السبت، 19 سبتمبر 2015

لاصوت يعلو على صوت"الخُبال"


دخلت مجتمعاتنا ضمن دائرة"الخُبل" بإمتياز جعلت من علامات الساعه ديدن تفكيرها ومآل نظرها , ومن القتل وسيلة الى الحياه , ومن البراميل المتفجره أداة, ومن التهجير سياسه , ومن كبت الحريات طريقه , ومن التفسخ المالي المذموم دعايه أخلاقيه , ومن التحرش بأنظمة وقوانين الغير مفخره., زوال الجبال حول الحرم بداية لقرب القيامه , وسقوط الرافعه هو في الاصل سجود لعظمة الخالق , وجد ملكة بريطانيا أصله هاشمي , ورضاعة الكبير ضروريه خوفا من زنا الموظفين , كل هذه أصبحت من الضروريات للمسلم وغيرها أدهى وأمَر , وتركنا التنميه ومعدل الأميه والتخلف الحضاري والصناعي , والفجوه الغذائيه وسرقة المال العام والتمثيل الشعبي ودور المرأه التنموي , وتمسكنا بهوامش الاستعلاء العنصري كنتيجة لذلك , واستعلاء المدن وسكانها على الريف والقرى , والعائلة المصطفاه على بقية العوائل والقبيلة المجتباه على بقية العوائل والابيض على الاسود والحرة على الأَمه., واستعلاء المتأسلم على غيره من أبناء وطنه من أصحاب الاديان الاخرى , واستكبار الفرقه الدينيه على غيرها من الفرق ضمن نطاق الدين الواحد , وامتلكنا الطائرات والاسلحه ليقتل بعضنا الآخر, اتفقنا على "الخُبل" بديلا عن العقل, وأرتضينا الجنون بديلا الحكمه , ومزقنا ثوب الاسلام لنرتدي قميص الطائفة والقبيله والعائله. نادينا سابقا بشعار حملناه في الاخير تركة هزيمتنا وهو شعار "لاصوت يعلو على صوت المعركه ط رغم نبله إلا أننا عجزنا عن تحقيقه لأننا لم نصل الى مستوى المعركه أساسا, ونرفع اليوم شعارا جديدا وهو شعار "لاصوت يعلو فوق صوت الخُبل" وهو ما انجزناه ببراعه وبإمتياز كبير بسبب أن الخُبل في حد ذاته إنجاز يمكن تحققه بإستقالة العقل وإلغاء دوره و لايحتاج الى عدو تنتصر عليه لكي يتحقق , بينما المعركه هناك عدو عليك أن تتجاوزه لكي تنتصر وهو مالم يتحقق

الجمعة، 18 سبتمبر 2015

عن المجال العام سألوني


إسلوب تقويةالتعاضديات والتضامنيات الأوليه التي لجأت إليه الانظمة العربيه بشكل عام والانظمة الخليجيه بشكل خاص منذ تسلمها السلطه في البلدان العربيه بعد خروج المستعمر أو إخراجه , من أجل تأبيد قيضتها على الحكم والسلطه , جعل من الاستحالة بمكان قيام مجال عام تداولي يعمل على تطور المجتمع مع العصر, ربط الشخص بالقبيله ومن ثم بالطائفه أو بالمكان الجهوي أو بالنسب العائلي , كل هذه التعاضديات استطاعت السلطه أن تنميها وتقويها وتلعب على تناوبها وتقديمها وتأخيرها بحسب مايتطلب وضع السلطه وقوة إمساك قبضتها على المجتمع واستمرار هذه القبضه الى درجة أن الاخلال بهذه القبضه يعني الاخلال بمكونات المجتمع والعصف بوجوده وإمكانية استمراره.
من أمثلة هذه التعاضديات التي تعمل الدوله على تقويتها وارتهانها إليها بشكل لايدع مجالا لتكون مجال عام تداولي في المجتمع وعلاقتها بالمجال العام
أولا: القبيله : تعمل الدوله في عالمنا العربي والخليجي بشكل خاص على تقوية القبيله والقبليه بشكل يجعلها لاتمثل خطرا عليها بقدر ماتكون أداة في يدها , تماما مثل التطيعم الذي يعطي للمريض ليعتاد بدنه على الفيروس المنهك ومن ثم يتحصل على المناعة الذاتيه منه. وعن طريق تطعيم شيوخ القبيله أو القبائل تسري المناعه ومن ثم على جميع أفراد القبيله أو مجموع القبائل .
ثانيا:الطائفه:في البلدان ذات التكوين الطائفي تلعب الدوله على حبل الطائفيه , فتدعي الرغبه في تجاوزها بينما الحقيقه تعمل على إدارتها بما يحفظ سيطرتها, ولاحظنا بعد تكشف الحقائق أن الرئيس اليمني المخلوع على عبدالله صالح كان يدعيَ محاربة الحوثيين , بينما هو في الحقيقه يستخدمهك كورقة لتمديد مدة حكمه والرقص على رؤوس الافاعي كما إدعى مره , غيره كذلك العديد من الرؤساء العرب الذين استخدموا الورقه الطائفيه في التمكين لاستبدادهم وطغيانهم.
ثالثا:إنغماس الحكام في التجاره: وتملك الاصول والتمدد داخل شرايين الاقتصاد حتى امتلاكه ,بحيث يغذي الطرفين بعضهما بشكل إحتكاري سلطوي يصعب الانفكاك منه
رابعا: شيوخ الدين : يتضح ذلك بشفافيه في مناصب مثل مفتي الدوله , او اتحاد علماء المسلمين أو الازهر الشريف كل هذه المناصب تتولاها الدوله وتشرف عليها وشيوخها موظفون لدى الدوله .
خامسا: المجال العام هو مجال الكتله غير العقديه ومجال التكوينات الثقافيه التي ترتفع عن مكوناتها الاوليه بثقافتها ورؤيتها البراجماتيه حول مصالحها وتطور المجتمع , لايوجد وجود واضح لها داخل مجتمعاتنا لأن الجميع منضوي داخل مرجعياته الاوليه إما طائفيه أو قبليه , إحتكاريه إقتصاديه , فليس هناك مجال عام خارج هذه التكتلات الاوليه أو خارج السلطه ذاتها , ليس هناك مستقلون بقدر ما يوجد تشكيلات ثابته تحركها السلطه بالجزره أو العصى
سادسا: تتصدى هذه التعاضديات التي ترعاها الدوله لمحاولة المجتمع ايجاد أي فضاء حر يمكن له من خلاله التعبير عن رأيه , بسواء باستخدام الدين أو الفتوى الدينيه , أو بإقفال الباب الاقتصادي والاجتماعي في وجهه, سواء كان حزبا أو نقابة أو مؤسسة عامه أهليه.
سابعا: يصبح المثقف رهين المحبسين في وضع كهذا ليرتمي أخيرا في أحضان النظام أو يبتعد وينزوي بعيدا عن دوره وما يجب أن يقوم به من أجل مجتمعه

الخميس، 17 سبتمبر 2015

عندما يحكم الفنان"....محمد بن راشد إنموذجا



ياكيف بعت اللي بروحه يداريك
وأنت مريح البال ليلك ويومك
ذاهل منامه صيحته ماتوعيك
شخص على حبه يبين معلومك
يدري الهوى وبغالي الروح يفديك
ماتخاف ربك في صلاتك وصومك
هذه الذائقه الفنيه العاليه هي سر نجاح دبي وتفوقها العمراني والتخطيطي , هذا الاحساس الرفيع هو سبب اللمسه الفنيه التي تمتاز بها دبي في مشاريعها ,دعا أفلاطون في جمهوريته الى أن يحكم الفلاسفه لكي تسعد الدنيا والشعوب , الفيلسوف فنان يرى الدنيا من خلال ذائقته الفلسفيه , والفنان والشاعر والاديب يرى الحياة من خلال ذائقته الفنيه , الذائقه الفنيه في دبي لايمكن أن تخطيها العين أثارها في كل مكان , مشاريع جباره , وطرق تُرسم على أحدث المواصفات وتخطيط رائع بديع يشعرك أن وراء كل هذا فنان بارع يرى الدنيا من خلال عين فنيه عالية الذائقه مرهفة الشعور. المتتبع لنشاط الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم سواء الادبي أو العملي يتوصل بسهوله الى سر تفوق دبي. في كتابه رؤيتي شرح كيف إستطاع أن يحول دبي الى عاصمة تجاريه واقتصاديه يضرب بها المثل والطموح , وفي كتابه الآخر ومضات من الفكر شرح كيف كان هدفه إسعاد الناس وتحقيق السعاده لهم إنطلاقا من تسيير وتسهيل معاناتهم ماأمكن الى ذلك سبيلا, وفي قصائده واشعاره كذلك مزيج بديع من العاطفة والشهامة والرجوله , من كل هذه الفيسفساء تتكون دبي , أفلاطونية محمد بن راشد جعلته ينطلق من المثال ليبحث عن تحقيقه في الواقع , في غياب الرؤيه يصبح الواقع فوضى وضيق أفق وضياع مال وجهد.كنت حريصا في كل مرة أزور فيها دبي أن ألاحظ تطورها العمراني و أي إتجاه يأخذ , فأجد إبداعا واضحا رغم صغر المساحه إلا أن الرؤيه واضحه ولاتحتمل أفقا مسدودا يلوح قريبا أو حتى بعيدا. هذه اللوحه الفنيه خلفها فنان موهوب كما أشرت ذو ذائقه فنيه رفيعه كما نوهت , نحتاجها في الموظف وفي المدير وفي الوزير فكيف إذا أصبحت من خصائص المسؤول الأول أو الحاكم أو الرئيس , بعد زوال الاتحاد السوفيتي تقاتلت القوميات في دوله المنشقة عنه إلا في واحدة شهدت ثورة مخمليه قادها فنان هو هافل الرئيس التشيكي الذي تمكن بعد ذلك من الاتفاق على فصل القوميتين التشيك والسلوفاك بكل هدوء ودون إراقة قطرة دم واحده, هكذا هم الفنانين والمفكرين والشعراء عندما يوسد الأمر لهم أو يضعهم التاريخ أمام مسؤولياتهم الجسام .يرسمون لوحة فنيه يسمونها وطن فيسعد الشعب وتطيب له الحياه ويشرق وجه المستقبل , نحمد الله نحن أبناء الخليج بأنه لايزال لدينا من الحكام من يمتلك الذائقه الانسانيه والفنيه والرحمة السماويه وسط بحر متلاطم من الدماء والشرور وندعوه جل في علاه أن يردنا إليه ردا جميلا وأن لايسلط علينا من لايخافه ولا يرحمنا.

الأربعاء، 16 سبتمبر 2015

خالد بن محمد الربان


أجد لزاما علىَ ان أقول شيئا عن هذه الشخصيه المحببه لدى الجميع , خالد بن محمد الربان رجل الاعمال وعاشق التاريخ , كان رحمه الله شخصية جامعه لطبقه مثقفه من أبناء قطر , عروبيته واضحه , إلتقيته مرارا وأهداني موسوعة تاريخيه لازلت احتفظ بها إلى الآن , عقلية تجاريه متوقده , يعشق العروبه والتاريخ العربي ترأس قبل وفاته مجلس إدارة شركة تصنيع المواد الاوليه محليا فكر وعمل وحقق نجاحا مشهودا , كان على وعىَ تام بأهمية المواد الاوليه حتى يمكن التحكم في الاسعار ومراعاة السوق وظروفه والتقليل من استيرادها من الخارج ما أمكن لما في ذلك من زيادة في التكلفه لايستطيع أن يتحملها الزبون, تصدى لهذا العمل الوطني الكبير والهام جدا لكل أفراد المجتمع ومؤسساته وشركاته تحقيقا لرغبة ساميه . بالنسبة لي كان فقده خسارة شخصية كبيره حيث كان من الحريصين على قراءة كتاباتي وكان يبدي رأيه فيما أكتب ويظهر لي جوانب الايجاب وجوانب السلب كذلك , شخصية كخالدالربان رحمه الله قليلة التواجد اليوم حيث تجمع بين العمل التجاري والعمل الاجتماعي , حدثني أحد الاخوة من الملازمين له بأنه تحمل اشتراكا لجميع أصحابة في مجلة المستقبل العربي الصادره عن مركز الوحده العربيه حبا منه وحرصا على هذا المفهوم الحاضر الغائب. له مجموعة من الاصدقاء دائما تلتف حوله تحمل نفس المشاعر والآمال والطموح نتذكره اليوم بعد مايقارب السنة والنصف على رحيله المفاجىءرحمه الله , ذكر لي الاخ حمزه الكواري الذي كان مرافقا معه في رحلته الاخيره الى الشاليه الخاص به أنه كان مهموما ويشتكي من قلة الوفاء وعدم العرفان بالجميل في هذا الزمن المتغير, ولم ينمَ ليلتها , خالد الربان رحمه الله من جيل الوسط الذي تشبع بالوطنيه وبالشعور القومي الذين صدموا بحال الأمة المتردي يوما بعد آخر, كان يعاني رحمه الله من تعب القلب وهمومه وأمراضه ومع ذلك كان مبتسما حينما تلقاه مستبشرا يحمل الأمل في الغد وفي شباب قطر , يحدثني أحد اصحابه المقربين جدا منه أنه قبل رحلته العلاجيه الاخيره جاء مودعا قائلا لهم إن العملية القادمه عملية كبيره وجئت لأودعكم ولكن شاءت إرادة المولى أن يعود سالما من هذه الرحلة العلاجيه ويفرح الجمعُ بذلك , عاد الى اهله سالما معافى ورأيته قبل وفاته بأقل من يومين في أحد الافراح وكان كعادته مبتسما ويسأل عن الجميع , إلا أن قلبه الذي تحمل عناء العمليات الكبرى لم يستطيع أن يتحمل غدر الايام وتنكرها وإشكال الانسان على أخيه الإنسان , رحم الله خالد بن محمد الربان رحمة واسعه وأبدله دارا خيرا من داره التي كان يسكنها .

عندما تتحرش الحكومه بالمواطن


إرتبط مفهوم التحرش في االذهنيه العربيه عامة بالجنس , لكنه في الحقيقه يحتمل معان عدة حيث أنه يثير المشاعر ويدفعها نحو التأفف والاشمئزاز , لأنه فعل ضد التوقعات وضد ماتمليه الفطره السليمه. يتوقع من الانسان أيا كان منصبه أوو ظيفته أن يتصرف ضمن نطاق أخلاقي معين متعارف به داخل المجتمع , يبدأ التحرش عندما يحدث العكس تماما ويصل الى ذروته حينما يكون ضد الجنس الاخر. ولكن كيف تتحرش الحكومه ؟ نطاقي التحرش هنا هما , الحكومة والمواطن , يتوقع المواطن من الحكومة أداء يرتقي الى مستوى المواطنه دائما , فإذا أخلت الحكومه بهذا المستوى دخلت ضمن مفهوم التحرش بالمواطن .عندما تضع الحكومة مؤشرات وملصقات توجه من خلالها المواطن الى الالتزام بدوره في المجتمع , ثم لايرتقي أداءها الى مستوى شعاراتها يصبح المواطن في وضع المتحرش به وعليه أن يدافع عن نفسه ويرفع صوته ويبدي إستغرابه , عندما تضع الحكومة شعار "قطر تستحق الأفضل" ثم نجد أن أداءها لايرتقي الى مستوى الفضل في حد ذاته , عندما ترفع هذا الشعار على مشاريعها الكبيره من شوارع وطرقات ومبان ثم لاتحتمل هذه المشاريع وهذه الطرقات ساعة واحدة من مطر منهمر حتى تصبح برك السباحه بالمجان بدلا من الشوارع, يصبح شعارها "المواطن يستحق التحرش" وليس الأفضل, عندما تضع إدارة المرور الرادارات المخفيه والمتحركه اصطيادا في ماء عكر لترفع من إيراداتها , تتحرش الحكومة بالمواطن, عندما تغيب الشفافيه يبدأ التحرش في الظهور , المواطن صادق ويصدق دائما ماتقوله حكومته , لكن ينتهي الأمر غالبا بأنه يقع فريسة لتحرشها أكثر من كونه هدفا للتنميه. مطر الاسبوع الماضي فضح مفهوم الافضليه التي تدعوا الحكومة الى تبنيه من أجل الوطن والمواطن , أكبر شوارع الدوله وأحدثها إختفى تماما من الخارطه بعد أقل من ساعتين جميلتين عاشتهما البلاد تحت وابل كريم من مطر منتظر , صور المواطنين عبر الواتس أب والانستغرام وهم يخوضون برك الماء وسط الشوارع المفترضه في صحراء خاليه لايعقيها جبال ولا إنحدارات تجعل من التخطيط شأنا عظيما. أرض منبسطه في صحراء مستويه , كيف تستوي شوارعنا تحت منسوبي مياه الامطار الموسميه بهذه الصوره , ماذا لوإستمر المطر فترة أطول ؟ ماذا عن الدوارات؟ إذا كان البر وهو هبة المطر لانستطيع التخطيط له بشكل يجعل من الامطار نعمة وليست نقمه فما بالنا بالمدينة إذن , أين شعار قطر تستحق الافضل , أليس هذا هو قمة التحرش بالمواطن ؟أن يكون هدفا وضحية في نفس الوقت , أليس عدم وجود غرفة لمواطن مريض في مستشفى حمد تحرشا بالمواطن؟, أليس عدم وجود مواقف للمراجعين أمام مؤسسة حكومية يوميه تحرش بالمواطن ؟؟ عندما يخرج المواطن من بيته صباحا يستمر ملصق وشعار "قطر تستحق الافضل" طول الطريق , ويبدأ معه كذلك مستوى التحرش بالارتفاع شيئا فشيئا حتى يعود ثانية الى بيته , لكن ان يكون المطر وهو الخير العام الذي يهرع المواطن اليه فارا من زحمة الشوارع وتكدس السير والسيارات الى البر الى الفضاء الرحب مثارا للتحرش كذلك فهذه قصة أخرى تستحق شعار آخر هو" لا للتحرش بالمواطن والوطن"