعة هذه البنى الإجتماعيه, وهو مايبرز اليوم أو فى طريقه للبروز رغم المعاناه ولو بعد حين فى بلدان الثورات العربيه القائمه الآن. فى الدول العربيه التقليديه التى لم تصلها الثورات , البنى الاجتماعيه لاتشكل الدوله وإنما تختفى تحت عباءتها, والدوله ذاتها  بنيه إجتماعيه مسيطره تحت مسمى دوله. البنى الأجتماعيه المسيطره فى المجتمعات التقليديه هى محصله تاريخيه لإلتقاء القوه بالفرصه التاريخيه. تصبح البنيه الإجتماعيه عائق للتطور إذا  لم تعبر عن ذاتها بشكل مستقل وذاتى. وهى سواء كانت  طبقه, أو طائفه أو قبيله  أو جماعه, فى حالة إستيلابها سياسيا أو دينيا أو جهويا كما مشاهد فى مجتمعاتنا التقليديه , عنصر إستقرار ,أما فى حالة تمردها ونشوزها على الإستلاب  بأنواعه المذكوره فتصبح مشروع تغيير راديكالى, طبقة الشباب  المنهك , هو من أشعل ثورتى تونس ومصر, والطائفه الشيعيه أساسا فى البحرين هى من تمرد على النظام ,  والطبقه  والقبيله أسا سا التمرد فى اليمن , وفى سوريا الطبقه والطوائف الاخرى. تستكين البنى الإجتماعيه  لمدد طويله  ولكن التعبير عن ذاتها هو محور التطور للوطن وأول مهام صناعه الدوله المدنيه. عالمنا العربى يعايش اليوم  نهوض هذه البنى الإجتماعيه فيه بدورها التاريخى. على الدوله أن تكون من الاتساع لتحركات هذا البنى لأن الصدام كما نرى محسوم لها ولنضالها ومطالبها. على البنيه الإجتماعيه  أن تتخلص من علاتها حتى تتمكن من أداءها لدورها  المرتقب وفى مقدمة هذا الدور. التعبير سلميا عن ذاتها ومطالبها,فالملاحظ فى مجتمعاتنا أن  هذه البنى الإجتماعيه بُنى  التحاقيه وليست ذاتيه الوجود والمطلب, فالقبيله مدمجه فى النظام والطائفه ملحقه بالدين والمراجع الدينيه, والطبقه صنيعة الدوله أو النظام. هنا  يظهر عدم قدرة هذه البنى على صياغة  متطلباتها  بشكل  , شمولى ,فأما تكلفة إعاده صياغه وبناء الدوله كما هو مشهود اليوم فى بعض بلداننا, وأما  بقاؤها مستلبه لهذه النخب. والإمعان فى التأجيل ليس أكثر.  الأنظمه تصر على بقاء هذه البنى الاجتماعيه مفرغه من المحتوى لزوم بقاءها أى الدوله أو النظام بالاحرى, فكلنا يعلم هشاشة القبيله فى الخليج رغم وجودها الديكورى الإحتفالى, وكلنا يعلم قدرة الأنظمه على إنشاء الطبقه  بدون إفراز حقيقى لوجودها من خلال السياسات السكانيه الجائره, وكلنا يدرك  التمييز على أسس بعيده عن المواطنه وإحقيتها سواء كانت هذه الأسس دينيه أم عرقي أم غير ذلك. السياسه فى منطقتنا  مرهونه بتطور هذه البنى , فالذى نعايشه حقيقة ليست السياسه بمعناها  الحقيقى  الذى نعايشه لايتعدى كونه عمليه إخضاع ودمج , هذا ما ثارت عليه مجتمعاتنا العربيه , رغم وجود "الاحزاب" السياسيه      , والكتاب ألآخضر , بل والدين وإستخداماته السياسيه  فى التحريك هنا وفى التثبيت هناك.

الاثنين، 2 مايو 2011

إحتقار العمل العام مسئولية من؟


"إنتخابات قادمه للمجلس البلدى"
المتابع لإنتخابات المجلس البلدى منذ إنشائه ونحن مقبلون على دوره جديده من هذه الانتخابات الاسبوع القادم   يلحظ التالى:
أولا: أنها لم تبلور مفهوما إيجابيا عن أهمية العمل العام, بل على العكس من ذلك , عملت على إيجاد فكره سلبيه ومنفره والدليل تناقص عدد الناخبين ونوعية المرشحين. مقارنه بالانتخابات لأول مجلس  بلدى منتخب قبل عقد من الزمان.
ثانيا:  لم تعمل على خلق صوره إيجابيه  للمرشح ولايزال الكثير يتندرون على لوحات وإعلانات المرشحين وعنوانيها وبرامجها.
ثالثا: لم تطور ثقافة الإحتجاج لدى المجتمع على قصور الخدمات أو تقاعس البعض من المسؤولين فى أداء مهامه الوظيفيه فيما يتعلق  أو يقع ضمن  دائرة إهتمام المجلس ووظيفته, لايزال التذمر والشكوى تراوح محلها أو عن طريق وطنى الحبيب.
رابعا: هناك الكثير من العقبات لاشك, طبيعة قانون المجلس الإستشاريه,  تقسيم الدوائر الى غير ذلك. ولكن  الكثير من التجارب تبدأ كسيحه ولا تتطور ذاتيا ولكن من خلال العمل العام وجديته . وهناك مشاهد عديده لرجال خلقوا المناصب, من خلال تأثيرهم  ودورهم. أهل قطر سابقا كانوا بلا مناصب وكان أكثرهم يقوم  بما يعادل اليوم دور رئيس المجلس البلدى المنفذ وليس الاستشارى.فقط
خامسا: الخطوره التى أراها هى  البدايه فى إحتقار العمل العام  عندمارُسم أى أصبح رسميا , فى حين أنه كان يحظى بتقدير وإجلال كبيرين له ولصاحبه عندما كان عفويا.

سادسا: من هنا  قد تبدو تجربة المجلس البلدى خطوه الى الوراء وليس الى الأمام, لم تتطور هيكليا, ولم تنشر ثقافه إيجابيه , تحافظ على الأقل على مفهوم العمل العام ومكانته  السابقه لتدشين المجلس إذا لم تعمل على تطويره كما هو مؤمل أو ينبغى.
سابعا:  فى إعتقادى أهمية أن تتطور ثقافة إنتخابات المجلس البلدى من الجانبين,وأن يعمل الجانب الحكومى والجانب الشعبى على ذلك  , لأنه  ركيزه أساسيه لإنتخابات مجلس الشورى القادم.
ثامنا: فك الإرتباط بين مفهوم العمل العام والمنصب ضروره هامه, بمعنى أن يكون العمل العام ثقافه فى حين أن المنصب وسيله لتحقيقها, من المؤسف أن تجربة المجلس البلدى حتى الآن جعلت من المنصب ثقافه فى حد ذاته وتوارت بالتالى ثقافة العمل العام  كفطره أو بدأت فى التلاشى رويدا .

تاسعا: عدم وجود الجامع المشترك بين الناخب والمرشح  بمعنى ليسا عضوين مثلا فى جمعيه أو ناد ثقافى أو نقابه مهنيه , يجعل من الأمر مجرد إستجداء أو فزعه قبليه. ويقلل بالتالى من مفهوم العمل العام القائم على  الجامع المشترك

الأحد، 1 مايو 2011

إنسان البورصه وثقافته البديله

 

  
في اعتقادي أن نقطة البداية لدراسة أهم تغير سلوكي وثقافي بوجه عام طرأ على الإنسان القطري منذ العقود الثلاثة الذاهبة على الأقل حتى اليوم فترة استثمار عائدات النفط تنطلق أساسا من تاريخ إنشاء سوق الأوراق المالية البورصة في قطر. بالطبع كانت للإحداث التي طغت على المنطقة بشكل عام وعلى الدولة بشكل خاص سواء
الإقليمية منها أو العربية أو حتى الداخلية آثارها ونتائجها الواضحة ولكنها لم تحدث تغيراً نفسياً ولا سلوكياً في الفرد القطري ولم تمس ثقافته بشكل ملحوظ مثل ما نرقبه ونشاهده ما بعد افتتاح البورصة واندماجه ضمن آلياتها. ثمة تغير هيكلي بنيوي أصاب نسق تفكيره واحدث تغيراً واضحاً في توجهاته الثقافية بشكل أشمل. دعونا مسبقاً نقرر أن افتتاح السوق المالية عمل ضرورىو صائب    لعصر مالى الطابع والتوجه  . ولو عقدنا مقارنة مبسطة بين إنسان ما قبل البورصة وإنسان ما بعد البورصة في قطر فأننا سنجد أن الإنسان الذي نعايشه اليوم غير ذلك السابق المتكل على الله في رزقه، يكفيه قوت يومه ويهمه من أمر مجتمعه وأمته أقصاه، ينشغل لأية كارثة أو مصيبة تلم بإطرافهما انشغاله على آل بيته، يجلس الوقت مع أصحابه يتجاذبون إطراف الحديث العفوي الاجتماعي ويتندرون بالتاريخ وقصص الأولين، يُسمي أولاده بأسماء محبيه وقادته وزعمائه أمعاناً في الوطنية وحباً في الأمة وتاريخها، يتحرى السلامة في مأكله وملبسه ومشربه، روح الجماعة لديه مقدسة والانفرادية عنده مذمومة وصاحبها مذموم، يحوي من الأمثال والقصص والروايات ما يجعل من حياته عيشاً هنيئاً وظلالاً وارفاً، يرى في القناعة منتهى السعادة والأمل.

أن إنسان ما بعد البورصة مختلف تماماً، عصبي المزاج، شاخص النظر، لا يحب الشرح والإطالة فيه، مضطرب دائماً، مزاجه مرتبط بحركة مؤشر السوق، عينه على اللحظة، ينهار بسرعة، يبكي بحرقة، الثقافة لديه مضيعة للوقت فيما عدا ثقافة السوق، لا يعير للتاريخ اهتماماً، خالي المضمون إلا من الربح والخسارة، النضال لديه معرفة أين سيكمن الربح وأي الأسهم سيرتفع، النصر لديه عندما يخرج آخر اليوم غير خسران، المعركة في نظره لم تأت بعد فغداً يوم آخر، العدو أمامه الحظ العاثر والمضاربون المنافسون، إذا خسر فهي خسارة الدنيا وإذا ربح انتصرت الأمة، العمل لديه وعنده فقط في حسن التوقع، مغترب تماماً أمام أمواله تتحكم في مشاعره وقد تأتي علي حياته فحالات الإغماء والسقوط مشهد يومي. منصهر تماماً وكلياً ضمن بوتقة مؤشر أسهم السوق منه ينطلق وإليه يعود عدم اكتمال هذه الصفات في الشخص يعني عدم اكتمال ثقافته البورصية وبالتالي ثمه أمل في علاجه عندما تنسحق مركزية الإنسان أمام أدواته وأشيائه وتتحول الأداة الى أن تصبح هي المركز قد تتفكك القيم والروابط القائمة على هذه المركزية الإنسانية فنصبح أمام مجتمع منزوع الإنسانية.

إن الثقافة التي أراها تتسيد اليوم في اوساطنا غير تلك التي اعتقدنا أنها ثقافة العصر نحن أجيال العقود السابقة بل ولازمة التقدم للأمة والمجتمع فهل نحن أنفقنا العمر هباءً منثوراً؟ هل كانت كتبنا ومناهجنا وما تعلمناه ضرباً من خيال فهوي بهذه السرعة؟ هل كانت أهدافنا في السابق بيوتاً من الرمل سرعان ما اختفت دفعة واحدة؟ فثقافة البورصة المكتسحة حالياً لا تحتاج كما قيل لي الى كل ذلك الكم فزيارة واحدة أو اثنتين ومعايشة الأمر على الواقع تجعل منك صاحب خبرة لا بأس بها كافية للعمل والاتجار ومستقبلاً ربما تصبح أحد هواميرها الذين يتوغلون داخل شرايين التاريخ ويحتلون الصدارة منه.

ما أود التذكير به في هذا الخصوص أن البورصة هي أحدى أدوات المجتمع الرأسمالي واعتمادها ضمن المجتمعات التي لم تترسمل بعد يحتاج وبنفس السرعة الى اعتماد بنائها الفوقي وهي الديمقراطية خاصة في المجتمعات الريعية حيث الصعود بنفس سرعة الانهيار. وحسناً فعل سمو الأمير حفظه الله من خلال كلمتيه في كل من منتدى التنمية ومؤتمر أمريكا والعالم الإسلامي الأخيرين في الدوحة عندما أكد على أهمية الديمقراطية وعدم التلكؤ في تطبيقها حفاظاً وضماناً لمكتسبات الأفراد والمجتمعات.

على كل حال. إنسان البورصة إنسان ذو بُعد واحد وهي ظاهرة لاحظها العلماء من قبل مع التوسع الرأسمالي الذي وصل ذروته مع العولمة وكل ما ألحظه من بقايا ثقافتنا السابقة هو احتفاظنا لا نزال بأسمائها وأسماء رموزها الأوائل من الأدباء والزعماء سواء للإفراد وللميادين والشوارع وغيرها من معالم دولنا وخوفي كبير أن لا يستمر ذلك ونضطر الى تغيير ذلك بفعل تداخل نشاط البورصة الضمني في مسار حياتنا وتماهياً مع ثقافتها الجارفة ذات الجزاء الفوري التي لا تجعلك تفكر كثيراً فتفرض أسماء أدواتها ورجالها على واقعنا الكبير ويصبح بالتالي صورة لما نشهده داخل قاعاتها من ثقافة منعزلة عندئذ لن يبقى من الإنسان شيء سوى صورة اللحم والدم