الثلاثاء، 21 ديسمبر 2021

وجدانيات

وجدت في النفس آثار باقية 
وشوقٌ قديمٌ لايام ماضية
 كم كان يومي ضاحكاً 
 وكم كانت أيامنا لاهية 
 عبث الدهر بإحلام الشباب
 ونسج منها الزمن خيوطاً واهية 
 ولولا بقايا إيمانٌ مقيم 
 لقلت هذة الدار دنيا باقية 
سلوت عن الدنيا بطيش حالم"ن"
 وابحرتُ في لجة أمواج عاتية 
 ظفرت منها بقبضة من هواء
 وامسكت منها خيوطاً دارسة 
وعدت الى بعضي بعد مر السنين 
 لم اجد حولي أذن صاغية
 أستغفر الله من طيش الشباب 
 وأسأله مغفرة لنفس راضية

الاثنين، 15 نوفمبر 2021

مجلس على صفيح ساخن

منذ ان تم انتخاب مجلس الشورى الاول في تاريخ قطر, حتى بدأ المجتمع يتسءل ما فعلوا؟ وماذا سيفعلون؟ لم يحركوا ساكنا حتى الان؟ ماذا يمكنهم أن يقدموا أكثر ممن سبقهم؟ عليهم ان يقدموا للمجتمع شيئاً يليق بإنتخابه لهم ؟أسئلة كثيرة يتداولها المغردون في وسائل الاتصال الاجتماعي. في اعتقادي ان المجتمع هنا يمارس جلداً للذات حين إعتبر أن مجلس الشورى هو طوق النجاة وليس فقط وسيلة لتفعيل دورومساهمة المواطن في صناعة القرار الذي يمس حياته وبالتالي هو جزء من عدة اجزاء يتكون منها الاداء الحكومي, ثانياً هو يمارس جلداً للذات" المجتمع" حين إعتبر أنه بإمكان الاعضاء الجدد المنتخبين الانتقال من حيز الانفعال الى حيز المبادرة وهو انتقال يحتاج الى وقت وارضية اجتماعية مختلفة لم يختبرها المجتمع بعد, هو يمارس جلداً للذات" المجتمع" حينما زج بالمواضيع الواحد تلو الاخر طالباً المجلس بسرعة تبنيها وسرعة الالتفات اليها لاهميتها ولم يدرك ان المجلس في حد ذاته يحتاج الى فكر جديد في داخله وبين افراده يجعلهم يستشعرون مرجعيتهم الشعبية خاصة المنتخب منهم, حيث التعيين كمرجعية لاتزال الاقوى في ذهنية الكثيرين ان لم أقل الكل , العديد لايزال يشعر بأن المجلس تابعٌ للأمانة العامة فيه وليس العكس وهو شعور نابع من عقلية الوظيفة الحكومية , لذلك سيظل المجلس على صفيح ساخن في نظر المجتمع ومشجب لكثير من التساؤلات, وسيظل المجتمع يمارس جلداً للذات هنا لطول فترة انتظاره لمجلس منتخب , ستختفي عملية التفريغ النفسي رويداً رويدا اذا ادرك الاعضاء حقيقة دورهم كعنصر مبادرة في طرح المواضيع التي تهم المجتمع وليس فقط انتظار مشاريع القوانين التي تقدمها الحكومة, سيختفي ذلك حينما ينتقل الاعضاء من التفكير في اوضاعهم الى التفكير في اوضاع المجتمع, ستنتهي حينما يتحرر الاعضاء من قيد الوظيفة ويتحرر المجتمع من زيف الوجود الذي يعيشه ان المنصب هو الانسان وليس الانسان هو المنصب , سينتهي ذلك حينما يدرك المجتمع أن الاحتفاء يرتبط بالفاعلية والانتاج , فيقيم الولائم بعد وليس قبل , ظاهرة اقامة الولائم لاعضاء المجلس المنتخب سابقة لم تشهدها الدولة في المجالس المعينة السابقة وهي اجدر حيث التعيين وهو تشريف في حين ان الانتخاب تكليف. الأمر الذي يثبت ان المجلس والمجتمع كليهما على صفيح ساخن.

الثلاثاء، 2 نوفمبر 2021

نبتدي منين الحكاية؟

الادارة حكاية في تاريخ الوطن, لا أعرف من أين أبدأ لأسردها ؟ وهل هي سرد أم انقطاع؟ هل هي تراكم أم إمتناع؟ لازلت أذكر اولئك الاوائل من الموظفين والمدراء,الذين كانوا النواة الاولى في اجهزة الحكومة حتى قبل إعلان الدولة, لازلت أذكر السبعينيات أول بوادر ظهور اصحاب الياقات البيضاء من ابناء قطر , في البلدية والهندسة والصحة والكهرباء والماء دون ذكر الاسماء, لازلت أذكر تلك السهولة في تمرير المعاملات بلا تعقيد, لازلت أذكر ذلك التفاني في اداء الخدمة , لازلت أذكر تلك الثقةبين الوزراء الاوائل وأوائل المديرين من ابناء قطر, الادارة في قطر قصة أو حكاية لايمكن ان تسردها لانها راوحت بين التقدم والتراجع حتى اصبحت نوعااً من "الشرباكة" لاتراكم منظور ولاتجارب محفوظة, هدر في التجربة حيناًوانقضاض مشهود للانتهازية احياناً,وزارات قديمة و ادارات تاريخية خالية من الكوادر المتخصصة لا أعرف اين ذهبت ولا كيف تسربت , تجارب لم تُكتب وخبرات لم تحكي قصتها للتاريخ المحلي , وزراء خرجوا بصمت ابا الهول وقد قضوا سنوات طويلة ,وتكنوقراط اختفوا عن المشهد بعد قضوا في التعليم اضعاف ماقد قضوا في تحمل المسؤولية , جيل جديد يستلم المسؤولية , يبدأ من جديد, يتعثر , يأتي غيره يبدأ هو الاخر في لبس من خلق جديد, سفراء في زمن البناء وزمن التحولات الهامة التي مر بها الوطن والمنطقة بأسرها لا أعرف اين تلاشوا ,حسناً فعل الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري بتوثيق تجربته في الترشح لمنصب الامين العام لليونسكو, ولكن لا أعلم اذا كان هناك توثيق لتجربته الطويلة كوزير للإعلام وللثقافة وهي الاهم , كنت ولا أزال من الشغوفين بقراءة مذكرات الدبلوماسيين والرؤساء من احمد الشقيري الى محمود رياض الى محمد كامل وزير خارجية السادات المستقيل بعد كامب ديفيد حتى عبدالله بشارة اول امين لمجلس التعاون الخليجي حريص جداً لقراءة مايكتب هؤلاء خبرات , لاأعرف ان كان هناك تراكم فكري داخل وزاراتنا تركه اولئك السابقون ام لا؟ لأنني لم اسمع عن ذلك ولم أقرأ شيئاً منه لذلك أجد من الصعوبة بمكان بالنسبة لي وربما لغيري أن يدرك نبتدي منين الحكاية , حكاية الادارة في قطر

الأربعاء، 27 أكتوبر 2021

البُعد النفسي للتعاون بين السلطتين

 

 

لاحظت من تصريحات عدد من اعضاء مجلس الشورى وبعض المرشحين كذلك خلال الانتخابات الاخيرة كثيراً من الاشارة الى قضية التعهد بالتعاون مع الحكومة  بلهجة تنطلق من شعور أدنى والعمل "كلحمة واحدة" وهي اشارة وقضية لاعلاقة لها بطبيعة عمل كلتا السلطتين.التعاون بلا شك ضروري ومطلوب وملح, لكن انطلاقاً من وعي كل سلطة على حدة ولاعلاقة للحمة الوطنية في ذلك  لان مثل هذا الوعي هو ما يكرس قوتها  وصلابتها, وليس التماثل الكلي الذي يفقد كلا السلطتين وجودهما وطبيعة عملهما,لم اسمع من اي من الاعضاء  نداءً الى السلطة التنفيذية " الحكومة" بالتعاون مع السلطة التشريعية المنتخبة حديثاً إنطلاقاً من أصالة وجودها الحالي بالمقارنة بوجودها الشكلي في السابق, اكتمل البناء لكن تنقصه الروح روح الشعور بالحياة البرلمانية الحقة, طبعاً الأمر مستجد , والاعضاء الجدد لايزالون ضمن  بهجة الفوز بالكرسي خاصة انهم جاءوا من فضاء عام خال تقريباً, بينما السلط التنفيذية  وجودٌ رسمي  ومتكتل  وله التأثير الكبير  بلاشك في مجتمع استمر بلا حياة برلمانية الا بالأمس, البناء النفسي للعضو المنتخب يختلف عن البناء النفسي للعضو المعين , لذلك هو دائماً يطلب من الحكومة التعاون معه ويبدي استعداده بعد ذلك للتعاون معها , من هنا تأتي قوة الاعضاء في المجلس المنتخب انهم يمثلون كتله او كتل  ويحمل هم الشارع والناس , فيستشعرون ثقل الامانة مما يجعلهم يطلبون دائماً من الحكومة ان تأتي الى ملعبهم , لايقدمو وعوداً هكذا مجانا كما نرى أو يبدون استعداداً مسبقاً لم يُطلب بعد. عضو البرلمان يحتاج الى نفسية البرلمان  وافق حركته ودوره الحقيقي, اذا كنت منتخباً وتتحرك بعقلية المُعين  فلا فائدة منك لا للمجلس ولا للحكومة, صدمة الفوز جعلت الكثيرين مما شاهدتهم حكوميين اكثر من الحكومة, قبل أن نبدأ, اللحمة الوطنية تستدعي  التكامل لا التطابق يا أخوان , والتكامل يستدعي أصالة المجلس التشريعي المنتخب وتعاون الحكومة معه.

الثلاثاء، 26 أكتوبر 2021

خطاب الإجلال السامي

  خطاب سمو الامير بالامس في افتتاح أول مجلس الشورى منتخب في تاريخ البلاد جاء بلسماً لكثير من الندبات التي علق بها جسد الوطن مؤخراً, أقف إجلالاً لقول سموه لقد اصدرت التعليمات للعمل على اعداد التعديلات اللازمة لتعزيز مفهوم المواطنة وقيمها في المجتمع , أقف إجلالاً لاعتزاز سموه "بالقبيلة" ووقوف سموه كذلك في وجه"القبلية والعصبية البغيضة" أقف إجلالاً لسموه لتأكيده على محاربة العصبيات بكل اشكالها, أقف إجلالاً لتأكيد سموه في التأكيد على أهمية وحدتنا الوطنية والضرب بيد من حديد لمن تسول له نفسه باللعب بها,أقف إجلالاً لرؤية سموه في ربط أي رؤية تنموية بالانسان كقيمة وهدف وغاية, أقف إجلالاً لإشارته بأن المواطنة عملية حضارية متكاملة , أقف إجلالاً لتفكيكه لمفهوم العصبية الذي يخفي في داخله عدم الكفاءة ونوايا التحطيم لا البناء والتراكم الايجابي, أقف إجلالاً لدعوة سموه لنا جميعاً كقطريين للإرتفاع بمستوى تماسكنا ووضعه فوق كل إعتبار, كثيرة هي مواقف الاجلال التي تضمنها خطاب سموه التاريخي, الاستفادة من تجارب الماضي , , الخبرات تأتي وتتراكم من خلال المؤسسات فبالتالي الاهتمام بالمؤسسات أولوية,, تنويع الاقتصاد, تماسك سعر صرف الريال القطري رغم التقلبات. خطوات كبيرة نحو تحقيق الأمن الغذائي, الخلاصة أنه خطاب صدق وفخرمن قائد لشعبه ومواطنيه, وتوجيه سام من جانبه لهم بتجنب ما يعيق تماسكهم ووحدتهم في عالم يموج بأشكال التفرقه وعناوينها البراقة, سيدي سمو الأمير ثق أن شعبك يبادلك حباً بحب وينتظر من سموك الكثير ويعدك من جانبه بالكثير كذلك فالمحبة أخذٌ وعطاء , حفظ الله قطر أميراً وشغباً وحكومة من كل شر ومكروه

الخميس، 14 أكتوبر 2021

لأنني أحبُ قطر ومخلص لسمو الأمير

  لأنني أحب قطر أرفض ما قام به البعض من استدعاء بعض المرشحين والطلب منهم التنازل عن ترشحهم ,لأنني احب الأمير ومخلص له أرفض ما قام به البعض من استدعاء بعض الناخبين والطلب منهم  التصويت لأشخاص دون غيرهم لأنني أحب الأمير الوالد باني قطر الحديثة أرفض تعبيد الطريق للبعض دون غيرهم للفوز في الانتخاب لأنني أحب ولي العهد أرفض أن تشَوه ديمقراطيتنا منذ اليوم الآول لأنني أحب نائب الامير أرفض استدعاء البعض والطلب منهم الانسحاب  انتظاراً للتعيين لأنني أحب قطر وأهلها جميعاً وأعشق ترابها أرفض تدخل البعض في مسار العملية الانتخابية وبشكل علني وسافر هذة ليست قصص من الخيال بل ممارسات تمت بالفعل بلسان من تم استدعائهم فعلياً, نعم نجحت الانتخابات واكتمل نصاب المجلس لكن كنت أتمنى أن لايهان الانسان من خلال تصرفات البعض اللامسؤولة, الديمقراطية جاءت لتوسيع خيارات الانسان لا لتضييقها , الديمقراطية وجدت لتعلي من كرامة الانسان لالممارسة الاكراة حتى في خياراته الاخلاقية, الديمقراطية لايمكن ان تعمل بلا ديمقراطيين يؤمنون بها , من أسوأ الاشياء على النفس اجبارها حتى في خياراتها الاخلاقية والنفسية, خطأ كبير ارتكبه البعض من اعضاء بعض الاجهزة المراقبة على هذة الانتخابات وهي ليست ذات اختصاص  , جاءني احد الاخوة وهو مكفهر الوجه غاضب كل الغضب قائلاً لقد استدعيت وقيل لي انتخب انت وجماعتك شخصاً معيناً من قبيلتك دون غيره رجل كبير السن وذو منصب ورتبه , حزين في اليوم الفرح شاحب الوجة في يوم الابتسام , واخر قال لي استدعيت لأعلن انسحابي  من الترشيح بلاسبب قانوني ولاذنب جنائي  وفي حالة رفضي  لن أجد اسمي في القائمة  ان لم أفعل,, انا على ثقة تامة ان سمو الامير لايعلم بذلك وهو من فَعل نظام الانتخاب المعطل طوال   السنين الماضية منذ عام 20013 .الديمقراطية للكبار لايمكن ان يحتويها الصغار فكراً ,ذهبتُ وأقترعتُ لمن ظننت انه الانسب مثل كل اهل قطر استجابة لدعوة سمو الامير الا ان غصة لاتزال تراوح في فمي مما جرى بحق الانسان وحريته في اتخاذ ليس فقط قراره وانما في مايراه صواباً ويريح ضميره ويطمئن به باله ,كنت اتمنى  لقطر الافضل كما كان ينادي سمو الامير الا أن البعض أبى ان يقدم لقطر أفضل مايملك من صدق وأمانة مبروك على الجميع وحظاً وتوفيقاً لاعضاء مجلسنا الجديد المتكمل العدد ,ولكن  ماذا كان سيحدث لو ترك الجميع يمارس حريته ضمن قانون الانتخاب الضيق أصلاً؟ كان سيختار من يُرضي ضميره امام الله وامام الامير من ابناء قبيلته ,لماذا التدخل بين الفرد وأهله وعشيرته؟ وليس في قطر انسانٌ واحد رجل كان أو امرأة خارج عن امر الامير أ ولا يعمل على تنفيذ رؤيته وارادته  حفظة الله إلا أن  الاسلوب الذي أتبع من البعض كان مهانة للممتثلين وللمطيعين قبل الممتنعين او الممانعين , قصة وددت الا أرويها ولكن أهل قطر يرونها طيلة الفترة الماضية  ولايزالون يكررونها بمرارة, قطر أكبر من ممارسات البعض, وسمو الامير اكثرُ سمواً من مثل هذة التصرفات, لن تنجح ديمقراطية تمتهن انسانها ولنعمل من اليوم لاصلاح الوضع سواء من داخل المجلس او من خارجه والله انني ناصح ومحبٌ لقطر ولاميرها وللامير الوالد لايمكن بعد هذا البناء الضخم الذي اذهل العالم ان يكون الانسان وجوداً في ذاته كوجود الحجر في جداره أو مسماراً صغيراً في جنباته. الانسان اعظم من كل انجاز مادي واكرم من كل تصرف وأسلوب  لايليق بكرامته وحريته .

 حفظ الله قطر وأميرها  وشعبها الوفي  من عبث العابثين  ومن نوايا المتربصين

الأربعاء، 13 أكتوبر 2021

مجلس الشورى من الداخل

  يمكن تقسيم اعضاء مجلس الشورى الى أربعة أنماط من حيث طبيعة انتخابهم أو تعيينهم: النمط الاول:أصحاب المناصب الحكومية الكبرى سابقاً النمط الثاني: اعضاء في مناصب كبيرة حالياً النمط الثالث: اعضاء في مجلس الشورى السابقً النمط الرابع : اعضاء أصحاب مناصب عادية متوسطة وخبرة متواضعة أعتقد ان النمط الاول , وهم اصحاب المناصب الحكومية الكبرى سابقاً , وقد استنفدوا كل مالديهم من طاقة وخبرة في سنواتهم السابقة في العمل الحكومي , لاأقول أنهم لم يعد يملكوا شيئاً ليقدموه ولكن أقول أن سيسيطر على اداؤهم ذهنية العمل الحكومي الرأسية المختلفة تماماً عن ذهنية اعضاء البرلمان الافقية , خاصة أنهم ليسوا اعضاء بمناصبهم كما هو الحال في بعض الدول, أما في ما يتعلق بالنمط الثاني من الاعضاء وهم اصحاب المناصب الكبيرة حالياً ,فسيخسروا المسار المهني Career سواء عادوا له بعد عضويتهم في مجلس الشورى الى وظائفهم أو لم يستكملوا العودة اليها لسبب اولآخر, خاصة انهم لايزالون في سن الشباب والعطاء وهنا يبدو التضاد بعد عودة كهول الحكومة للانتاج وبين انتزاع شبابها من الانتاج فيما يتعلق بالنمط الثالث وهم الاعضاء السابقون في مجلس الشورى الاخير أو سواه فمن المتوقع أنهم كانوا على مستوى اداء جيد ومرتفع حين أُعيد تعيينهم في هذا المجلس المنتخب لانستطيع الحكم لاننا لانملك مايثبت ذلك أو عدمه أما بالنسبة للنمط الرابع من اعضاء المجلس المنتخب الحالي سواء الفائزين أم المعينيين فأنهم أصحاب المناصب المتوسطة وما حولها أو اللامنصب فهؤلاء امكانية محتمله وفرصة كبيرة للتفاؤل بأننا امام شىء جديد أذا ما أحسن اختيار من جرى تعيينه بالذات أتمنى أن يغلب طابع التجديد على طابع التقليد , تبقى المناصب الحساسة داخل المجلس الرئيس ونائب الرئيس وكفاءة مكتب المجلس مهمة كبيرة في عملية تحديثه وتطويره واتساع مجال الحرية فيه

الثلاثاء، 5 أكتوبر 2021

العضو العدد والعضو الاضافة

 

 

أضعف الاعضاء هوالعضو الامعة  العضو العدد الذي لايمثل إضافة لباقي الاعضاء هو ذاك الذي    يلتفت يمنةً ويسرةً قبل أن يشارك في التصويت ليرى أين يسير التيار العام أو صوت الرئيس , أضعف الاعضاء أداءً  من لايمتلك رؤية ولا رأياً وانما أوصله الحظ أو تصويت تشتت الاصوات, اضعف الاعضاء من يندرج تحت معطف الاقوياء في المجلس , اضعف الاعضاء من يعتبر أن المكسب هو مكافأة الاعضاء المادية , اضعف الاعضاء من تنتهي دورة المجلس ولم يسجل حضوراً معنوياً ويكتفي فقط بحضوره المادي الجسماني, اضعف الاعضاء من جاء الى المجلس بروح القبيلة لا  بسعة الوطن, اضعف الاعضاء من سيعتني بمن إنتخبه وسينسى او يتناسى من أعفاه من تحمل هذة المسؤولية التي يئن الآن بحملها, اضعف الاعضاء من سينافق المسؤول او يحابي الحكومة, اضعف الاعضاء من يعتقد ان السكوت عن الحق مشروعاً لاعادة إنتخابه , أضعف الاعضاء من سيحافظ على بشت المجلس أكثر من مضمون مشاركته فيه, العضو الاضافة بالتالي هو عكس ما يمثله  العضو العدد في جميع الامثلة السابقة التي ذكرتها,شهدت المجالس السابق  ضعفاً وقوة في مشاركة أعضائها في دوراتها السابقةو المجتمع على علم ويعرف من كان قوياً ومن كان ضعيفاً و المجتمع لديه القدرة على سبر شخصيات اعضاء الحكومة واعضاء المجالس السابقة , يعرف المتردد ويعرف المبادر ويدرك  الالتحاقي  ويدرك صاحب الشخصية  المستقله, هذا كله والعملية لم تكن سوى تعيين لا يد للمجتمع فيها و اليوم المجتمع سيصبح اكثر شراسة لأنه هو من انتخب وهو من اوصل هؤلاء الاعضاء وهو من تمرد على تلك الاسماء التي  فُرضت  ورفضها واختار ما يريده ما استطاع على الاقل , لذلك نحن امام مشهد فيه حرارة  وفيها  تداول قادم داخل المجلس وخارج المجلس , المجتمع يُصر على مصلحة المواطن كقاعدة اساسية يقوم عليها اداء الاعضاء كما راينا وسمعنا في برامجهم , لذلك لدى المجتمع مبرراً قوياً للتدخل  من حلال القنوات الاعلامية الرسميه في التعليق  والتأثير كذلك لأنه اليوم شريك ولم يعد في مقاعد الجمهور المتفرج  المصفق  لاداء منفرد من قبل الحكومة ومجالس التعيين.

الاثنين، 4 أكتوبر 2021

رئيس المجلس كاريزما المكانة أم فاعلية الاداء؟

 

 

رئيس مجلس الشورى أو النواب أو الامة , منصب استثنائي بكل المقاييس , شخصيته تنعكس على أداء المجلس , وكارزميته تعمل على إنضباط المجلس, ودرايته  وإلمامه بالدستور وبالوائح الداخلية تضبط النظام  داخل المجلس , وحسمه  يخلص جدول الاعمال من الشوائب  مابين افراط وتفريط. لذلك هو منصب له مواصفات خاصة , على اعضاء المجلس أن يحسنوا الخيار في حالة الاختيار, مجلس الشورى هو اداء رئيسه ومدى توافق هذا الاداء ورغبة الاعضاء , تحضرني أسماء عديدة لرؤساء مجالس كان اداؤهم قويا, اشهرهم احمد السعدون في الكويت, ومن بعده الخرافي رجل التوافق بين المجلس والحكومي , لك أن تقارن هؤلاء بمن جاء بعدهم  كعلي الراشد ومرزوق الغانم ومستوى اداء المجالس في عهد كل منهم, لندرك ماذا تعني شخصية رئيس المجلس للأعضاء وللمجتمع كذلك , ايضاً كان هناك حافظ بدوي رئيس مجلس الشعب المصري إبان مرحلة السادات ثم صوفي أبوطالب إبان عهد مبارك كانا على مستوى من الثقافة كبير سد فجوات ضعف الاداء إن هو حصل وتكرر, سمات رئيس المجلس  بالاضافة الى الخبرات المكتسبة  والالمام بما يكفي بعلوم الادارة ادارة الجلسات  سواء كان مجالس ادارة او منظمات  باشكالها ايضاً الثقافة العامة  وثقافة المجتمع بالاخص , له قبول شعبي  متزن لايعمد الى ردود الافعال ولا الانفعال  لأنه عرضة يومياً لإنفعالات الاعضاء ,لايكون حكومياً ولايكون ضد الحكومة , حساسية وضعة  تحمي المجلس وتحمي الاعضاء  او من لايملك رأياً للإلتحاق به  والتستر خلفه. مجلسنا مجلس تشريعي هذة المرور اي ان التداول سيكون صلب  العملية التشاورية لصياغة مشاريع  وصنع تقارب لوجات النظر حولها للخروج بمشاريع قوانين او مراجعة قوانين  يمكن ان تقدم بشكل يمكن اعتماده والموافقة عليه, وعلى الجانب الاخر دور الاعضاء ايضاً كبير وخطير إن لم يكن في تقارب مع أداء الرئيس ونائبة, حتى لاتختل المعادلة بين الطرفين واذا كان هناك نقل تلفزيوني  فالأدوار كلها تحتاج  الى انضباط  وعدم افتعال لجلب الاضواء  فأحياناً كثير الصمت اكثر كلاماً من كلام لايقول شيئاً . مجالسنا السابقة  كانت للمكانة الاجتماعية    الدور الحاسم  في اختيار الرؤساء, اليوم نحن بحاجة الى فاعلية الاداءايضاً ,   فالخصومة في المواقف  وليس الخصومة الشخصية أحدى ابرز سمات المجالس المنتخبة 

أتمنى التوفيق للاعضاء وللرئيس القادم

السبت، 2 أكتوبر 2021

سيكلوجية ناخب في يوم الانتخاب

حتى أمس كان اليوم يوم الناخبين بإمتياز, يمشي الناخب متبختراً الجميع يطلب وده وقبل ذلك صوته, يُدعى لندوات ولقاءات وعزائم , فوز المرشح يستمر أربعة أعوام في حالة فوزه , بينما يعيش الناخب يوماً واحداً هو يوم ادلاءه بصوته ,الفجوة بين المرشح والناخب فجوة في التواصل والهم المشترك وعدم التنظيم وعدم وضوح الرؤية وخلو المجتمع من مؤسسات الهَم المشترك , وهي مؤسسات مجتمع مدني قائم على الارض وفي الواقع , عدم وجود مثل هذة المؤسسات أوقعت كل من الناخب والمرشح في الهم والقلق الوجودي , كل منهما يبحث في حياته لأثر يتركهُ بعد مماته ومعنى لحياته يعيش به, فتراكمت الاسرار بدلاً من الشفافية , وساد القلق بديلاً عن التواصل وأطبق الصمت بديلاً عن الحديث والسرد, حتى حان وقت إحتاجت فيه الدولة على أن تحدد قبل كل شىء طريقة تعبيرها عن ذاتها امام العالم , فتطلعت الى المجتمع وادركت أن التكتم نوع من النفاق فلابد من طريقة لاخراج المجتمع عن صمته عن طريق افصاحه عن مكوناته وسرد افراده لحكاياهم وقصصهم , من هنا بدأت ثنائية المرشح والناخب تظهر ليس من معجم السياسة ولكن من معجم المجتمع ماقبل السياسي, وهي بالتالي ثنائية هشة لاتعتمد على تنظيم واضح وانما على مصادفة تاريخية ووعد قد أنُجز في لحظة من لحظات الدولة  استكمالاً لوجودها , فالبرامج وعود والوعود وعود "عرقوب"ليس هناك من ادوات يمكن التحقق منها تنفذ هذه الوعود او تطبق تلك البرامج لكن الناخب امتلك زمام الامور حتى يوم الانتخاب وادلاءه بصوته , وبعد ذلك يصبح في وضع آخر  يفقد فيه زخم فاعليته, ويلتقط الشعلة منه المرشح حيث لايمكن لنَفس الناخب اطفائها بعد ذلك, الامس كان يوماً مشهوداً رغم كل ما قلته, الانظار تتجه نحوي وان ادخل اللجنة للتأكد من اسمي , ابتسامات هنا وهناك , تسلمتُ ورقة الانتخاب لأذهب للطاولة المخصصة للاشارة بالقلم على المرشح الذي انوي الاقتراع له ثم الى الصندوق لألغي بالورقة فيه, لحظات تاريخية في حياة الاشخاص , انت تعيش ذاتك , والمرشحون في حالة ابتسام مستمر لجميع الناخبين لايعلمون لمن ستذهب أصواتهم ما أغلى الناخب في هذه اللحظة, عيون تحكي قصة مجتمع واحد  , انه يوم الناخب بإمتياز الا أنه قصير, حتى تلقي بالورقة ليبدأ  يوم المرشح الطويل. شاهدني أحد الاخوان وانا أضحك خارجاً مسروراً من الدائرة الانتخابية ,بما شاهدته  أثر لوجود وألم لغياب  ليبادرني ضاحكاً هو الآخر"    ناخب لاتفكر نفسك مرشح  تراك عومة ماكولة ومذمومة  بكرة  روح دور مرشحك اللي انتخبته, المنصب نفسي نفسي يبه" تدبرت كلامه فوجدت صحيحاً لاأملك في يدي شيئاً استند اليه سوى ضمير المرشح الذي اعطيته صوتي , في وقت اصبح الضمير نفسه في محنة في عالم بلاضمير,لالا سأصدق حدسي هذه المرة حيث أنني لم أخن ضميري.  حفظ الله قطر وأميرها وشعبها

الثلاثاء، 28 سبتمبر 2021

الدستور بين إحترامهُ والعمل به

 

 

أتمنى للجميع التوفيق بعد غد ا  السبت الموافق 2-10- 2021 الموعد المحدد لبدأ عملية الانتخاب لاعضاء اول مجلس تشريعي  في تاريخ دولة قطر, ما يشغل بالي هو ان لايكون نمط العلاقات في المجتمع قبل الانتخاب هو نفسه نمط العلاقات الذي يسود بعده,لماذا؟

حيث أنه  قبل الانتخابات  حتى هذه اللحظة تعرضت العلاقات البينية في المجتمع لكثير من التغيرات السلبية وكذلك العلاقات بين افراد المجتمع وبين السلطة. كيف ؟

مَر المجتمع بتحولات  مادية كبيرة خلال العقدين الماضيين , انعكست اثارها على نسيجه الاجتماعي المعنوي كما أدى توغل السلطة داخل المجتمع الى انزياح في طبيعة حركة المجتمع نحو مراكز السلطة والقرار مما اثر في هيكل العلاقات البينية بين افراده, بعد الانتخابات من المفترض أن يصبح الدستور هو المركز الذي ينظم العلاقة بين افراد المجتمع من جهة وبينهم وبين السلطة والحكومة من جهة اخرى, فيقلل من الانزياح نحو الافراد ويزيد من عمليةالتوازن  بالتالي في المجتمع. شريطة أن يُحترم الدستور من جميع الاطراف مهما يعاني من نقص يستوجب الاكتمال لاحقاً, ايضاً وبلا شك سيجري تفعيل المحكمة الدستورية , الدستور والمحكمة الدستورية هما ضابطا ايقاع المجتمع بعد الانتخابات  فنأمل بالتالي في علاقات منضبطة بين افراد المجتمع ومسافة واحدة بين الجميع وبين السلطة, قبل عقود كان العُرف وهو قانون يحكم هذة العلاقات ولكن من تعقد الامور وزيادة عدد السكان  وازدياد الريع , احتل الريع مكان العُرف واصبح معياراً للعلاقات بما يتضمنه من اثار سلبية , فأختل توازن المجتمع  وتركيبتة الاجتماعية  بشكل واضح , هذا أكثر ما يشغل بالي وانا ذاهب  للإدلاء بصوتي بعد غد, ضبط حركة المجتمع وعقلانية العلاقة بين افراده وانتظام هذة العلاقة بينه وبين السلطة هما الاساس الذي يمكن ان نتحرك بعدة الى مساحة اكثر صلابة , طبعاً قلت هذا لن يتحقق دون العمل بالدستور وقبل ذلك ضرورة احترامه من الجميع  فهو الضامن للمواطن في مواجهة الحكومة والضامن للمواطن امام المتنفذ الذي يشعر بأنه فوق المواطنة  أو يعتقد انه سوبر مواطن لسبب أو لآخر

  قبل التوجه لصناديق الانتخاب  علي الجميع أن يضع في باله ضرورة احترام  الدستور قبل الشروع بالعمل به فبدون احترام الجميع له لايمكن الوثوق بحقيقة العمل به , السلطة  واصحاب القرار ومن لم يحتويهم قانون الانتخاب المفترض والمؤمل أن الجمييييع أمام الدستور سواء. حفظ الله قطر أميراً وحكومةً وشعباً.

الاثنين، 27 سبتمبر 2021

إشــكاليـــة الانتخاب فـــي مجــتـمـــع منــجـــز

 

J 

الفرق بين التعامل مع الواقع وبناء الواقع نفسه يحدد في اعتقادي وظيفة الثقافة في المجتمع، المجتمع الذي بنى نفسه يختلف عن المجتمع المُنجز، الاول شارك التفاعل في بنائه بينما الآخر اكتفى النقد بالاشارة إلى عثراته ومشاكله وتخبطاته واقصد بالثقافة هنا حركة المجتمع ورؤيته حول حاضره ومستقبله. الثقافةفي الاول حركة بنيوية بينما في الآخر هي بنية فوقية قد تتعمق إذا ما سمح لها وقد تكتفي بوضعها الفوقي وتؤرشف في أدبيات المجتمع لا غير. يدخل اليوم  مجتمعناعصر الانتخاب لاول مجلس تشريعي في تاريخ البلاد   بينما يتصدر الموقف    المثقف التقليدي  الحكومي  وتتصدر كذلك الصحافة الحكوميه والقنوات الجكومية  المشهد الاعلامي وهي بناءات منجزة سابقاً بينما فكرة الانتخاب تعني التغير والتجدد باستمرار لذلك فإن مفهوم االمثقف العضوي  بعد هذا الانجاز المتمثل في انتخاب مجلس تشريعي  يجب ان يحل  محل مفهوم  المثقف الحكومي , بحيث تصبح الثقافة حركة عضوية داخل المجلس ونكون بصدد مجتمع متحرك باستمرار نحو غاياته واهدافة , الفرق المفترض أن يحدث بعد قيام المجلس المنتخب أن  يسري في جميع اوصال المجتمع لا يستثنى   احدأ  ويصبح فوق وعلى الجميع  . الدستور  لا القبيلة ولا الطائفة  على امل ان نضع معادلة معقولة بينه وبين الفكرة التي اسس عليها قانون  الانتخاب  في اقرب فرصة ممكنه, المواطن في مرحلة ماقبل المجلس ضيف يحتاج رعاية بينما  بعده  لبنة من لبنات المجتمع يحمية الدستور وتصون حقوقة القوانين  , كذلك  الوضع بالنسبة للصحافة  والكُتاب وللإعلام عموماً  وللحريات بشكل اوسع عيون وآذان وضمير المجتمع   , الثقافة في المجتمع   بناء وهيكل وليست مجرد رداء قد يلزم وقد لا يلزم.   الثروة  وسيلة لتوفير رفاهية وامن وسلامة الوطن والمواطن وليست  غاية وهدف , هذه بعض تصورات لمايجب ان تكون عليه عملية العبور من مرحلة ماقبل المجلس المنتخب الى مرحلة ما بعده . من المفترض ان يتم    التغيير بطريقة نقدية ذاتية و مراجعات  واصلاح بأثر رجعي ما يمكن اصلاحه  على اعتبار ان الوجود الاصل للوطن وليس المواطن سوى امتداد لهذا الوجود فاستمراره يتطلب تطورالاصل بما يفيض به على امتداده وظله,   في اعتقادي ان حدث الانتخابات الحرة لهيئة تشريعية في اي بلد هي بمثابة استقلال ثان بعد استقلاله من براثن الاستعمار الخارجي لذلك كان حرصي كبيراً على نقد التجربة بإخلاص  ومحبة, سأصفق لها بلا شك ولكن بعد أن اسلط الضوء على نواقصها ولن أفعل كما فعل الكثير التحاقاًعلى حساب وجودهم وعقولهم, من واجب المواطن المخلص لوطنه ولقيادته أن يكون أميناً  في اسداء النصيحة  مسؤؤلية أمام الله قبل البشر  وإن لم يمتطي صهوة حصان الترشيح ولم يركب فرس الرهان , مجتمعنا منجز مسبقاً ولكن لايمنع ذلك  من العمل على  فتح قوسين الانجاز نحو انجاز مستمر , أسأل الله ان يلهمنا من أمرنا رشدا.  

الأحد، 26 سبتمبر 2021

تمثيل أم صراع على الوجود؟

 

 

 

اخشى ما اخشاه تركز فكرة ان الاعتراف بك كمواطن يستلزم بالضرورة تواجدك في مجلس الشورى ,  يبدو ان ارضية  الاطمئنان لاتزال غير صلبة ساعد على هشاشتها  الاعلاان مسبقاً عن مكافئات اعضاء المجلس, فمجلس الشورى ليس موضوعاً للوجود المادي والا  رشح المجتمع كل افراده  ولكنه موضوعاً ومجالاً للأفكار  والرؤى التي يحملها ابناء المجتمع عن طريق ممثليهم, لكن التركيز على الوجود المادي لكل قبيلة وعائلة سطح الفكرة ونزع الاطمئنان منها واختزل المعنى في المبني  وعمل على تسليع كل من المرشح والناخب  حينما اضعف فكرة الاعتراف المسبق به  قبل الانتخابات سواء فاز او خسر او لم يشارك ولم يصوت , بمعنى انه  قلل من مساحة الحرية المتاحة لدى المرشح  في ان ينظر في اهليته وكفاءته للترشيح وكذلك لدى الناخب حينما وضعه بين قوسين قبيلته وجماعته. دخول الايقونات الحكومية ايضاً  عمل كذلك على تعميق هذة الهشاشة  وعدم الشعور بالاعتراف االلازم للوجود وللمواطن بصفته مواطن يمارس حريتة  , فطغى الوجود المادي  على الوجود المعنوي  "وجود الافكار والرؤى" كما اشرت بسبب الخطوات المادية التي اتخذت سواء سواء مكافئات او اشخاص , فرأينا بعض ما يمكن وصفه محاولة الفوز ببركة دعاء الوالدين او الامل بحصول معجزة الهية  بينما كان المفترض  لو أن قاعدة الاعتراف صلبة والمجتمع  على ثقة بها كبيرة ان تكون الحسابات حساب  لفوز الفكرة قبل المرشح والرؤية قبل الترشيح  والتنازل المبني على توافق الرؤى والافكار وليس فقط على الظفر بكرسي للقبيلة او للعائلة, اعتقد على الحكومة مستقبلاً العمل على ترسيخ قاعدة الشعور بالاعتراف  وبناء المجلس عليها لا العكس أن يكون الفوز بالمجلس مقدمة للاعتراف  وذلك من خلال تجنب ما يشعر المواطن بذلك من خطوات او قرارات القصد منها تشجيع العملية  والاقبال  عليها ولكن وقعها النفسي  ينمي شعوراً مضاداً بأنها فرصة للاعتراف بوجودك وليس مناسبة لإيصال صوتك ومن يمثل توجهاتك ورؤيتك  وهو ما يجب ان يترسخ بأن المجلس مجلس افكار ورؤى  يعج بها المجتمع  وليس وجوداً للكرسي  ولكن وجوداً للمعنى الذي يحمله من يجلس عليه.

الثلاثاء، 21 سبتمبر 2021

المرشحون وفخ الهوية

 

 

جميع برامج الاخوة المرشحين الذين استمعت لهم طالبوا بأهمية المحافظة على الهوية القطرية, ولم يشرح احداً منهم مالمقصود بالهوية القطرية؟ ولا كيفية المحافظة عليها؟  الحقيقة ان الهوية مابه تكون  لاتستطيع ان تثبته ولكن تستطيع ان تكونه  فقط  , الذين يعتقدون ان الهوية شيئاً يجب الدفاع عنه مخطئون , وجودك وكينونتك هي هويتك , كيف يمكنني ان ادافع عن كوني قطري , الكينونة وجود متحقق ذو بعد انطولوجي زمني ؟ما يفيض عن كينونتي  من مظاهر تدل عليها زمنية الطابع وقابلة للتغير والتبدل مع الوقت فهي ليست كذلك موضوعاً للدفاع عنها, لأنها عرضة للزمن وتغيراته كما قلت سواء زي او تقاليد او عادات.ولكن قد تكون موضوعاً للمحافظة , ولو لاحظنا ان كثير من العادات تغيرت والسلوكيات كذلك بل ان مفهوم الكرم  ذاته وهو مفهوم جلل في مجتمعاتنا لم يعد يحمل نفس المعنى الذي كان يحمله في السابق  وحتى طريقة اللبس  و قديماً لايخرج الرجل من منزله الا مرتدياً البشت , وكنا نرى الجميع في سوق واقف  يرتدي بشتاً , اليوم نادراً ماترى ذلك الا في حفلات الزواج او مناسبة جداً رسمية .علينا ان نفرق بين الذات وهي موجودة ولا تحتاج الى حماية الا في حالة تعرضها للإبادة, وبين الشخصية وهي الاطار رسمي  تمنحه الدولة لمواطنيها من خلال قانون الجنسية والامتيازات المتحصلة والمترتبة على ذلك , ما يعتقده الاخوان انه هوية هي أمور متعلقة بالشخصية القطرية وليس بالهوية القطرية  وبعضها يخص المجتمع والبعض الاخر  امور سيادية , علم الدولة, شعار الدولة, النشيد  الوطني  تعني بها الدولة, الهوية هي كينونة الانسان القطري,  ماأراه مهماً ليس الدفاع عن الهوية ولكن  ماهي الوسيلة التي تجعل من امكانية التطابق  والاستيعاب بين الهوية والشخصيةالرسمية المكتسبة في مجتمعاتنا في اعلى درجاتها.من خلال قوانين  وتشريعات متقدمة تضع الامن والاستقرار في بؤرة الوعي . الاشكالية التي تعاني منها دول الخليج ,ان  كثيرون ممن يمتلكون الهوية   لايتحصلون على الشخصية  الرسمية للدولة  الذي اشرت اليه " ظاهرة البدون على مستوى الخليج" مثالاً وكذلك ما حصل مؤخراً عندنا دليلاً على ذلك , فليس هناك خوف على الهوية ماثلاً  ولا حتى مستقبلاً, لكن يجب ان يكون هناك سعي  وعمل وادراك على استيعاب الشخصية الرسمية لأكثر محتوى من الهوية بشكل  يعزز وجود الدولة ويحمي الانسان ويكفل له حريته وأمنه ومستقبل اجياله.  دولنا ستتجه راضية او مجبرة لأن تصبح مجتمعات العلاقة فيها وسطية  وستختفي جذور التأسيس مع الوقت مثل النبات الذي ينتشر على الارض بلا جذر .  اذا لم نخرج من سجن الهوية الى افق  الشخصية المدنية سنظل نحتاط من وهَم  الغياب ونحن في عين الوجود

الأحد، 19 سبتمبر 2021

انطولوجيا المرشح

 

 

كيف يمكنك التأكد والوثوق فيما يرفعه المرشحون من شعارات ؟, بناء وتنمية,بيداً بيد نبني الوطن, خير من استأجرت القوي الامين , قطر أولاً , اعط الخباز خبزه ولو أكل نصفه , كذلك  البرامج الانتخابية كيف يمكن النظر اليها وهي تحمل عناوين تقريباً نفس المحتوى من قبيل, المتقاعدون في اذهاننا, الاسرة في وعينا, الوظائف رسالتنا, المواطن  شعارنا, رفع مستوى المعيشة هدفنا...... شعارات جميلة وبرامج طموحة بلا شك  ويبقى المرشح حائراً واعني هنا بالمرشح ذلك الطامح الى ارضاء ضميره ويبحث بصدق عن افضل من يمثله, اما الذي قد استقر  رأيه مسبقاً على قريب او نسيب فلا يعنيه ذلك كثيراً.

نظراً لعدم وجود آليه قائمة في المجتمع كمؤسسات مجتمع مدني او نقابات تظهر قيادات وشخصيات وطنية  يمكن للناخب ان يستند اليها في التقييم وحتى لايضيع مع وهم اللغة وسحر الالفاظ الذي يجيده البعض دون الاخر , اقترح على الناخب الباحث عن اداء صوته بأمانة اللجو الى البعد الوجودي للمرشح في المجتمع وتتبع تاريخه خلال اداؤه لوظائفه السابقة ودوره في المجتمع خلال مراحل عمره خاصة اولئك المخضرمون الذي تبوأوا مناصب ووظائف أو أعضاء مجلس سابقين كان لها اتصال مباشر بالناس وقضاء حاجاتهم , فيما يتعلق بالشباب يمكن النظر في شهاداتهم ومستواهم التعليمي ونظرتهم للحياة وطريقة طرحهم , لكن لاولئك النفر من الكوادر السابقة هذة الامور يجب ان لا تغطي على وعي الناخب او ينخدع بها   كثيراً مقارنة بما اسلفوا في ايامهم الخالية على كرسي المنصب ووجاهة الوظيفة , فالرئيس الراحل حسني مبارك وضع برنامجاً انتخابياً ساحراً في اخر انتخابات في عصره وبعد حكم ثلاثون عاماً لم يغنه ذلك من ثورة عارمة اتت به لأن التجربة سبقت اللفظ واللغة والاطناب, ارجو ان ينتبه الناخب في التقييم بين الفئتين فئة الشباب الطموح الذي لم يُجرب بعد وبين فئة المخضرمين الذي عرفهم المجتمع واحتك بهم وعاش مرحلة التعامل معهم  , هناك التوقع وما يحمله مع الجديد وهنا المبادىء والقيم  والمواطن ومدى الالتزام به  نبراساً سابقاً يمكن القياس عليه والاطمئنان له.

وفق الله الجميع وحفظ قطر وقيادتها

الجمعة، 17 سبتمبر 2021

الوجود الاخلاقي لأعضاء المجلس

  لاأقصد بالاخلاق حُسن الخلق والتعامل فهذا أمر متفق عليه ولاخلاف حوله, ما أقصده بالاخلاق هي المعايير الحاكمة لعلاقة الشخص بذاته وبالاخرين معه في المجتمع ومدى حيادية وانسانية هذة المعايير على الرغم من الظروف والضغوط التي قد يتعرض لها الشخص, انها معايير لجودة الضمير ومستوى انسانيته لدى الشخص ,لماذا هذا الطرح ؟ سد مثل هذة الفجوة سيمثل التحاماً لكثير من نواقص تجربتنا التي نخوضها اليوم لانتخاب اول مجلس تشريعي منتخب , سأتجاوز جميع ما قد يثار وقد أثير الكثير من النقاط والتحفظات حول اقوانينه وآلياته , الا ان المهم في اعتقادي الآن هو وجود الاعضاء الاخلاقي كمعايير حاكمة وليس فقط كسلوكيات وتصرفات عابرة, نعرف ان العضو أما أن اُختير عن طريق دائرتة القبلية أو جرى تعيينه من قبل سمو الامير وبين هذا وذاك فاصل متداخل من التأثيرات المتنوعة , الآن نحن امام مجلس تشريعي لديه قدرة ما لاقتراح وتشريع القوانين التي ستمس جميع اطراف المجتمع كما عليه مسؤولية مراقبة السلطة التنفيذية القوية , اي تأثير لمصادر التعيين في رؤيته وفي خياراته يجب ان لاتتجاوز ما يمليه عليه ضميره ومصلحة المواطن والوطن , هنا يمكن لنا ملامسة الوجود الاحلاقي للعضو التزاماً بالمعايير الانسانية والاخلاقية والدينية , جميع مناصب المجلس من رئيس الى نائب رئيس الى عضو الجميع سنضعهم امام معايير الوجود الاخلاقي وليس الوجود اللفظي المفتعل   وحسن الصياغة والتبريرات , انت في المجلس تمثل وجودك الانطلوجي الحقيقي الممتد في عمق هذة الارض , سيستطيع المجتمع بعد هذة التجربة ان يصدر احكاماً اخلاقية على ممثليه يسد بها فجوة ونقص اكتمال بعض القوانين , على العضو ان لايعادل بين التأثيرات التي قد يتعرض لها انطلاقاً من ثقل مصدر التعيين سواء افراد او قبيلة او حكومة وبين مايمليه عليه ضميرة وواجبه الوطني والاخلاقي والديني , ان يثبت ان له وجود اخلاقي وهو الوجود الحقيقي للإنسان والذي بالتالي تحرص عليه الدول والمجتمعات التي تريد الخير لأبناءها ولاجيالها القادمه, اما اذا كان الاختيار يقع على من لايتمتع اصلاً بهذ المعايير الوجودية فمصاب المجتمع جلل, كلنا تفاؤل في القيادة وفي الشعب وفي من سيمثلنا قريباً .. والله الموفق

الأحد، 15 أغسطس 2021

الصلاحيات قبل الانتخابات

 

 

ما شهدته بلدنا العزيزة  من احداث  خلال الايام القليلة الماضية وبعد اصدار قانون الانتخاب لاول مجلس تشريعي  في الدولة , جعلني اعود سريعاً لصلاحيات المجلس المنتظر  واقارنها بتكلفتها الاجتماعية  فوجدت  ان ما سوف يمثله المرشح قليل جداً  بما قد يتكلفه اويتوقعه الناخب , لذلك فتكلفة الانتخابات  الاجتماعية والاقتصادية  اكثر بكثير  من مردود المرشح مهما كان  مؤهلاً :

لقد  جاءت هذة الانتخابات كرغبة اميرية صرفة  لم يسبقها طلب فعال ,ثم إن صلاحيات المجلس القادم  كما ذكرت لاتتناسب  وحمى الانتخابات وارهاصاتها, فهو غير قادر على مساءلة   رئيس السلطة التنفيذية,  وحتى مساءلةاو استجواب  الوزراء وطرح الثقة فيهم  تتطلب اجماع ثلثين المجلس  وهو امر من الصعوبة بمكان ,كذلك  ديوان المحاسبة ورئيسه خارج اطار سلطته, بل أكثر من ذلك حتى  السكرتير العام أو امين المجلس يعين بمرسوم وليس للمجلس او رئيسه ان يختاره,ناهيك عن عدم امتلاك الناخب للحرية الكاملة في اختيار من يراه مناسباً فهو ملزم بالانتخاب ضمن افراد قبيلته فقط

اذاً فهو ذاك المجلس السابق الا بعض الرتوش الزائدة.فالتضخم والاحتشاء سيصبح في داخل  المجتمع وليس في بنية المرشح

  الى جانب كل هذا ما  احدثه قانون الجنسية من لغط وخلاف وهو امر طبيعي  لو لم يتجاوز الحدود التي يكفلها القانون  الامر الذي  سمم جو التآلف الاجتماعي الذي تنعم به قطر من  زمن طويل , وبالتالي سطعت  شمس القبيلة وخفت نور الوطن ,  اعتقد اننا لانزال  مغرمين بفكرة الانتخابات  اكثر من الوعي  بأهمية وقتها  وظروفها, اعتقاداً منا اذا جاءت الانتخابات حضرت المشاركة الشعبية في ازهي  حللها , ما مر به المجتمع خلال هذة الايام القليلة الماضية  عظيم جداً  فيما يتعلق  بتجديد الوعي  وادراك الواقع وامكاناته , لو لم يُفَعل سمو الامير  مشروع انشاء مجلس شورى منتخب , لم يطالبه المجتمع بذلك , فهو بالتالي منحة , ثم ان الفرق سيكون كبيرا بين العضو  المعين والعضو المنتخب لو أن الصلاحيات الممنوحة للاعضاء , صلاحيات تسمح  ببروز الكفاءة  والخبرة وكاريزما الأداء , لكن كما ذكرت  فصلاحياته محدودة جداً  وسيتماثل  فيها الكفوء وغير الكفوء , لذلك انا اعتقد  بعد مرور المجتمع بهذة الارهاصات  وبعد التمعن في  اختصاص المجلس وسلطاته , فأن الانسب للمجتمع في هذة الفترة  هو اسلوب التعيين  الراشد الذي يتقصى في العضو الكفاءة والامانة  وحسن السيرة ولو اعطي مجلس التعيين  مناقشة الموازنة ومساءلة الوزراء  وطرح الثقة فيهم بشروط المجلس المقترح  لتساوى الاثنان  وخرجنا من عمى الصناديق  وعدوى  القبلية  وتفخيخ المستقبل , ليس تراجعاً ولكن احساساً بالواقع وصلادته  ووعورة القفز علية  اوامكانية السير باطمئنان فوقه وهو لايزال لم  يُمهد بشكل يجعل من الانتخاب تفويض  ومن الترشيح مسؤولية بحجم الجبال

الأربعاء، 4 أغسطس 2021

ديمقراطية أم شعبوية؟

  عندما يهب المجتمع فاقداً الثقة في نخب تبؤات يوماً زمام المسؤولية صارخاً "الجديد" وليس القديم أو "نحن" لا"هم", عندما يفقد المجتمع ثقته في مؤسسات كانت تمثل له أملاً في مستقبل قادم, عندما يشعر المجتمع أن هؤلاء الذين كانوا يوماً في موقع المسؤولية لم يحققوا انجازاً واضحاً للمواطن بل خيبوا ظنه وتوقعاته, واستغلوا مناصبهم لمصالحهم الخاصة وبالتالي سيحولون المجلس في حالة فوزهم مسرحاً لصفقاتهم, قد يبدو مثل هذا الخطاب صيحة ضد الفساد  خطاب يردد أنا وليس "هو"أو نحن وليس"هم" وهو واقعي في نظري في مجتمع بلا مؤسسات, ولكن الخطورة تبدو عندما يهاجم الرأي الآخر وليس فقط التجربة الفاشلة و عندما يحجر على الرأي الاخر في ابداء وإبراز مايراه ويعتقده في قانون الانتخابات مثلاً فهو هنا يدين نفسه ويعري شعبويته.. أوجدنا نُخب بلا مؤسسات فسقطت في بحرالعسل, لذلك ردة الفعل المتوقعة هي الاعتراض على اعادة تدويرهم نحن على ادراك تام بالظروف الحرجة التي خرج فيها قانون الانتخاب الحالي التي لم يُحسب حسابها بالشكل الدقيق فيما سبق وبما يواجه الدولة اليوم من تحديات أمنية وسياسية ,إلا أن الخطاب الشعبوي التي يملأ اعلامنا الغير رسمي اليوم ظاهرة طبيعية نتيجة لممارسات خاطئة فهو يحاول الخروج من أسر استيلاء الماضي على الحاضر وهو لايملك سوى الزمن ليقيس عليه نظراً لغياب المؤسسات محاولاً الوقوف أمام اغراء الريع السياسي والاجتماعي الذي يعتقد ان من حقه الوصول اليه كذلك عدم شبع بل و نهم هذة النخب الماضوية فا لشعبوية هنا صرخة   حيث لامجتمع مدني ولامؤسسات يمكن  من خلالها قياس ردود المجتمع بدقة  , يندفع هذا الخطاب من الاعماق مباشرة كما نسمع ونرى "لا "كبيرة لهذا المرشح او ذاك المرشح لانه لم يخدم المرجعية الاولى واليوم يريد منها هي التي تنكر لها أن ترشحة من جديد هنا يقف الخطاب الشعبوي شاهراً سيفه في وجهه. فنحن أمام تجربة ديمقراطية تحمل في أحشائها شعبوية ويلتحم الاثنان على أمل أن تنتصر الديمقراطية مؤسسياً وهذا هو الأمل والرجاء وليس خطاباً فوقياً فقط يخفي تحت الرماد بركاناً من الجمر لايزال يشتعل.

الاثنين، 12 يوليو 2021

وجدانيات

 

 أخاف من زماني إذا زان

واحسب حساب شهور وسنين

أراقب الدنيا على وكر الأيام

وأفرح إذا جاني من الخل تطمين

################

ناس تروح وناس تجي وناس واقفة

كل"ن" على درب الايام ساري

نضحك على وقت وتبكينا أوقات

وما قدر الله على العبد جاري

############

ليت الليالي الذاهبة تعود

وتجيب معها راحل قبل أوانه

راح وخلاني مع الوقت مهموم

ليت القدر إختار  بيني وبينه

###########

جيتك محب وملهوف

أذكر سنين العمر يوم إنها اجداد

لقيتك غير الذي كان بالأمس

دنياك خذتك  وغديت بين شك وعناد

الخميس، 1 يوليو 2021

وجدانيات

عشت خالياً الا من ضمير

يؤرقني بعد كل أمر عسير

يعاتبني كل ما اسعى في طريق من حرير

هاتكاً ستراً لعمر انقضى الا من يسير

########

أوقظني الجرح من نوم عميق

  ودنيا خداع ماعليها مزيد

جمعت   من الخلان اكواماً

لاصحو امام الله فرداً وحيد

#########

تستغرقني ساعة عند الغروب

واشعر اني راحلاً قبل الاياب

  ارى الكون طريقاً للذهاب

وان الحياة خيالاً وبقايا سراب

##########

لبست من الدنيا خير الثياب

وذقت من العمر صفو الشباب

واحمل ايامي بعد انقضاء

واجمع ماتبقى من أمانٍ عِذاب

###########

الأحد، 27 يونيو 2021

البرنامج الانتخابي... المغزى والتوقيت

في مفارقة،اعتقد ان موضوع البرامج الانتخابية في وضع المجتمع الحالي تأتي بعد الانتخاب وليس قبله بالنسبة للمجلس الاول وربما المجلس الثاني،بمعنى انها طموح مستقبلي اكثر منه حماس آني او حالي ،في البداية سيتم الانتخاب على اساس المرجعية الاولية هذا واضح اذا احسنا اختيار الفرد بناء على معايير كالصدق والامانة والاخلاص فسنكون قد حققنا هدفاً مرجواً،مجتمعنا صغير اذا ترك لحريته سينتخب الافضل حيث الجميع يعرف الجميع ،علينا ان نفرق بين برامج الحملة الانتخابية والبرنامج الانتخابي للشخص موضوع البرنامج الانتخابي الذي يكشف فلسفة ورؤية الشخص في اعتقادي سيتمخض من داخل تكتل الاعضاء داخل المجلس وممارستهم لادوارهم حيث ستتكون اتجاهات بناء على رؤية الأعضاء وسيتقارب وربما يتكتل اصحاب الرؤى المشتركة ،وقد نظفر مستقبلاً بتكتلات لها برامج مستقبلاً، البرنامج الانتخابي المطلوب الان يملكه الناخبون اكثر من المرشحين انفسهم وذلك من خلال حُسن الاختيار وتغليب المصلحة العامة و هو المطلوب في هذة المرحلة اذا استطاعت الممارسة الديمقراطية انتشال الاعضاء من مرجعياتهم الاولى سيصبح الكلام عن برامج سياسية ممكن،قبل ذلك،فالبرنامج السياسي لدى المرشح مجرد تخمين فضفاض لا يملك ازاءه اي معلومات متاحة ، من يملك من المرشحين اليوم مايكفي من تفاصيل ومعلومات عن فلسفة التعليم او فلسفة النظام الصحي في الدولة او حتى برنامج عمل الحكومة ؟وفي ظل غياب مجتمع مدني الهوة تبدو شاسعة,المرشحون قادمون من بيوتهم كأفراد فكيف يمكن لهم ان يضعوا برامج انتخابية ؟ بامكان ان يضعوا برامج لحملاتهم الانتخابية لتحقيق الفوز ومع ذلك نستطيع ان نعوض غياب المجتمع المدني من خلال تحويل المجلس المنتخب الى مجتمع مدني بالممارسة. لمطلوب اليوم التجرد من ماهو دون المصلحة العليا للمجتمع والوطن عند الانتخاب وفي نفس الوقت ع المرشح الذي لديه الكفاءة والرؤية ان يتقدم اذا استطعنا ان نقدم المصلحة العليا على المصلحة الشخصية ونحن نضع اصواتنا التي هي أمانة ف الصندوق سنكون انجزنا عملاًوطنياًكبيراً قدرة المجتمع ع الفرز وارادته في تحقيق ذلك مهمة هنا. لنتحدث عن رؤية للمرشح واستبصار لدى المجتمع ولنعول على ماسوف يتم داخل المجلس خلال الاربع سنوات القادمة علنا نظفر باتجاهات ورؤى فكرية ،واضحة من خلال اداء الاعضاء وهو مانرجوه لان العملية الديمقراطية ناشرة للوعي من خلال الممارسة والتعديل والاستفادة من الاخطاء #لنتحدث إذاً عن رؤى وافكار وتصورات لدى المرشح لنكون اكثر دقة. واقل تواضعاً , الهدف بناء شخصية برلمانية حقيقية  مكتفية بذاتها وبرؤيتها لانها مناط التطور 

الأربعاء، 23 يونيو 2021

وجدانيات

اود من الناس اللطيف

‏وأكره ذو الكبر الكليف

‏واجلس حيث الوداد مقيم

‏واصغي لنصحٍ خليل ٍحميم

###### ‏

اعيش في الامس المنقضي

‏وارنو الى الحاضر المشرقِ

‏ويشرق في النفس برقٌ خاطفٌ

‏يجدد املاً   كاد ان يختفي

#######

‏سئمت من الناس كثير السؤال ‏

سريع التقلب حسب الطلب ‏

وبتُ ابحث عن ذو خصال

‏اذا سَرمَد الليل أذكْى جذوةً واحتطب

#######

شربت مع الايام كأس الشباب

وعانقت في الاحلام طيفٌ حَسّين

رقصت مع الوقت ذهاباً وإياب

وعدتُ بخفي حُنين ووزر السنين

الثلاثاء، 22 يونيو 2021

حينما يصبح الموت إثراءً للحياة

• 0 المقابله بين الموت والحياه لاتجد لها مثيلا بين اى من المقابلات والثنائيات الاخرى فى هذا الكون فلا يمكن تعريف الموت الا بكونه انتهاءا للحياه ولا تعرف الحياه الا بكونها فى تقابل مع الموت. لايمكن الخروج من هذه المقابله الا بهذا التداخل المازج بين الطرفين حتى ليبدو ان كلا من الحياه والموت يسكن بعضهما جوف الاخر ويسحب من انفاسه. فلسفيا تعرف الحياه بانها الوقت الذى تستغرقه سيرورة الموت.فالانسان منذ يومه الاول يتناقص عمره متجها الى تلك السيروره. وعلماء الخلايا يذكرون ان الانسان بعد سن معينه تبدأ خلاياه بالموت بشكل لايمكن له ان يعويضه كما ذى قبل فهو حى ولكن سيرورة الموت قد بدأت رحلتها داخله حتى تكتمل بزواله جسديا من هذه الحياه. وقد عبر القران الكريم عن مدى ترابط هاتين الظاهرتين وكانهما وجهين لعملة واحده اجمل تعبير quot;يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحىquot;. ان مدى حضور الموت فى سياق هذه الحياه تكشفه اعداد الافواج المتزايده من الزوار لمتاحف التاريخ وتماثيل الراحلين وقبور الزائلين. بل ان هناك مدنا تسكنها القبور انه تاريخ الموت يرخى بسدوله على هذه الحياه.لقد ذهب الرئس الفرنسى الراحل ميتران قبل موته وتفشى المرض بين احشائه الى مصر لزيارة معابد وقبور الفراعنه ويطلع عن كثب على رؤيتهم لكنهه ومغزى هذه الحياه وما بعدها بل ان هناك شعوبا باكملها يمتلكها هاجس الموت فى حياتها ويصبح مكونا اساسيا ضمن حقلها المزاجى، فمصارعة الثيران فى اسبانيا مثلا وهى الرياضه الاولى هناكquot; والميتادورquot; مصارع الثيران يعتبر بطلا قوميا فان الموت هو مايضيف عليها طابعها الاحتفالى، انها احتفال بالموت فعندما ينخرط المتصارعان فى المعركه يكون الحضور القوى للطرف الثالث وهو الموت فسقوط المصارع مضرجا بدمه امام الثور او سقوط الثور هو اشد المناظر اغناء للحياه لدى ذلك الشعب. ان من يبحث عن الموت عن طريق المجازفه والمخاطره بحياته يفعل ذلك لانه مغمور بنبض وحب الحياه على هذه القاعده تقدمت تلك الامم والشعوب.لقد كان لوقع هاتين الظاهرتين الطبيعيتين ابلغ الاثر على جميع الثقافات لدى جميع الشعوب ولكن ما يجعلهما اكثر جذوة واشتعالا وبعدا عن المنظور الادبى والفلسفى قوة ارتباطهما بالمعتقد الدينى من عدمه وفهم طبيعة هذا المعتقد ومدى تجذره وانطواءه داخل الانفس مع وجود ال فى حين انه فى ثقافات اخرى ليست ذات اديان سماويه لديها معتقدات من الصرامه والقوه ماللا اديان تشيع فيها بدرجه او باخرى ثقافة الموت فبقر البطن فى بعض دول شرق اسيا انتحارتتحده معايير ثقافيه مثل عدم الانجاز او للفشل وهو يعد وضعا مالوفا ويستمد جذوره من ثقافه سائده.ومع ذلك لا استطيع ان اتخيل ثقافة للموت قائمة بذاتها بعيدا عن الاعتقاد بانها موصلة اوباعثة بشكل او باخر لنوع اخر من الحياه حتى لدى من يدعون بالتيار العبثى او العدمى الذين يرون الحياه عبث ولاطائل وراءها فقرارهم بالرحيل وعيا او دون وعى يعتبر اغناء للحياه حيث وجودهم كان عبئا ثقيلا لايمكن للحياة احتماله. وبالتالى للانقلاب عليها بحيث تصبح اولوية الموت هى المقدمه كونها الطريق للحياه فمتى يتم ذلك وكيف؟ فى ايام المحن والازمات وضعف الامم وعدم مواكبتها لحركة التاريخ وغياب المرجعيات المدنيه الوسطى وتمسك الافراد بالمرجعيات الاولى من قبيل لايسلم الشرف الرفيع من الاذى حتى يسال على جوانبه الدم، ومن التفسيرات التاريخيه والفهم الخاطى لمفاصد الشرع والعقيده.

رباعيات

لم يَحل بيني وبينك باب

ولاطقس من عادة أو عباد

دلفت الى نورك أسعى

غفراناً لذنب ورحمة من عذاب

 ***************

أحبُ من الدنيا شموخ الجبال

وأعشق من الناس كبار العقول

  وأسعى الى ذو خلق سامية

وأهرب غائباً  عن سريع الذبول

***************

جهلت من الاشياء الكثير

ورُمت علماً عسير المنال

حسبت من جهلي أني شديد

فإذابي هش سريع الزوال

***********

ركضت من هنا وهناك

لأحظى بشىء من  بقايا قتات

فأمسكت قبضةً من هواء

وبعضاً من سراب وبعضٌ من فتات

***************

رباعيات

جمعت أشلاء أيامي الماضية

ويممت نحو الحياة الراضية

فلست أول ولاآخر من شكى هذة الدنيا الفانية

*************

لبست من العيش ازهى الثياب

وعشت عمراً في ذهاب وإياب

فلم أمنع كدراً من أن يَحل

ولم أعترض فرحةً من ذهاب

***************

رأيت من الخلق ما لايَسُر

وذقت من الايام حلواً ومُر

شربتُ صفواً من أرض زلال

تجرعتُ طيناً من أرض كَدَر

***************

عشقت من الدنيا السراب

تمسكت بقشة في نهر عباب

رمتني امواجهُ على ساحل

وأبصرت خلفي خيال وغاب

** **************

عاشرت من الناس كبار العقول

وجالست اهل الكلام أهل الفضول

جمعتُ للنفس من ذا وذا

فما الأيام سوى ماض آفل وآت عجول

*************

السبت، 19 يونيو 2021

الطبقة الوسطى للمرة الألف

أتمنى أن ندرك حقيقة مهمة جداً وهي العلاقة بين نظام التعليم والطبقة الوسطى في أي مجتمع, فاعليته مرتبطة بوجود هذة الطبقة وتطوره مرتبط بإتساعها عن غيرها , فيما عدا ذلك تصبح الشهادة التعليمة ترفاً زائداً أو وسيلة للارتزاق لا اكثر, والجميع يدرك أهمية الطبقة الوسطى في المجتمع فهي حاملة القيًم ومناط الانتاج والوسطية فيه , منذ اكثر من عقد مضى بدأت هذة الطبقة في المجتمع بالتلاشي والاندثار فبالتالي انقطعت الصلة بين مخرجات التعليم و الانتاجية وسوق العمل , فتسرب المهندس الجيد نحو مجالات اخرى ريعية, وترك المدرس التدريس نحو اعمال لها مردود مادي اعظم , واختفى الطبيب الممتاز باتجاه تجارة او علاقة اجتماعية تدر عليه اكثر مما يحققه في وظيفته التي افني حياته يطلبها .خسر المجتمع كثيراً جراء ذلك, فظهرت طبقة هلامية طفيلية غير انتاجية لاتمتلك مواصفات الطبقة الوسطى الانتاجيةالحقيقية وتصدرت واصبحت قدوة للنشء الجديد واصبح القفز السريع هدف هذا النشء والبحث عن وسائل الثراء السريع هو مايصبو اليه فأصبنا النظام التعليمي في مقتل فأصبح همه الاكبر معادلة الشهادات التي تتقاذف عليه من كل صوب ومكان من جامعات ومعاهد تكسب من خلال هذا التغير المرضي الذي اصاب المجتمع. أتألم حينما اجد مهندساً شاباً يبكي سنين دراسته لأن المجتمع قد سبقه في مجالات لاتحتاج كل التعب الذي انفقه في دراسته وهولا يزال يستجدي وجوده الاجتماعي وليس العلمي الذي انفق حياته في السعي اليه ,أتألم حينما أجد مدرساً قطرياً رائعاً يشكي حالة ويتمنى لو لم يعمل في التدريس وانتهج سبيلاً اجتماعياً اخر غير الدراسة والتدريس يوصله الى ماحققه طالباً فاشلاً كان تلميذه في الفصل من خلال اتقانه لفنون الريع على اختلافها ,أتألم أكثر حينما اجد صحفياً او كاتباً قطرياً , على قلتهم يُبعد أو يترك عمله اختيارياً لعدم حصوله على التقدير المناسب او النظرة الدونية له من قبل المجتمع, غياب الطبقة الوسطى يخلق وجوداً زائفاً حيث يترك المجال العام فارغاً ,لعل جائحة كورونا دليلاً واضحاً على اهمية هذة الطبقة في جميع دول العالم اليوم  من اطباء وممرضين  وفني مختبر وغيرهم من طواقم الصحة والتأهيل ,نحن  اليوم في اشد الحاجة  لابقاءهم في اماكنهم  وزيادة عددهم واشعارهم بالفخر وبتقدير المجتمع , تعظيم دور الطبقة الوسطى يمنعها من التسرب الذي نعاني منه ,مجال عام نشط تملأه بجدارة الطبقة الوسطى, هو مانحتاجه   ونحن على اعتاب انتخابات تشريعية تاريخية, في اعتقادي لو أن هذة الانتخابات جاءت في مرحلة ارتباط التعليم بالانتاحية في السابق وظهور طبقة وسطى من التكنوقراط والفنيين في السبعينيات والثمانينيات لحصدنا نتائج رائعة, ليس هذا احباطاً ولكن دعوة لاعادة النظر في وضع الطبقة الوسطى   فهي روشتة المجتمع الى المستقبل وليس فقاعات الريع المتكاثره

الثلاثاء، 15 يونيو 2021

مرشح الرأي والرؤية

إذا اتفقنا مسبقاً أن هناك مرشح للقبيلة , وآخر للطائفة وثالث للعائلة ,لكن ماذا عن من يمتلك رأياً أو مبدأً, بعيداً عن هذة التقسيمات ,حتى وان لم يكن مجال اجماع لقبيلته او طائفته؟المرشح المستقل الذي يمثل رأيه وما يؤمن به أين نضعه؟يجب ان يتسع المجال لاصحاب الرأي ومن يمتلكون مبادئاً يؤمنون بها , ليس شرط الترشيح أن تضمن الفوز , بقدر أن تلقي في مياه المجتمع الراكدة حجراً يحركها , ليس الخوف من الخسارة الا وهماً ترسخ في عقل المجتمع الباطن فقضى على ارادته وشل من حركة نشاط فكره, فالهدف من الانتخابات كما اراه ليس اولئك الذين يفوزون بها بقدر ماهم اولئك الذين سيشاركون فيها ليس كناخبين فقط ولكن بدرجة اكبر كمرشحين , بشرط ان يكونوا من اولئك اصحاب الرأي ومن يمتك رؤية حول الوطن وقضاياة ورؤية اوسع لمعنى الحياة الانسانية وكيفية خوض غمارها, فليكن للقبيلة مرشحها وللطائفة مرشحها وللمرشح المستقل مجاله وفرصته , حتى وان كانت فرصة فوزه ضيئلة الا انه يحرك مياة قد اسنت وحان وقت جريانها, انا ادعو اصحاب الرأي ومن يمتلكون مبادىْ ورؤى حول الوطن ان يتقدموا بأنفسهم كمرشحين , اثراء المشهد هو المعوَل عليه اليوم حتى وان كان ذلك ضمن ضوابط مسبقة تحدد النتائج , التخلص من مجتمع الكتلة المصمته هو في حد ذاته بداية طيبة, خروج المجتمع من دائرة الخوف من التجربة والفشل بداية ديمقراطية لابد من المرور بها, سمو الامير حفظه الله يؤيد ابداء الرأي طالما ذلك لايَمسُ الاشخاص في ذواتهم وانما لادائهم وعملهم , ابحثوا عن اصحاب الرأي على ندرتهم , فتشوا عن اصحاب المبادىء على قلتهم , عصر جديد تدخله الدولة , يحتاج رأياً وفكراً جديداً متنوعاً, رشح نفسك يامن تمتلك رأيأ ورؤية حتى بوجود مرشح قبيلتك وطائفتك لاتترك المكان خالياً من رأياً مستقل أو رؤية جديدة , نحن بصدد عصر جديد له قوة الافكار وصلابة الايمان بحرية الرأي , حفظ الله قطر واميرها وشعبها الكريم

الاثنين، 7 يونيو 2021

مفاهيم حاكمة تحتاج الى إعادة نظر

هناك مفاهيم حاكمة في الثقافة العربية الاسلامية تحولت الى مسلمات بمرور الزمن وتوقف الواقع عن التطور وهي في الحقيقة تحتاج إعادة نظر نظر لأ ن التجربة الانسانية التاريخية دحضتها ونحن لانزال نرددها من فوق المنابر على الجمهور وكأنها ترياق حياة ووصفة خلاص وهي لاتتعدى كونها محاولة لإعادة ماض انتهي بثقافته لن يعود ولن يتكرر مثلاً منها مثلاً مفهوم الراعى والرعيه, وهو مفهوم قروسطي ليس له وجود في عالم اليوم وفي دنيا السياسة بينما , الشروع فى بناء دولة المواطنه لا دولة "الراعى والرعيه"أمر متحقق وممكن. - مفهوم البطانة مفهوم اخر لايستوعبه العصر بل ليس هناك بطانة صالحة بالمفهوم السياسي حيث الصلاح أمر نسبي هنا وانما هناك بطانة تصلح للحاكم ,البطانة اليوم مشروع دستور وقوانين فوق الاشخاص ورغباتهم ورقابة وتشريع كل من يشترك في العملية السياسية لمساعدة الحكم هي بطانة دستورية وليس بطانة بالمفهوم السائد في ثقافتنا بطانه صالحه على إطلاقه , م -مفهوم الرزق : الله هو الرازق نعم لكن الاسقاط السياسي له ليس رزقاً وانما تبرير احتاجته الامه عبر صراعها على الحكم لتبرير التمسك به , الحكم ليس رزق وإنما إختيار واع من قبل الناس وإرادتها هى التى تفرض النظام وتقيم الحكم وتراقبه مفهوم الفتنة لعن الله من ايقضها ايضاً مفهوم سياسي, يراد به الاستمرار في الحكم وتكريس الوضع السائد والقائم , هناك مشاكل سياسية تحتاج حل ومشاركة وتداول ليس للشيطان يد فيها بقدر ماهي رغبات انسانية شيطانية يبقى أن أشير ان الامم في تعاملها مع التاريخ امام خيارين , اما محاولة استعادته وهذة بلاهة أو استيعابة وتجاوزه ولكن يبدو أن عبر تاريخنا   تبقى البلاهة اسهل كثيراً لأنها فكر جاهز يتبناه الانسان دون مساءله ,كما يتناول دواء دون استشارة طبيب

الأربعاء، 2 يونيو 2021

العضو القادم بين الاختزال والسرد

عملنا دون وعي على تجذر الشخصية الاختزالية بعد ان كانت الشخصية السردية هي السائدة في المجتمع طوال العقود السابقة,الشخصية الاختزالية تحكي قصتها فقط بينما الشخصية السردية تحكي قصتها وقصة المجتمع التي تعيش وتنمو فيه, اعطي أمثلة على ماتم من سياسات ادت الى بروز الشخصية الاختزالية الرأسية على حساب الشخصية السردية الافقية,من ذلك تحوَل الفرجان الى مناطق لقبائل وعوائل معينه حال دون التفاعل المنتج للسرد وبناء القصة المشتركة من أجل مجتمع متماسك وهو ماكانت الفرجان السابقة بتنوع ساكنيها تحققه بإمتياز, مثال اخر عرضات القبائل كرست من بروز الشخصية الاختزالية المنقطعة في مقارنة في السابق مع عرضة أهل قطر, الاشكالية أنه حتى الفن والغناء واللهجة تأثر كل منها بدافع الاختزال الرأسي فأصبحت حتى المفردة لاتحكي سردية في المجتمع بقدر ما تبحث عن تميز لقائلها ولقبيلته وما نحو ذلك, بدأت العلاقات جراء ذلك وأنا أحد المتابعين بدقة لتطورها بالاتجاة الرأسي نحو مراكز السلطة ومايتطلب ذلك من ثقافة على حساب العلاقة الأفقية السردية وما تتطلبه من ثقافة تحكي قصة الانسان مع الاخر في تفاعل مع البيئة لبناء تاريخ مشترك للمجتمع, اليوم نحن على ابواب انتخابات تاريخية وليس امامنا سوى الشخصية الاختزالية السائدة اليوم ويأتي قانون اعتماد مسقط رأس القبيلة تكريساً جديداً لوجودها , الاشكالية لن تظهر الان ستظهر في المستقبل مع زيادة عدد المقيمين وتنوع مناهج الدراسة وسيظهر اثر غياب الشخصية السردية التي وأدنا تكاثرها في المجتمع دون ادراك ووعي وكنت قد حذرت مراراً وتكراراً من عواقب ذلك لكن لامجيب, ارجو من المسؤولين التنبه وأخذ الحيطة فسيكلوجية الانسان ليست فقط في داخلة بل حتى في البيئة المحيطة به من قوانين وظروف , حفظ الله قطر وحفظ اميرها وشعبها الطيب

الاثنين، 31 مايو 2021

إنتخبوا"أم علي"

" أم علي" هنا قضية تعني كل فرد من افراد المجتمع رجلاً كان أم إمرأة يحمل رأياً أو يمتلك أو يتبنى رؤية حول الاصلاح والتنمية لهذا الوطن الغالي, كلنا يذكر المسرحية الكويتية الشهيرة إنتخبوا أم علي حينما قررت أم علي الفنانة "انتصار الشراح" الترشح لمجلس الامة ايماناً منها بقضية حق المرأة السياسي في التمثيل ودخول مجلس الأمة وكيف عارضها ابنها الاكبر"عبدالرحمن العقل" وقاوم رغبتها للترشيح بل واصبح مناهضاً لها في الوقوف مع مرشح اخر "داود حسين" الذي لايجيد حتى اللغة العربية السليمة., الفكرة التي اريد استخلاصها من هذة المسرحية هي أن يمتلك المرشح للمجلس القادم هنا قضية أو رؤية , وليس فقط اجماع حول طيبته ولاحتى ثقافته طالما لايمتلك رؤية أو رأيا حول قضايا الوطن وهموم المجتمع, على الناخبين سواءً كانوا افراداً أو قبيلة أو عائلة أن تختار من بين ابناءها من يمتلك رؤية أو صاحب رأي أو لدية قضية يعيش من اجلها وتمثل هاجساً شاغلاً , دع عنك البرامج الانتخابية , فليس هناك مرشح يستطيع ان يضع برنامجاً انتخابيا البرامج الانتخابية للأحزاب وللتكتلات الايديولوجية ,, نحتاج من يمتلك رؤية او قضية أكبر من قبيلته أو طائفته أو عائلته مثل أم علي . اذا كنا نتعذر بالتعيين بأنه كان مانعاً من اتخاذ الموقف وتبني القضايا,وهو كلام ليس دقيق لكنه عذر يتداول بكثرة وجدار يتكدس خلفه المتقاعسون فالانتخاب على الاقل سيحررنا من هذا القيد, أن تمتلك رأياً ولو كان مخالفاً للبقية , كثيراً من الاعضاء في مجالس التعيين المستمره حتى الآن ينتظر تصويت القطيع ليندرج فيه , لايمتلك الشجاعة ليرفع يده مباشرة ايماناً برأي أو اعتقاداً برؤية, لذلك لاأقل من حسن اختيار القبيلة لمن يمثلها والطائفة والتجمع مهما كان نوعه ان يختار الأكفاء من بين افراده , من يمتلك رأياً ويتبنى رؤية بسعة الوطن ومساحة من يسكنه, إنتخبوا "أم علي" القضية, أم علي الرأي والاصرار حتى وان اغضبتم الاقرب فالوطن اقرب الينا من قبائلنا وعائلاتنا , صوتوا لأم علي ألفكرة الجديدة التي تنهض بالوطن لتجتاز به بعض ماتراكم من تقاليد باليه تكلست الى درجة أن اصبحت عائقاً أمام الانسان في امتلاكه لحريته في التعبيرعن ما يعتقده , سيدي المرشح إذا كنت لاتمتلك الجرأة في تبني قضايا الوطن والمواطن وان كنت لاتمتلك رؤية واضحة لما سيكون عليه دورك وتركيزك منصب فقط على المنصب وبرستيجه ومخصصاته المالية وامتيازاته الاجتماعية , فأجلس في بيتك ولاترتكب اثماً في حق نفسك وفي حق وطنك وفي حق اسم قبيلتك وعائلتك. فازت أم علي لأن لديها قضية لديها جديد تقدمه.

العضو القادم وإشكالية الوجود

إضطر المشرع ان يتعامل مع خريطة قطر السكانية تعاملاً جسدياً لخلو المجتمع من الافكار لذلك وضع خريطة الدولة أمامه ونظر في تمركز وجود القبائل والعوائل الاساسي في الخريطة وعلى الارض, وجعل من هذا الخيار الجسدي الاولي الركيزة الاساسية لمشروع قانون الانتخاب للمجلس القادم الذي ينتظر منه أن يكون نقلة فكرية ثقافية في تاريخ الدولة وفي تاريخ التجربة القطرية في مجال الشورى, خلو المجتمع من الافكار يعزز هذا التوجه لكن لايعفي من المسؤولية التاريخية لغيابها في مجتمع له من التاريخ في مجال البعثات التعليمية ما يتجاوز النصف قرن من الابتعاث لجميع دول العالم طلباً للعلم, لست هنا كما ذكرت تكراراً بصدد بعث الاحباط بقدر ما يهمني ان ارصد العقبات قبل ان تتعثر الجهود ,ادرك حرص المسؤولين على اهمية اعطاء جميع مكونات المجتمع الاصيلة فرصة التمثيل , لكن  اشير هنا  إلى أن للفرد اياً كان نوعان من الوجود الوجود الفيزيقي المادي والوجود المعنوي الثقافي ,العملية الديمقراطية في كل تجلياتها وفي اماكن كانت تسعى الى تحقيق الوجود الثاني المعنوي الثقافي وابرازه فالشخص هو فكره ومايحمله من رأي وامتداد خارج جسمه المادي, تراجع المناطقية وتقدم القبائلية في تشكل الرؤية لدى المشرع دليل على تراجع المجتمع ثقافياً مهما كان عدد الخريجين وحملة الشهادات العليا وبرامج المراكز البحثية ومحاضرات معاهد البحوث الجامعية,يجب ان نعي أن الثقل الآن سيكون منصباً على قانون من هو القطري المؤهل تاريخياً للترشح ؟ وهو جزء مهم بلاريب ولاشك ,الا أن اعتبار الفرد وجوداً ثقافياً انتجه حراك المجتمع الثقافي والمدني مع ذلك كان سيحقق القفزة النوعية منذ البداية وسيعوضنا عن سنوات الانتظار السابقة بشكل اكثر فاعلية, البلد والمجلس القادم يحتاجان وجوداً ثقافياً لأنه امتداداً انسانياً للجسد ويكشف عن حقيقته الاولى بعيداً عن حجمه او ضخامته, أخشى ما أخشاه ان يكون العضو جسداً بلا أمتداد بعد كل هذا التاريخ منذ إنشاء أو مجلس للشورى في قطر .حفظ الله قطر واميرها وشعبها وكل من سكن ارضها الطيبة

السبت، 29 مايو 2021

المرشح القادم بين الوظيفة والحرية

السماح للعاملين في الجهات الحكومية بالترشح لعضوية مجلس الشورى مع احتفاظهم بوظائفهم وترقياتهم واقدميتهم مدة العضوية" " هذاأحد بنود قانون الانتخاب الذي تمت موافقة مجلس الوزراء الموقر علية وتم احالته كذلك لمجلس الشورى ,بند جميل ومراعاة مقدرة من جانب الدولة بلاشك , ودليل واضح على أن المواطن يحتاج الى ذلك في هذة المرحلة حيث لايمتلك سوى وظيفتة الحكومية وامتيازاتها , ولكن في نفس الوقت يكشف عن فجوة يجب تلافيها مستقبلاً وربما في المجلس الثاني او الثالث على اقصى تقدير وهي فجوة , التصاق الفرد بالدولة دون وجود مجتمع مدني ينتمي اليه يخفف عليه اثر تركه لوظيفته بعد تقاعده , لو كان هناك مجتمع مدني له تأثير لما احتاج المشرع لهذا البند حيث ستكون مرجعيته الوسطى الثقافية هي منبع الترشيح في الاغلب وليس اي مصدر من مصادر المرجعية الاولى التي تحتاج الوظيفة ومميزاتها, ثم ان هناك القيد الذي سيفرضه هذا البند على حرية المرشح المنتخب حتى ولو كان متفرغاً تماماً اثناء عضويته الا أن ثمة تأثير سيظل ملازماً له جراء كونه موظفاً حكومياً هل سيراعي وظيفته على حساب صوته وابداء رأيه؟ , فهو موظف وله رئيس وفوقه وزير, وله مصالح مرتبطة بالوظيفة , في الوضع الطبيعي العضو المنتخب يمثل الأمة او الشعب فهو متجرد من كل قيد يعيق حريته في ابداء رأيه في المراقبة والنشريع , فعضو البرلمان صيغة نهائية غير منقوصة لتجلى الحرية في المجتمع, حتى بعد تركه للمجلس او للبرلمان فلا يزال يحمل صفة هذة الصيغة لأنها كما قلت صيغة نهاية لإنجاز الشخص أهم من مناصب الدولة بما فيها الوزارة, على الفائزين في انتخاباتنا القادمة حمل كبير في الموازنة بين الوظيفة والدور في المجلس بين الرأي المتجرد ومصلحة العمل بين مصلحة الوطن والمصالح الضيقة للأفراد , هذا قيد يجب التخلص منه في اقرب فرصة وان كانت الظروف قد فرضته في حينه , كما ذكرت مراراً نحتاج الى تقوية المجتمع المدني حتى نخرج من سجن الوظيفة الحكومية ليس فقط المادي بل وحتى المعنوي والثقافي كذلك, ثم الانفكاك من أسر الوظيفة من خلال اعتبار العضو المنتخب  صيغةً اعلى للحرية في المجتمع له كينونته المادية خارج اطار الضغوطات وله الحصانة الدستورية مالم يرتكب ما يتطلب رفعها , خوفي على الوعي من التراجع كما حصل في انتخابات المجلس البلدي السابقة حيث طغت الوظيفة على صيغة الحرية حتى اصبح الترشح له يتضاءل كل دورة عن سابقتها حتى تصحرت الدوائر الانتخابية. اللهم وفق اميرنا لما فيه خير البلاد والعباد واحفظ قطر وشعبها من كل مكروه

الاثنين، 24 مايو 2021

سوق"واقف" أمس واليوم

كان الرجل حينما يقول "أنا رايح السوق" لايعني فقط أنه ذاهب ليتبضع , بقدر ماهو ذاهب ليلتقي بغيره من الاصحاب والاصدقاء,كان السوق يعني الملتقي الاجتماعي الذي يكشف عن مدى ترابط المجتمع , ترابط الاقتصادي بالاجتماعي ,التقاء الفرصة بالمناسبة لذلك هناك دكاكين او محلات لها صفه اجتماعيه اكثر منها صفة تسوقيه , ايضاً تجد العديد من رجالات قطر يلبسون "البشت " حينما يذهبون الى السوق, دلالة على مكانة السوق ورمزيتة الاجتماعيه في ذلك الوقت لاحظ الفرق اليوم كيف يلبس من يذهب الى المولات و من ابناء قطر البعض وليس الكل ناهيك عن الجنسيات الاخرى , وبل ماذايعني ذهابك الى المول وبماذا يفسر ضمن تفسيرات أخرى ؟ تجد الوزير وتجد المسؤؤل وتجد المتقاعد , الجميع يذهب الى السوق ليلتقي باصحابه كان أكثر من مجرد موقع للتبضع . السوق وأعني سوق واقف بالذات في الماض له رمزيه اجتماعيه لم تعد موجودة اليوم, كان يمثل جزء من ثقافة المجتمع ومن شخصية القطري , سوق واقف الجديد لم يعد كما كان , اليوم تشعر وانت في وسطه بأنك ضمن ثقافة اخرى , ليس من ناحية الزي فقط ولكن من ناحية التصرفات والسلوكيات, الجديده بعد تلك التي كانت تعكس حقيقة المجتمع القطري , ما يحزنني هو ذهاب رمزية السوق والتاجر معا , لم يعد السوق يرمز الى المستوى الحقيقي لمعيشة المواطن ولم يعد التاجر نبيلا الى درجة ان يكون يجمع بين انسانيته واجتماعيته وبين السعي وراء الربح بأي ثمن , طغت الماده بشكل جارف على السوق وعلى التاجر, أعتقد أن سوق واقف كان يعبر عن التراث سابقا اكثر منه اليوم رغم تجديد شكله نحو التراث الا أن روحه التراثيه ذهبت مع ذهاب ذلك الرعيل وتلك الدكاكين والمحلات التي ,كانت تواصلاً وروحاً قبل اي شىء اخر , كان يأتونها إتصالا بالثقافه وتواصلاً بالمجتمع , ثقافة اجتماع وتواد و مشاركه قبل أي شىء آخر , اليوم يفتقد الروح ويفتقد رائحة البخور والعود الطيب في دكاكين تجار ذلك الزمن مقارنة بدخان الشيشه الكثيف المؤدي الى الاختناق والسعال. ويفتقد اغاني عبدالله الفضاله و اصوات محمد بن فارس اللي يبيعها "بومرداو" والتي تسمعها حين عبورك لدكانه خارجا من السوق ,ودكان الغزال لبيع خيوط الحداق الذي كنا نتكدس عنده لشراءها في اخر ايام الاسبوع للذهاب للحداق وما اكثر خياراتنا في ذلك الوقت ,سواءً السيف الشمالي أو الساحل الغربي دخان وماحولها , أو السيف الجنوبي العميق ,وليس كماهي حالة الاختناق التي نعاني منها اليوم في دولة يحيط بها البحر من جميع الجهات تقريباً كثيرة هي الدكاكين والمحلات التي كانت تحمل اسماء اصحابها اكثر من حملها لنوع البضاعة التي تبيعها دليلاً على اجتماعية المحل او الدكان السوق اليوم ضجيج أغان , وعرض ازياء , ولهجات مختلطة فيه اختلاف الا انه اختلاف لايعطي معنى بقدر ما يعطي رمزية الا ان الزمن قد تغير تغيراً مادياً فرضه قساوته على الروح وعلى الذاكرة لمن تبقى من ذلك الجيل الجميل , التغير سنة كونية لامناص منها ولا اختلاف في قبولها , لكن تدخل يد الانسان في استجلابها قبل أوانها يحدث شرخاً معنوياً وقطعاً طولياً في جسد المجتمع وفي ذاكرته , يكاد يسقطه مترنحاً حتى يسترد توازنه بعد حين.

السبت، 22 مايو 2021

الوعي ياسيدي نجيبه منين؟

العملية الانتخابية تحتاج الى وعي المرشح وبدرجة اكبر وعي الناخب, الوعي يتخلق خلال حركة المجتمع في التاريخ, كلما كان المجتمع به حراكاً اجتماعياً على كل الاصعدة كلما انتج وعياً خلاقاً ابداعياً, كلما آمن المجتمع بالتنوع والاختلاف كلما انتج علاقات انسانية اوسع وارحب, بيننا وبين اول انتخابات برلمانية تجرى في البلد خمسة شهور لاغير, من المفترض أن الوعي بها كمدخل لحياة نيابية دستورية قد سبق موعدها بفترة كافية , بحيث تصبح اضافة الى الانسان لا تكريساً لوعياً سابق عليها , اليوم نحن ندفع فاتورة التأخر في أخذ يد المجتمع نحو مجتمع مدني له مكوناته المستقله عن الدولة وعن حاضنة الولاءات الاولية التي يستنقع فيها سياسياً كالقبيلة والطائفة والعائلة , لاأقول أن لانبدأ ولكن أقول لم نقدر قيمة الوقت والزمن بشكل يكفي مقارنة لما تتمتع به بلادنا ويمتاز به مجتمعنا من تماثل كبير ومن علاقة راسخة لايشوبها شائب بين الحكم والشعب , هذه ميزات لقطر لاتتوفر حتى لأقرب جيرانها, معركتنا مع الوعي ستكون طويلة لأن الحرث سيكون على القاع الاجتماعي الخالي اللهم من القبيلة والفزعة وميكانزمات الدفاع عن النفس حيث لا مستوى اوسط من الولاء سواء كان نقابة او جمعية او تنظيم لاأقول حزباً لأن ذلك لايزال بعيدا حتى على المستوى الاقليمي , نحتاج جهداً مضاعفاً ونية حكومية واضحة وصارمة ونظاماً انتخابياً فيه مساحة من الحرية للفرد الواعي حين يريد أن يمارس وعيه بعيداً عن قبيلته أو طائفتة , وكما اشرت في مقال الامس من أن خيار مسقط رأس القبيلة كخيار أوحد لابناءها , خياراً استبدادياً لايخدم الوعي بالعملية الانتخابة بقدر ما يجسدها الوجهة الاخر لعملة التعيين من مجموع القبائل , مع أن أول مجلس شورى في قطر كان فيه من الوعي الفطري مايماثل ماتحتاجه العملية الانتخابية القادمة , الا أن النكوص عن البداية فيما بعد كرس وعياً انقطاعياً وإستحماماً آسناً نحتاج ان نخرج منه اليوم بكل وسيلة

حفظ الله قطر

الأربعاء، 19 مايو 2021

القبيلة تكريس للتعيين لا للانتخاب الحر

وافق مجلس الوزراء الموقر على مشروع قانون بإصدارقانون نظام انتخاب مجلس الشورى واحالته الى مجلس الشورى.خبر سار بلاشك وفرحة عارمة وجدتها في تويتر "ومبروك يا أهل قطر" لست هنا لاقول غير ذلك , بل على العكس كانت ولازلت اتمنى التقدم في هذا المجال بل واكثر من كتب حوله حاثاً الدولة في التحرك قدماً لتحقيق ذلك.هناك شروط يجب توافرها في الناخبين والمرشحين وفقاً لاحكام الدستور والقواعد القانونية ذات الصفة الدستورية,ما أود الاشارة اليه هنا بعيداً عن السرد التاريخي للتجربة القطرية الذي اسهب فيه البعض بما فيها من ايجابيات وسلبيات ا لا انه سرداً لايصل الى جوهر القضية وهي المعنى الحقيقي لفكرة الانتخابات والفلسفة التي قامت عليها ,لابد من الاشارة اولاً ان مجلس الشورى منذ قيامة في بداية السبعينيات من القرن المنصرم كان وجوداً مادياً اكثر منه وجوداً معنوياً بمعنى انه لم يكن يعبر عن فكر الافراد بقدر ما يعبر عن وجودهم ومكانتهم الشخصيه في المجتمع لذلك رأينا التآكل لهذة المكانة الفردية مع رحيل الافراد وغيابهم , الآن اذا كانت الانتخابات ستقام على اساس مسقط رأس الفرد أو القبيلة التي ينتمي اليها, فنحن لم نحقق سوى تكريس الوجود المادي الذي كان سابقاً ولكن تحت عنوان جديد ولافته حديثة مبتكرة, لأن اصالة انتخاب العضو ستكون لقبيلته على حساب ثقافته وفكره , وبالتالي سيظل المجتمع لايبحث عن الكفوء بقدر ما يبحث عن ابن القبيلة المخلص والذي يشكل اجماعاًبمفهوم القبيلة , ومنذ الآن وجدت من رشح اسماء ليس لفكرها وثقافتها وانما لأن ثمة اتفاق لدى القبيلة بصلاحيته لتمثيلها , هنا يختفي الجانب الفردي الثقافي الذي يحتاجه المجتمع في ظل جانب " التكتل" الذي تحتاجة القبيلة لتقوية مكانتها داخل المجتمع وهذا ليس سوى صورة شعبيةانتخابية,للوضع الرسمي الراهن للمجلس الحالي الذي لاتكاد ترى الافراد فيه بقدر ماترى أو تتحسس الكتله المادية, اذا كان ولابد من مشروع مسقط رأس الفرد او القبيلة فأنني اقترح أن يكون ذلك أحد خيارات الفرد لا الخيار الوحيد , مهم جداً ان يكون للمجلس القادم وجوداً انسانياً خارج وجوده المادي الذي يحققه المنصب والمكانة والامتيازات , بمعنى أن يكون بإمكان الفرد ان يترشح داخل منطقته اذا اراد , او ان يترشح في مسقط قبيلته او عائلته , بغير هذه المساحة من الحرية , لاأعتقد اننا سنحقق ماكنا نصبو اليه نحو مجلس يخرجنا من الولاءات الاولية التي اصر المشروع على نبذها في الحملات الانتخابية الا انه يُعمق جذرها في حالة الاصرار على ان يكون انتخاب الفرد داخل حمى القبيلة فقط ومكان تواجدها الاصلي في البلاد, مرشح المنطقة المسافة بينه وبين الوطن أقرب  حتى وان كان ابن قبيلة  هناك مساحة ذهنية  يمكن مع الوقت  تكريسها بشكل إيجابي ,علينا ان نفتح نافذة لوجود انساني ارقى  وهو الوجود الثقافي الذي اذا ماجرى اختزاله سواء في قبيلة او حتى في ايديولوجيا  لم يختارها تحول الى وجود مادي بحت  لذلك من الاهمية بمكان ان يكون للفرد" خياراً " انسانياًيحقق فيه ذاته  بعدما عشنا الفترة الطويلة السابقة الفرد  فيها لم يكن سوى  "إختياراً" مادياً   ارجو ان تكون الفكرة قد وصلت .حفظ الله قطر

الاثنين، 17 مايو 2021

حول قلق المكانة

المكانة في المجتمعات التقليدية لها محددتها وشروطها التي ينتجها المجتمع من داخله من خلال عملية وسيرورة تاريخية, مع تطور المجتمع ينتج المجتمع شروطاً جديدة نتيجة هذا التطور بناء عليها يفتح مجالاً لأشكال جديدة من المكانة الإجتماعية دون إلغاء للمكانة التاريخية المتحققة سابقاً لذلك المكانة التاريخية في المجتمعات الأصيلة متحف متجاوز وليس ساحة إلغاء وإحلال. والاخطر من ذلك حينما يتم التدخل في تحريك التاريخ يدوياً في عملية إنتاج رموز وإيقونات ليست إنتاجاً لتاريخ حقيقي وليس لها بصمة ذاتية حقيقية من داخل المجتمع بقدر ماهي إسقاطات فوق التاريخ وفوق المجتمع, فيتعامل معها المجتمع بسخرية وبلا عمق حقيقي , التاريخ ليس هناك سوى الاعتراف به كما حدث وحصل وليس في ذلك ضير للحاضر ولا لرموزه بل أن من عظم الحاضر أن يعترف بالماضي كما تم أو حصل , الانتقاء من التاريخ لإيجاد ودعم الحاضر خطر على الحاضر وليس خطر على التاريخ , حيث عملية الانتقاء التاريخي في صياغة التاريخ هي في الاساس عملية نفي مستمرة إذا ما إستمرت الاجيال جيلاً بعد آخر في إعتمادها, وسينعكس هذا على الثقافة وهو واضح اليوم في مجال الادارة الحكومية حيث إلغاء تاريخ من سبق في الوظيفة يبدو عاملاً حاسماً لإنجاز من لحق . أتمنى أن يعي المسؤولين دور التراكم الضروري لبناء الانجاز وكذلك أهمية التاريخ كما حصل وتم لبناء جيل متصالح مع نفسه يفضل التسامح والاعتراف على الانتقام والالتفاف, يتحكم المجتمع بقدرته على الامساك بورقة الاعتراف , لذلك اية محاولات لفرض تاريخ او شخصيات مالم تمر عبر توافقات يرتضيها المجتمع سيرفضها المجتمع حتى ولو ارتضتها السلطة الاانها ستبقى في وعي المجتمع عملاً اكراهياً لاأكثر, للحصول على الاعتراف من الدولة اسهل بكثير من الحصول عليه من المجتمع , لذلك تجد تسابقاً لارضاء الجهات الرسمية حتى على حساب المبدأ والموقف لدى اولئك الملتحقونالى درجة الغاء ذواتهم ليصبحوا مجرد اشياء لاغير,

الخميس، 6 مايو 2021

ليلة القبض على الوزير رسالة أم مبدأ؟

     حدث لم تعهده قطر من قبل أمر بالقبض على وزير المالية والتحقيق معه في عدد من الاتهامات , لست هنا بصدد اصدار احكام أو اتهام   الرجل الذي أختير قبل أشهر قليلة كأحسن وزير مالية في منطقة الشرق الاوسط على ما أظن, فالأمور لاتزال في سياقها القانوني  أنا هنا بصدد رصد ردود افعال الشارع القطري حول هذا الحدث اللاسابق له, رغم انه قبل اشهر مضت تم التحقيق مع مدير المرور السابق وعدد من االمتهمين بالفساد وسوء استغلال الوظيفة ولكن  المستوى المعلن عنه  حالياً يمثل  منحنى يجب التوقف عنده  لفهم مايرمز اليه  ,تعُود المجتمع عبر عقود طويلة الحديث عن الفساد الى درجة ان الحديث عنه اصبح مملاً بل واصبح التكيف معه أمراً طبيعياً , ليس هناك مجتمع يخلو من الفساد , لكن ماتعود عليه مجتمعنا  انه على الرغم من ذلك يخلو من الفاسدين, كمصداق في الواقع لظاهرة يشعر بها المجتمع ولكن هو اعجز من الاشارة اليها في الواقع , ماحصل الآن هو أن النطاق المركزي للمجتمع مع هذه القرارات انتقل من الاخفاء والتستر لاسباب كثيرة منها الشخصي ومنها الرسمي الى الى الكشف والافصاح , وهذا يدل بأن ظاهرة الفساد وصلت الى مرحلة تهدد وجود الدولة والمجتمع وبالتالي لابد من مواجهتها مباشرة ,   التحقيقات ستأخذ مجراها  , ولكن مايهمني ان المجتمع سينتقل معها  انتقالاً نوعياً لايمكن الرجوع عنه وهو التصدي المباشر للاشخاص ومن المؤمل كذلك انه سيصبح سلوكياً في وضع يفرز بين الفاسد والصالح  ولايعيش سديم العلاقات في الظاهر  وحديث الاتهام في الباطن  , يبقى السؤال الهام هنا هل مثل هذا التطور في محاربة الفساد رسالة أم مبدأ؟هل نطاق الدولة المركزي انتقل فعلاً نحو اعلان الحرب على الفساد أم أن هناك ظروف ادت الى هذا الانتقال بشكله العنيف الحالي ؟ ثم يعود الى المهادنة تعللاً بخصوصية المجتمع ومبدأ الستر الذي أمر به الدين إنتقاءً, ناهيك عن مكافحة الفاسد أو العمل على تدويره كما كان يحصل في السابق , انا شخصياً كلي تفاؤل برغبة سمو الامير الشيخ تميم في مكافحة الفساد واقتلاع الفاسدين , وكلي أمل أن يصبح ذلك مبدأً لاتحيد عنه الدولة , في اعتقادي ان الربيع الخليجي هو ربيع مكافحة الفساد والقضاء على بؤره وشخوصة , الفساد ومن هم يمثلونه  بدأ يهز اركان الدولة في الخليج بالذات بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ الشواهد كثيرة في هذه الدول , هناك احتضار لمؤسسة الدولة في المنطقة أمام تعاظم ظاهرة الفساد المالي وهدراً واضحاً للأموال العامة , وهناك ترقب عالمي واضح بان هذة المنطقة اصبحت مرتعاً لغسيل الاموال والتجارة المحرمة وبالتالي هي عرضة للقانون والاستباحة والتدخل , اسأل الله ان يحمي قطر وأن يأخذ بيد اميرها الشاب في مكافحة الفساد ومن يستغل قوت الشعب وأمواله , وانا على يقين ان كل افراد المجتمع القطري مع سموه في هذا الاتجاه فهو كما اعاد البسمة للغارمين قادر بعون الله وبالتفاف الشعب معه أن يعيد الحقوق لاصحابها وان يضع الرجل المناسب في المكان المناسب , عندما تشير الى الفاسد أنت تحقق مبدأ ولكن عندما تتحدث عن الفساد فقط أنت توجه رسالة الى الداخل وربما الى الخارج تكسب فيها بعض الوقت ولكن لن تصل الا في حالة ان تصبح مبدأً ينطلق من مركزية مجتمع يؤمن بها تمام الايمان , حفظ الله قطر من كل مكروه.

الاثنين، 3 مايو 2021

ظاهرة "المنتصر المهزوم"

لدينا ظاهرة ثقافية سائدة في حياتنا العربية اسمها "المنتصر المهزوم", قدرة فائقة على تحويل الهزيمة الى نصر مع قليل من الزخم الاعلامي الرخيص واستعاره فجة من تاريخ اللغة الممتلىء بعبارات مثل خسرنا جولة ولم نخسر المعركة, لم يسقط الرمز, انتصرنا لولا خيانة البعض من الاهل والقربى , وما الى ذلك تبريراً لهزيمة واضحة , الاشكالية الكبرى حين نحتفل بالهزيمة وكأنها نصر, صدام احتفل بالنصر في حربه مع ايران بعد ان تدخل العالم لوقف الزحف الايراني الكثيف وتهديده المباشر لاسقاط نظامه و على المستوى الفردي نحتفل بمن لم ينتصر في معارك الدبلوماسية او الثقافة , تحت عناوين كثيرة منها كان سينتصر لكن لم يحالفه الجظ, كان متقدماً لولا تخاذل اشقائنا في العروبة والدين في نصره , تبريرات كثيرة, تنفق بسخاء داخل المجتمع تجعل من المنهزم منتصراً وتفضح ثقافة عرجاء لايشفع لها النصر ولاتبررها الهزيمة, سيولة في المفاهيم تكشف عن نفاق مجتمعي لايبني عقلاً سليماً ولا ارادة واضحة لها القدرة على التصميم بقدر قدرتها على التبرير, وتفقد المجتمع فضيلتان عظيمتان وهما فضيلة الاعتراف وفضيلة الاعتذار, حيث طمسا طمساً من خلال قدرة قاموسنا اللغوي في التلاعب في الالفاظ واستعداد العقل الجمعي للتسويه بدون مقابل, الاعتراف بالهزيمة انتصار على ماضيها , وتحويرها وتجييرها الى نصر استنقاع في براثنها, اليابان لم تصبح ورشة العالم لولا اعترافها بالهزيمة, المانيا لم تصبح قائدة اوروباا لولااعترافها بالهزيمة , ديغول , تشرشل, امثلة عظيمة تدل على عظمة الاعتراف وعظمة اصحابه , تسويق الهزيمة على انها نصر تخلق مجتمعاً يتكل على الاستعارة من الماضي على حساب الحاضر والمستقبل , وتسويق المنهزم على أنه منتصر تخلق بطلاً من ورق , وتوجد شقاً طولياً في بنية المجتمع الثقافية تجعل من القدرة على التبرير مرتكزاً خطيراً لجميع الافعال , ثقافتنا ارتبطت بنسق لاتستطيع معه انفكاكاً وهي ماتعانيه منه اليوم مجتمعاتنا التقليدية وهو اصالة الوضع الاجتماعي واعتبارية الانسان, بمعنى أن وضعك الاجتماعي يحدد مقدار انسانيتك , لذلك , مفاهيم مثل الاصالة, القبيلة , الطائفة, العائلة , القوة , المنتصر, مفاهيم سوبر يجب الانتماء اليها بشكل او بآخر وبأي وسيلة وحيلة والا ستعيش في بؤرة النسيان والغفلة وربما الاحتقار, ومن هنا تضخم قاموس التبرير والكذب والتزوير , على حساب الاعتبار والاخذ بالاسباب . مجتمعات على صفيح ساخن

الجمعة، 23 أبريل 2021

في رثاء إعلامنا

   احاديث الحسرة والرثاء المصحوبة  بالتألم وقلة الحيلة تسمعها  وتقرأها  وتطل عليك من جميع وسائل الاتصال الاجتماعي  عن الحال  الذي وصل اليه اعلامنا  المحلي , تتوالى السنين ونترقب التطوير  فلانجد سوى التكرار, استبشرنا  بعدد الشبان الجدد الذين دخلوا مجال الاذاعة والتلفزيون , ووتأملنا  خيراً في بقايا  الجيل المخضرم  , ولكن لم نجد سوى تكرار ممل  وديكوراً يتغير, حتى برامج رمضان  وهو تجدد للانسان في كل نشاطات حياته  لايغير في طبيعة ما يقدم الا بمقدار الزج  ببعض الكلمات  المحلية العاميه    المتكلفة التي لاتفرضها طبيعة البرنامج  وليس لها علاقة البته بالتراث , وفي اقصى مراحله نصل الى برنامج الغبقة وهو ليس الا برنامج تراحيب  مع اضافة في الوقت  ومقدمين جدد يملكون خبرة اوسع لكن لايقدمون جديداً , اشعر بالحسرة عندما اتابع في قنوات اخرى قريبه شقيقة برامج  رائعة مثل الراحل او  " وينك" او برامج  حوارية  مع الفاعليين  والمؤثرين  في المجتمع , قطر ادخلت الاعلام الجديد في المنطقة عبر  الجزيرة  لكن الاعلام الداخلي  لم يدخل حتى  مرحلة الاعلام التقليدي النشط بعد ,  قال لي أحدهم الايوجد في بلدكم خبرات , الا يوجد لديكم مبدعين؟  لنأخذ برامج المنوعات إنموذجاً  , برنامج الاخ الحبيب حسن لم يتغير البته منذ خروجه الى النور الا  في الاسم فقط ,نفس الاداء , نفس البيئة النفسية ,نفس الأسلوب  الذي يعتمل فيه الساذج من العبارة مع المعلومة الموظفة لخدمة الواقع في سقفه المعاش اكثر من الهدف التثقيفي الذي يسعى اليه كل برنامج من نفس الطبيعة  , في حين لوتأملنا أشهر من كان يقدم برامج المسابقات  هما الدكتور الخطيب والأستاذ شريف العلمي رحمهما الله , فالاول كان يمتلك ثقافة عالية  وقاموساً لغوياً كبيراً يأخذ بيد المشاهد الى السمو في اللفظ   والثاني يأخذ المشترك أوالمشاهد الى الهاوية ليحبس أنفاسه قبل أن يجيب  ,أما برنامج  مسابقات تلفزيون قطر  أضفى عليه الممثل  نوعاً من الروح الفكاهية لكن بشرط ان لايتكرر, في حين الحديث عن برنامج حواري متجدد  على مستوى برامج المنطقة  فليس له  مع الأسف  وجود ,نحن بحاجة الى مراجعة في هذا المجال , نشط اعلامنا في الازمة  لكن كان ذلك ظرفاً طارئاً يحتاج الى فزعة , لكن اليوم يحتاج اعلامنا الى ان يتطور كيفاً في مادته , ليس هناك حل سوى مزيد من الحرية , التي اصبحت اشكالية لدى المواطن وليس لدى الدولة, الدولة اعطت وتعطي مساحة لابأس بها من الحرية , لكن المواطن والقائمين على هذه الأجهزة لم يعتادوا عليها  اما من خوف داخلي خشية الخطأ ومن ثم النقد , وأما لم يدركوا أهمية النقد البناء  فآثروا المشي جنب "الساس" الحائط,  وإما لأنهم لم يتعود اان يمارسوا حريتهم فإذا بأحدهم    يمارس  هويته الخجولة  الخائفة بديلاً عنها  ,كم كاتب رأي في صحافتنا ؟ سؤال يكشف  عمق الازمة, اتمنى ان نفيق  وإلا إذا كنا نرثي اعلامنا  اليوم  فأننا الاجيال القادمة ستقوم برجمه وبرجمنا كذلك لاننا قصرنا في انقاذه في الوقت المناسب

الثلاثاء، 20 أبريل 2021

الفقر الوجودي

الفقر المادي هو اسهل انواع الفقر تجاوزاً, لأنه حالة دنيوية وليس حالة وجودية, الفقاعة المالية فقيرة وجودياً على الرغم من غناها دنيوياً , معظم امراضنا الاجتماعية تأتي من معاناتنا من الفقر الوجودي, هو فقر في الاحساس بوطأة الوجود الانساني والتماهي مع انواع من الوجود الاخرى وليست سوى التحاقاً بالاخرين أو تنازلاً بكينونتك وانسحاقاً أمام ريع الوجود الاجتماعي الزائف سواء كان مالاً او منصباً أو مكانة هشة , كثيرون تجدهم هنا وهناك واعراض هذا الفقر الوجودي واضحة لمن يدرك حقيقة الوجود الانساني الاصيل ,الفقر الوجودي هو وجود للاستخدام تماماً كوجود الاشياء الاخرى , المطرقة , المنشار , الفوطة...الخ كثيرون اولئك الذين يسعون للبروز في المجتمع ولكن يفضح ويكشف اسلوب هذا السعي فقرهم الوجودي, فهم لايشعرون بكينونتهم بقدر ما يسعون لاشعار الاخرين وبالحاح مستمر بأن أحدهم أصبح شخصاً هاماً , يهديك ليريك ما يمتلك, يدعوك لكى ترى اين يقيم وكيف يقيم وفي اي فخامة ينزل,؟ ليس انطلاقاً من اريحية نفس أواسبقية خصلة,ولكن الذي يحركه الشعور بالفقر الوجودي المتكدس في اللاشعور, وعدم مرور انتقاله المادي سواء كان ثروة او منصب او جاه بالمراحل الطبيعية والتعرجات التاريخية اللازمه لتصنع منه انساناً ممتلئاً وجودياً, هي ليست عصامية ولاحتى عظامية, هي طفرة وجودية سرطانية تسحق الانسان وتُظهر التكتل الاجتماعي الزائف بشكل غير مسيطر عليه,مجتمعاتنا الخليجية ممتلئة بأصناف وانواع الفقر الوجودي نتيجة الطفرات المالية التي احدثها ويحدثها توزيع الريع في انتاج ايقونات اجتماعية لخدمة الانظمة حيث من الصعب وربما من المستحيل السيطرة على من يمتلكون الغنى الوجودي قبل الثروة وقبل المنصب, خطورة الفقر الوجودي انه لاقعر عنه سيظل صاحبه يعاني منه مهما امتلك من مادة وثروة وسيتحول في الاخير الى مادة لتندر المجتمع واشفاقه , يبقى ان يتنبه المجتمع لمن كان غنياً وجودياً وان كان فقيراً مادياً وبين من هو غنياً مادياً وفقيراً وجودياً فالفرق بينهما كبير فالأول إضافة رغم عسره والثاني فقاعة رغم يسره وغناه.

الخميس، 8 أبريل 2021

خالد سلمان الخاطر أيقونة الطبقة الوسطى

  الاخ العزيز خالد بن سلمان الخاطر الذي رحل عنا دنيانا بالأمس يمثل هو وجيله انعطافاً هاماً في مسيرة التنمية في بلدنا العزيز,حين رجع العديد من ابناء الوطن من المهندسين والاطباء والاداريين من بعثاتهم الدراسية في بداية وأواسط السبعينيات  ليتبوأو مناصب قيادية في الحكومة ويشكلوا طبقة وسطى اجتماعية ,  من الفنيين والتكنوقراط في جميع مفاصل الادارات في الدولة لتؤدي الحكومة دوراً شهد الجميع بأنه على مستوى عال من الكفاءة والمرونةوالانجاز ,وبأنه عصر "قطري" بإمتياز  تقلد االراحل المهندس خالد ادارة الهندسة في تلك المرحلة الهامة من تاريخ الدولة وهو الذي تخرج من اعرق الجامعات الامريكية في مجاله لتبدأ الدولة عن طريقها مشاريع ضخمة صحية وتعليمية وسكنية منها على سبيل المثال لا الحصر مستشفى الولادة واسكان كبار الموظفين وفندق شيراتون الدوحة وكورنيش الدوحة كذلك , ولا أنسى هنا دور سمو الامير الوالد الشيخ حمد بن خليفة الذي كان ولياً للعهد في تلك الايام في اختيار هذة الكفاءات القطرية  ووضعها في المناصب الحساسة التي تحتاجها عملية التنمية وفي مقدمة أولئك  الراحل العزيز خالد بن سلمان ,لقد شهدت  ادارة الهندسة في عهده تطوراً ملحوظاً على صعيد العمل الفني وعلى صعيد العمل الاجتماعي كذلك فقد كانت خلية نحل , كان رحمه الله يساعد الجميع بلا استثناء وبلا تحيز , منفتحاً على الجميع , لايحمل ضغينة أو حقد , ولاأنسى كذلك من كان معه من مهندسين وفنيين و اداريين أو مدراء في ادارات اخرى كالكهرباء أو الماء أو البلدية , كانت هناك أوركسترا تكنوقراطية يعزفها اولئك الشباب من ابناء قطر في تلك الفترة, كانت فعلاً طبقة وسطي اعادت التوازن للمجتمع , وكان خالد رحمة الله ايقونتها , يحز في النفس أن تتلاشى تلك الطبقة الوسطى الفنية ليحل محلها طبقة وسطى رعوية طفيلية غير انتاجية مما اثر كثيراً ونفسياً على افراد تلك الطبقة الانتاجية وشعر البعض منها بالاهمال وعدم الاهتمام والنسيان   وعدم التكريم , فأنزوى االعديد بعيداً يرى ماانجزه والدور الذي قام به ويشعر بأنه الزمن  إختاره للزمن الصعب لكن لم ينصفه  بعد ذلك . لقد كنا نمتلك طبقة وسطى رائعة من الفنيين تتمتع بمجال ونطاق شخصي فيه من الحرية وابداء الرأي الكثير., انتقل الاخ خالد الى جوار ربه بعد سنين طويلة من العزلة والمرض , اصحابه كثر ايام مجده وقلة تكاد تسأل عنه أيام انعزاله ومرضه ونسيان حكومي مؤلم له ولأمثاله من أبناء تلك الطبقة التي ادارت دفة التنميه في السبعينيات والثمانينيات من القرن المنصرم , رحم الله بو عبدالعزيز ورحم أيام تلك الطبقة الوسطى المنتجه من افذاذ التكنوقراط والفنيين من ابناء الوطن الذين مهدوا طريقاً للإنتاجية إلا أن الريع  غلاب

الثلاثاء، 6 أبريل 2021

كورونا وتخليص الديني من الاجتماعي

كنت الحظ تدافع الناس لصلاة التراويح بشكل اكثر من حرصهم على اداء فرض العشاء , ترى العدد ضئيلاً وما ان يشرع الامام في صلاة التراويح حتى يتزاحم الناس بشكل شديد مع انها سنه وليست فرضاً , كنت ارى الآلية تطغى على الروحانية بحكم سيكلوجية الجماعة, كنت ارى الطواف حول الكعبة وقد تحول الى تكدس وعشوائية ومناظر مؤذية للعين وللشعور , كنت ارى عدم الانتظام في المساجد وقلة الاعتناء بالمظهر ولا بالرائحة , كنت اعيش التعاضد السلبي الى درجة ان تشم رائحة الاكل من فم من يصلي بجوارك.جاءت كورونا درجات حتى وصل بنا الامر الى اقفال المساجد والصلاة في البيوت , رغم قساوة القرار على المسلم الا أنه مع الوقت اعاد الى الصلاة اعتبارها في اعتقادي واعاد الى الشعيرة وقارها واعاد الى النفس سكونها واطمئنانها,رب ضارة نافعة, ثم بدأت العودة التدريجية وفتح المساجد بانتظام وتباعد ومسافات, وادركنا ان رص الصفوف ليس ضرورياً وليس فرضاً كما كان يعتقد البعض وان النظافة في الملبس والمظهر افضل من العشوائية في بيوت الله, وان احضار الاطفال الى المسجد ليس سوى تعريضهم للعدوى, وان الايمان اطمئنان وليس استعجال , وان من يصلي في البيت لايستحق "أن يُحرق بيته عليه" وان الصلاة علاقة بين العبد وربه وليست علاقة بينه وبين مجتمعه, اليوم نحن على اعتاب اغلاق ثان لمواجهة هذه الجائحة المهلكة الا أن من بين هذا الفزغ تبزغ سكينة ومن بين انياب الخوف تبدو طمأنينة, على جميع الاصعدة كنا نعيش عشوائية وتكدس غير منتج وعادات اجتماعية ترتدي جلباب الدين والدين منها براء, جاءت هذة الجائحة لتنظم الحياة على جميع المستويات ومن بينها علاقتنا بديننا وتصفية الدين مما علق به من مظاهر اجتماعية اصبحت من الدين بفعل التكرار, اتمنى ان يستمر التنظيم في المساجد حتى بعد زوال هذة الجائحة, اتمنى ان يستمر التنظيم في بيت الله الحرام كماهو قائم الآن وان يستمر بعد ذلك , كم اثلج صدري رؤية المصلين في الحرم بهذا الانتظام الرائع الذي يشعرك بعظمة هذا الدين , لوجاء من جاء اليوم الى مكة ورأى انتظام المصلين في الحرم ونظافة المكان والمسافات الدقيقة بين جميع المكونات سواء البشر او الحجر لإنحنى شوقاً اليه , فما بالك بالذي سمع به مسبقاً وصُدم بما رآه لاحقاً قبل زمان كورونا هناك منافع تُساق مع البلوى لمن كان ذا عقل رشيد , أبعدالله بلاء كورونا عن الانسانية جمعاء وترك دروسها لمن يعتبر ويدرك حكمة الله قبل ان يطلب رحمته