الثلاثاء، 7 مارس 2017

الفساد كحالة, والفساد كروايه

 

لااعتقد بوجود مفاهيم سياسيه داخل مجتمعاتنا لأنها ليست مجتمعات سياسه بعد, لااعتقد بوجود علماني عربي  ولا ليبرالي عربي  ولا محافظ عربي , لدينا  مفاهيم المجتمع الاوليه , حضري , بدوي, ريفي , مديني , متشدد , متساهل. إذا وصفت شخصا ما بأنه علماني فقد إتهمته و وإذا نسبت الليبراليه لشخص آخر فقد قذفته.  المفاهيم السياسيه  ليست هي الاشخاص هي توجهاتهم , بينما مجتمعاتنا لاتفصل بين ذلك . لايمكن إطلاق صفة سياسيه على فرد في مجتمع لايحكمه القانون وينظم حياته الدستور المتوافق عليه. ما نعيشه في الحقيقه فوضى اتهامات  وفتاوى دينيه في مجال آخر غير مجال الحقيقي, السياسه ليست مجالا للفتوى  لأنها آليه عمل  فقط, هي مجال للتغيير المستمر لكن ضمن خيارات المجتمع وما يتوافق عليه, العلمانيون العرب او الليبراليون العرب ليس لهم وجود قانوني في مجتمعات دينيه وليست سياسيه , أفصد  نظرتها للسياسه نظره دينيه , حلال أو حرام. فالمجال العام العربي  محشو بالقبليات الغير سياسيه  سواء دينيه أو قبليه أو طائفيه , وهذه قاذفات اتهامات  لانها تنطلق  من عقل مطلق يقوم على أنه الحقيقه المطلقه وغيره  زيف وظلال .  لذلك  نجد قضية الفساد لديه قضيه روايه أو سرديه وليست حاله"بمعنى أنها لاتنتهي وإنما تأخذ اشكالا وابعادا مختلفه نظرا لغياب الحياه السياسيه الناظمه للمجتمع بما في ذلك دستور متعارف عليه وقوانين شارحة له ومنظمه للمجال العام. هذه المفاهيم السياسيه  التى نستخدمها في مجتمعات ماقبل الحياة السياسيه , هي من أسباب التوتر المستمر في المجتمع  , فالمجتمع السابق للعمليه السياسيه  مجتمع شتائم شخصيه, بينما المجتمع السياسي شتائمه سياسيه أي تتعلق  بما يلبسه الشخص ويرتديه لا  بما يمثله من وجود انساني , شتمت هيلاري كلنتون أوباما ثم عملت معه  بكل إخلاص , بينما نحن عندما نشتم نعلق المشانق . مجتمعاتنا في أزمة  تراوح هنا وهناك لكنها لم تصل بعد  أو ترتقي بعد لمستوى العمل السياسي  والله المستعان.     

هناك تعليق واحد: