السبت، 15 فبراير 2014

حروب "تويتر" على ماذا تدل؟

منذ أحداث مصر وتولى الجيش المصرى إدارة البلاد, بعد تنحية الرئيس مرسى عن الحكم , مرورا بما تشهده المنطقه من ارتفاع في موجة العنف والعنف المضاد , إلى إنعكاس ذلك على دول الخليج وظهور التباينات في الموقف بين بلدان, إلى ظهور إيران لأول مره بمظهر المتسيد والمستفيد الاعظم من كل مايحدث وتراجع الدور العربي والخليجى وبالاخص السعودى حول صياغة خيارات المنطقه مستقبلا, دخلت المنطقه في حرب "بارده" مسرحها الاكبر هو الفضاء الاجتماعي "تويتر". ولى هنا بعض الملاحظات أود لو أبديها: أولا: في السابق كانت الخلافات بين الانظمه العربيه تدار من خلال الاعلام الرسمي لكل طرف كما حصل بين السعوديه ومصر أبان حكم فيصل وعبد الناصر وبعد ذلك . الشعوب كانت أكثر إتساقا مع قضاياها رغم تلك الخلافات ثانيا: لم يحصل إختلاف كبير حيث إستطاعت الانظمه العربيه الحاليه إدارة خلافاتها عن طريق "تويتر" بطريقه أو بأخرى , مع إبعاد الاعلام الرسمى عن ذلك. ثالثا: كانت الخلافات سابقا موجوده ولكن كان هناك إتفاق عام على "العدو المشترك", الامر الذى يسرع دائما بتفاديها وتجنبها , اليوم لايمكن تحديد من هو عدو العرب المشترك هذا إذا لم يكن هم أعداء أنفسهم. رابعا: حروب تويتر التى نشهدها حاليا نوعان , الاول حرب بالوكاله عن كل نظام , والنوع الثانى :حرب الفزعه بقصائد الشعر والهجاء القاذح والمدح المتضخم. خامسا: إستفادت الانظمه من عدم وجود مجتمعات مدنيه حقيقيه في هذه الدول باستثناءات قليله, بتحويل تويتر إلى وسيلة تأكيد وتثبيت لها , بينما هو في المجتمعات الاخرى كان وسيلة مطالبه فعاله وتنظيميه للمطالبه بالحقوق. سادسا:الموقف من الاخوان المسلمين , فجر الخلافات في المنطقه وبين الانظمه بصوره لم تشهدها المنطقه من قبل, والخلاف السنى- الشيعي المتزايد , كل هذه الامور سيزيدها تويتر اشتعالا, وبذلك ستتعمق الخلافات , التى يتطلب حلها, ان يكون "تويتر" ذاته وسيلة "وعى" وليس وسيله توصيل أو إتصال أو تعبير وإصرار على رأي عقائدي أودينى وإتهام الاخرين بالمروق. سابعا: في تويتر يتكلم الصغار ويتفرج الكبار بالضبط كمسابقة"شاعر المليون" , فهو فقط وفي احسن حالاته لإبراز الرأي الشخصي المتزن , لأن الوكلاء سياكلون مواقفهم في اول لقاء بين الكبار وعناقهم بعضهم البعض. ثامنا: أنا اعتقد أن تويتر جاء في وقت غير مناسب لمجتمعاتنا, فاستخدمناه إستخداما في معظمه سلبيا وربما يؤبد الواقع بينما هو وسيله لتغييره. استخدمناه لغويا , بينما المفروض إستخدامه وظيفيا . تاسعا: المثقفون أصحاب الاطروحات هم الشريحه الاكثر تضررا من تويتر, بينما المستفيدون الاعظم هم أولئك الذين لايستطيعون سوى الاقتباس وإسلوب المحادثه الشائع في المنتديات. عاشرا: العقليه العربيه والاسلاميه حولت "تويتر" وهو كما قلت فضاء عام الى مسألة حب وكُراهيه, فمجرد ان تقول رأيك اتتك المذمه والتصنيف والأعجب ان هناك الكثير ممن يحتكر بطاقات التصنيف الايديولوجي وكأنه يعيش في أكثر المجتمعات أحزابا سياسيه , وإذا سألته ماذا عنك إكتفى بأنه المسلم الوحيد , وكأن من صنفهم كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض