الجمعة، 18 سبتمبر 2015

عن المجال العام سألوني


إسلوب تقويةالتعاضديات والتضامنيات الأوليه التي لجأت إليه الانظمة العربيه بشكل عام والانظمة الخليجيه بشكل خاص منذ تسلمها السلطه في البلدان العربيه بعد خروج المستعمر أو إخراجه , من أجل تأبيد قيضتها على الحكم والسلطه , جعل من الاستحالة بمكان قيام مجال عام تداولي يعمل على تطور المجتمع مع العصر, ربط الشخص بالقبيله ومن ثم بالطائفه أو بالمكان الجهوي أو بالنسب العائلي , كل هذه التعاضديات استطاعت السلطه أن تنميها وتقويها وتلعب على تناوبها وتقديمها وتأخيرها بحسب مايتطلب وضع السلطه وقوة إمساك قبضتها على المجتمع واستمرار هذه القبضه الى درجة أن الاخلال بهذه القبضه يعني الاخلال بمكونات المجتمع والعصف بوجوده وإمكانية استمراره.
من أمثلة هذه التعاضديات التي تعمل الدوله على تقويتها وارتهانها إليها بشكل لايدع مجالا لتكون مجال عام تداولي في المجتمع وعلاقتها بالمجال العام
أولا: القبيله : تعمل الدوله في عالمنا العربي والخليجي بشكل خاص على تقوية القبيله والقبليه بشكل يجعلها لاتمثل خطرا عليها بقدر ماتكون أداة في يدها , تماما مثل التطيعم الذي يعطي للمريض ليعتاد بدنه على الفيروس المنهك ومن ثم يتحصل على المناعة الذاتيه منه. وعن طريق تطعيم شيوخ القبيله أو القبائل تسري المناعه ومن ثم على جميع أفراد القبيله أو مجموع القبائل .
ثانيا:الطائفه:في البلدان ذات التكوين الطائفي تلعب الدوله على حبل الطائفيه , فتدعي الرغبه في تجاوزها بينما الحقيقه تعمل على إدارتها بما يحفظ سيطرتها, ولاحظنا بعد تكشف الحقائق أن الرئيس اليمني المخلوع على عبدالله صالح كان يدعيَ محاربة الحوثيين , بينما هو في الحقيقه يستخدمهك كورقة لتمديد مدة حكمه والرقص على رؤوس الافاعي كما إدعى مره , غيره كذلك العديد من الرؤساء العرب الذين استخدموا الورقه الطائفيه في التمكين لاستبدادهم وطغيانهم.
ثالثا:إنغماس الحكام في التجاره: وتملك الاصول والتمدد داخل شرايين الاقتصاد حتى امتلاكه ,بحيث يغذي الطرفين بعضهما بشكل إحتكاري سلطوي يصعب الانفكاك منه
رابعا: شيوخ الدين : يتضح ذلك بشفافيه في مناصب مثل مفتي الدوله , او اتحاد علماء المسلمين أو الازهر الشريف كل هذه المناصب تتولاها الدوله وتشرف عليها وشيوخها موظفون لدى الدوله .
خامسا: المجال العام هو مجال الكتله غير العقديه ومجال التكوينات الثقافيه التي ترتفع عن مكوناتها الاوليه بثقافتها ورؤيتها البراجماتيه حول مصالحها وتطور المجتمع , لايوجد وجود واضح لها داخل مجتمعاتنا لأن الجميع منضوي داخل مرجعياته الاوليه إما طائفيه أو قبليه , إحتكاريه إقتصاديه , فليس هناك مجال عام خارج هذه التكتلات الاوليه أو خارج السلطه ذاتها , ليس هناك مستقلون بقدر ما يوجد تشكيلات ثابته تحركها السلطه بالجزره أو العصى
سادسا: تتصدى هذه التعاضديات التي ترعاها الدوله لمحاولة المجتمع ايجاد أي فضاء حر يمكن له من خلاله التعبير عن رأيه , بسواء باستخدام الدين أو الفتوى الدينيه , أو بإقفال الباب الاقتصادي والاجتماعي في وجهه, سواء كان حزبا أو نقابة أو مؤسسة عامه أهليه.
سابعا: يصبح المثقف رهين المحبسين في وضع كهذا ليرتمي أخيرا في أحضان النظام أو يبتعد وينزوي بعيدا عن دوره وما يجب أن يقوم به من أجل مجتمعه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق