السبت، 12 فبراير 2011

قيم الثوره وسقف المطالب المنخفض

 قي  


  هناك تغير إجتماعى  طبيعى بمرور الزمن  ولكنه لايأتى على جميع  ظواهر المجتمع المعنويه والماديه بنفس الدرجه, هناك مقاومه من الانسان سواء كان فردا أو مجتمعا أو حتى نظاما  فى إبطاله أو تأخيره أو حتى إلغائه , التغير الاجتماعى السياسى أو الاقتصادى , يمكن التحكم فيه  فى حين أن التغير الاجتماعى الثقافى المتعلق بالقيم والعادات  والممارسات التى  يصعب التحكم فيها وربما يستحيل. وحدها الثورات تأتى على الاثنين ولها القدره على تغييرهما  واستبدالهما بجديد.  من هنا كانت الثورات عبارة عن بدايات جديده . ولكن الثورات  فى نفس الوقت ليست أمرا  يخطط له ,  الثورات الشعبيه  هى فى الحقيقه نذُر تتجمع كما يتجمع الغيم ليسقط المطر بعد حين. قد تجتمع هذه النذر فى مكان , وقد يجتمع بعضها فقط فى مكان آخر, فلذلك تبدو دراسة الثورات للاستفاده منها , مصدر كبير وغنى لعلماء السياسه والاجتماع , والشعوب الحيه هى التى تستفيد من الثورات ونتائجها من غير الحاجة الى تكرارها, لقد إستفاد الغرب من الثوره الانكليزيه   فى القرن السابع عشر فى انتزاع الحق الالهى من الملك  ,وتسليم الشأن العام للبرلمان ومجلسيه, ولقد أستفاد الغرب كذلك من الثوره الامريكيه فى التحرر  وإنشاء الدستور لمجتمع جديد يتكون, واستفاد الغرب من الثوره الفرنسيه فى نشر مبادىء الحريه والعداله فى أرجاء أوروبا الاقطاعيه حينئذ.. سكن الغرب بعد ذلك , فيما تحرك غيره فى  إدراك ما أدركه  وبنسب متفاوته, ليس بالضروره أن تقوم ثوره فى كل مكان ولكن أن يتفهم الجميع منطق الثوره والتغيير , من يدرك ذلك  من الانظمه يدرك التحول سريعا . هذه المقدمه أراها ضروريه  اليوم ,خاصة بعد نجاح الثورتين التونسيه والمصريه فى إزاحة  نظامين ديكتاتوريين , والكلام عن المطالبه بإستمرار ذلك  على الجميع , الامر الذى سيجزء إنسانية الثوره ويجعل منها مرتعا للأهواء  لو تم, وهذا  فى مجال الاستحاله. يمكن تحديد مكونات قيام الثوره الى عوامل إجتماعيه وسياسيه وإقتصاديه تتمثل بإختصار فى مجموعه من القيم المفقوده أو القيم السالبه الموجوده أولها : الفساد , وغياب العداله, وإمتهان الكرامه, ومصادرة الحريات, بالاضافة الى عامل جوهرى هام جدا وهو القدره على التواصل  بشكل كبير يوحد الوعى ويشحذ المشاعر ويركز من الاهتمام. هذا ما تم. السؤال الآن هل كل المجتمعات العربيه لها من القدره من إتيان ذلك وتحقيقه؟ , لاأعتقد ذلك , ولذلك أقول علينا من الاستفاده من الثورتين بأكبر قدر ممكن وليس التركيز على  إمكانيه تحققهما أو إعادتهما فى مكان آخر, والمسؤوليه هنا تقع هنا   على طرف النظام بالدرجة الاولى  بلاشك. على الجميع أن يجعل من الثوره المصريه الاخيره بالذات  مرتكزا للتغيير لانها وبلا شك بدايه لمرحله جديده قادمه على المنطقه ككل, مبادىء جديده ومفاهيم حديثه ومجتمع جديد يتشكل , بالنسبة لدول الخليج  ورغم عدم اكتمال مكونات التغيير الشعبى  الدافع ذاتيا وإجباريا على التغيير إلا انه لايمنع  من أن تكون مطالبه ابعد وأسمى من تشكيل مجالس منتخبه فقط فى حالة غياب القيم الانسانيه ولقانونيه الدافعه للتغيير. على الرغم من إيماننا بأهمية التجربه ولكن الوضع اليوم يفرض تداعيات جديده, ماذا يعنى مجلس منتخب فى ظل غياب قيم العداله والمساواه , أو غياب الحريات  أو إنسان بكرامه أقل من غيره. الثوره تنتج قيما  وتعمل على إرسأئها بعد ذلك لتتحول الى ممارسه بعد ذلك وهذا ما يستدعى بقاء الجماهير حتى اللحظه فى ميدان التحرير بعد رحيل مبارك , لابد من التأكد من  إنزال قيم الثوره التى قامت من أجلها الى مستوى الممارسه. لايعنى ذلك اننى ضد ايجاد المجالس المنتخبه بل بالعكس  هى ضروريه وقادمه لامحاله ولكن الوضع يتطلب الأرتفاع الى مستوى  ما نعايشه اليوم  بعد هاتين الثورتين الباسلتين فى كل من تونس ومصر,إن سقف المجالس المنتخبه يبدو  محدودا ومتواضعا جدا اليوم, والحال العام كما هو, ألم تكن هناك مجالس منتخبه فى مصر وفى تونس السابقتين ,إن  إنبثاق قيم  التغيير  وتفعليها يعنى مسارا جذريا آخر, لم تفعل مثل هذه القيم رغم وجودها فى تاريخنا وحياتنا الشخصيه إلا أن تفعليها كما ظهر فى ميدان التحرير وغيره جعل منها  شمسا تشرق لا يدركها ليل ولا يأتيها ظلام  من خلفها او من أمامها.  على كل حال , لانريد لشعوبنا فى الخليج أن تخرج من المولد بلا حمص كما يقولون , فلا بد من الاصلاح  والتقدم فى هذا الاتجاه  على سقف ما أنتجتة الثوره فى تونس ومصر  وليس على  ماكان الوضع عليه قبلهما, خاصة وأن عاملا خليجيا مؤثرا لعب  دورا  إيجابيا مشهودا لصالح الشعبين وتحررهما فى البلدين الشقيقين , هذا العامل ينبع من الخليج الثائر.لينشر نوره فى كل سماء إنه  شعاع شمس الجزيره الساكنه قلب كل مصرى وتونسى. هنا فقط يمكن أن يتموضع قول شوقى " احرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس"

الجمعة، 11 فبراير 2011

ذهب المستبد فهل يذهب الاستبداد

ذهب المستبد  فهل يذهب الاستبداد؟


مشكلتنا فى عالمنا العربى ليست فى وجود المستبد لأنه راحل  لامحاله, مشكلتنا فى وجود الاستبداد كثقافه, رحل مستبدون كثيرون وطغاة عديدون ولكن إستمر الاستبداد  ولم يرحل الطغيان. إن أهمية الثوره فى أى مكان فى العالم  فى كونها تقوم على عملية إحلال ثقافى لمفاهيم جديده , الشارع يفرض روحه ,حيث البسطاء يتكلمون عن أحلامهم وأمانيهم, هى تختلف عن  عملية الاستيلاء على السلطه  بأى إسلوب كان , سواء انقلاب عسكرى أو إنقلاب من داخل القصر أو من سواهما من أشكال  التغير الفوقى الذى لايلامس ولا ينتج مفاهيم جديده  وبالتالى  لايتعدى كونه إجراء عملى  أو جراحه خارجيه لتغيير الشكل فقط ولا يحتمل أى بعد ثقافى قادر على تدشين مرحلة جديده فارقه. من هنا يأتى استبشارنا بالثوره المصريه وبالثورة التونسيه قبلها , ويجعلنا نستشرف عصرا ثقافيا جديدا  يذهب فيه الاستبداد أولا لكى لاينتج المستبد, عصرا خاليا من الطغيان  لامكان للطغاه فيه, عصرا خاليا من العبوديه  أو نظام السخره . هذا هو منطق الثورات  الشامله التى تفجرها الشعوب  بدماء البسطاء من الناس ولنا فى الاشاره هنا الى بعض الملاحظات.   
أولا:  يجب القطع مع مكونات  ثقافة الاستبداد  التى تنتج المستبد فى نهاية المطاف  ولقد رأينا الرئيس مبارك فى خطاباته الاخيره يُذكر الشعب بفترات سابقه له لم يكن فيها مستبدا بل كان وطنيا  صادقا , وكأنه يقول  أن ثقافتكم هى من جعلنى مستبدا و كما قال نابليون مره "أنه ليس مستبدا  ولكن الشعب هو من اراده كذلك.

ثانيا:أول مكونات الاستبداد تتمثل فى جمع السلطه مع الثروه أو مع إقتصاد البلد وقد ذكر إبن خلدون مره بأنه لايجتمع السوق مع السلطه.فيفسد الاثنان.

ثالثا: لايجتمع الدين مع السياسه  لإختلاف طبيعتهما فلذلك كانت الدوله الدينيه ولاتزال وبالا على الشعوب , الدين يبرر والسلطان  ينفذ ويجنى ويستبد بأسم الدين

رابعا: يأتى دور النخب بعد الثوره  لاعمال التوازن والائتلاف المطلوب  وليس لسرقة المكتسبات  التى يحققها بسطاء الشارع  بدمائهم.

خامسا: دور الجيش هام جدا هنا فلذلك تحرص الدول  على أهمية أن يكون فعلا جيشا وطنيا , مرتبطا بتراب الوطن ,

سادسا: مشاركة الجميع فى صياغة الدستور الذى يكون رادعا وحائلا دون  رجوع ثقافة الاستبداد والتمييز. ومشتملا على كل ماسبق
سابعا: العمل على إعادة بناء المواطن العربى  نفسيا  بل وإعادة ترتيب  وعيه  وتخليصه من الخوف المسيطر عليه دائما  وبإزالة  الشركيه الذهنيه القابعه  فى وعيه  وذلك عن طريق تبدل الشخوص  وتداول السلطه  والتركيز على أن البقاء للشعوب وليس للقاده , "نداء الثوره الحالى"  , يجب أن لايكون ومضه فقط تنسى مع القادم الجديد , بل لابد وأن يكون هو مايخالج الوعى دائما ويحكم التصرفات.
هذه بعض ملامح ثقافة الاستبداد التى يجب أن تزال لأن بقاءها واستمرارها  حتى مع تغير الاشخاص  لايضمن المستقبل ولا يحفظ للثورة مكتسباتها  أبدا حتى وإن أتى بعد قسم مثخن أو وعد ثقيل بالاصلاح , تحيه لشعب مصر ولشباب مصر ولعمال مصر ولشيوخ مصرفى ميدان التحرير وغيره من الأماكن وفى مقدمتهم الشيخ المحلاوى إمام مسجد الاسكندريه الذى يقول الحق وينطق بالنصح وهو فى قلب المعركه ووسط الجموع وفى مرأى من أعين البلطجيه.

الأربعاء، 9 فبراير 2011

من أجل مصر وشهدائها وجيشها, لاتفعل الاولى يامبارك, وأفعل الثانيه



تتحدث الانباء عن أن هناك إتجاها قادما لدى النظام المصرى بعد عجزه أمام ثورة الشباب والارتفاع الى سقف مطالبها باللجوء الى الانقلاب العسكرى وإعلان الاحكام العرفيه وتشكيل حكومه عسكريه, مع أن النظام المصرى  ,اصلا نظام عسكرى , وحالة الطوارىء قائمه منذ تسلم الرئيس مبارك الحكم قبل ثلاثون عاما, إلا أن  إعلانها مجددا اليوم  والتهديد بها فى هذه الظروف , يعطى دلالات  تتجاوز  جميع الاعتبارات فى حق الشعب والمواطنين ,بل و فى حق مبارك وتاريخه كمواطن بل وكإنسان  ,يريد أن يحكم عليه التاريخ بما له وما عليه كما أشار سابقا. هناك بعض الملاحظات لابد من الاشارة اليها فى هذا الخصوص.

اولا: تظهر الدلائل الواضحه إلى أن الجيش يقف الى جنب مبارك ونظامه  وأنه يمتلك تمام الثقه  من طرف قادة الجيش  حتى الان كما يبدو, رغم أن الازمه جاوزت الاسبوعين إلا أن الجيش يبدو متماسكا  بالرغم من الزخم الشعبى الواضح .
ثانيا: يبدو أن النظام إستطاع أن يحول الجيش إلى طبقه  ممايزه عن الشعب الامر الذى قلل من إحساسها بمطالبه  بشكل كبير , وهو الامر اللافت للنظر.
ثالثا: يبدو أن السنوات الثلاثون الماضيه التى قضاها مبارك فى الحكم , كانت مرحلة بناء الجيش على حساب    الشعب والمجتمع , والمقصود من البناء هنا , ليس للدفاع  عن العدو الخارجى ولكنه لتأمين سلطته وبقاءه  وتوريث الحكم لإبنه,  

رابعا: إستطاع النظام أن يربط مصير الجيش بمصيره من خلال إستقطاب قادته ,أدخلهم فى النظام ومكتسباته بشكل جعل منهم مرهنون  فى وجودهم بوجوده وبقاءه, وهذا أمر واضح  وجلى أثبتته الاحداث الدائره اليوم.
خامسا: الانتقال إالى مرحلة الانقلاب العسكرى بعد كل هذه الظروف كارثة الكوارث, تتكسر عندها القاعده  القديمه الشهيره"سلامة الشعب فوق القانون:"
سادسا:الانتقال الى مرحلة الاحكام العرفيه فى مواجهة مطالب الشعب  وليس لسبب  أو خطر خارجى  هو تهديد فاضح لسلامه الشعب  وهو أمر  يعكس الحاجه لأإعلان هذه الحاله  أصلارأسا على عقب.
سابعا:  المقابله بين الاراده الشعبيه وبقاء النظام محسومه أساسا  لصالح الاولى عبر التجربه التاريخيه , اتعجب كثيرا كيف تطوف دبابات ومدرعات الجيش المصرى وقد كتب عليها , يسقط مبارك, فى حين يدعو الجيش من خلال قادته لبقاء النظام.

ثامنا: حكومته القائمه اليوم حكومه عسكريه  بإمتياز وهو ما يثبت رهانه على الجيش ويثبت أن سنواته الثلاثون كانت سنوات بناء جيشه الخاص لا جيش مصر على مايبدو.
تاسعا: لايمكن التصور أنه بعد كل ماحدث أن لايتدخل الجيش , وإن تدخل يكون الى جانب النظام , لايمكن أن يتصور ذلك ,  ثمة قاعده جديده  جرى من خلالها إستبدال العدو الخارجى, بعد معاهدات كامب ديفيد وما تلاها, بحركة الشعب وإرادته . وذلك قمة  اليكتاتوريه فى النظام فالمستهدف هو الداخل وحصره  فلذلك كان الانفجار بمثل ماحدث علامه فارقه وفاصله فى تاريخ مصر .

يبقى أن نشير الى  أن إعلان الانقلاب العسكرى رسميا واستلام الجيش  وتفريق المظاهرات بالقوه  والعنف, ليس بجديد فإن ما تقوم به الشرطه وقوات الامن الخاص  والبلطجيه  كله يصب فى هذا الاتجاه  ومع ذلك يبدو إغراق الجيش فى مزيد من التورط فى دماء الشعب بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال نظام مبارك المنهار سيؤدى الى ايذاء تاريخه"الجيش" الناصع الذى تطلعت له الامه عبر تاريخها وعبر أبطاله وشخوصه , أى ايذاء يرتكب بحق  شهدائه, أى إيذاء يرتكب بحق قادته, نجيب وعبدالناصر وعبدالمنعم رياض واحمد إسماعيل  والشاذلى . لاتفعلها يامبارك  أكثر بتوريط الجيش ولكن عليك بفعل ما ينقذ شرف المقاتل الوطنى والشريف فى هذه الظروف الاستقاله أو الرحيل   

سقوط النخب بين النظام وحركة الشارع






المشهد  كبير وعريض ويمكن إيتيانه من أى جهه أو منحنى , لايدرك مدى التغير القادم إلا من له قدره على الا ستبصار , الرهان  اليوم على المواطن  الذى يفرض رأيه على المشهد , عليه ان لايضيع مثل هذه الفرصه السانحه , قد لاتعود إلا بعد عصر من الزمان يفرض على الاجيال مزيدا من التأخر والعجز. على الشارع أن يفرض نفسه وممثليه . يتحرك الشاعر  بفعل  وبتوجيه وبتصور  لاشك فى ذلك , قد يكون ذلك التحرك ايديولوجيا و وقد يكون  غريزيا  للمحافظة على الحياه. التحرك الايديولوجى  للشارع  غير موجود فى الشارع العربى لطبيعيته الديمقراطيه أصلا . فالايديولوجيا بمفهومها السياسى خارج الاطار العربى. نعم هناك نخب  أيديولوجيه ولكنها اعجز من  تفعيل حركة الشارع لاسباب عده , منها غياب الاحزاب المفعله للإطار الأيديولوجى ثم إقصائها للاخرين ومنها كذلك عقيدتها  المغلقه  التى لاتستوعب الاختلاف. بالاضافة الى اسلوبها الوصولى  الذى افقدها ثقة الشارع  تاريخيا فهى فى موضع شك ولا تزال ولى هنا أن أشير الى بعض الملاحظات.

أولا: إذا لم يكن هناك إطار  سياسى تتحرك فيه النخب  بإيديولوجياتها المختلفه , فلن تكون ذات فاعليه ولن تنشط أبعد من إطارها واهدافها الفئويه الضيقه  , وهو ما تعانى منه النخبه العربيه على إتساع الارض العرض , تسرب هنا وهناك وإنشاق فى موقع وآخر , وإلتحام بالسلطه حينا , وطلاقها بائنٌ معها أحيانا أخرى..
ثانيا: اذا لم  تتمكن  هذه النخب من ردم الهوه بين الشارع والنظام  بشكل يجعل من النظام  مدفوعا على معاملتها وأعتبارها جزء لايتجزأ من الشارع مصدر التغيير الحقيقى  فلا وزن لها مهما عقدت من إجتماعات  ومؤتمرات وهذا الأمر واضح كل الوضوح فى مسرح السياسه العربى و نخب تتحرك ميدانيا داخل الفنادق وأروقتها بينما الشارع يسيل فى جنبيها دون استشعار لهذا الحراك.

ثالثا: أظهر الوضع إرتباك النخب على أشكالها وجعلها تتداعى الى قصعتها , محاولة منها لركوب  تيار الشارع  والاستئثار بجزء منه, فهاهى لجنة الحكماء من النخب  , وهاهم الاخوان المسلمون  واستنجادهم داخليا وخارجيا  بالقرضاوى وغيره  للإنخراط بالشباب فى الشارع , بغية التقرب من مصدر تفجر الافكار  المفاجىء لهم جميعا.
رابعا:  الاتجاه الايديولوجى  لايعنى القدره على التغيير , فالقدره على التغيير تعنى حركه وتضحيه ومواجهة  واضحه مع النظام , وهو ما لاتقدر على إتيانه كثيرا من النخب فهى تعيش فى المنطقه"الرماديه" بين الفكر والنظام إذا أحسن فلها ,إذا أساء واقترب موعد زواله فلها كذلك حق التصرف والالتفاف.
خامسا:من فضائل الازمات أنها تفرض حقائق جرى إستبعادها وتجاهلها طويلا بالرغم من ثباتها كذلك ولكن التوازنات السياسيه قد تغفلها ولا  تتكترث بها طويلا: فضيلة الحوار وكأن الامر جديد على أولى الالباب , يتداعى الجميع اليوم للحوار ويطالب به حتى مع من يرفض الاعتراف بوجوده سابقا, كموقف السلطه المصريه مع الأخوان المسلمين, من اللاعتراف الى الحوار مباشرة, ففرح النظام هنا يوازى فرح النخبه " الاخوان" وذلك بفعل طرف آخر له مطالبه الخاصه وقد قد لايمثل ذلك الاخوان ولا غيرهم.

سادسا: إعادة الاعتبار للأجيال وكسر مسلمات  الامتداد الوصائى لجيل على آخر أو لفكر على فكر, هذه مسلمه لدى الغير  هناك ترتيب للمواقف والافعال من كان يتحرك فى السبعينيات مثل كيسنجر , يمكنه اليوم أن يوصى أو يقترح لاغير , منطق العصر, بينما يشيخ الولدان فى عالمنا مع فكر واحد وبرنامج واحد وشخص واحد , حتى إذا مات , إنبرى تلاميذه يكررون ذلك كتكرار البغبغاء.

إن أزمة الامه تتمثل فى عدم إدراكها للعصر   ولاللإنسان ومحدوديته ,  وفى إغفالها للحاضر  على حساب الماضى كذلك  وعلى إعتبار أن الخبره هى النشاط  والفعل , وعلى إعتبار أن  أن الحاضر لايمكن أن يثمر حتى يصبح ما ضيا, فأى مستقبل ننتظر ونحن نريد منه أن يتحول الى ماض أولا حتى  ندخله فى الإعتبار وفى الوعى. إن الامم  الواعيه هى تلك التى تجعل من الزمان كله مستقبلا , لاغير وهل وجد ت إنسانا اليوم لايفكر فى ساعته القادمه وإحتمالاتها. إنه المستقبل فقط ولذلك تسيد الشباب الموقف , وإن حاول بعض الماضى أن يندس  بين فجوات الزمن ولكنه سيسقط بين  هذه الفجوات إلا من نصيحه أو خبرة ترتجى أو وصيه    تُحىٌ ألباب قوم يعلمون.

الثلاثاء، 8 فبراير 2011

عن الأنظمه التى لاتخجل

عن الأنظمه التى لاتخجل


السياسه بين الحاكم والمحكوم فى عالمنا العربى لا تقوم على عقد إجتماعى  حقيقى يحفظ للجانبين  حقوقهما, بشكل  حضارى, رغم اشكال التعاقد الاجتماعى القائم  اليوم  مع إختلاف طرق صياغته بين الطرفين تاريخيا إلا انه لم يكن يوما عقدا بين متعادلين أو متكافئين.  الرقابه فى النظام السياسى الديمقراطى تقوم على مراقبة القيم فى أداء النظام, القيم فى شكل أرقام  وإنجاز . ما تخوضه شعوب الأمه من صراع مع أنظمتها  اليوم سواء كان حيا معاشا كما هو واضح فى تونس ومصر أوما يعتمل تحت الرماد فى اليمن  والاردن أ وما هو مؤجل  لحينه فى البقية الباقيه , يمكن  ايجازه فى  الآتى:

أولا: قامت الشعوب  وتحركت عندما ادركت بأن هذه الانظمه لاتخجل, لقد وصلت السكين حتى العظم. المراهنه على القيم وحدها دون رقابه لم يعد ممكنا والإعتماد على الصلاح الفردى "نموذج الخلافه الراشده" لم يعد  ممكنا اليوم
ثانيا: تكدس الثروات يحول الأمر الى ثورات . فالثروات الخياليه لمرتكبى السلطه فى أنظمتها صادمه لأى شعور إنسانى محتمل لدى الشعوب  يتحول معه الأإنسان الى شىء  حيث لايمكن للذات الانسانيه أن تقبله أو تقبلها أى الثروه كأرقام فى ظل  ما يعايشه الفرد من حطام  حوله وبين ارجاء معيشته.
ثالثا: الشعور بالخجل  صفه انسانيه مترفعه  ليس بألامكان إدركها بسهوله وإنما تتطلب تجردا ذاتيا وسموا أخلاقيا  كبيرا ,أن يأخذ النظام بيد الشعب و أن  يقوده لاينفصل عنه  أولا يستعبده أو يستجيره. الامثله هنا قليله , ربما يمكن تصور الشيخ عبدالله السالم ضمن ذلك حينما وضع  دستورا ديمقراطيا تفخر به الكويت وتتمايز به عن غيرها  حتى اليوم , يمكن كذلك إدراج سوار الذهب الذى وعد وأنجز فى السودان ,ولد الفال  كذلك فى موريتانيا.

رابعا: عندما لايخجل النظام يسلم رقاب الناس لمن لايخجل  من مسؤولين  فيأتونه بالتقارير المزوره  والبراهين المدسوسه  ورأينا اليوم كيف تتكشف الحقائق وكلٌ يلقى بالتهمة على الآخر

خامسا: عندما لايخجل النظام ينشىء إقتصادا بديلا  يقوم على الخدماتيه والوساطه  والوكاله  حيث لاحاجه له بالاقتصاد القومى , فالهدف تقويه النظام فقط

سادسا: عندما لايخجل النظام يقوم بإدراج فكرة الحلوليه الصوفيه على  قائده وعلى نظامه فيما بعد فيصبح فذا  غير البشر  فيه تتحرك الاراده الالهيه, فيكتسب بالتالى صفتى  الابديه والنقاء الالهيتين   

سابعا: عندما لايخجل النظام  تصبح الإستفتاءات والإنتخابات  دليلا ملموسا على ذلك بأرقامها ونسبها  المبستره التى تتجافى مع الواقع المشاهد والمعاش لكل ذى بصيره أو نظر.

ثامنا: عندما لايخجل النظام  لايعترف بالزمن ولا بالعمر ولا بالمرض وربما ولا بالموت فيبحث عن وريث  والمرأة التى تلده ويتوج قبل يومه  لأن الشعب يخجل أن يقول غير ذلك.

تاسعا: عندما لايخجل النظام يتصور من الشعب والمجتمع  اعتمادالخجل  فى ممارساته مع النظام,  لا بل ويراهن على ذلك وهنا تمام المفارقه, لابد أن يخجل الشعب أمام إنجازات الرئيس  والنظام, وعطاياه ,وكراماته وهباته , وحقه الالهى فى الحكم كقدر من الله.

إن المواجهه اليوم فى ميدان التحرير ومدن مصركلها تأتى  لكى تضع حدا بين الإيمان والسياسه , لايكفى الإيمان متمثلا فى قيَمه ومعانيه  وفى مقدمتها الخجل والخوف من الله  وغيرهما أن ينشىء نظاما,مستمرا ومتواترا,  وذلك لإختلاف الأوعيه التى تنساب داخلها هذه القيم وتلك المعانى  من النفوس لابد من السياسه والرقابة وصوت الشعب وعينه وربما سوطه كذلك, وهو ماتحاول هذه الجموع أن  تضعه اليوم على أجندة السياسه والحكم فى عالمنا العربى. لايمكن بعد اليوم لنظام أن يتوقع من الشعوب أن تخجل منه  فى حين يقوم بإغتصاب حقها فى الوجود والعيش الكريم بلا خجل وبكل صفاقه.

الاثنين، 7 فبراير 2011

النظام يسقط الشعب أم الشعب يسقط النظام؟ "محاولة لإستعادة الهرم المقلوب"


 

شعار  الشعب يريد إسقاط النظام المرفوع منذ بداية الثوره فى مصر ولايزال مرفوعا حتى  الان له دلاله تاريخيه  كاشفه عن عمق الأزمه  التى تعانى منها شعوبنا العربيه. شعار بهذا الحجم  والشموليه  لم يكن ليتبلور  لولا  سيطرته على الوعى بحيث يفرض نفسه , والمطالبه بتنحية مبارك  رمز لتحقق هذا الشعار . إن مبارك رمز للنظام العربى  الذى يواجه اليوم  محاكمه تاريخيه شعبيه فى الشارع وأمام مرأى من العالم  ثمة  ملاحظات لابد من ذكرها هنا   :
أولا: عبر العقود الماضيه كان النظام هو من يسقط الشعب  والاستفتاءات  الرئاسيه  خير دليل على ذلك  فى كل الدول العربيه دون استثناء  فبالتالى اصبح النظام  وتزوير الاراده الشعبيه  هو القاعده  وهذا تجاوز  لايمكن الاستمرار معه الا بحاله من الطوارىء الدائمه المعلنه أو غير المعلنه.
ثانيا: لكى تستمر حالة القاعده" الاستثناء" هذه  يلجأ النظام العربى بدرجاته وعلى مستوياته فى إقامة بدائل  للقوى الوطنيه سواء كانت جيشا او طبقه أو شعبا, فيوجد  قوى أمنه الخاصه ويحرك فى الطبقات الاجتماعيه بطريقه  يخلخل فيها إمكانية الاجماع  فى حالة تحققه فيقرب طبقه وينشأ  حزبا  ويجذب طائفه أو يجتبى قبيله وهكذا  لحماية حالة الاشتثناء  التى يعايشها  ويمد من أجلها.

ثالثا: إبطال الفعل التاريخى للشعب بإستجداء الدين والتراث  والنظام الابوى . بقوانين مثل  قانون العيب وكبير العائله  والحفاظ على سمعة الرئيس وتاريخه   "وده مش من تاريخ الشعب المصرى " حسب قول رئيس الوزراء المصرى المعين  عند الحديث عن إمكانيه الرحيل لمبارك.....الخ  وفى غير مصر من الدول العربيه كذلك , كما جرى فى السودان إبان حكم نميرى والدعوه لتطبيق الشريعه ,  وتونس أيام المجاهد الاكبر  والنظام القبلى أيضا ليس بعيدا عن التأثيرات التاريخيه السلبيه  االذى يكرس  القبيله أو الطائفه على حساب الوطن ككل  فينسب الوطن للعائله أو للقبيله كالدوله الامويه أو العباسيه....الخ

رابعا:  مع أن فكرة الرحيل فكره  دينيه"وأستعدوا ليوم الرحيل" الا أن الانظمه العربيه لاتحبها وتتجنبها مع استعارتها لكثير من المفاهيم الدينيه كطاعة أولى الأمر والانصياع لهم خوف الفتنه الى غير ذلك. إلا أن فكرة الرحيل فى تضاد دائم وغير قابل  للطرح وبذلك حتى هاجس الرحيل الانسانى النفسى  يجرى استبعاده حتى اللحظه الاخيره الامر الذى يزيد من تورط السلطه العربيه فى البشاعه. لأن هاجس الرحيل مؤشر نفسى إنسانى  يكتمل مع مرور الزمن  وإستنفاذ العمرولكنه  لا يبدو كذلك  داخل أروقة السلطه العربيه , مبارك مثالا 84 سنه وزين العابدين 75سنه والباقون  كذلك كلما يتزايد العمر يتناقص الشعور بهاجس الرحيل مفارقه  بكل المعانى وتحت أى الصور.الا من رحم ربى.
 خامسا:مفهوم الاصلاح لدى النظام العربى مهترىء  يستعيره استعاره فقط  كيف يصلح الآن من لم  يصلح  عبر عقود؟ , كيف يصلح النظام من نفسه وهو  فى مرحلة ضعفه ما لم يقم به فى قوته . فالتنازلات تحت الضغوط ليست إصلاحا  وإنما إنتزاعا . الاصلاح مفهوم متكامل  يستند الى قوانين وانظمه ينصاع لها الجميع دون إستثناء , فالاصلاح عندما تطرحه السلطه او النظام العربى هو شماعة التمسك والتشبث بالسلطه  لا أكثر
سادسا: رغم دعاوى الاصلاحات الدستوريه الشائعه إلا أن النظام العربى يعمل على دمج السلطات مع بعضها تحت السلطه التنفيذيه وسيطرتها  وهذه اداه هامه جدا لاسقاط الشعب    فى كل حين أو إستفتاء  فى إشاره واضحه  لتأبيد الاستثناء القاعده المشار إليه.

ألآن : إن أمام الشعب العربى  فرصه اليوم كما نرى فى الحراك المصرى من إشاعه لمفاهيم دستوريه وبرلمانيه قد تكون جديده على الكثير ولكن اشاعتها وتداولها يجعل منها مرتكزا لثقافه جديده  للشارع العربى . ليس أمام الشعب العربى ولا أنظمته القادمه سوى الدساتير وتشكيل أسس الرقابه الشعبيه وتداول الرأى والمشوره  وتشكيل اللجان.  ربما يقدم لنا نظام مبارك  الراحل فرصه  ثمينه يدرك كل من عاشها معنى الحريه والديمقراطيه والدستور الديمقراطى والتعايش بين الاديان . إن ميدان التحرير اليوم , شمس اشعاع  تشرق على الارض العربيه ناشره ثقافتها الجديده , ثقافة الأمل والرجاء للإنسان العربى الذى طال به الليل حتى اضحى  سرمدا