الأربعاء، 21 يناير 2015

النظام المعرفي في المجتمع القطري "3"

الستينيات: المسافه بين اقانيم النظام الاجتماعي المتحرك  القائم على البنية التحتية الصلبة
من الجدير بالذكر ان النظام الاجتماعي في منطقة الخليج عموما قبل النفط يختلف عنه في مرحلة مابعد النفط.قبل النفط كان هناك نظاماإجتماعياً يظهر قيمة التعايش في ابهى صورها , والعلاقه الانسانيه في ازهى تجلياتها , نظرا لحالة التشابه الكبير بين مكونات المجتمع من ناحيه وبين طبيعةمصادر التلقي من ناحية اخرى التي يمثلها الدين والعادات والتقاليد فهو نظام معرفي يقوم على الدين والقبيلة  يتعامل مع الحاله الطبيعيه القائمه على مصادر الطبيعه الاوليه والظاهره في البيئه المعاشه وما يمكن استخلاصه منها تلقائيا كذلك بعيدا عن استحكامات السلطه ايا كان مصدرها واكراهياتها . فيمابعد ظهور النفط  إزدادت مصادر النظام المعرفي مصدراً جديداً وهو عامل الريع الاقتصادي  وتشكلت بالتالى بنية اقتصاديه تحتيه تنتج بناء فوقيا يحمل خصائص بقائها واستمرارها, ونظرا لعدم إمتلاك المجتمع لورقه تفاوضيه في اللحظة التاريخيه المصيريه المحدده في مسيرته , ولغياب اي شكل من اشكال القدره الذاتيه لديه في املاء شروطه لحفاظ حقوقه مستقبلا و اصبح وضعه مستقبلا لامرسلا و سلبيا لافاعلا, وهذه النقطه تختلف فيها دول الخليج من دولة الى اخرى نظر لتطور كل مجتمع ومكوناته الاجتماعيه وقدرتها على الاستقلاليه والتأثير.
إستمرت سمة التشابه في المجتمع القطري قائمة بشكل لاباس به خلال فترة الخمسينيات والستينيات واوئل السبعينيات ويمكن قياسها من عدة مؤشرات منها:
اولا: العلاقه مع الحاكم
كانت علاقة المجتمع بالحاكم علاقه مباشره ومفتوحه, والحقيقه ان العلاقه بين حكام قطر وشعبهم على مر التاريخ علاقه مباشره ومفتوحه ولكن الاختلاف ياتي من تدرج النظره للمواطن التي تاثرت بالنظره الى الريع نفسه من حيث هو ريع للمجتمع او ريع يوزعه الحاكم على المجتمع , ونظرة المواطن نفسه إليه في ذلك الوقت المبكر حيث كان لايزال يشعر بانه مشارك اوشريك ذلك الرعيل الاول .
ثانيا:العلاقات كانت الى حد كبير أفقيه وقويه بين افراد المجتمع و وأمتداداتها الرأسيه مع الحاكم ليست على حساب أفقيتها, وارتباط المصاهره كان قائما اكثرعلى المشابهه المعنويه "النسب " من اي بعد آخر.
ثالثا: القوى الفاعله في المجتمع
فبالاضافه الى العائله الحاكمه , كان هناك عدد من التجار إلا ان العلاقه لم تختلط بشكل يصبح الشيوخ تجار والتجار شيوخ بشكل يوثر على المجتمع ويقلل من فاعليته ووجوده المعنوي. كما أن الحجابه وهي من القوى الفاعله جدا في كل مجتمع تقليدي كانت من أهل قطر او مايسمون ب"خدام الشيوخ" وهم مجموعه من اهل قطر المحترمين الذين يعرفون العوائل والقبائل القطريه مما أيضا كان يُشعر المجتمع بإ ستمرار فاعليته.
رابعا:المزاج العام
ويمكن ملاحظته من خلال بعض مؤشرات نفسيه وعاطفيه تفرزها اولا الطبيعه الدينيه للمجتمع وبقدر ما يكون النظام متوافقا معها بقدر ما يكون مقبولا, نظرا لان الدين في مجتمعاتنا ياتي أولا قبل الدوله, فهو ليس حالة خاصه ضمن الدوله بقدر ضرورة انتظامها معه .
1 : التوافق هناك حالة من التوافق والرضا بين الرؤيه للماضي وقبول الحاضر والتطلع للمستقبل, بمعنى ليس هناك وضع يجعل من المواطن في حالة حنين الى الماض او الشوق اليه
2: المنافسه: لم يكن يشعر المواطن بأي نوع من المنافسه و فهو في عين الوطن , مع قيام الدوله بمشاريع التعليم والصحه التي كانت مرتبطه بأجنده اجتماعيه كبيره من خلال المساعدات بجميع اشكالها العينيه بالذات التي كانت توزع على الطلاب مجانا خلال الصيف والشتاء, كذلك بالمغريات الماليه لجذب الطلبه الى المدارس والى النظام التعليمي.
3 : التعاطف: درجة التعاطف خلال تلك الفتره كبيره جدا ولاتقتصر على المناسبات كالعزاء او الزواج , وانما يمكن مشاهدتها وملاحظتها بشكل يومي بين ابناء المجتمع فهم كانوا يعيشون بين المسجد والمجلس  واعتقد ان نمط التجمع السكاني الطبيعي والتلقائى الذي تغير لاحقا كان له اثر كبير في اعلاء قيمة التعاطف هذه لدى المجتمع في تلك الفتره.

رابعا:التأثير الخارجي: كان المجتمع في تلك الفتره اكثر استجابة للتاثير الخارجي من الدوله او السلطه الامر الذي سنرى لاحقا انه مر بمرحلة توازن ثم بعد ذلك في مرة منتصف التسعينيات وما بعد اصبحت دولة قطر دولة تؤثر بقدر ما تتأثر أو ربما اكثر مما تؤثر حينما تغيرت ديناميات النظام الإ جتماعي نتيجه لتغير دور الدوله محليا ومناطقيا وعالميا. فقضية فلسطين والمدً الناصري في ذلك الوقت جعل من الشخصيه القطريه تتأثر كذلك بالنظام السياسي العربي العام وتندمج ضمن اطروحاته كباقي شعوب المنطقة وبعد تراجع ذلك المد , أخذت  دول الخليج تلعب دوراً جديداً  نتيجة للإنتقال من الأيديولوجيا الى  الاقتصاد  والمصالح الرأسمالية .
خامسا: المثقف في تلك الفتره كان الفداوي والخوي بالمعنى الحقيقي وليس المجازي الذي سنرى لاحقا أنه عاد الى الظهور مرة اخرى
وهما مصطلحان معروفين ولاداع لشرحهما
يبقى أن أشير الى أن محددات أو اقانيم النظام الإجتماعي لمرحلة ما بعد النفط هي الريع والحكم والمجتمع والمسافه بين هذه الابعاد الثلاثه فكلما كانت هناك مسافة مثلى نوع ما كلما كان هناك نظاما إجتماعياً  اكثر انسانيه وتطور ويمكنه الانتقال بالمجتمع الى مرحلة جديده والعكس صحيح كذلك
بينما كانت المسافه قبل ذلك هي بين افراد المجتمع والبحث عن سلطه تمثله وتعبر عن ارادته بعيدا عن أي تأثيرات أخرى

الاثنين، 19 يناير 2015

النظام المعرفي في المجتمع القطري "2"

تتمه
وبادىء ذي بدء علينا أن ندرك أن أهم مايميز النظام المعرفي العربي السائد هو أنه نظام ديني يتواطأ مع السياسه باستمرارنظراً لاشكالية الفشل في بناء الدولة الوطنية عبر التاريخ لذلك فهو ليس وعيا خالصا بالانسان الا بقدر ما يعكس ارتباط هذا الانسان بمعتقد ديني يميزه عن المعتقدات الاخرى حتى داخل الدين الواحد. ولذلك اسباب كثيره منها عدم قيام عمليه سياسيه حقيقيه داخل هذه المجتمعات دون ربطها او استنادها على الدين, وثورات الربيع العربي الاخيره تدل دلالة واضحه على ذلك حيث لم تلبث حتى تحولت الى شكل من اشكال الدين او الصراع الديني . فالنظام المعرفي العربي هو انعكاس لصورة الزعيم او الرئيس او الملك المؤمن في ذهنية المجتمع, بل ان أول ما يهرع اليه الزعيم هو تصويره وهويؤدي الصلاه , أو ادعاءه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أيده في المنام , أو أنه رأى جبريل وأقرأه السلام وغير ذلك من الادعاءات التي كانت الاحداث الاخيره في عالمنا العربي مسرحا لها, فعلى الرغم من أن الاسلام دين التوحيد , إلا أن النظام المعرفي منذ البدء نظاما شركيا في حقيقته السياسه وكل من يحاول الخروج من هذه الشركيه يقصى أو يقتل أو يجرى التخلص منه بدعوى دينيه في المقام الأول . لذلك يبدو الخروج من ثلاثيةالريع سواء بمفهومه الاقتصادي أو الاجتماعي   والدين والقبيله سواء العرقيه أو العسكريه , أمرا صعبا للغايه , وهي ثلاثيه انتهازيه دينيه في الحقيقه عبر التاريخ حيث تجعل من الحكم والثروه والعرق إصطفاءا إلهيا" والله لاأنزع سربالاً سربلينه الله " أو قميصاً ألبسني أياه الله" "1" كما جاء عن عثمان بن عفان رضي الله عنه. , لذلك فالمجتمعات العربيه في الأصل لاتبني نظاما اجتماعيا بقدر ماتمارس أدوار تنسجم مع النظام الاجتماعي القائم , من هنا ظهرت أزمة "النفاق العام" المستشري حقبة بعد أخرى وشكلا بعد آخر بما يتناسب مع ظروف كل عصر وكل زمان.ومن هنا ايضا برزت ظاهرة سيطرة "فقهاء الدين" على الدوله العربيه , بصفتهم حماة لإستمرار هذا الشكل من النظام المعرفي السائد بعيدا عن تفاعل قوى المجتمع أو عن الرؤيه الحقيقيه لتطور العصر , فإذا كان "فوكو" مثلا يتصور أن القرن العشرين هو قرن الانسان بمعني محوريته في الكون حيث لم يكن ذلك قائما قبل ذلك , وبأن القرن القادم سيعلن نهاية الانسان كمحور للكون بعد تقدم التكنولوجيا والتقنيه لتصبح هى محور الكون , فإن عالمنا العربي يحتاج ربما الى قرون لبداية عصر الانسان فيه , من هنا أرى ضرورة الانتباه عندما نتكلم عن أوضاع نظامنا المعرفي في منطقتنا العربيه وفي الخليج بالذات أن ننتبه الى ثلاثة ملاحظات:
الأولى: أن واحديتنا يشوبها ظلال من الشرك
الثانيه: ان الانسان موجود وجودا للإستخدام كوجود المطرقه في يد النجار
ثالثا:أن كل مجتمع يتحرك ضمن هاتين الملاحظتين السابقتين بعدا أو قربا بمقدار ما يفيض عليه من بقايا الريع الاقتصادي أو الاجتماعي.
-----------------------------------------------

1: احاديث أم المؤمنين عائشة\ السيد المرتضى العسكري 1\148

النظام المعرفي في المجتمع القطري"1"


 
لفهم أي مجتمع لابد من ملاحظة وإستكشاف النظام المعرفي السائد فيه, وكيفية تشكله من فترة إلى أخرى. ومدى إرتباطه بالوعي السائد. لماذا يختلف مجتمع عن مجتمع آخر؟ لماذا يختلف القطري مثلا عن البحريني أو عن السعودي أو الكويتي, من ناحية نظرته للأمور وللواقع ؟ لماذا يختلف مستوى الرضا من مجتمع خليجي عن مجتمع عربي آخر أو حتى عن مجتمع خليجي آخر. ماهي حقول اكتشاف هذا النظام المعرفي ؟التي يتشكل ويسطر من خلالها على نمط الحياه الاجتماعيه ؟ ماهي القوى الفاعله فيه ؟ علينا أولا تحديد الارضيه التي يقوم عليها النظام المعرفي بالنسبة لمجتمع كالمجتمع القطري  وهي ببساطة تتشكل من  ثلاثة عوامل هي أولا: الدين , ثانياً القبيلة ومن ثم ثالثاً الريع بعد ظهور النفط, وكل تمظهرات النظام  الاجتماعي بعد ذلك ليست سوى  تَحَرك هذه الالواح الثلاثة  التحتية  وما يحصل فيها من إنقباض وإنبساط. فبينما كان عامل الدين ثابتاً شكلت الصدفة الجغرافية عامل  الاقتصاد الريعي الذي أصبح أحد عوامل تشكل النظام المعرفي في المنطقة , كما شكلت الصدفة التاريخية بروز القبيلة المسيطرة ومفرادتها سواء كانت عائلة أو حتى فرد, في وقت ما من التاريخ  لتصبح عاملاً حاسماً كذلك في تشكل هذا البناء المعرفي .     لم يكن نتاجا لديالكتيك مجتمعي تاريخي بقدر ماكان نتاجا لبعدين ماديين هما " الريع" حيث الصدفه الجغرافيه , و"حكم العائلة"أو العائلة الحاكمة حيث اللحظة التاريخيه التي مكنت للسيطره على المجتمع  مع توافقات خارجية مع القوى العظمى في حينه. وبالتالي فرض رؤيه أو نظاما إجتماعياً  معينا متعلق فقط بمصلحة هذه البنيه ويجرى إستنزاف  عاملي البنية التحتية للنظام المعرفي  للمجتمع  مع كل مرحلة  بشكل  أو بآخر مع مايتناسب  مع الأوضاع وتبدلها, لذلك سنرى أن هذا النظام الاجتماعي   عبر المرحله التي سنعرض لبعض صوره وتشكيلاته وهي المرحله الممتده من اوائل الستينيات حتى الوقت الحالي لايتغير الا بقدر ما يعيد انتاج وتجديد هاتين اللحظتين او الصدفتين الجغرافيه" الماديه" و التاريخيه. مستنداً  على البنية التحتية المعرفية  المنتجة للنظام المعرفي    ,
أولا:لابد أولا من تعريف ماهو النظام المعرفي ؟ يعرفه" فوكو" بأنه الارضيه التي تقوم عليها معرفة عصر معين وهو المرتكز الاساسي لخطاب ذلك العصر والفضاء الذي تنتشر فيه موضوعاته والمجال الذي يفرض فيه اكراهاته .1

والجدير بالذكر ان الانظمة الإجتماعية السائده في مجتمعاتنا العربيه هي انظمة إكراهات وليس أنظمه إنسانيه , بمعني ان لاتستجيب للمطالب الانسانيه للشعوب الا مكرهه, لذلك نرى دائما أن هناك إنشطارا وصراعا للنظام المعرفي العربي بين جزءه الايديولوجي الموروث كالدين والعادات والتقاليد الاجتماعيه وبين جزءه المتحقق من اقتناص الفرصة او الصدفه سواء الجغرافيه" الثروه" او التاريخيه" القبيله"العائلة" أو العسكر".كذلك لابد من الإشارة الى أن هناك مستووين للنظام المعرفي , الأول عميق  والأخر سطحي أو مايظهر على السطح.

البنية العميقة للنظام المعرفي في المجتمع  تتمثل  كما قلت في عنصري الدين والقبيلةوكذلك عنصرالريع الاقتصادي    أما تمظهراتها في المستوى السطحي الظاهر
فتبدو في  ثلاثة أنماط من اشكال النظام الاجتماعي سيطرت على المجتمع القطري على النحو التالي
1- من الستينيات حتى بداية السبعينيات : كانت   السمه الغالبه على النظام الاجتماعي هي البساطة  حيث  لم يبرز أثر الريع بعد بشكل فج و الطمأنينه حيث الفهم المبسط للدين دونما ظهور أو وجود لأي تمظهر للجانب الأيديولوجي  في هذا الخصوص  فبالتالي كان التشابه هو  السمة   السائدة في المجتمع  على جميع المستويات الاجتماعية والى حد كبير الاقتصادية
2- من السبعينيات حتى منتصف التسعينيات: كان التموضع والاتزان سمتا النظام الإجتماعي السائد, التموضع بمعنى تمكين المتعلمين من القطريين من مفاصل الوظائف وقيام طبقه وسطى حكوميه تستقي  قوتها من البنية التحتية  سواء بالنسبة للدين او للقبيلة
3- من منتصف التسعينيات حتى اليوم:التباين والتناذر والقلق والازدواجيه ,سمات النظام الاجتماعي نظراً  للحراك في أحد طرفي البنية التحتية للنظام المعرفي الا وهي القبيلة بشكل عنيف  أحدث تأثيرات في محيطه وبوادر الخطاب الديني الايديولوجي المستورد فيما يتعلق بالبعد الديني من البنية المعرفية  ألا وهو الدين.

 ---------------------------------------------------------------------------------
1:نظام الخطاب
ميشيل فوكو . ترجمة محمد سبيلا
الناشر: التنوير - بيروت

الأحد، 18 يناير 2015

في ان الاسلام هو الحل , وإن المسلمون هم المشكله

شعارنا المرفوع "الإسلام هو الحل" يقابله شعار يرفعه الآخر "الإسلام هو المشكلة" كلاهما شعار مطلق، الإسلام ليس هو مشكلة وليس هو حل. الحل دائما مسألة اجرائية عملية لمشكلة أو مشاكل أصبحت واضحة، الحل لا يأتي بشكل مطلق حتى قبل وجود المشكلة وإجراءات الحل ذاتها جزئية وتراعي الفروقات والأوضاع والظروف،

وتستفيد كذلك من كل مشارب المجتمع التقليدية كالعادات والتقاليد والعُرف وما إلى ذلك، كما ان المشكلة أيضا لا تكون في تبني عقيدة ما وانما في محاولة فرضها على الآخر، فعندما يتكلم الآخرون على أن الإسلام هو المشكلة لا يدركون ان المشكلة ربما هي في المسلمين وليس في الإسلام. فلا اعتقد بإمكانية طرح العقائد كحلول لمشاكل المجتمعات، الحل لمشاكل المجتمع والشعوب حل مدني دستوري يقوم على التراض والقبول وإن استقي مرجعياته من العقيدة او من الدين، الاختلاف بين المرجعية وظاهرية النص كبير، عندما نقول بأن الإسلام هو الحل نتكلم هنا عنه كنص وليس كمرجعية لبعض النصوص القانونية والدستورية، حيث أنه حلا مع حلول أخرى. تتكلم الآن بعض الأحزاب الإسلامية عن إعتماد الإسلام كمرجعية لها في حال فوزها في الانتخابات بُعيد ثورات الربيع العربي وما بين الحين والآخر ينبري بعض زعماءها وقادتها بدغدغة مشاعر الناخبين وعواطفهم بالوعد بتطبيق نصوص الشريعة فيبدأ الخوف في المجتمع المؤلف من مجموعة أديان وعقائد، المرجعية الإسلامية هي من إحتضنت الملل والنحَل في السابق، المرجعية الإسلامية هي من أسست لصيحيفة المدينة وتعايش الاديان فيها، نسىء كثيرا للإسلام عندما نحوله فقط إلى نص واحد وهو يحتمل فهما لكل عصر وزمان. عندما يتحدث غربيون مثل برنارد لويس عن ان المشكلة في الإسلام ذاته، نحن لعبنا دورا كبير كمسلمين في تبلور مثل هذا التصور لديه ولدى غيره من المؤرخين والمفكرين الغربيين، بالطبع هناك من يسمو بالإسلام والإسلام يسمو به إلا ان فشلنا الحياتي التنموي التطوري الحداثي جعل من اليأس الصوت الاعلى والأقوى لمن يمتشق النص مجردا ويبدأُ بالأقربون ويتبعهم بالآخرون معتبرا فهمه الخلاصي هو الحل.