السبت، 27 فبراير 2016

نادي الريان"القصه الأخرى"


"الرهيب" هذه الصفه لنادي الريان الذي أسمه اليوم يملأ المجال الرياضي والإجتماعي , هذه الانتصارات التي يحققها , هؤلاء اللاعبين الافذاذ الذين يسطرون أجمل الانتصارات , هذا الجمهور العريض الذي يهز المدرجات بتشجيعه , يجب أن لاتنسينا قصة أخرى وراء هذا الإنجاز, هناك أسماء إختفت كانت سببا في عشق الريانيين للكرة وإلهاما للإشبال الذين أصبحوا نجوما فيمابعد, هناك تضحيات قدمت , لتصبح كرة القدم عنوانا لأهل الريان , هناك جهود بذلت لتجعل من لاعب الكرة إنسانا يضيف الى مجتمعه بعد أن كان يُنظر إليه كمضيعا للوقت و لفروض ربه , مستهترا بتقاليد اهله وعاداتهم, لن اتكلم عن رؤساء النادي عبر تاريخه فالجميع يعرف ذلك , لن اتكلم عن أشهر لاعبيه فهم معروفين , لن أتكلم ماحققه من إنجاز وأسم فالقائمة الشرف تطول هنا.سأتكلم عن بعض الجوانب التي ربما لايعرفها إلا البعض, أولا لابد من الاشاره إلى أن نادي الريان استقطب العديد من لاعبي الانديه الاخرى وهناك الكثير من هؤلاء اللاعبين التحقوا بالنادي لبعض الوقت , كما أن هناك شخصيات كثيره من جميع انحاء قطر كانت تنتسب الى نادي أو انتسبت لبعض الوقت اليه من مناطق قطر كالغرافه والدوحه وغيرهما, ذلك كان يرجع لشعبية هذا النادي الكاسحه منذ إنشاءه ليس فقط بين القطريين بل بين أكثر الجاليات العربيه في البلد., فهو نادي محوري في بناء الرياضه كنشاط مجتمعي وليس رياضي فقط. لذلك فإن الانتماء للريان هو نفسه الانتماء لنادي الريان بالنسبة لأهله, كذلك لايمكن الحديث عن نادي الريان بدون الكلام عن ملعب مدرسة الريان القديم الابتدائيه, حيث ملعبها الترابي الكبير الذي كان يشهد مرانا شبه يومي للاعبي الريان الذين كانوا نواة النادي بعد تأسيسه, كنا نتجه يوميا الى هذا الملعب لنشاهد مران من كنا نسميهم "الكبار" تمييزا عن غيرهم من جيلنا , حيث كانت هناك عدة ملاعب في انحاء الريان يتمرن فيها الشباب , إلا أن ملعب مدرسة الريان خص بتمرين "الكبار" كان هناك لاعبين متميزين حقا إلا انهم لم يتمكنوا من اللعب في النادي رسميا لسبب او لآخرأذكر منهم "مجلي العصيمي" الذي كنا نلقبه بالجوهرة السوداء , ورسلان العبدالله,رحمهم الله, و كذلك فالح زويران الدوسري ومبارك عيد,ممن شارك مع بدايات النادي كما كان هناك نجوم الريان المعروفين كسلمان خليفه وخطاب عمر وناصر سرور وخالد سلمان الخاطر ومبارك أمان"العقرب" وغيرهم ممن استمر لبعض الوقت طال ذلك أم قصُر. كذلك هناك ممن لم أرهم ولكني سمعت عنهم وعن نادي يسمى الجيل ك رشدان سعيد العلي وعبدالله بن ابراهيم ال ابراهيم . في تلك الأيام كان مجتمع الريان شديد التحفظ فيما يتعلق بوجود نادي في المنطقه , وهناك اعتقاد ربما كان الى حد ما وهو أن من يلعب الكرة لايصلي أو لايواظب على الصلاه, بدأ مثل هذا الاعتقاد بالتلاشي رويدا رويدا حينما أكتشف المجتمع التقليدي بعض ابناء النادي يواظبون على الصلاة في المسجد القريب للنادي ,فأحدث وعيا جديدا لدى بعض كبار السن ,تذكُر مدونة نادي الريان ان تشكيل نادي الريان جاء من دمج نادي الريان مع نادي النسور , ليكتمل نادي موحد لأهل الريان جميعا القديم والجديد, بالنسبة لي اتذكر نادي الريان الذي كان في بيت السيد"محمد بن راشدالحمودي" أطال الله في عمره وهو بيت بين عدة بيوت متلاصقه, ولم يكن الجيران في راحة من هذا التواجد , فكثيرا ماكانت كرة الطائره تأتي مقطعه عندما تذهب خطأ الى البيت المجاور , حتى بعد إنتقاله الى بيت السيد علي بن غصاب الهاجري رحمه الله , في تلك الفتره شهدت أناسا وهبوا أنفسهم لخدمة النادي دون مقابل منهم السيد ماجد أمان الله يعطيه الصحه أحد رؤساء النادي فيما سبق , كذلك المرحوم صالح بن عبدالله المري الذي كان لاينام ومقصف النادي خاليا من المرطبات وقد ذهبت به مرات الى مصنع الكندادراي والبيبسي في الدوحه لكي نحضرعدد من صناديق هذه المرطبات , وايضا الاخ على بن ناصر المسيفري رحمه الله , وغيرهم كثيرين , هناك اسماء عديده من مؤسسي نادي الريان أتى عليها الزمن ولم يعد احدا يتذكرها , راشد بن جبر النعيمي ومحسن السبيعي ومحمد بن جميل , عبدالله بن محمد الخاطر وغيرهم وأسماء للاعبين كانت في يوم من الايام تحمل اسم نادي الريان كوجود, بودي لو يلتفت القائمين على النادي إليها, ناصر سرور حيث كانت تتهافت الانديه عليه , ليتم احتجازه حتى يوقع لنادي الريان خوفا من سرقته وتوقيعه لنادي آخر, وعبدالعزيز الخرجي , سلمان خليفه,خالد سلمان الخاطر, سعد غرينيس القحطاني, وصباح مبارك وكذلك زايد وليد , مال الله عبدالله وراشد عبدالله الكعبي رحمهم الله , وغيرهم , أسم الريان يحتمل كل هؤلاء لايمكن الفصل بين تاريخ النادي وإنجازاته , إن أول بيت وضع للنادي هو حجر التأسيس , وأول ملعب له , هو بذرة الانجاز, وأسماء من قام بتأسيسه هم قائمة الشرف , لايجب ان يخفي الانتصار عن أعيينا رؤية التاريخ في مرحلة ولادته والآلام التي تحملها من صنعه حتى اصبح يُكتب بخطوط من ذهب.

الأربعاء، 24 فبراير 2016

أنا"مهب رفيق" أنا قطري مثلك


مركز التدريب والتطوير المهني سابقا, كان من اجمل المشاريع التي أنشات في قطر , مع الاسف لم يستمر , كان هدفه إعداد جيل من الفنيين تحتاجه الدولة, رأيت كثير من الشباب ذوي المهارات الجديده في الكهرباء والحداده والنجاره, لو قدر له أن يستمر وأن يُدعم لحقق نتائج باهره , هناك اليوم مدرسة التقنيه على ما اعتقد"الصناعه" سابقا, ألا انها لاتأخذ نفس الزخم من الاهتمام المجتمعي والسبب ليس قصور في الدوله ولكن في نظرة الناس للعمل اليدوي بشكل خاص, والسبب الآخر هو التغيُر الذي أصاب نفوس الشباب لشيوع نمط الاستهلاك المسيطر اليوم على جميع مناحي الحياه الاجتماعيه, الاجيال السابقه , كان لديها استعداد وتقبل بعض الشىء للعمل اليدوي , حيث لم تنغمس في الاستهلاك , ولوكان هناك رعاية حقيقيه من ناحية الاجور والدرجات الوظيفيه لهذه الطبقه المهنيه المتوسطه لأمتلكنا كثير من الفنيين في جميع المجالات. العجيب ان معظم الفنيين من الاجانب سواء الاوربيين منهم أو الاسيويين كانوا بمستوي "البوليتكنيك" وهي معاهد متوسطه بمستوى مركز التدريب والتطوير السابق , لكن المجتمع كان وأعتقد أنه لايزال يرى من خلال عقدة الاجنبي , فنعاملهم معاملة كبار المهندسيين والمشرفيين في السكن وفي الاجور بينما هم فنيا بمستوى خريجي معهد التدريب ,عندما كنت مسؤولا من أحدى المؤسسات التي كان يعمل بها عدد من الانجليز والذين كانوا يحتلون اعلى المناصب, حين سألت عن شهاداتهم و, تفاجئت أنهم لايمتلكون في أحسن الاحوال شهادة "البولتكنيك" وتفاجأ بعضهم بالسؤال حيث كان يعتقد أن جنسيته كانت تكفي؟ أعرف شبابا تخرجوا من مركز التدريب على درجة عالية من الفنيه في العمل سواء الكهربائي أو الاعمال الفنية الاخرى أذكر أنني في بداية عملي في وزارة المواصلات أيام السيد عبدالله بن ناصر السويدي رحمه الله , أول وزير مواصلات في قطر , كنا في حاجة ماسة لكهربائي لإصلاح الإضاءه في مكتب الوزير ,وتم إحضار أحد الشباب الذي كان يلبس "البلسوت" الأزرق ومعه معداته وأخذ في العمل مدة اعتقد انها طالت بعض الشىء , فصحت به " رفيق متى فيه خلاص" لأتفاجأ برده العنيف قائلا" اشفيك أنا قطري مثلك" تمنيت ساعتها لو أن الارض تنشق وتبتلعني. لم اتوقع قط أن هذا الشاب قطري و كنت اعتقد أنه اسيوي بلا جدال , لم اكن متعودا على رؤية شاب قطري يلبس هذا وبيده "سكاريب ومسامير واسلاك" أدركت ساعتها اننا كمجتمع احيانا نكون جزءا من المشكلة التي نسعى لحلها , لعدم ثقتنا في أنفسنا وتأثرنا ثقافيا بما يسمى ثقافة "التابع" وهناك أمثلة كثيره لو تتهيأ الفرصة لذكرتها.

الأحد، 21 فبراير 2016

مقترحات لتنشيط الثقافة في قطر



لااعرف كيف يمكننا الحديث عن الثقافه ونحن لانمتلك سوى نادي أدبي واحد تقاصر دوره حتى أصبح هزيلا لايكاد يُرى؟ لااعرف كيف يمكننا الحديث عن تطوير الصحافه في قطر ونحن لانرى برنامجا تلفزيونيا واحدا يقدمه صحفيون او أنهم ضيوفا عليه لتدوال قضايا المجتمع ؟ لاأدري لماذا هذا الفصل بين المرئي والمسموع والمقرىء في دولتنا ؟ كيف يمكن الحديث عن الثقافة بشكل عام وهي جزر متباعده ومتعارضه "التعارض غير التعدد هنا".
يوجد في المملكة العربيه السعوديه أكثر من أربعة عشر نادي أدبي متناثره على رقعتها الجغرافيه الكبيره , من هذه الانديه يخرج الصحفيون والادباء ومقدمي البرامج والمذيعين , قنوات التلفزه السعوديه لديها اكثر من برنامج عن الصحافه يقدمه صحفي محترف كداود الشريان وادريس الادريس والعليان والمديفر وغيرهم .لايوجد في مناطق دولتنا المختلفه نوادي أدبيه تستقطب المواهب والطاقات الادبيه , فكرة النوادي الشبابيه الحكوميه مختلفه , النادي الأدبي أكثر شمولية ,يستضيف المفكرين والادباء وله كيانة المستقل على الأقل ثقافيا , في الوكره , في الخور , في الشمال , في دخان ...ألخ . أذكر فشل مشروع إقامة مكتبات في انحاء الدولة حتى أنني كنت اذهب الى مكتبة الريان مقابل نادي الريان سابقا لأجدها فارغة تماما وكأنها بيت مهجور الى أن أقفلت , أعتقد أن مهمة وزارة الثقافة اليوم إعادة تنشيط الذهنية الثقافيه لدى أفراد المجتمع, التي ترى في الثقافة القدرة على التفكير الحر, والغريب أن قدرة المجتمع على ممارسة دوره ثقافيا في السابق كانت أكبر منها اليوم , والدليل الازدهار الذي عاشه نادي الجسره الثقافي في الثمانينيات وما حولها , إطلاق هذه الذهنية هي مسؤولية كبرى علينا القيام بها , مانقوم به حاليا , ليس إطلاقها وإنما توجيهها وهنا الخلل؟ نوجهها نحو نشاطات معينة لها جانب ثقافي لايطرح المستقبل بقدر مايكرر الماضي بالاغراءات والجوائز فنحصل على ذهنية محدودة وقتيه تقوم على المناسبة لا على النظر الى الثقافه كأفق مستقبلي يلزم لوجود الانسان وللوطن .لدينا ذهنيات رياضيه , لدينا ذهنيات تراثيه, لكن لانمتلك ذهنيات ,ثقافيه تملك النظرة الشموليه وقوة الطرح وحرية التفكير ,كما يمتلكها جيراننا , وثبت ذلك في الاحداث الاخيرة , أو نملكها ولكن لانفسح لها المجال؟. أعود مرة أخرى الى موضوع الاندية الأدبيه لأهميته في إعتقادي , والى أهمية المزج بينها و العمل التلفزيوني والعمل الصحفي, من خلال الاندية الادبيه في المناطق يمكننا تزويد الصحافة بصحفيين , والتلفزيون بمقدمين واذاعيين , شريطة أن نأخذ بالتنوع في الطرح , مهمة وزارة الثقافة اليوم في إعتقادي هي: إنقاذ مجتمعنا المتسامح من الفكر المطلق الذي تلوح ملامحة في الأفق والذي يتخذ من القطع سلاحا مع التاريخ ومع الإنسان