ماهية الإنسان هي المسؤولة عن سعادته أو شقاءه, مقارنةً بآراء الاخرين فيه, فبما يزخر به في داخله هو ما يصاحبه في حله وترحاله ويطبع أحداث حياته وأسلوب معيشته , هو ما يبقى بعد أن يزيل الدهر كل أشكال المكياج والآلوان الذي تزخرف بها هنا وهناك من اجل هدف دنيوي أو حاجة ملحة, فإن كان طبع الشخص رديئاً فلن تنفع معه كل متع الدنيا , ا لاشكالية حين نستبدل حقيقة ماهيتنا بصورتنا عند الآخرين التي في أذهانهم عنا هنا بيدأ الخلل , من يراك شريراً أو خيَراً قد لايرى حقيقتك وانما مجرد انطباع استله في لحظة قوة أو ضعف شاهدك فيها, فالعامل الوحيد في سعادتنا هو ماتزخر به دواخلنا من ممكنات وما نحن إياه بالفعل أي طبعنا الشخصي الذي يلازمنا كالظل وليس الطبع الذي نتبناه حسب الظروف فهو زائل ولايبعث على الطمأنينة, طبعك الحقيقي هو الذي يأوي معك في الفراش وانت خلياً من الدنيا , فالطبع يؤثر على الانسان وبشكل منتظم أما غيره من العوامل فتأثيرها بسيط ولايدوم , الطبيعة سرمدية والاشياء عارضة, إن النعم الذاتية مثل العقل الراجح والطبع النبيل والمزاج المعتدل والنفس المرحة هي من أوجب الواجبات التي يجب أن نصونها وننميها بدل الركض وراء النعم الخارجية ومظاهر البذخ والاسراف, عموماً لاينسجم الانسان الراقي انسجاماً تاما ً الا مع ذاته, لذلك تجد الانسان مع تقدم العمر يميل الى البقاء مع ذاته اكثر, في حين أنه قد يكون في شبابه كانت تسكنه ذوات الآخرين وتستولي على ذاته وتحرك مشاعره, هذه شذرات رائعة لشاعر فارسي يصور الحياة وما يعتريها أبلغ تصوير
هل فقدت العالم كله ؟
لاتحزن فالأمر هين
هل صار كله طوع بنانك ؟ لاتفرح فالأمر هين
افراح ..أتراح ...الآم ... آمال
كلها الى زوال مُرَ منها
مرور الكرام ولا تبالي
كلها إلى زوال