الأحد، 21 فبراير 2016

مقترحات لتنشيط الثقافة في قطر



لااعرف كيف يمكننا الحديث عن الثقافه ونحن لانمتلك سوى نادي أدبي واحد تقاصر دوره حتى أصبح هزيلا لايكاد يُرى؟ لااعرف كيف يمكننا الحديث عن تطوير الصحافه في قطر ونحن لانرى برنامجا تلفزيونيا واحدا يقدمه صحفيون او أنهم ضيوفا عليه لتدوال قضايا المجتمع ؟ لاأدري لماذا هذا الفصل بين المرئي والمسموع والمقرىء في دولتنا ؟ كيف يمكن الحديث عن الثقافة بشكل عام وهي جزر متباعده ومتعارضه "التعارض غير التعدد هنا".
يوجد في المملكة العربيه السعوديه أكثر من أربعة عشر نادي أدبي متناثره على رقعتها الجغرافيه الكبيره , من هذه الانديه يخرج الصحفيون والادباء ومقدمي البرامج والمذيعين , قنوات التلفزه السعوديه لديها اكثر من برنامج عن الصحافه يقدمه صحفي محترف كداود الشريان وادريس الادريس والعليان والمديفر وغيرهم .لايوجد في مناطق دولتنا المختلفه نوادي أدبيه تستقطب المواهب والطاقات الادبيه , فكرة النوادي الشبابيه الحكوميه مختلفه , النادي الأدبي أكثر شمولية ,يستضيف المفكرين والادباء وله كيانة المستقل على الأقل ثقافيا , في الوكره , في الخور , في الشمال , في دخان ...ألخ . أذكر فشل مشروع إقامة مكتبات في انحاء الدولة حتى أنني كنت اذهب الى مكتبة الريان مقابل نادي الريان سابقا لأجدها فارغة تماما وكأنها بيت مهجور الى أن أقفلت , أعتقد أن مهمة وزارة الثقافة اليوم إعادة تنشيط الذهنية الثقافيه لدى أفراد المجتمع, التي ترى في الثقافة القدرة على التفكير الحر, والغريب أن قدرة المجتمع على ممارسة دوره ثقافيا في السابق كانت أكبر منها اليوم , والدليل الازدهار الذي عاشه نادي الجسره الثقافي في الثمانينيات وما حولها , إطلاق هذه الذهنية هي مسؤولية كبرى علينا القيام بها , مانقوم به حاليا , ليس إطلاقها وإنما توجيهها وهنا الخلل؟ نوجهها نحو نشاطات معينة لها جانب ثقافي لايطرح المستقبل بقدر مايكرر الماضي بالاغراءات والجوائز فنحصل على ذهنية محدودة وقتيه تقوم على المناسبة لا على النظر الى الثقافه كأفق مستقبلي يلزم لوجود الانسان وللوطن .لدينا ذهنيات رياضيه , لدينا ذهنيات تراثيه, لكن لانمتلك ذهنيات ,ثقافيه تملك النظرة الشموليه وقوة الطرح وحرية التفكير ,كما يمتلكها جيراننا , وثبت ذلك في الاحداث الاخيرة , أو نملكها ولكن لانفسح لها المجال؟. أعود مرة أخرى الى موضوع الاندية الأدبيه لأهميته في إعتقادي , والى أهمية المزج بينها و العمل التلفزيوني والعمل الصحفي, من خلال الاندية الادبيه في المناطق يمكننا تزويد الصحافة بصحفيين , والتلفزيون بمقدمين واذاعيين , شريطة أن نأخذ بالتنوع في الطرح , مهمة وزارة الثقافة اليوم في إعتقادي هي: إنقاذ مجتمعنا المتسامح من الفكر المطلق الذي تلوح ملامحة في الأفق والذي يتخذ من القطع سلاحا مع التاريخ ومع الإنسان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق