تتحدث الانباء عن أن هناك إتجاها قادما لدى النظام المصرى بعد عجزه أمام ثورة الشباب والارتفاع الى سقف مطالبها باللجوء الى الانقلاب العسكرى وإعلان الاحكام العرفيه وتشكيل حكومه عسكريه, مع أن النظام المصرى ,اصلا نظام عسكرى , وحالة الطوارىء قائمه منذ تسلم الرئيس مبارك الحكم قبل ثلاثون عاما, إلا أن إعلانها مجددا اليوم والتهديد بها فى هذه الظروف , يعطى دلالات تتجاوز جميع الاعتبارات فى حق الشعب والمواطنين ,بل و فى حق مبارك وتاريخه كمواطن بل وكإنسان ,يريد أن يحكم عليه التاريخ بما له وما عليه كما أشار سابقا. هناك بعض الملاحظات لابد من الاشارة اليها فى هذا الخصوص.
اولا: تظهر الدلائل الواضحه إلى أن الجيش يقف الى جنب مبارك ونظامه وأنه يمتلك تمام الثقه من طرف قادة الجيش حتى الان كما يبدو, رغم أن الازمه جاوزت الاسبوعين إلا أن الجيش يبدو متماسكا بالرغم من الزخم الشعبى الواضح .
ثانيا: يبدو أن النظام إستطاع أن يحول الجيش إلى طبقه ممايزه عن الشعب الامر الذى قلل من إحساسها بمطالبه بشكل كبير , وهو الامر اللافت للنظر.
ثالثا: يبدو أن السنوات الثلاثون الماضيه التى قضاها مبارك فى الحكم , كانت مرحلة بناء الجيش على حساب الشعب والمجتمع , والمقصود من البناء هنا , ليس للدفاع عن العدو الخارجى ولكنه لتأمين سلطته وبقاءه وتوريث الحكم لإبنه,
رابعا: إستطاع النظام أن يربط مصير الجيش بمصيره من خلال إستقطاب قادته ,أدخلهم فى النظام ومكتسباته بشكل جعل منهم مرهنون فى وجودهم بوجوده وبقاءه, وهذا أمر واضح وجلى أثبتته الاحداث الدائره اليوم.
خامسا: الانتقال إالى مرحلة الانقلاب العسكرى بعد كل هذه الظروف كارثة الكوارث, تتكسر عندها القاعده القديمه الشهيره"سلامة الشعب فوق القانون:"
سادسا:الانتقال الى مرحلة الاحكام العرفيه فى مواجهة مطالب الشعب وليس لسبب أو خطر خارجى هو تهديد فاضح لسلامه الشعب وهو أمر يعكس الحاجه لأإعلان هذه الحاله أصلارأسا على عقب.
سابعا: المقابله بين الاراده الشعبيه وبقاء النظام محسومه أساسا لصالح الاولى عبر التجربه التاريخيه , اتعجب كثيرا كيف تطوف دبابات ومدرعات الجيش المصرى وقد كتب عليها , يسقط مبارك, فى حين يدعو الجيش من خلال قادته لبقاء النظام.
ثامنا: حكومته القائمه اليوم حكومه عسكريه بإمتياز وهو ما يثبت رهانه على الجيش ويثبت أن سنواته الثلاثون كانت سنوات بناء جيشه الخاص لا جيش مصر على مايبدو.
تاسعا: لايمكن التصور أنه بعد كل ماحدث أن لايتدخل الجيش , وإن تدخل يكون الى جانب النظام , لايمكن أن يتصور ذلك , ثمة قاعده جديده جرى من خلالها إستبدال العدو الخارجى, بعد معاهدات كامب ديفيد وما تلاها, بحركة الشعب وإرادته . وذلك قمة اليكتاتوريه فى النظام فالمستهدف هو الداخل وحصره فلذلك كان الانفجار بمثل ماحدث علامه فارقه وفاصله فى تاريخ مصر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق