الاثنين، 1 أغسطس 2016

بنشري" ودكان الفريج



لم يكن في فريجنا في الريان سوى "بنتشري" واحد وكلمة بنتشري أو بنجري كلمة إنجليزي من "بنتشر" وتعني أن إطار السيارة قد ثُقب "بنجر" لسبب أو لآخر  ولم يعد به هواء يجعلها تواصل السير, محورية "بنشري" الفريج في ذلك الوقت في أنه يعرف جميع سكان الفريج , خاصة مع إمتلاك معظم سكان فريجنا سيارات تدريجيا, وتصليح "البنتشر" كان بدائيا يدويا ويضع الاطار في ماء ليعرف الثقب ثم يأتي  ب "رقعة" ليضعها فوقه ويكبسها بقوة  حتى يلتحم الثقب, أذكر أن دكان "البنشري" على ما أعتقد كان ملكا للسيد علي بن عيسى الخليفي رحمة الله,  وبه أخوين من الجنسية الايرانيه على قدر كبير من الشبه, في ذلك الوقت كانت العمالة الايرانيه منتشره في جميع الاعمال قبل انتشار العمالة الهنديه التي اتت لاحقا .لم يكن الوضع ميسرا كما هو الحال اليوم , لامن ناحية توفر اماكن تغيير الاطارات ولا من حيث توفر عدد السيارات بحيث تركن إحداها وتاخذ الاخرى , لذلك كنت ارى تكدسا أمام محل البنشري  وعليك بالانتظار  وفي اثناء ذلك  يكون البنشري وهو يصلح إطار سيارتك قد تحدث معك في أمور كثير وأخبرك من جاءه من أصدقائك  ومن ذهب منهم , حتى أن بعض يضع لديه بعضا من الحوائج ليسلمها لمن يريدون ارسالها إليه,"خليت حاجتك عند البنشري  " أو عند راعي الدكان" بهذه البساطة كان تعامل أهل الفريج  مع العمالة ,التي تصبح مع الوقت جزءا من سكان الفريج , الايرانيون واهل فارس أكثر العمالة قربا لسكان المنطقه, لذلك كان انتشارهم كبيرا في الدكاكين وفي البيوت  ومحلات بيع الخضار , بينما تسللت العمالة الهنديه في بدايتها  عن طريق المطاعم , ولازلت أذكر مطعم "محي الدين" في مبنى ملك السيد خميس العبيدلي رحمة الله في فريجنا في الريان كذلك وإكتشافنا "الكيمه والصبجي" ودكان "كنجي" للكرك ,وبجانبه معصره ملك السيد حمد بن مسفر بن شايق رحمه الله وبها عبدالله وهو هندي سريع الغضب  يطلب الفلوس مقدما لشكه في مقدرتنا على الدفع,المؤلم اننا زبائن مزمنيين ولانزال ومستهلكين أساسا , فعندما أتى الريع  لم يوضع بشكل هيكلي  يخفف من استهلاكنا , لذلك كان حتى لهذه العمالة البدائية تأثيرا كبيرا  وكانت أدوارهم محوريه  حيث  نراوح منهم وإليهم خاصة في عطلة الصيف الطويله حيث لم يكن السفر سوى استثناء يسيرا جدا.,وكان هناك دكانا كبيرا ملك السيد حسن بن حجي المالكي الجهني  رحمه الله وصاحبه إيراني يدعى "شيرزاد" ويقابله آخر ملك السيد محمد بن مسفر الحساوي الهاجري رحمه الله وصاحبه يدعى حسن, لم يكن مفهوم انتهاء الصلاحية واردا في الاذهان حيث كانت البضائع والمأكولات  تستمر  سنوات معروضه دون تاريخ انتهاء ,وكنا نعتمد"السلف" مع هؤلاء لثباتنا كزبائن  يوميين وأكثرهم كان يرفض بشدة واحيانا بعنف الا لقلة قليلة جدا, أما الخياط الوحيد فكان  في مبنى اعتقد أنه لأحمد بن يوسف الجابر رحمه الله أو لخميس العبيدلي , وبه خياط ايراني يسمى محمد شريف , هذه هي "مولات" فريجنا في الستينيات حتى منتصف السبعينيات تقريبا. ومع ذلك كان تاثير البيئة أقوى من تأثير المادة  حيث كان الدكان والمطعم  جزء من ثقافة البيت , ولم ينتقل البيت ليكون جزءا من ثقافة "المول" كما نرى اليوم, رحم الله تلك الايام الخوال وأعاد صفاءها الى قلوبنا لنرى البساطة في كل شىء.