السبت، 11 مارس 2017

لجنة لدراسة الظواهر السلبية



مجتمعنا يمر بتغيرات سريعة جدا, فحين يسبق الجانب المادي الجانب المعنوي يُحدث خلالا كبيرا وعدم توازن في القيم التي  إستقر عليها المجتمع  , وينشأ مايسمى بالامعيارية , اي تفكك المعايير الناظمة لحركة المجتمع شيئا فشسيئا.,فوجود مصنع في الريف مثلا  أو مولا فاخرا في فريج صغير  أو أبراجا في حىَ صغير, تعمل على خلق علاقات جديدة  غير تلك السابقة المستفرة , مجتمعنا يمر الآن بحركة نمو مادي سريعة جدا فبالتالي هنا ك صور تُشاهد يوميا  نتيجة هذا التغير  الديمغرافي المصاحب لحركة النمو المادي تحث صدمة للمواطن الذي عهد على استقرار القيم والاخلاقيات , إضافة الى ذلك فإن منسوب الريع المرتفع  أدي الى المبالغة في المظاهر بشكل مقزز, فقز الجيل الجديد  عقود كثيرا قدما عما عهد الاباء في إتجاه التقليد الاعمى الغير مبرر. أعتقد أنه حان الآوان لإنشاء لجنة لدراسة الظواهر السلبية في المجتمع وإن  تتبع رأس الهرم الاداري في السلطة  لمحاولة حصر وعلاج الكثير من الظواهر السلبية سواء تلك المتعلقة بالجانب المادي أو الاخرى المتعلقه بالجانب السكاني  , بين المواطن والوافد. فيها من خبراء الاجتماع والتربية من  لهم باع في  فهم طبيعة المجتمع  وخصائصة ,اللجان التي سبق وأن أنشأت كالعضيد وغيره  لم تكن فاعلة  لأنها إستجابة  وليست دراسة , المطلوب دراسة الظواهر وحصرها ومعرفة أسبابها وليس فقط النجدة للقبض على مرتكبيها. تفكك المعايير ظاهرة صاحبت التصنيع في المجتمعات التقليدية, ومع ذلك أمكن لتلك المجتمعات الانتقال  الى نمط توافقي بين التقليديه في العلاقات والتصنيع كضرورة للإقتصاد . بدون دراسة  واعية ودقيقة لايمكن مواجهة الظواهر السلبية  فالمطلوب  ليس فقط العلاج وإنما معرفة الاسباب والحيلولة أمام إنتشارها  وتفاقمها.

الخميس، 9 مارس 2017

يا أغنياء "الريع" تحملوا مسؤوليتكم

كيفية خلق الثروة قبل النظر في اقتسامها  أمر جدير بالنظر. وكيفية توزيع الدخل  في المجتمع الريعي أمر في غاية الخطر, أعتقد الآن  بعد ظهور بوادر طبقية  واضحة في المجتمع لم تكن لتظهر أو لتبدو في السابق , وبعدما اتجهت سياسة الانفاق  الى الانحياز للاغنياء أو لخلق طبقة غنية , ان يتجه  التفكير في توظيف هذه السياسة لتحفيز النمو  وليس لمزيد من الطبقية الحادة ,  في الدولة الرأسمالية تتجه السياسة المنحازه للاغنياء بهدف  أنها في النهاية ستتقاطر على الفقراء وستعزز النمو, بدلا من السياسة المتجهة للفقراء التي ستضعف النمو, لكن في المجتمع الريعي  تبدو  السياسة المنحازة للأغنياء قاتلة للفقراء, مالم يتبعها  إجراءات حقيقية تجعلها قاطرة للنمو المستهدف  في طبقات المتجمع الفقيرة, الذي يحصل أنه لايحدث تقاطر  بإتجاه الأسفل بهدف النمو  وانما بهدف الاستغلال  , فإعادة التفكير في هذه السياسة أمر هام جدا , ولعل هناك وثوق كبير في أن السياسة الاقتصادية المتجه للأسفل أو بتوزيع الدخل للأسفل للفقراء أكثر نجاعة من توزيعه على الأغنياء  إذا لم يتحول  لقاطرة نمو حقيقية, فالاتجاة لفرض ضرائب على الأغنياء أعتقد انه سياسة سيكون التفكير فيها جديا إذا ما حاول المجتمع الحفاظ على استقراره  ووسطيتة , أو بمطالبتهم "الأغنياء" بإستثمار أعلى  داخل مجتمعاتهم بحيث يحمي الفقراء  من الازدياد فقرا, فزيادة الانفاق على الأغنياء لايجعل بقية المجتمع  غنيا دون هاذين السبيلين , فرض ضرائب أو بإستثمار توازني أعلى داخل المجتمع من خلال إجراءات تشجيعية   ثم تقاسم  هذا النمو بشكل يحفظ رفاه نسبي للمجتمع, إن مانراه من تكدس  هائل للثروة في أيدي قليله بدون تمريرها إلى الأسفل أمر في غاية الغرابة والخطورة, على الأغنياء أن يتحملوا مسؤولياتهم أمام مجتمعهم , كما على الدولة أن تتحمل مسؤوليتها أمام المجتمع ككل بالتدخل لحفظ التوازن في  توزيع الدخل , نحن مطالبون بذلك دينيا قبل أي شيء آخر من خلال فريضة الزكاة  التي لانذكرها الا عندما نسأل عن أركان الإسلام  وليس لها آلية واضحة , ناهيك عن مسؤوليتنا الاجتماعية في ثروة هذا البلد  وأجيالة القادمة , علينا أن ندرك أن مفهوم الفقر في مجتمعنا قد تغير , كما أن مفهوم الغنى كذلك قد تغير , تسابقنا في البنيان  وتطاولنا في الكرم  الممجوج حتى أصبح  بذخا فاقعا يسىء الى إنسانية صاحبة, فأصبح الغني هو المجاهره بالنعمة بشكل الهدف من وراءة تعزيز المكانة الاجتماعية وهذا إصطناع وزيف, والفقير هو من يشعر بالخوف من عدم تمكنه من الحصول على قطعة من الكعكة التي توزع.
نحن نعيش بلا قاعدة إنتاجية حقيقية , فالغني فينا على المعظم, غنىُ بفعل الريع المباشر   والفقير فينا من لم يحصل على جزء من هذا الريع بشكل أو بآخر أو لسبب أو لآخر, فليس هناك داع لكل هذا التنكر  لواقعنا , بودي لونتنبه قليلا  ونعيد استثمار أموالنا في الداخل على شكل مشاريع اجتماعية  أو توزيع الدخل الى الأسفل بشكل لايترك طبقة  إجتماعية فقيرة أو تعاني من شظف العيش وحرمان الحياة.كان استثمارنا انجع في السابق سواء في المجال الاجتماعي او الثقافي , علينا أن نقارن مثلا بين إصدار مجلة الدوحة  في حينه  ومسابقة القلائل وكلاهما فعلان ثقافيان , لكن اصدار مجلة الدوحة  كان يمتلك تقاطر النمو الى أسفل , بينما مسابقة القلائل , إنفاق في الطبقة الغنية ولايمتلك مردود التقاطر الى أسفل, وهناك العديد من الأمثلة , حتى وصل بنا الحال الى بروز  طبقية  في المجتمع تزداد يوما بعد آخر وقد يصبح علاجها عسيرا إذا لم نتدارك الوضع ونضع الحلول  لدخل أكثر عدالة.
"اللهم إجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه" 

الثلاثاء، 7 مارس 2017

الفساد كحالة, والفساد كروايه

 

لااعتقد بوجود مفاهيم سياسيه داخل مجتمعاتنا لأنها ليست مجتمعات سياسه بعد, لااعتقد بوجود علماني عربي  ولا ليبرالي عربي  ولا محافظ عربي , لدينا  مفاهيم المجتمع الاوليه , حضري , بدوي, ريفي , مديني , متشدد , متساهل. إذا وصفت شخصا ما بأنه علماني فقد إتهمته و وإذا نسبت الليبراليه لشخص آخر فقد قذفته.  المفاهيم السياسيه  ليست هي الاشخاص هي توجهاتهم , بينما مجتمعاتنا لاتفصل بين ذلك . لايمكن إطلاق صفة سياسيه على فرد في مجتمع لايحكمه القانون وينظم حياته الدستور المتوافق عليه. ما نعيشه في الحقيقه فوضى اتهامات  وفتاوى دينيه في مجال آخر غير مجال الحقيقي, السياسه ليست مجالا للفتوى  لأنها آليه عمل  فقط, هي مجال للتغيير المستمر لكن ضمن خيارات المجتمع وما يتوافق عليه, العلمانيون العرب او الليبراليون العرب ليس لهم وجود قانوني في مجتمعات دينيه وليست سياسيه , أفصد  نظرتها للسياسه نظره دينيه , حلال أو حرام. فالمجال العام العربي  محشو بالقبليات الغير سياسيه  سواء دينيه أو قبليه أو طائفيه , وهذه قاذفات اتهامات  لانها تنطلق  من عقل مطلق يقوم على أنه الحقيقه المطلقه وغيره  زيف وظلال .  لذلك  نجد قضية الفساد لديه قضيه روايه أو سرديه وليست حاله"بمعنى أنها لاتنتهي وإنما تأخذ اشكالا وابعادا مختلفه نظرا لغياب الحياه السياسيه الناظمه للمجتمع بما في ذلك دستور متعارف عليه وقوانين شارحة له ومنظمه للمجال العام. هذه المفاهيم السياسيه  التى نستخدمها في مجتمعات ماقبل الحياة السياسيه , هي من أسباب التوتر المستمر في المجتمع  , فالمجتمع السابق للعمليه السياسيه  مجتمع شتائم شخصيه, بينما المجتمع السياسي شتائمه سياسيه أي تتعلق  بما يلبسه الشخص ويرتديه لا  بما يمثله من وجود انساني , شتمت هيلاري كلنتون أوباما ثم عملت معه  بكل إخلاص , بينما نحن عندما نشتم نعلق المشانق . مجتمعاتنا في أزمة  تراوح هنا وهناك لكنها لم تصل بعد  أو ترتقي بعد لمستوى العمل السياسي  والله المستعان.