السبت، 19 سبتمبر 2020

أنماط الوجود في المجتمع

الوجود في المجتمع كنت قد كتبت كثيراً في السابق عن نمط العلاقة في المجتمع وضرورة عودتها الى ماكانت عليه في السابق من نمط أفقي كضرورة لابد منها لاتزان المجتمع ووسطيته و وقد ذكرت مراراً في السابق كذلك أن تغول السلطة في المجتمع ادى الى إفسادالمسافة الاجتماعية المطلوبة لتحقيق افقية العلاقة داخل المجتمع, الأمر الذي جعل من العلاقة العمودية او الرأسية مع السلطة اولوية على العلاقة الافقية اللازمة كما ذكرت لوسطية المجتمه واتزان وزيادة ثقته في نفسي وامكانية بناء سبل التعاون بين افراده على اساسها , لقد ادى عدم الاهتمام بما قلت وذكرت بضرورةالحفاظ على العلاقة الافقية لما لها من خصائص هامة لاستقرار المجتمع وسعي المجتمع في المقابل للاحساس بوجوده للبحث المستمر لاقامة علاقة راسيه او عمودية مع السلطة الى بروز نوعان من اشكال الوجود في المجتمع النمط الاول: الوجود الانطولوجي الانساني المتزمن للمواطن الموجود بشكل طبيعي في كل مجتمع من مواطنين وممن يحمل جنسية البلد وما يصاحب ذلك من حقوق وواجبات دستورية النمط الثاني هو الوجود الاداتي المنتج سواء ذلك الذي خرج من دائرة الوجود الاول بعد مرور الدولة بتغيرات تنموية سواء كانت ديمغرافية او جغرافية بازالة مناطق وتثبيت اخرى في عملية برمجة اخرجت نسبة كبيرة من اصحاب الوجود الاول المتزمن ليصبحوا او يتحولوا الى نمط الوجود الثاني الاداتي فبدلاً من أنسنة الاشياء جرت عملية لتشييء الانسان, فاصبح بمقدور الدولة بذلك ادارة عملية الوجود في حد ذاتها بتوفر معروض كبير من الوجود الاداتي الذي يؤدي وظيفته دون اهمية ادراكه او فهمه لطبيعتها او تفاصيلها , ويمسك باطراف ادارتة كتلة الوجود الاول الصلبة والمحددة التي لايدخل اليها احد ولايخرج منها احد إلا بمقدار إدارة عملية الوجود هذه جعلت المجتمع يقفز من مرحلة المجتمع التقليدي الى مرحلة المجتمع الزبائني او الاستهلاكي ويمكن تلمس ذلك بوضوح من خلال بروز بعض الظواهر الاجتماعيه المختزلة في صور فرديه كظاهرة "الفداوي" المعاصر والايقونة الحديثة الثراء والغني وكذلك الإعلامي "المُمَكين" فأختفى الوجود الحقيقي او استتر خلف وجود زائف تنتجة الدولة لا المجتمع