الاثنين، 17 مايو 2021

حول قلق المكانة

المكانة في المجتمعات التقليدية لها محددتها وشروطها التي ينتجها المجتمع من داخله من خلال عملية وسيرورة تاريخية, مع تطور المجتمع ينتج المجتمع شروطاً جديدة نتيجة هذا التطور بناء عليها يفتح مجالاً لأشكال جديدة من المكانة الإجتماعية دون إلغاء للمكانة التاريخية المتحققة سابقاً لذلك المكانة التاريخية في المجتمعات الأصيلة متحف متجاوز وليس ساحة إلغاء وإحلال. والاخطر من ذلك حينما يتم التدخل في تحريك التاريخ يدوياً في عملية إنتاج رموز وإيقونات ليست إنتاجاً لتاريخ حقيقي وليس لها بصمة ذاتية حقيقية من داخل المجتمع بقدر ماهي إسقاطات فوق التاريخ وفوق المجتمع, فيتعامل معها المجتمع بسخرية وبلا عمق حقيقي , التاريخ ليس هناك سوى الاعتراف به كما حدث وحصل وليس في ذلك ضير للحاضر ولا لرموزه بل أن من عظم الحاضر أن يعترف بالماضي كما تم أو حصل , الانتقاء من التاريخ لإيجاد ودعم الحاضر خطر على الحاضر وليس خطر على التاريخ , حيث عملية الانتقاء التاريخي في صياغة التاريخ هي في الاساس عملية نفي مستمرة إذا ما إستمرت الاجيال جيلاً بعد آخر في إعتمادها, وسينعكس هذا على الثقافة وهو واضح اليوم في مجال الادارة الحكومية حيث إلغاء تاريخ من سبق في الوظيفة يبدو عاملاً حاسماً لإنجاز من لحق . أتمنى أن يعي المسؤولين دور التراكم الضروري لبناء الانجاز وكذلك أهمية التاريخ كما حصل وتم لبناء جيل متصالح مع نفسه يفضل التسامح والاعتراف على الانتقام والالتفاف, يتحكم المجتمع بقدرته على الامساك بورقة الاعتراف , لذلك اية محاولات لفرض تاريخ او شخصيات مالم تمر عبر توافقات يرتضيها المجتمع سيرفضها المجتمع حتى ولو ارتضتها السلطة الاانها ستبقى في وعي المجتمع عملاً اكراهياً لاأكثر, للحصول على الاعتراف من الدولة اسهل بكثير من الحصول عليه من المجتمع , لذلك تجد تسابقاً لارضاء الجهات الرسمية حتى على حساب المبدأ والموقف لدى اولئك الملتحقونالى درجة الغاء ذواتهم ليصبحوا مجرد اشياء لاغير,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق