الأربعاء، 21 ديسمبر 2022

بشت"ميسي"

لماذا اثارت لحظة ارتداء ميسي البشت القطري، حفيظة الصحافة والاعلام الغربي؟ترك المباراة وتنظيم البطولة والانجاز القطري ، ليركز على هذة اللحظة ويجعل منها "افساد" لفوز الارجنتين كما اشارت احدى الصحف الانجليزية، وتخبط قطري عمل على تشويه البطولة في اخر يوم لها. كيف لامست هذة اللحظة الوجدان الاوروبي؟في حين احتفى بها بقية العالم؟ ماذا يعني البشت في ثقافتنا؟ البشت يمثلُ أحد الرموز لحضارة عريقة يحمل في طياته كثيرأً من المعاني السامية كجميع ثقافات العالم التي يصبح الزي الرسمي لها أحد رموزها الثقافية ، الغرب يدرك ان إسقاط اي حضارة او منعها من النهوض او حتى احتقارها يبدأ أولاً باسقاط رموزها ، البشت، الجمل، اللبس العربي ، كانوا مرتعاً للسخرية الغربية على مدى العقود , لكن الامر الذي جعلهم في حيرة من امرهم، هو توقيت استخدام هذة الرمزية الذي اعتبره ضربة معلم لسمو الامير حفظة الله الذي جاء مع أو رافق انجازاً كبيراً لم يكن يتخيل الغرب ولا اعلامه انه سيتم بمثل هذة الصورة المثلى والتنظيم الذي فاق كل تصوراتهم،،ربط هذا الانجاز برمز من رموز ثقافتنا العربية، هو ما جعلهم يتألمون اعلامياً .الغرب في وعيه اننا شعوب نمطية تنخر الهوية فيها حتى النخاع بحيث تبدو عائقًا امام تطورها وتقدمها، في حين انه يعتمد الحرية أساسًا لنهضته وتقدمه، هذا المنظر افقده صوابه ليتخلى عن حريته التي يدعي فيها انه من حق الشعوب الاخرى ان تعبر عن شخصيتها وما تختاره لمصيرها وما يعبر عن ثقافتها ليطلق ابواق اعلامه مندداً بهذا التصرف حتى ان البعض منهم قال ان هذة اللحظة هي من أسوأ اللحظات التي شاهدها وافسدت عليه هذا التجمع الرياضي العالمي ، على الرغم من ان الغرب يدعي الحرية وان هويته تنبع من حريته الا ان ارتداء ميسي البشت العربي، كشف عن ابعاد هويته المتجذرة عميقاً لتكشف هشاشة الحرية التي يتبجح بها ليصادر حرية الاخرين للتعبير عن حريتهم وثقافتهم ، انه الوجه الاخر للغرب الذي يتعامل مع بقية الحضارات والشعوب بفوقية واستعلاء بينما حضارته الاستعمارية قامت أساساً على اكتاف بقية الشعوب حتى أن انجازاته الكروية ليست سوى ثمرة من مواهب هذه الدول المستعمرة، بشت" ميسي" كشف نفاق الغرب وأن حريته الذي يتباهى بها هي في حقيقة الأمر لاتتجاوز حدود هويته العنصريةالضيقة.