الأربعاء، 19 مايو 2021

القبيلة تكريس للتعيين لا للانتخاب الحر

وافق مجلس الوزراء الموقر على مشروع قانون بإصدارقانون نظام انتخاب مجلس الشورى واحالته الى مجلس الشورى.خبر سار بلاشك وفرحة عارمة وجدتها في تويتر "ومبروك يا أهل قطر" لست هنا لاقول غير ذلك , بل على العكس كانت ولازلت اتمنى التقدم في هذا المجال بل واكثر من كتب حوله حاثاً الدولة في التحرك قدماً لتحقيق ذلك.هناك شروط يجب توافرها في الناخبين والمرشحين وفقاً لاحكام الدستور والقواعد القانونية ذات الصفة الدستورية,ما أود الاشارة اليه هنا بعيداً عن السرد التاريخي للتجربة القطرية الذي اسهب فيه البعض بما فيها من ايجابيات وسلبيات ا لا انه سرداً لايصل الى جوهر القضية وهي المعنى الحقيقي لفكرة الانتخابات والفلسفة التي قامت عليها ,لابد من الاشارة اولاً ان مجلس الشورى منذ قيامة في بداية السبعينيات من القرن المنصرم كان وجوداً مادياً اكثر منه وجوداً معنوياً بمعنى انه لم يكن يعبر عن فكر الافراد بقدر ما يعبر عن وجودهم ومكانتهم الشخصيه في المجتمع لذلك رأينا التآكل لهذة المكانة الفردية مع رحيل الافراد وغيابهم , الآن اذا كانت الانتخابات ستقام على اساس مسقط رأس الفرد أو القبيلة التي ينتمي اليها, فنحن لم نحقق سوى تكريس الوجود المادي الذي كان سابقاً ولكن تحت عنوان جديد ولافته حديثة مبتكرة, لأن اصالة انتخاب العضو ستكون لقبيلته على حساب ثقافته وفكره , وبالتالي سيظل المجتمع لايبحث عن الكفوء بقدر ما يبحث عن ابن القبيلة المخلص والذي يشكل اجماعاًبمفهوم القبيلة , ومنذ الآن وجدت من رشح اسماء ليس لفكرها وثقافتها وانما لأن ثمة اتفاق لدى القبيلة بصلاحيته لتمثيلها , هنا يختفي الجانب الفردي الثقافي الذي يحتاجه المجتمع في ظل جانب " التكتل" الذي تحتاجة القبيلة لتقوية مكانتها داخل المجتمع وهذا ليس سوى صورة شعبيةانتخابية,للوضع الرسمي الراهن للمجلس الحالي الذي لاتكاد ترى الافراد فيه بقدر ماترى أو تتحسس الكتله المادية, اذا كان ولابد من مشروع مسقط رأس الفرد او القبيلة فأنني اقترح أن يكون ذلك أحد خيارات الفرد لا الخيار الوحيد , مهم جداً ان يكون للمجلس القادم وجوداً انسانياً خارج وجوده المادي الذي يحققه المنصب والمكانة والامتيازات , بمعنى أن يكون بإمكان الفرد ان يترشح داخل منطقته اذا اراد , او ان يترشح في مسقط قبيلته او عائلته , بغير هذه المساحة من الحرية , لاأعتقد اننا سنحقق ماكنا نصبو اليه نحو مجلس يخرجنا من الولاءات الاولية التي اصر المشروع على نبذها في الحملات الانتخابية الا انه يُعمق جذرها في حالة الاصرار على ان يكون انتخاب الفرد داخل حمى القبيلة فقط ومكان تواجدها الاصلي في البلاد, مرشح المنطقة المسافة بينه وبين الوطن أقرب  حتى وان كان ابن قبيلة  هناك مساحة ذهنية  يمكن مع الوقت  تكريسها بشكل إيجابي ,علينا ان نفتح نافذة لوجود انساني ارقى  وهو الوجود الثقافي الذي اذا ماجرى اختزاله سواء في قبيلة او حتى في ايديولوجيا  لم يختارها تحول الى وجود مادي بحت  لذلك من الاهمية بمكان ان يكون للفرد" خياراً " انسانياًيحقق فيه ذاته  بعدما عشنا الفترة الطويلة السابقة الفرد  فيها لم يكن سوى  "إختياراً" مادياً   ارجو ان تكون الفكرة قد وصلت .حفظ الله قطر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق