الاشكالية التي نعاني منها هي اعطاء ظاهر الحياة كل اهتمامنا وننسى او نتناسى أ ن الشرط اللازم لتوازننا وسعادتنا هو في اعطاء الحياة الداخلية الاولوية على كل ممتلكات الحياة المادية الظاهرة للناس, النجاح المادي يثير الضجة تتفاخر به وسائل الاعلام يومياً عارضة اسماء اولئك الذين استطاعوا ان يحققوا غنىً فاحش وثروات طائلة, لكن الحقيقة ان كل هذا الغنى وهذه الثروات تحت رحمة الاحداث ومؤامرات الغير من أعداء أو وحساد , لذلك هناك دائماً شعور مزدوج بين الامتلاك وعدم الامتلاك في الوقت نفسه , وتعجب حتى تدرك ان الكثير منهم لايشعرون بالسعادة بل ويشعرون بأن شيئاً ما داخلياً ينقصهم, فقد اغفلوا حياتهم الداخلية تحت اجتياح الرغبة في الحصول على المادة والسعي المستمر وراء بريقها الآخاذ, ولو ادرك الانسان ان مايمتلكه حقيقةً هو حياته الداخلية وثروته الروحية فسيشعر بالتوازن الحقيقي في هذة الحياة بعيداً عن تأثير الآخرين وسيكون في وضع دائم ومستمر لإفادة الاخرين لانه سيدرك انه لايخسر شيئا بقدر ما يضيف الى رصيده الداخلي وحياته الروحية الكثير, ينسى الانسان الغنى الروحي الذي وهبه الله له , ويتغلب جانبه المادي على جانبه الروحي الشفاف , فيصبح اتصاله أرضياً فقط لايعتلى الى مراتب اعلى في الوجود , وينقضي به العمر وهو لم يعش سوى فترة حياة جسده ومكانتها بين الاجساد في حين لم تغتنى روحه التي تحمل سر وجوده وشفرة اتصاله بخالقه من رحيق الحقيقة التي تجعل من حياته وجوداً أزلياً الانتقال من براثن الجسد الى سرمدية الروح التي ينتهي بها الأمر عائدة من حيث أتت ولولا الإرادة الآلهية لتمنعت من السكنى في الجسد المادي الزائل , فأجعل من حياتك روحاً تسمو بالجسد وليس جسداً يطمر روحاً
أنظر كيف يصفها إبن سينا :
هبطت إليك من المكان الأرفع"ي"
ورقاء ذات تعزز"ن" وتًمنُع
محجوبة عن كلَ مقلة عارف
وهي التي سَفرت ولم تتبرقع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق